رواتب تصل ل 12 ألف جنيه.. 3408 وظيفة ب16 مُحافظة - الشروط والأوراق المطلوبة    اليوم.. وزير الأوقاف ومحافظ الشرقية يفتتحان مسجد محمد فريد خميس بالعاشر من رمضان    الأقباط يؤدون صلوات الجمعة العظيمة بدير القديس متاؤس في الأقصر    وأنت في مكانك، خطوات تجديد بطاقة الرقم القومي أونلاين    مجدى البدوى نائب رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر: «الحوار الوطنى» حقق مكاسب كبيرة للعمال    البابا تواضروس: وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن.. فيبقى الوطن ودور العبادة    سعر الذهب اليوم الجمعة في مصر مع بداية التعاملات    3 مايو 2024.. نشرة أسعار الخضراوات والفاكهة في سوق الجملة    أسعار البيض اليوم الجمعة في الأسواق (موقع رسمي)    تسلا تعرض شاحنتها المستقبلية سايبرتراك في ألمانيا    طريقة تشكيل لجان نظر التظلمات على قرارات رفض التصالح في مخالفات البناء    7 مليارات جنيه عوائد سنوية من عبور الكابلات البحرية للأراضى المصرية    القاهرة الإخبارية: قصف إسرائيلي مكثف يستهدف عدة مناطق ومنازل بحي الزيتون    مسئولون فلسطينيون ل«روزاليوسف»: مصر صمام الأمان لقضيتنا    الزوارق الحربية الإسرائيلية تكثف نيرانها تجاه المناطق الغربية في رفح الفلسطينية    وزير الدفاع الأمريكي: القوات الروسية لا تستطيع الوصول لقواتنا في النيجر    حماس تثمن قطع تركيا العلاقات التجارية مع إسرائيل    أخبار الأهلي : 4 لاعبين يغيبون عن الأهلي أمام الجونه وغموض موقف هاني    رئيس اتحاد الكرة: عامر حسين «معذور»    طقس الساعات المقبلة.. "الأرصاد": أجواء شديدة الحرارة بهذه المناطق    ضبط أسماك وفسيخ غير صالح للاستهلاك الآدمي في البحيرة.. صور    أمن القاهرة يكشف تفاصيل مقتل شاب على يد ممرضة ووالدها بالمقطم    انتداب المعمل الجنائي لمعاينة حريق مخزن ملابس بالعمرانية    استعدادات غير مسبوقة في الشرقية للاحتفال بأعياد الربيع وشم النسيم    «أم الدنيا».. أرض الأعياد    "مانشيت" يعرض تقريرا من داخل معرض أبوظبى الدولى للكتاب اليوم    بول والتر هاوزر ينضم ل طاقم عمل فيلم FANTASTIC FOUR    واعظ بالأزهر ل«صباح الخير يا مصر»: علينا استلهام قيم التربية لأطفالنا من السيرة النبوية    هل مسموح للأطفال تناول الرنجة والفسيخ؟ استشاري تغذية علاجية تجيب    ألونسو: قاتلنا أمام روما..وراضون عن النتيجة    الشارقة القرائي للطفل.. تقنيات تخفيف التوتر والتعبير عن المشاعر بالعلاج بالفن    حكم لبس النقاب للمرأة المحرمة.. دار الإفتاء تجيب    خريطة التحويلات المرورية بعد غلق شارع يوسف عباس بمدينة نصر    تشاهدون اليوم.. زد يستضيف المقاولون العرب وخيتافي يواجه أتلتيك بيلباو    إشادة حزبية وبرلمانية بتأسيس اتحاد القبائل العربية.. سياسيون : خطوة لتوحيدهم خلف الرئيس.. وسيساهم في تعزيز الأمن والاستقرار في سيناء    اعتصام عشرات الطلاب