شهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، صباح الاثنين الماضى، الاحتفال بتخريج دفعة جديدة من طلبة أكاديمية الشرطة وقسم الضباط المتخصصين، وذلك بمقر أكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة. حيث هنأ الرئيس الخريجين قائلًا: «بقولكم وبقول لنفسى والمسئولين مصر أمانة فى رقبتنا كلنا، أمانها وسلامها كلها فى رقبتنا كلنا، دوركم مشهود ومنتظر من الناس كلها، ومصر كلها بتقدر دوركم ما دام يحترم إنسانية الناس، وإنفاذ القانون». أرواح الشهداء نجوم مضيئة وزينت كلمة «أرواح الشهداء نجوم مضيئة» ساحة العرض الخاصة بالاحتفال؛ حيث اصطف طلاب الأكاديمية لتأدية التحية العسكرية لهم. وبدأ الاحتفال بتخريج دفعة جديدة من طلاب أكاديمية الشرطة، بعرض الدراجات الهوائية حيث تقدم نحو ساحة العرض، كوكبة من طلبة السنة الدراسية الثانية يستقلون الدراجات الهوائية فى لوحة إبداعية، يستعرضون فيها تشكيلات متعددة تبرز مدى اللياقة البدنية العالية، ويؤكدون أن الجميع على قلب رجل واحد. وظهرت فى ساحة العرض لوحة إبداعية رائعة لقائدى الدراجات الهوائية، وهم يشكلون ببراعة أشكالًا هندسية من مثلثات وأشكال دائرية، وقد التقت قاعدة كل مثلث فى تناغم رائع، وأخذت مجموعة أخرى تتحرك بشكل دائرى متناسق يكشف عن مقدرة فائقة على التوازن ومدى التحكم والسيطرة والقدرة والكفاءة العالية. واستعرض الطلبة تشكيل التداخلات الذى يبرز مدى قدرتهم ومهاراتهم فى التحكم والسيطرة على الدراجة، بينما ظهرت فى قلب ساحة العرض تشكيلات التداخلات الزوجية عرضها قائدو الدراجات الهوائية. عقب ذلك توجه صوب المنصة قائدو الدراجات الهوائية ليقدموا بأجسادهم علم مصر الحبيبة، ثم غادروا ساحة العرض. سلام الشهيد أدى الرئيس السيسى والحاضرون التحية العسكرية لأرواح الشهداء على وقع موسيقى «سلام الشهيد»، ثم قلد الرئيس السيسى أوائل الخريجين من جميع فروع كلية الشرطة أنواط الامتياز؛ تقديرًا لهم على جهدهم خلال فترة الدراسة. وفى سابقة هى الأولى من نوعها، استعرضت طالبات فريق الباركور مهارتهن جنبًا إلى جنب مع زملائهن الطلاب، فى إثبات عملى أن أمن مصر وشعبها واجب مشترك. وظهرت عروض الموجة الأولى، وهى عبارة عن اجتياز المركبات بأعلى القفزات، والموجة الثانية قفزة عكسية، وأخرى بالمواجهة فى آن واحد، وموجة أخرى وهى قدرة عالية على الخروج من الأزمات المفاجئة، وموجة أخيرة وهى إتقان رائع للقفزات يعكس مدى الجدية فى التدريبات. وتم تدريب الطلبة على مواجهة الأخطار الطارئة، حيث ظهرت على المسطح الأخضر الدراجات الرباعية، مثبت عليها مانع اللوجات، وأخرى عليها مانع الحلقات، حيث قام الطلبة باجتيازها أثناء الحركة وهى تدريبات خطرة تتطلب المزيد من الدقة والتركيز، وكفاءة عالية. واستعدت الطالبات للسقطات الأمامية حيث أثبتن قمة الثقة بالذات بأعلى الوثبات وأخطر السقطات، وقمن بالقفز من أعلى الموانع الثابتة، واجتياز دراجتين رباعيتين بامتداد 3 أمتار، واجتياز 3 