الفهامة .. حديث الشفافية والمصارحة

كنت أنوى الكتابة هذا الأسبوع عن الجريمة الإرهابية الشنعاء التى قام بها الكيان الصهيونى واغتياله إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسى لغزة فى إيران.. ثم تراجعت وفضلت الكتابة عن خطاب رئيس الحكومة د.مصطفى مدبولى لما يحمله من سعادة وأمل للمواطن المصرى والذى عانى كثيرا خلال السنوات الماضية من الأزمات الاقتصادية والارتفاع الجنونى للأسعار.
لأول مرة يصارح رئيس الحكومة الشعب ويتحدث إليه فى شفافية، ويؤكد أن أزمة الدولار انتهت وأن الدولة لن تقوم ببيع أصولها وأيضا انتهاء أزمة الكهرباء، خاصة أن المواطن قد عانى كثيرا السنوات الثلاث الماضية من الارتفاع الشديد للأسعار والمستمر الذى ينعكس على حياة المواطن وطال كل نواحى حياته حتى العلاج وارتفاع أسعار الأدوية بسبب الأزمات المتتالية للدولار، وقابل المصريون أيضا تصريحات رئيس الوزراء بعدم بيع أصول الدولة بارتياح شديد عندما أكد أن الحكومة قد وجدت حلولا ناجحة للأزمة الاقتصادية التى مرت بها البلاد خلال السنوات الثلاث الماضية.
وهى أول مرة يخاطب فيها رئيس الوزراء الشعب فى شفافية معترفا بأن ما كانت تعانى منه الدولة من أزمات اقتصادية وعجز فى الموازنة خلال النصف الأول من عام 2024 ليس كله بسبب الضغوط الاقتصادية الخارجية والأزمات العالمية وأن الحكومة سوف تعمل خلال النصف الثانى من العام الحالى لخفض معدل وأعباء الدين الخارجى.. وأضاف: قامت الحكومة بتوفير المازوت والغاز الطبيعى اللازمين لمواجهة أى موجات حارة طارئة وأن هناك مؤثرات طموحة للتغلب على المشاكل والأزمات التى كانت تعانى منها الموازنة والاقتصاد، ومؤكدا على التزام الحكومة بالعمل المتواصل لخفض معدل أعباء الدين الخارجى والعمل أيضا بكل أجهزتها على متابعة توافر السلع فى الأسواق وضبط الأسعار واستقرار الأسواق وخفض معدلات التضخم، مشيرا إلى أن الحكومة تفرض إدارة وتشغيل بعض المرافق لجلب عائد مادى عن طريق المشاركة مع بعض المؤسسات العالمية المتخصصة التى تجلب أموالا تعظم أصول الدولة وجلب المزيد من الاستثمارات بعمل حزمة من التيسيرات.
مضيفا: لا توجد دولة تريد أن ترفع الأسعار لأنه ينقص من شعبيتها ولا توجد حكومة تريد تقليل شعبيتها وما حدث فى المحروقات والبنزين من ارتفاع فى الأسعار سببه أن الدعم الذى تتحمله الدولة حوالى 450 مليون جنيه يوميا، وأوضح أن السبب فى تراجع الدعم فى الصحة والتعليم والخدمات منذ عام 2021 كان سببه توفير الأموال لمشروعات البنية التحتية والمشروعات القومية.
فى رأيى أول مرة تقوم الحكومة بمصارحة الشعب فى شفافية وتتحمل مسئوليتها أمام الشعب من عجز فى حل المشاكل التى واجهت الاقتصاد المصرى والأزمات خلال السنوات الأربع الماضية.. وهى بداية مشجعة لأى حكومة والشعب فى انتظار الحلول التى وعد بها رئيس الحكومة د. مصطفى مدبولى خاصة ما أكد عليه من أن مصر ستتعافى من الأزمة الاقتصادية بحلول عام 2025 وأن مصر خلال عشر سنوات ستكون من أكبر عشر اقتصاديات فى العالم.