أمام أكبر جامعة في المكسيك ضد العدوان الإسرائيلي على غزة    حرب غزة.. صحيفة أمريكية: السنوار انتصر حتى لو لم يخرج منها حيا    لأول مرة.. فريدة سيف النصر تغني على الهواء    خالد الغندور عن أزمة حسام حسن مع صلاح: مفيش لعيب فوق النقد    تشكيل الهلال المتوقع أمام التعاون| ميتروفيتش يقود الهجوم    كيفية إتمام الطواف لمن شك في عدد المرات.. اعرف التصرف الشرعي    حكم وصف الدواء للناس من غير الأطباء.. دار الإفتاء تحذر    «التعليم»: امتحانات الثانوية العامة ستكون واضحة.. وتكشف مستويات الطلبة    الناس لا تجتمع على أحد.. أول تعليق من حسام موافي بعد واقعة تقبيل يد محمد أبو العينين    «تحويشة عمري».. زوج عروس كفر الشيخ ضحية انقلاب سيارة الزفاف في ترعة ينعيها بكلمات مؤثرة (صورة)    إبراهيم سعيد يكشف كواليس الحديث مع أفشة بعد أزمته مع كولر    وزارة التضامن وصندوق مكافحة الإدمان يكرمان مسلسلات بابا جه وكامل العدد    مواعيد صرف معاش تكافل وكرامة بالزيادة الجديدة لشهر مايو 2024    دراسة أمريكية: بعض المواد الكيميائية يمكن أن تؤدي لزيادة انتشار البدانة    دراسة: الأرز والدقيق يحتويان مستويات عالية من السموم الضارة إذا ساء تخزينهما    أهداف برشلونة في الميركاتو الصيفي    رسالة جديدة من هاني الناظر إلى ابنه في المنام.. ما هي؟    حكم البيع والهبة في مرض الموت؟.. الإفتاء تُجيب    تعيين رئيس جديد لشعبة الاستخبارات العسكرية في إسرائيل    مصطفى كامل ينشر صورا لعقد قران ابنته فرح: اللهم أنعم عليهما بالذرية الصالحة    قفزة كبيرة في الاستثمارات الكويتية بمصر.. 15 مليار دولار تعكس قوة العلاقات الثنائية    تعرف على طقس «غسل الأرجل» بالهند    برج السرطان.. حظك اليوم الجمعة 3 مايو 2024: نظام صحي جديد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مناظرات المنقبات مع رؤساء الجامعات

عقب قرار خلع النقاب الأخير داخل المدينة الجامعية، اختلفت ردود أفعال المنقبات ما بين رافضات له، وموافقات عليه، وبين هذا وذاك وقف القرار بعيداً عن حيز التنفيذ فى بعض المدن الجامعية، فلا المنقبات خلعن النقاب، ولا من خلعنه سكنَّ المدينة! حتى أن طالبات منقبات حولن لقاء رؤساء الجامعات أو ممثلين لهم إلى مناظرة لمناقشتهم فى القرار، وإمكانية التراجع عنه.. وجاءت لغة الحوار معبرة عن أن الطالبات اللاتى يرتدين النقاب ليس لديهن وجهة نظر وأغلبهن يرتدينه دون سبب واضح، أو معرفة بأصوله.
روزاليوسف حاورت عددا من الفتيات اللاتى وافقن على مبدأ خلع النقاب داخل المدينة الجامعية، وتابعت تفاصيل لقاءاتهن مع أساتذة الجامعات ونتيجة هذه اللقاءات. فى تناقض واضح لمواقفهن المعلنة من أنه الزى الشرعى.. وعدم تراجعهن عنه مهما كلفهن ذلك حتى ولو كانت التكلفة هى المدينة الجامعية.. دخلت حملة روزاليوسف ضد النقاب منعطفاً جديداً بعد أن قررت 77 طالبة خلع النقاب الأسبوع الماضى.