دراجات رباعية بامتداد 4 أمتار ونصف المتر. وقامت الطالبات باجتياز الحلقات الدائرية بدقة ومهارة، من خلال موجات من السقطات الهوائية من أعلى الحلقات الدائرية، واجتياز 4 دراجات رباعية مزودة باللوجات والحلقات بامتداد 6 أمتار. رسائل الرئيس وأكد الرئيس السيسى - فى كلمة مرتجلة فى ختام الاحتفال - أن الدولة لن تتخلى عن أسر شهداء الوطن ولن تنسى تضحياتهم بدمائهم وأرواحهم من أجل مستقبل أفضل لمصر، مقدمًا التهنئة للخريجين الجدد من أكاديمية الشرطة وأسرهم. وقال الرئيس السيسى: «كل الاحترام والمحبة للعطاء الذى قدمه الشهداء وأسرهم من أجل بلدنا وشعبنا»، مضيفًا إن «هذه الدماء لن تضيع عند الله ونحن لن ننساها». وتابع الرئيس: «إن ما وصلنا إليه من وضع أفضل كان بسبب أرواح أبناء مصر من الجيش والشرطة من أجل حماية وأمن أكثر من 100 مليون نسمة وحماية مستقبلهم». وقال الرئيس السيسى «لن أقول لكم لا تحزنوا بل نحن معكم.. والله معنا.. فالشهيد عند الله شىء جميل ومن يعوضه هو الله سبحانه وتعالى». واستطرد الرئيس قائلًا: «إن الأمور تحسنت فى مصر كثيرًا بفضل تضحيات الشهداء رغم التحديات والإرهاب.. ونحن فى مكان أفضل وهناك المزيد وفاءً واحترامًا لهذه الدماء.. وكل التحية والمحبة والاحترام لأرواح الشهداء»، مجددًا القول «لن ننساكم أبدًا». وأعرب الرئيس السيسى عن تقديره لجهود شهداء الشرطة من كافة القطاعات الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن، ووجه التحية لأسر الشهداء قائلًا « كل الاحترام والمحبة للعطاء الذى قدمتموه من أجل بلدنا وشعبنا». كلمة وزير الداخلية من جانبه، أكد وزير الداخلية، فى كلمته خلال حفل التخريج، أن مصر تتقدم بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، نحو الإنجازات والتطوير فى جميع المجالات برؤية متكاملة للمستقبل، تستند على العلم والعمل، لتحقيق تطلعات شعب عريق وغدٍ أفضل، عبر مشروعات تنموية وحضارية كبيرة تمت بإرادة وطنية تقضى على الصعاب، وتدحر التحديات، مما كان له عظيم الأثر فى قدرة الدولة على التعامل مع تداعيات أزمتين عالميتين متتاليتين عانت منهما الشعوب ولا تزال وأخلتا بمقدرات أقوى اقتصاديات العالم. وقال إن خريجى الأكاديمية يقتدون بمن سبقهم فى قيم الولاء والانضباط لتتواصل مسيرة أجيال متتالية من رجال الشرطة التى تضرب أروع الأمثلة فى التضحية والفداء لترسيخ دعائم الدولة ومواجهة أى محاولات العبث بمقدراتها. ونوه بأهمية التكاتف والتكامل بين جناحى الأمن بالأمة المصرية فى دفع مسيرة العمل الوطنى؛ لتحقيق العبور نحو آفاق «الجمهورية الجديدة». وأضاف الوزير: «ثوابت الاستراتيجية الأمنية لوزارة الداخلية تتأكد فى ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار كركيزة لا بديل عنها لحفظ المقومات الأساسية لمسيرة العمل الوطنى، وإنجازات المجتمع ومكتسباته، من خلال قراءة دقيقة للمتغيرات التى يفرضها الواقع الدولى والإقليمى، والتصدى الحاسم والاستباقى لكافة