لا أكره الرياضة. على العكس تماما، إننى أعتبر ممارسة أى لعبة رياضية، بانتظام ضرورة، لصحة الجسد، وعافية العقل. أنا مثلا، بعد أن جربت، العديد من اللعبات الرياضية، استقر عشقى على السباحة، التى أمارسها بانتظام، منذ طفولتى وحتى الآن. لا أكره الرياضة.. لا أكره أية لعبة رياضية.. لا أكره كرة القدم.. ولا أكره، أى فريق، مصرى، أو أجنبى، يلعبها. الأمر ببساطة، أننى، لا أريد لى، هوية يصفها لى أحد غيرى.. سواء فى كرة القدم، أو غيرها من الهويات، والمجالات. الأمر ببساطة، أن فلسفتى فى ممارسة الرياضة، خاصة كرة القدم باعتبارها فى أغلب بلاد العالم، اللعبة الشعبية الأولى، تتناقض جذريا، مع الفلسفة التى تُمارس بها. فى العالم كله، وليس فى مجتمعاتنا فقط، وحيث إن العالم طبقى ذكورى - فإن الرياضة، لن تكون رياضة من أجل الرياضة مثل أى شىء آخر يحدث ولكن رياضة تخدم مصالح هذا العالم، المؤسس، على الفلوس والفوارق الطبقية الضخمة بين البشر.. وتدعم وترسخ، التفرقة العنصرية بين الناس، ولكن على أساس الهوية الكروية. وتصبح كرة القدم، بالضرورة فى عالم كهذا، ليست إلا، تنويعة أخرى، على لحن فرق تسد وآلية أخرى، ل زيادة المشاحنات والقتال، والإرهاب والتعصب، والاختناقات، وتدعيم العنف، حتى إراقة الدماء. ما أراه، ليس رياضة وإنما تفريغ ل شحنات من الغضب المكتوم، ولا إنسانية الأولويات.. والتزمت الدينى، والكبت العاطفى، والجنسى، والسياسى والثقافى، والرياضى أيضا، وأفكار العنصرية الوطنية، والتعصب المهووس، نتيجة الفراغ والخواء، وعدم التحقق فى أى شىء، وكذلك العنف الواضح تحت الجلد. الرياضة من أجل المتعة، والصحة الجسدية المتاحة للناس جميعا، فى كل مكان.. تلك التى أشجعها، إن ملايين الأطفال والشباب، فى مجتمعاتنا، يلعبون كرة القدم، فى الشوارع، والحوارى، والأزقة. هم فقراء، لايملكون ثمن عضوية الأندية الطبقية.. ولاتوجد فى المجتمع أصلا، أماكن محترمة بلا مقابل، أو ب تذكرة رخيصة: ليلعب ملايين الأطفال والشباب، كرة القدم، التى نسميها اللعبة الشعبية الأولى فى العالم.. كيف؟ وملايين أطفال وشباب الشعب يلعبونها فى الحوارى بين القاذورات ومرور العربات؟ فى مجتمعاتنا، وفى العالم كله، الآن ازدهرت ثلاثة أنواع من الهوس، وكلها مترابطة: الهوس الكروى.. الهوس الدينى.. الهوس الجنسى. والأنواع الثلاثة من الهوس، لاتفعل شيئا، إلا ترسيخ وإعادة إنتاج القيم المريضة، العنصرية غير الإنسانية المتعصبة ذات المقاييس المزدوجة: مقاييس للحكام المتسلطين ومقاييس أخرى للمحكومين والمحكومات.. مقاييس للأثرياء.. مقاييس للفقراء.. مقاييس للرجال، وأخرى للنساء. مقاييس دينية مهووسة، التزمت فى العلن.. ومقاييس أخرى منفلتة فى الخفاء. والنتيجة.. هى البقاء داخل هذا المعتقل.. بإعلاناته على الشاشة، أثناء لعب المباراة، لترويج السلع الاستهلاكية، وترسيخ الأوهام لتحويلها إلى قوة شرائية فى الأسواق الحرة الطبقية العنصرية المتسلطة على العقول.. وعلى الجيوب. أسواق حرة.. تعوق حرية الناس. هذا الشهر، أهدى وردتى إلى كل امرأة، وإلى كل رجل، تتفوق هويته الإنسانية، على هويته الكروية. ؟ من بستان قصائدى: اشترى راحتى بالصمت والشرود لايهمنى أن أوصف باللامبالاة والبرود بينى وبين كل البشر لا انتماء، وآلاف الحواجز والحدود أطير عاليا إلى سماء تدهشنى وهم يسجدون شكرا وامتنانا ل زمن الجدود فى حياتهم يبنون السدود.. يزرعون الألغام يصنعون البارود وأنا سأصنع كفنى من أغصان الشجر وأوراق الورود؟