بدأت اللقاءات السرية بين وفود من الطالبات المنقبات والقيادات الجامعية لدرجة اختيار المتحدثين باسم المنقبات أوقاتا متأخرة من اليوم الدراسى لمقابلة مسئول الجامعة دون موعد مسبق، وتضمنت اللقاءات سبعة أسئلة هى: لماذا هذا القرار؟ وهل أنتم تحاربون الدين؟ ولماذا لا يتم منع غير المحجبات من دخول المدينة؟ وهل هذه تعليمات عليا وسياسة دولة أم قرار يختص به رئيس الجامعة، ولماذا هذا التوقيت بالأخص؟ وماذا لو لم نتراجع عن موقفنا؟ وهل هناك نية لتطبيق مثل هذا القرار داخل الحرم الجامعى؟
.. وعادة ما يأخذ الحوار منحنى أساسيا يختتم به اللقاء وذلك بعدما تصل المناقشات حول شرعية النقاب من عدمه إلى نقطة فاصلة، لا يجدن ما يعلنه سوى أنه حرية شخصية فيرد عليهن المسئول، ولكن حريتكن مشروطة بحق الآخرين فى تملك نفس الحرية، خاصة أن عدد المنقبات وصل إلى 600 فى 17 جامعة.. فيما أكدت المصادر أن عددهن يتجاوز ال5 آلاف.
جامعة القاهرة تحتفظ بالعدد الأكبر بواقع 200 طالبة، تليها عين شمس 65 حلوان 60 المنيا 40 الإسكندرية 35 المنصورة 32 قناة السويس 25 المنوفية والفيوم 15 سوهاج وبنها 12 جنوب الوادى 11 الزقازيق وبنى سويف 10 وأسيوط 5 طالبات.
فى جامعة عين شمس فوجئت لميس سكرتيرة مكتب الدكتور عاطف العوام - نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب - فى تمام الساعة الخامسة بثلاث طالبات منقبات يطلبن مقابلة د. عاطف، وذلك دون تحديد ميعاد مسبق، وخلال اللقاء الذى استمر 15 دقيقة تحدثن عن مواصفات الزى الإسلامى وما يجب أن ترتديه الفتاة حتى تستر مفاتنها، ودار جدل بين الطالبات الثلاث ونائب رئيس الجامعة حول الحرية الشخصية فى أزياء الطالبات داخل الجامعة أو المدينة الجامعية، انتهى عند أن النقاب ليس مفروضا ولا مرفوضا، ولكن من الممكن أن يسمح لأصحاب النفوس الضعيفة من الرجال أو الشباب بارتدائه والتستر تحته لارتكاب جرائم.
وقال الدكتور عاطف العوام إنه بعد حواره معهن اكتشف أن ارتداءهن للنقاب بعيد تماماً عن الدين والتدين بل هو عادة أو على أقل تقدير لطبيعة البيئة التى نشأن فيها. أضاف: طلبت منهن حديثاً شريفاً أو آية قرآنية تدل على فرضيته فلم تستطع واحدة منهن الإجابة، فما كان منا إلا أن اتفقنا على أنه حرية شخصية وهذه الحرية مكفولة أيضاً للآخرين بشرط ألا تسبب هذه الحرية أذى للآخر.. والنقاب من الممكن أن يتستر خلفه رجل لارتكاب جرائم.. فيما انتهى اللقاء عند هذا الحد واعدات ال د. عاطف على إعادة ترتيب أوراقهن حتى يتمكن من دخول المدينة طبقا للتعليمات.
وفى جامعة حلوان وصل الحوار بين نائب رئيس الجامعة و8 طالبات منقبات مرحلة شد وجذب انتهى بأن خلع أربع منهن نقابهن داخل مكتبه، بعد اقتناعهن بأن الجامعة اتخذت هذا القرار لبث الطمأنينة فى نفوس الطالبات وحفاظاً عليهن فقط.. حيث توجه الثمانى إلى مكتب الدكتور محمد النشار- نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب - واستمرت نصف ساعة شهد خلالها الجدل ذاته، فالطالبات يرين القرار ضد الدين وأنه الزى الشرعى فى هذا الزمان الذى وصفنه بزمن الفتنة، فى حين اعترض النشار على وصف الفتنة قائلا لهن: لسه فيه خير فى البلد وزى ما فيه ناس وحشين يرتكبون الجرائم ويتحرشون بالبنات فيه ناس شهمة تترك مقاعدها فى وسيلة المواصلات للفتاة، ويمسك بيد العجوز لمساعدته فى عبور الطريق مستنداَ إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم الخير فىَّ وفى أمتى إلى يوم الدين
وأضاف: أنتن أحرار فيما ترتدينه وهذا حقكن، ولكن من حقنا كمسئولين عن سلامتكن أن نحارب كل ما يمكن أن يهدد أمنكن فلسنا ضد النقاب، ولكن ضد التطرف.. وديننا دين وسطية واعتدال.
