الشيخ محمد عبدالرحمن وكيل وزارة الأوقاف ذهب بنفسه ليقف وسط النار.. حاول أن يقدم نفسه كمهدى منتظر خلال الانتخابات البرلمانية القادمة، فانقلب سحره عليه.. فرغم أن الشيخ كان مصراً على نفى ما تردد على لسانه مؤخراً عن أنه رأى الرسول- صلى الله عليه وسلم- فى المنام وأمره بالمشاركة فى الانتخابات، إلا أنه لم يبرر أن الموضوع من حيث الأصل له خلفيات حقيقية. وأنه هو الذى وضع نفسه هدفاً لوسائل الإعلام، أياً كانت الوقائع التى دارت حولها الأحداث. «روزاليوسف» التقت الشيخ عبدالرحمن، وسألته لماذا فكر من الأساس فى خوض انتخابات الشورى المقبلة، رغم أنه رجل دين، ويشغل موقعاً مهماً بوزارة الأوقاف.. وهو ما سيجعله فى النهاية هدفاً. * هل كنت تسعى لإحداث هذه الجلبة حول نفسك؟ - فى كل انتخابات كانت تحدث فى الدائرة.. كان يأتى إلى العديد من الأهالى ويطلبون منى النزول للانتخابات، فسمعتى طيبة بين أهلى.. ومنذ عام تقريباً بدأ الكثيرون منهم يطالبوننى بالترشح، خاصة أن بعض النواب بعد نجاحهم لم ينزلوا الدائرة بالقدر المطلوب، والناس لها مصالح وتريد من يقضيها.. فقررت أن أخوض التجربة على الرغم من أننى رجل دين، وهذا لا يتعارض إطلاقاً مع عملى كمدير للأوقاف، وأعمل فى حقل الدعوة منذ سنوات طويلة.. والإسلام لا يمنع خوض السياسة بل إن كثيراً من الأمور فى عهد النبى- صلى الله عليه وسلم-كانت تخرج من المسجد. والرسول عليه الصلاة والسلام كان يربى قادة وعلمهم السياسة وكيف تكون القيادة، وتصديقاً لهذا الكلام هناك حديث «أن لله عباداً اختصهم بقضاء حوائج الناس أولئك الآمنون من عذاب الله يوم القيامة». * لكن خلط الدين بالسياسة فى كثير من الأحيان أدى للعديد من الأزمات؟ - الدستور والقانون أعطى لكل شخص الحق فى أن يمارس حقه الدستورى فى خوض أى انتخابات بصرف النظر عن دينه أو لونه.. فهل يقلل من شأن إمام المسجد أن يكون عضواً فى مجلس الشعب أو الشورى؟ بالطبع لا.. وهناك أمثلة كثيرة على خوض رجل الدين فى مصر الطريق السياسى.. ففى مجلس الشعب نجد الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس اللجنة الدينية، وهذا الرجل له باع طويل فى الحقل الدعوى والسياسى، ويتمتع بحب الناس وأيضاً الدكتور إسماعيل الدفتار وهو عضو فى الشورى ورمز من رموز رجال الدعوة والأزهر الشريف.. وهناك أمثلة عديدة من مجلس النواب! * هل هذا يعنى أنك ترفع أيضاً شعار «الإسلام هو الحل» الذى ترفعه الجماعة المحظورة؟ - الإخوان حقيقتهم معروفة للجميع.. والناس «مش عبيطة» والإسلام ليس بالشعارات والدستور والقانون يمنع استخدام الشعارات الدينية فى الانتخابات، خاصة أن شعار «الإسلام هو الحل» حق أريد به باطل.. ورجل الأزهر يستطيع أن يجمع الناس حوله لفكره الصحيح واعتداله وسلوكه ومعاملته للآخرين والفلاحون فى كل مكان أصبحوا يسمعون وسائل الإعلام ويقرءون الجرائد ويعلمون الكثير من الأمور السياسية. * بصورة عامة.. ما هى فرص نجاحك؟ - هناك رسائل تصلنى كل يوم تقول «سر على بركة الله» إحنا معاك.. ورسائل أخرى تحمل تهديداً ووعيداً من ناس لا أعرفهم وأرقام مجهولة.. وهذا متوقع! * من وراء رسائل التهديد؟ - الرسائل كانت تأتى على تليفونى عبر«sms» وهى رسائل من مرشحين ينوون تقديم أوراقهم خلال الانتخابات المقبلة.. ولن أقول أكثر من هذا. * البعض يقول أنك كنت وراء ترويج شائعة رؤيتك للرسول فى المنام وإعطائه الإذن لك بالترشح فى الانتخابات؟ - هذا الكلام لم يحدث وتم خلط الأمور والحقيقة هى أن رجلاً من أهل المدينة قابلنى فى القاهرة وقال لى أنه ذاهب إلى الرسول وسيدعو لى بالخير هناك، وحتى يقف الله بجانبى فى الانتخابات المقبلة على مقعد الشورى.. ولكن البعض أراد أن يصورنى وكأننى أضحك على الناس وأستعطفهم من خلال ما ذكرته بعض الصحف! * وماذا كان رد الفعل داخل وزارة الأوقاف فضلاً عن الوزير عندما قرأ مثل هذه الأخبار؟ - لم يحدثنى الوزير فى شىء إلا فى عزاء فضيلة الإمام الراحل محمد طنطاوى شيخ الأزهر.. وقلت له الحقيقة.. ولو كان هناك مشكلة لكلمنى الوزير مباشرة لكنه يرى أن الأمر أخذ أكبر من حقه، وأنا لم يصدر منى هذا الكلام. * هل لديك القدرة على الإنفاق المالى خلال الانتخابات المقبلة.. البعض ينفق الملايين؟ - أعلم ذلك، ولكن رصيدى عملى.. ولن أصرف جنيها حتى يعطينى أى شخص صوته. * وهل تسعى لدعم وتأييد الحزب الوطنى خلال الانتخابات؟ - الحزب يعلم من يصلح ومن لا يصلح.. وأعتقد أن الانتخابات المقبلة سوف تشهد الزج بالعديد من الأسماء الجديدة، فضلاً عن أن هناك استطلاعا للرأى يقوم به الحزب الوطنى لاختيار مرشحيه. * بالمناسبة.. مارأيك فى شغل المرأة للمناصب القضائية؟ - المرأة لها حقوقها التى شرعها الإسلام وأعطى لها ما لم يعطه لها أى دين آخر، فلها حقوق فى البيت وحقوق فى العمل وحق فى الانتماء السياسى ولها حق فى التعيين كقاضية لأنه لا يوجد تشريع دينى يمنعها من هذا العمل، والدليل على ذلك أنها أصبحت وزيرة وسفيرة ورئيسة وزراء فى بعض الدول، وهناك العديد من القضايا الشائكة فى الأحوال الشخصية لا يمكن حلها إلا عن طريق المرأة لأنها أدرى بها من الرجال. * وما تعليقك على حديث «النساء ناقصات عقل ودين»؟ - هذا الحديث رواه البخارى فى صحيحه.. ومعناه جاء فى حديث آخر يكمل هذا الحديث الأول ناقصات عقل من حيث موضوع الشهادة بمعنى عدم الاكتفاء بشهادة امرأة واحدة وانما بامرأتين، وأما ناقصات الدين وهو ما يعترى النساء من حيض ونفاس وغير ذلك من الأمور التى تقتضى عدم القيام بأمور شرعية كالصلاة والصيام وغير ذلك.. والحقيقة أن هناك بعض السيدات يفخر بهن المجتمع وأثبتن أنهن أفضل من كثير من الرجال وكم من أسر برزت فيها البنات وتفوقت على الذكور سواء فى التعليم وفى الاعتدال الفكرى وغير ذلك.. ونهاية القول أن الكثيرين لا يعرفون تفسير هذا الحديث وكل يفسره على هواه.