أشكال الجريمة وإجهاض المحاولات اليائسة والمتواصلة للتنظيمات الإرهابية، وما يدور فى فلكها لاستهداف استقرار المجتمع عبر أسلوب التشكيك والتحريض ونشر الشائعات، والتى تُمنى بالفشل فى ظل يقظة أمنية ووعى شعبى بالأهداف الحقيقية لتلك المخططات الآثمة». عروض قتالية مبهرة من جانبهم قدم طلبة أكاديمية الشرطة من القسم العام وخريجي كليات الحقوق عرضًا أظهر مدى قوتهم البدنية ومهارات الدفاع عن النفس. وشارك فى هذا العرض حوالى 1500 طالب من السنوات الدراسية المختلفة فى الأكاديمية. واستعرض الطلبة مهاراتهم البدنية والدفاعية وتدريبات تقوية عضلات الجسم، وشكلوا وسط ساحة العرض رمز الشرطة المصرية، وقدموا مجموعة من التدريبات أظهرت المستوى التكوينى لهم الذى منحهم درجة عالية من الثقة بالنفس، كما قدموا عرضًا أظهر إمكانياتهم فى استخدام الخنجر والننشاكو للدفاع عن النفس وتفادى الضربات والركلات. عقب ذلك، بدأ عرض المهارات الخاصة، حيث ظهر من يمين ويسار المسطح الأخضر نخبة من طلبة وطالبات أكاديمية الشرطة من فريق المهارات الخاصة يستعدون لبعض كاتات وتكتيكات متقدمة لمختلف رياضات الدفاع عن النفس. وقدم الطلبة والطالبات بعض فنون الدفاع عن النفس مثل الكاراتيه والكونج فو والكيك بوكس، حيث تم تدريب طالبات الأكاديمية وإعدادهن على مستوى متقدم فى التدريب يكافئ زملاءهم من الطلبة الذكور، فهن يتمتعن بلياقة بدنية عالية امتزجت بالقوة والمهارة بعد أن ثقلتها التدريبات المستمرة. كما قدم الطلبة والطالبات عرضًا متقدمًا يبرزون فيه مهاراتهم الخاصة برياضة الكاراتيه «الكومتيه»، وهى أحد أقسام رياضة الكاراتيه التى يتم فيها التركيز على مهارات القتال الحر. وقدمت الطالبات إثباتًا عمليًا على تفوقهن التدريبى فى شتى مجالات القتال الحر وخاصة فى رياضة الكاراتيه «الكومتيه»، مؤكدات على وصولهن إلى أعلى مستويات المهارة الخاصة، ثم تم عرض تشكيلات قتالية مشتركة بين الطلبة والطالبات فى عرض رائع. وقدمت طالبات الأكاديمية بيانا عمليا لإظهار القدرات البدنية الفائقة، وذلك باستعراض مهارة إصابة الأهداف حيث قامت الطالبات بمساعدة الطلبة باستخدام مهاراتهم الخاصة بشتى فنون القتال المتلاحم فى مواجهة الأهداف وإصابة الأهداف من أعلى موانع بشرية متدرجة الصعوبة. وأظهر طلبة وطالبات الأكاديمية، خلال العرض، قدراتهم العالية فى خوض أقوى التدريبات للاضطلاع بأخطر المأموريات. وقامت طالبات الأكاديمية باستعراض مهاراتهن فى النزول السريع باستخدام حبال الهارنس بوضعية الانبطاح المائل من أعلى الأبراج، كما قمن باستعراض بيان عملى غير نمطى لاقتحام منشآت من الأعلى تتكون من 10 طوابق بارتفاع يتجاوز 28 مترًا بواسطة الأوضاع المختلفة للحبال، كوضع الاشتباك والنزول السريع والنزول بالرأس، مما يؤكد شجاعتهن أثناء النزول من المرتفعات بهدف الوصول إلى أهدافهن بكثافة عالية. وأظهرت الطالبات، فى العرض، مهارة النزول السريع بالحبال فى وضع الاقتحام من أعلى أحد الأبراج فى