وانتهى الحوار بموافقة أربع طالبات على خلعه فيما رفضت الأخريات.
جامعة كفر الشيخ استمرت المقابلة خمس دقائق فقط مع رئيس الجامعة الدكتور فوزى تركى الذى اكتفى بقوله: إن هذا القرار لا تراجع فيه، واللى عايزة تدخل المدينة تلتزم بتعليماتنا.. ومافيش أكثر من أن شيخ الأزهر قال أنه عادة وليس عبادة.. وهذا قرار فى صالح الجميع، ووجهة نظرى أن التى ترتدى النقاب لا يجوز لها أن تتعلم أصلا فكيف أقدم العلم أو أرسله لواحدة لا أعرف ملامحها أوحتى أعرف هى بنت ولا راجل.
وفى جامعة المنصورة كان لرئيسها الدكتور أحمد بيومى وجهة نظر ثابتة يعرضها على كل طالبة منقبة تقابله.. هل تقبلى أن نسمح للطالبات بدخول الحرم الجامعى بشورت وبلوزة مكشوفة؟ وأن نسمح للطلاب بارتداء وشاح أسود يلثم به وجهه، فتكون الإجابة لا.. فيرد رئيس الجامعة: إذن نسلم بأن الزى المناسب يكون فى المكان المناسب.. والنقاب ليس الزى المناسب داخل حرم المدينة الجامعية، فكلها طالبات.
فى جامعة بنها شهد مكتب الدكتور على شمس الدين نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، مقابلتين مع طالبات منقبات، وكان السؤال السائد: لماذا تضيقوا علينا الخناق وتتركوا غير المحجبات؟ فكان رد الدكتور على: لا علاقة للنقاب بالأفضلية أو الإيمان، وكذلك العكس، والدليل على ذلك صفحات الحوادث ومحاضر أقسام الشرطة التى لا تفرق بين منقبة ومحجبة وغير محجبة.. قائلا لهن: النقاب ليس فرضاً ولا سنة، والوجه جزء مهم داخل المدينة الجامعية للطالبات لمعرفة هوية الطالبة، حتى لا نفاجأ بكارثة دخول رجل متستر خلف النقاب يرتكب جريمة ما، وبعدها لن يغفر لنا المجتمع ومنظمات حقوق الإنسان التى تساند النقاب الآن هى أو من تشهر السيف فى وجهه ووجوهنا إذا حدث ذلك.
فى جامعة المنيا التقى الدكتور ماهر جابر رئيس الجامعة مع وفد من الطالبات المنقبات ودار الحوار حول ما سبب هذا القرار؟ ولماذا هذا التوقيت؟ فأجاب ماهر فى اللقاء الذى استمر 25 دقيقة قائلاً: سبب القرار هو حدوث جرائم يتستر مرتكبوها خلف النقاب، وكان للمدن الجامعية نصيب منها، أما لماذا هذا التوقيت فأكد أنه تأخر وكان لابد من وقفة قبل فوات الأوان قائلاً لهن مادام شايفانى.. لازم أشوفك.
تحكى ر.م طالبة بكلية الإعلام جامعة القاهرة فتقول: تنقبت فى أبريل الماضى قبل امتحانات نهاية العام.. وحين جئت هذا العام لأسكن فى المدينة فوجئت برجل الأمن يقول لى: لن تدخلى المدينة بالنقاب، هناك قرار بذلك، وما المشكلة فى الحجاب الذى ترتديه زميلاتك؟ فقلت له: هذه حرية شخصية، وحين حاولت أن أنقل الجدول من الداخل رفض أيضاً، فرحلت وأنا أكلم نفسى! حيث إن تقديرى للعام الماضى امتياز، ولم أفعل يوماً شيئا يسىء لى أو للمدينة أو لزميلاتى كى تعاملنى الجامعة هكذا، ولكن أمى أصرت على أن أخلعه، ولامتنى لأنى وضعتها فى موقف حرج، لأن أبى مسافر، وهى لا تقوى على السفر لتبحث لى عن سكن جديد بسبب مشاكلها الصحية، فاستجبت لها وخلعته وأنا أبكى، وعدت إلى القاهرة من دونه، وظللت ثلاثة أيام بدون نقاب داخل وخارج المدينة الجامعية، أحاول العودة وتصحيح ما حدث، كما قامت أمى بكتابة تعهد أمام إدارة الجامعة بأنى لن أعاود ارتداءه مادمت سأسكن بالمدينة الجامعية، إلا أن محاولاتنا باءت بالفشل وظل اسمى خارج قوائم التسكين رغم أنى خلعت النقاب، وطفت مكاتب المسئولين بالجامعة من دونه، لذا لم أجد بدا من البحث عن سكن خارجى، ومعاودة ارتدائه مرة أخرى.
