استدعي جهاز أمن الدولة في المنصورة الشيخ حسين محمد سعد الدين، رئيس قسم الثقافة وشؤون القرآن بمديرية أوقاف الدقهلية، أمس، للتحقيق معه حول تصريحاته التي قال فيها إنه يحمل رسالة من النبي صلي الله عليه وسلم إلي الرئيس مبارك، تتعلق بتغيير نظام الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، والبطانة المحيطة بالرئيس، ومواجهة الغلاء، وارتفاع الأسعار. توجه ضباط أمن الدولة بالمنصورة، صباح أمس، إلي مقر عمل الشيخ سعد الدين، واطلعوا علي ملفاته، والتقارير التي تقيم أداءه الوظيفي، لإعداد تقرير للجهات العليا. قال سعد الدين إن الشيخ عيد علي علم الدين، وكيل وزارة أوقاف الدقهلية، أصدر تعليماته أمس بشطبه من دفتر الحضور، رغم تواجده في مقر عمله. وأضاف: «لقد طلب مني الشيخ عبد العزيز أبو المعاطي، مدير إدارة أوقاف شربين، التي أعمل بها، أن أتنازل عن رئاسة قسم الثقافة وشؤون القرآن، بسبب تصريحاتي بأنني أحمل رسالة نبوية إلي الرئيس مبارك، مؤكدا أنه رفض ذلك بشدة، لأنه لم يرتكب جرمًا، وإنما رأي رؤيا ، إضافة إلي عدم وجود قرار من وزارة الأوقاف بذلك. وقال سعد الدين: «سوف أستمر علي موقفي رغم كل التحديات والعقبات التي أواجهها من جانب وكيل وزارة أوقاف الدقهلية، حتى أقابل الرئيس مبارك، وأقص عليه ما رأيت في المنام 5 مرات، من رسائل واضحة من الرسول صلي الله عليه وسلم، تحمل الخير لكل المصريين». وكان الشيخ حسين محمد سعدالدين،قد قال أن الرسول -صلي الله عليه وسلم- كلفه بتوصيلها إليه عدة مرات بعدما أتاه في المنام وأبلغه هذه الرسالة. وقال سعد الدين «جاءني الرسول -صلي الله عليه وسلم- 5 مرات في المنام علي فترات متفرقة، وطلب مني إبلاغ الرئيس حسني مبارك بأمور ونقاط محددة وواضحة، وألح علي في آخر رؤيا، بالإسراع في التحدث مع الرئيس». وأضاف: «أرسلت العديد من الرسائل والتلغرافات والفاكسات إلي الرئيس، لأتمكن من مقابلته والجلوس معه منفرداً، وإبلاغه بكل محتويات الرسالة دون جدوى». وعلي الرغم من حرصه الشديد علي عدم الإفصاح عن مضمون رسالته، فإنه ألمح إلي بعض محتواها، فهي تتضمن ضرورة تغيير نظام الحكم وتطبيق الشورى، وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية حرة، كما تضمنت الرسالة أيضاً طلباً بتغيير البطانة المحيطة بالرئيس مبارك، وحلولاً لمشكلة الغلاء وارتفاع الأسعار. وحول ما إذا كانت الرسالة تحتوي علي أي شيء يتعلق بجمال مبارك، صمت الشيخ سعد الدين قليلاً، وقال: «هذه الرسالة فيها الخير إن شاء الله تعالي لكل المصريين». وأكد أنه تردد كثيراً في التفاعل مع أولي رؤياه للرسول -صلي الله عليه وسلم- ثم دعا ربه قائلاً: «اللهم إن كان هذا الأمر مؤكداً فعاودني به»، فتكررت الرسالة 5 مرات، وفي المرة الأخيرة زيدت بالإسراع بتبليغها. وأضاف: «أعرف جيداً معني وقيمة كل كلمة أقولها، وأنني حقاً رأيت رسول الله -صلي الله عليه وسلم- أكثر من 5 مرات في المنام، ولا أستطيع مطلقاً أن أكذب في ذلك لقول النبي -صلي الله عليه وسلم-: (من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار)، كما أنني مستعد للمواجهة، والرد علي كل تساؤلات العلماء والفقهاء، التي تتعلق بمضمون وكيفية هذه الرؤيا».