مواجهة المنصة، مما يساعدهن فى اقتحام الأوكار الإجرامية. وعقب ذلك، قامت طالبات الكلية باستعراض التشكيلات العنكبوتية والتى تستخدم فى اقتحام أكثر من نافذة فى آن واحد، مما يبرز كفاءة عناصر الشرطة فى عملية الحماية المدنية والإغاثة والإخلاء وإنقاذ المصابين واقتحام أوكار الخارجين على القانون. وتقدم طلاب أكاديمية الشرطة فى ساحة العرض نحو منتصف المنصة من أجل تقديم لوحة فنية مختلفة المهام، ويقوم البعض بدفع أجهزة رياضية.. بينما تظهر مجموعة أخرى بالإطارات والشباك المعدنية وحلقات دائرية، لإظهار كيفية تأهيلها لمواجهة متطلبات العمل الشرطى. وعقب ذلك قام الطلبة بإظهار منظومة التدريب البدنى القتالى الذى يشمل عدة مراحل، منها مرحلة تحقيق الأداء الوظيفى القتالى، مما يظهر المؤشرات الحيوية للطلبة، ومرحلة التدريب الوظيفى القتالى التى تعمل على تطويل القوة البدنية والصلابة الذهنية، ومرحلة التدريب على مهام عمليات الشرطة التى تتضمن مجموعة من الموانع القتالية كالشباك والحبال الحرة وحبال الهارنس. وظهرت أمام المنصة، المدرعة «فور باد» التى تزن 8 أطنان، ومن خلفها المدرعة «شيربا» والتى تزن 10 أطنان، يقوم بتحريكها مجموعة من رجال المهام الخاصة من طلبة الأكاديمية. وعقب ذلك، أظهر طلاب الأكاديمية مهارات الرماية بالأوضاع غير النمطية عقب أداء مجهود بدنى عال، بواسطة النزول بحبال الهارنس والمثبتة بالمدرعة شيربا فى نقطة النزول، كما ظهر فى مواجهة المنصة استعراض الطلبة لموجات القذف من داخل الحلقات التدريبية لسقطات أمامية متتالية تبرهن على الشجاعة والقوة. كما قامت مجموعة أخرى من الطلبة باستخدام الأجهزة الرياضية لأداء تدريبات بدنية، وقامت أخرى بتحطيم القوالب الأسمنتية مما يؤكد على قوتهم وشجاعتهم الكبيرة التى اكتسبوها خلال فترة دراستهم فى الأكاديمية. وأظهرت طالبات «ميدان الجبال» مهارات فى الانضمام للقوات الأرضية لتنفيذ بعض المهام الأمنية، حيث تقدمت مركبات من يمين ويسار المنصة تقل قوات العمليات التى أظهرت مهارات النزول من المركبات أثناء الحركة. كما استعرض الطلبة والطالبات مهارات أوضاع الرمى المتقدمة وحركات الاستخدام التكتيكى للسلاح فى الميدان، من خلال تشكيل «سويينج» المستخدم فى التعامل مع الأهداف باتجاه الأمام بمساعدة الزميل. ثم بدأ الطلاب فى عرض «التشكيل التبادلى» حيث يتبادل أدوار الرمى مع الزميل، ثم تشكيل الدفاع الدائرى ويستخدم فى التعامل مع كافة الأهداف فى المحيطة فى آن واحد، كما تم عرض تشكيل الرباعى الأمامى الذى يستخدم لتكثيف النيران الأمامية. وقام الطلاب بعرض «تشكيل الرماية من أعلى»، ويستخدم فى اقتحام الحافلات والأماكن العالية بمساعدة الزميل، ثم عرض تشكيل «القطار الميدانى المزدوج» الذى يستخدم فى عبور الممرات الأكثر اتساعًا، وتشكيل «الخط المنتشر» الذى يستخدم فى التحرك للأراضى الزراعية، ثم بدأ الطلاب فى «تشكيل رأس السهم» الذى يستخدم فى عبور ممرات المناطق الصحراوية المفتوحة. 1 2 7