وعن دراستها بكلية الإعلام تقول: كنت فى عامى الأول بالكلية متحمسة ونشيطة، وكنت أقول للجميع أنا اللى هاقص الشريط وأذيع من التليفزيون المصرى بالحجاب، كنت أود أن أكون صحفية أيضاً، ولكننى لم أكن أملك الشجاعة الكافية لهذا أو لذاك، بل إنى كنت أخاف من أن أسأل أساتذتى فى الكلية كى لا يحرجونى، أو يستهزئ زملائى بكلامى، كما أن زميلاتى بالمدينة الجامعية كن دوماً يقنعننى بضرورة الكف عن الحديث والتعبير الزائد عن نفسى، وكانوا دوماً يقولون لى لسانك هايوديكى فى داهية، ومن كثرة حديثهم أصابنى اليأس، وانطفأ الحماس بداخلى، وشعرت أن مصر مزدحمة جداً جداً، بحيث يستحيل أن أظهر بها، وبدأ يتنازعنى شعوران بداخلى؛ الأول لفتاة تريد أن تنطلق وتعمل وتشتهر، والثانى لأخرى تريد أن تتزوج وتنجب أبناء وتجلس بالبيت فى هدوء وسكينة، وقد استجبت لهذا الأخير فنسيت أحلامى بشأن العمل بعد التخرج واقتصر اهتمامى على حصاد تقدير عال وحسب.
وعن قصة نقابها تقول: أنا أصدق الشيخ محمد حسان، فى كل ما يقول، وأثق فى المعلومات التى يسوقها، وقد كنت أعتقد فى البداية أن النقاب سنة، ولكنى اكتشفت بعدما شاهدت عدداً من الحلقات فى برامج كل من الشيخ محمد حسان ومحمد حسين يعقوب، أنه فرض.
عائلة ر.م غير مقتنعة بنقابها رغم أن الأم منقبة، لأن الأب والأم يريان فى النقاب خطراً على ابنتهما، التى قد يشك الناس فى انتمائها بسببه، وعن هذا تقول: أبى وأمى يخافان على للغاية، وقد حذرانى منذ العام الأول لى فى الجامعة من الدخول فى أى جماعات دينية سياسية، ورفضا كذلك ارتدائى للنقاب قبل مرور سنوات دراستى الأربع، كانت أمى تقول لى: أريد أن أفرح بابنتى التى تدرس الإعلام، ولكننى ظللت أتناقش معهما لمدة سنة، وأصررت على ارتدائه لأنه يقربنى من الله، رغم أن الإعلام يروج للمنقبات على أنهن متطرفات.
تكمل ر.م قائلة: حين وجدت الإدارة فى المدينة الجامعية مصرة على عدم عودتى رجعت لارتداء النقاب، وظللت أبحث عن سكن خارجى إلى أن وجدت مسكنا لفتيات مجاميعهن أقل من أن تدخلهن المدينة الجامعية، وبرغم أن السكن كامل العدد إلا أنى أقمت معهن فى ظروف غير مريحة.
