تسعي إيران الضلع الأساسي في الهرم الثلاثي مع حزب الله وسوريا إلي أن تجد لها دورا في مصر بعد ثورة 25 يناير واستخدامها في توصيل رسائل للغرب وبعض الدول العربية مثل السعودية أن لها دورا علي الساحة المصرية وأنها مترامية الأطراف بزرع عناصر موالية لها من الداخل والخارج بالاعتماد علي الذراع اليمني لها وهو حزب الله وبعض العناصر الشيعية في مصر الذين يبحثون عن أدوار. ظهور مجموعة علي الفيس بوك باسم الحرس الثوري المصري وتضم صورة للمرشد آية الله الخامنئي تزامن مع وجود مندوب من حزب الله بالقاهرة يعقد لقاءات سرية مع بعض العناصر الشيعية المصرية لتجنيدهم لممارسة دور علي الساحة لصالح إيران. هذا في الوقت الذي تمكن هذا المندوب في التحرك في شوارع مصر إلا أن السلطات المصرية قامت برفض دخول مجموعة من العناصر الشيعية العراقية للقاهرة منذ 10 أيام لأسباب أمنية. حيث أكد صالح الورداني - الذي كان ينتمي إلي المذهب الشيعي وأكد لنا أنه تراجع عنه - أن الدور الإيراني برز بقوة بعد ثورة 25 يناير ويحاول أن يطأ قدمه علي الساحة المصرية بالاستعانة بعناصر من الشيعة في مصر خاصة ممن يبحثون عن أدوار ويسعون للحصول علي مناصب. الورداني أشار إلي أنهم يعتمدون علي إطلاق بالونات اختبار كل فترة من أجل الإشارة إلي تواجد إيراني في مصر وقياس الرأي العام ومدي قبوله لهذا الدور مثل المجموعة التي أطلقت علي نفسها الحرس الثوري الإيراني الذي يتشابه في اسمه مع الحرس الثوري الشيعي الإيراني مستغلين حماسة بعض الشباب الشيعي لنقل النموذج الإيراني لمصر والمتمثل في نظام الملالي. يضيف: إن الشيعة في مصر كثيرون ولا يمكن إحصاؤهم وقد قدر تقرير الحالة الدينية للخارجية الأمريكية عددهم ب750 ألف شخص، لكنهم أكثر من ذلك فهم منتشرون من خلال الجماعات الصوفية القريبة منهم ونقابة الأشراف، لكنهم غير منظمين وليس لهم هيكل إداري أو تنظيمي ويحاولون أن يمارسوا دورا من خلال الحصول علي دعم إيران الحريصة علي علاقاتها بمصر لأنها دولة مهمة في الخريطة العربية والعالمية ويبحثون عن قدم فيها من خلال الشيعة وحزب الله اللبناني الذي يعد الذراع اليمني لإيران. الورداني فجر مفاجأة، حيث كشف عن وجود عناصر من حزب الله تلعب دورا وتجند أشخاصا لهم مؤكدا أنه يعرف أن هناك مندوبا من حزب الله موجود في مصر ويتصل بالشيعة ويعقد لقاءات سرية مع رموزهم في شقة يستأجرها في حي المهندسين ويتحرك في شوارع مصر من خلال الشيعة. وأضاف أنه يعرفه منذ كان في الخارج إنه مندوب لحزب الله وأنه سوري الجنسية وجاء إلي مصر في عام 2006 في ظل عصر مبارك وزادت زياراته بعد الثورة مؤكدا أنه سيبلغ الأمني الوطني والمخابرات المصرية بهذه المعلومات. وأكد أن هناك مجموعة من الشيعة العراقيين جاءوا إلي مصر ولكن السلطات المصرية لم توافق علي دخولهم مطار القاهرة وتمت إعادتهم إلي العراق منذ 10 أيام لأسباب أمنية. ما قاله الورداني يدعو إلي الانتباه في ظل ظهور مجموعة علي الفيس بوك أطلقت علي نفسها «الحرس الثوري المصري» شبيهة بالحرس الثوري الشيعي الإيراني الذي أسسه الخميني في بداية الثورة الإيرانية والمجهّز بقوات برية وبحرية وسلاح جو واستخبارات خاصة به، ويضم في صفوفه 90 ألف جندي من الجنود النظاميين وحوالي 300 ألف من جنود الاحتياط. المجموعة تضم أكثر من 500 مشترك أغلبهم من لبنان وفلسطين ودول عربية أخري ويعتنقون المذهب الشيعي إلا أن مؤسس المجموعة محمد حسني عبدالرازق عبدالوهاب الحضر- 23سنة دبلوم ثانوي صناعي - والشهير (بمحمد الحضري) أكد أنه مسلم سني وأن والده خطيب مسجد بمركز منيا القمح الشرقية وعمل في القوات المسلحة 27 عاما ولا أحد من أسرته يعتنق المذهب الشيعي ولا يقبل تطبيق التجربة الإيرانية في مصر لأنها لا تتناسب مع الطبيعة المصرية وأن اسم الصفحة الحرس الثوري المصري جاء في نفس الأسبوع الذي صدرت فيه وثيقة الدكتور علي السلمي باجتهاد شخصي منه ودون إيعاز من أحد وإشارة منه إلي أن الثورة تحتاج إلي حارس. محمد الحضري أكد أن مشاركاته السياسة مقتصرة علي دعم المقاومة الفلسطينية فهو عضو في التجمع العربي والإسلامي لدعم المقاومة وعضو في اللجنة الدائمة لتحرير فلسطين مع مجموعة من جبهة التحرير القومية، والتقوا في يونيو الماضي بعمرو موسي الأمين العام لجامعة الدول العربية سابقا وتقدم مع زملائه بمشروع مقاطعة لإسرائيل سياسيا وإعلاميا واقتصاديا ووعدهم موسي بعرضه علي مكتب المقاطعة بدمشق. ورغم أن الصفحة دعت إلي إغلاق السفارة الأمريكية في 25 يناير القادم، وهو ما خلق حالة من القلق لدي الولاياتالمتحدةالأمريكية والجهات المسئولة إلا أن محمد تراجع عن الدعوة مؤكدا مشاركته في اقتحام السفارة الإسرائيلية وأنه لن يغير اسم المجموعة «الحرس الثوري المصري» وأنه لابد من دعم المقاومة الفلسطينية بالمال والإعلام. واعترف محمد بأن هناك مشتركا في المجموعة غير مصري تحمل صفحته الشخصية صورة العلم الإيراني وتم حذفه من الصفحة خاصة أن هناك كثيرين من أعضاء المجموعة شيعة من خارج مصر، وهو ما جعل الجميع يربط الصفحة بإيران من خلال الاسم «الحرس الثوري المصري» والعلم عليه صورة المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي، مؤكدا أن المؤسسين الحقيقيين لهذه الصفحة مصريون ينتمون للمذهب السني وليست لهم علاقة بالشيعة أو إيران وهم محمد شاهين طالب بكلية طب طنطا ومحمود محمد عبدالعليم عضو في حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان المسلمين والدكتور عادل سحيم عضو مؤسسة جبهة التحرير القومية. ∎