وعلى العكس مما قامت به ر.م من معاودة ارتداء النقاب عقب ثلاثة أيام من خلعه، لم تتراجع ف. م طالبة الطب عن قرارها فى خلعه أملاً فى إعادتها للمدينة مرة أخرى، ولهذا قصة ترويها قائلة: فى بداية العام الحالى وبالتحديد فى10/3 ذهبت إلى المدينة الجامعية لأسكن ضمن الدفعة الأولى حيث إن تقديرى امتياز، إلا أنى فوجئت برجل الأمن يقول لى: ممنوع الدخول بالنقاب، فلم أتردد وخلعته مباشرة، فدخلت وتم تسكينى، إلا أنى فوجئت بهم فى اليوم التالى يستدعوننى إلى الإدارة ويأخذون منى الكارنيه وإيصال المصاريف ويسلموننى ورقة إخلاء طرف إجبارى، سألت المديرة عن السبب فقالت أن تلك تعليمات خارجية، وحين سألتها عن المصاريف التى دفعتها وقيمتها 299 جنيها قالت لى إننى لا يمكننى استردادها الآن لأنها دخلت ميزانية الدولة!
ثم قالت لى: مرى على بعد 20 يوما، وخلال تلك الفترة ذهبت إلى الدكتور عادل زايد نائب رئيس الجامعة، كى أشكو وقد كتبت التماسا لإعادتى، مصحوباً بتعهد منى أنى لن أرتدى النقاب مرة أخرى حتى تنتهى فترة دراستى، ولكن شيئاً لم يحدث حتى الآن بعد تحول المشكلة لمكتب مدير المدن الجامعية الأستاذ ماهر منصور، فهو لم يقابلنى، والموظفون الموجودون بالخارج مستمرون فى إخبارى بأنه لم تتم الموافقة على التماسى بعد، وأنه لم تصلهم أية تعليمات بشأن البت فى أمر المنقبات سواء اللاتى خلعن النقاب، أو اللاتى لم يخلعنه، كذلك يقولون إن حل هذا الأمر فى يد الوزير، ولذلك تعجبت حيث إن الوزير نفسه هو من قال فى تصريحاته إن المنقبة لابد أن ترفع النقاب عندما تدخل المدينة، أما أنا فقد خلعته تماماً، وأسأله ما السبب فى إبعادى؟ ف.م منقبة منذ الصف الثالث الثانوى، عن اقتناع بأنه فرض يقربها من الله، وحماية لها من كثير من المشاكل كالمعاكسات وغيرها، خاصة أنها مغتربة تعيش وحدها، ولكنها من ناحية أخرى تحب كليتها، وتتمنى أن تجيد فيها،
لذا تقول: حين رأيت فى النقاب عائقا عن دراستى، وسبب لى معاناة يومية أراها فى الذهاب والإياب من وإلى قريتى الواقعة فى مركز داخل محافظة بالوجه البحرى، أركب للوصول لها ثلاث مواصلات تكلفنى يومياً 25 جنيها، إلى جانب التكاليف الباهظة للكلية ذاتها، فضلاً عن كونه السبب فى طردى من المدينة الجامعية، لذا لم ولن أتردد فى خلعه خلال سنوات دراستى بالقاهرة، خاصة أن محاضراتى تبدأ فى الثامنة صباحاً وتنتهى فى الخامسة، وهو ما يضطرنى للاستيقاظ فى الرابعة فجراً، والوصول منهكة فى الثامنة مساءً، وكلها ظروف لن تساعدنى بحال من الأحوال على الاحتفاظ بعلامة الامتياز التى حرصت على الحصول عليها فى العامين الماضيين، لذلك فالبديل الوحيد أمامى هو خلع النقاب ومحاولة الحصول على فرصة لدخول المدينة الجامعية.
والدة ه.س غير منقبة، وكذلك نساء العائلة، ولكن ه اتخذت قرارها بالانتقاب مع عامها الأول بالكلية، حينها كانت ترتدى خماراً من دون اقتناع، بناء على رغبة أخيها فقط، ولكن صديقاتها فى المدينة الجامعية كن يعقدن حلقات دينية عقب صلاة العشاء، على فترات منفصلة بسبب معارضة المشرفات للتجمعات الدينية بخلاف الصلاة، تقول الفتاة: فى تلك الحلقات تحدثت إحدى الحاضرات عن الدين والتدين وضرورة تطبيق سنن الرسول صلى الله عليه وسلم، للتقرب من الله، هنا بدأت أتعرف على كتب جديدة لم أكن أعرفها فى الفقه والدين، وبدأت أقرأ كتبا مثل النقاب واجب، وكتيب الشيخ السعودى محمد العريسى بعنوان صرخة فى مطعم الجامعة الذى يسوق فيه أدلة على فرضية النقاب، وكنت أيضاً أسمع شرائط لمحمد حسين يعقوب، كل هذا حفزنى لارتداء النقاب، ولكنى واجهت رفض عائلتى الذين رأوا أن مجال دراستى لا يتوافق مع النقاب، ولأننى لازالت فتاة فى مقتبل العمر، ولكننى صممت، وحين خلعته لدخول المدينة لم أفعل إلا حين أكدت زميلة لى أثق فيها، أنها سمعت الشيخ محمد حسان يقول بأن الاضطرار يبيح خلع النقاب فى المدينة الجامعية.
ما حدث للفتاتين السابقتين حصل لأ، ولكن المختلف فى قصتها، هو أنها انتبهت إلى ثغرة فى تنفيذ القرار حيث تقول: فى نهاية العام الماضى قام المسئولون فى المدينة بجمع أسماء المنقبات وقت الامتحانات، وقد أدى هذا الإجراء لمشكلتين؛ أما الأولى فهى أن البنات اللائى تم أخذ أسمائهن تم شطبهن فعلاً من القائمة سواء أبدين استعدادا لخلع النقاب أو لم يبدين، وأما الثانية فهى أن بعض الفتيات المنقبات كن قد أخلين المدينة فى هذا الوقت وسافرن إلى بيوتهن، لأجل الاستعداد للامتحانات فلم تدخل أسماؤهن فى القوائم المحظور تسكينها، وبعد صدور القرار، التزمت بعضهن به فخلعن النقاب وذهبن للمدينة بصورة طبيعية فتم تسكينهن وانتهى الأمر، ومنهن من ذهبت بالنقاب لتسكن فتم شطب اسمها، ومنهن من علمت الحيلة فترتدى النقاب بالخارج وتخلعه قبل المرور من الباب.
الأمر ذاته يتكرر مع الفتيات اللاتى تنقبن خلال فترة الإجازة، أو هؤلاء اللائى يدخلن المدينة لأول مرة، فلا مشكلة تواجههن لأن أسماءهن غير موجودة فى قوائم الطرد، وهذا غير عادل.
أ تقول أيضاً: فى العام الماضى كنا نمر على ضابطة امرأة فى حجرة الزيارة بالمدينة، حيث نكشف وجوهنا لتتأكد من هويتنا وتطابقها بالكارنيه، ولكن مع الظروف الجديدة أعيش الآن فى شقة بحى بولاق الدكرور بجوار الجامعة، تتألف من غرفة وصالة تضمنى وخمسا من زميلاتى، والغرفة الواحدة بها أربع أسرة بينما تضم الصالة سريرين، والاتصالات لا تنقطع من أهالينا ليطمئنوا علينا، لأن أكثر ما يسوؤهم هو الأمن الذى كنا ننعم به فى المدينة الجامعية والحرس الواقف على بابها، تلك الظروف تجعلنى على استعداد لأن أخلع النقاب فى المدينة الجامعية مادامت من ترى وجهى امرأة ومن حولى نساء.
د. ك طالبة الحاسبات والمعلومات تؤكد المعلومات التى توردها زميلتها حول مسألة الشطب المسبق للأسماء دون وضع خلع النقاب كخيار ممكن، فد.ك واحدة ممن انتقبن خلال فترة الإجازة، وحين صدر القرار أجبرها أهلها على خلعه، ففعلت ولم تخبر أحداً بالمدينة عن كونها منقبة سابقة، وسكنت بصورة طبيعية.
حكايات المنقبات اللاتى يرغبن خلع النقاب مقابل الاستمرار فى التعليم والتفوق كثيرة جداً، ولكن السؤال الذى يطرح نفسه: هل من الحكمة إصدار القرارات دون الحرص على تنفيذها؟! وأيهما أفضل؛ التمسك بالفتاة التى تود خلع النقاب وتوفير ظروف لائقة وحياة كريمة لدراستها، أم الحكم عليها وعلى مستقبلها مسبقاً دون إعطائها فرصة للاختيار


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.