رابط الحصول على أرقام جلوس الثانوية الأزهرية 2025.. موعد وجدول الامتحانات رسميًا    القيمة المضافة.. الصناعات الزراعية أنموذجا    الدولار ب49.8 جنيه.. سعر العملات الأجنبية اليوم الخميس 22-5-2025    إعلام فلسطيني: الاحتلال ينسف عددا من المنازل شمال قطاع غزة    رئيس الوزراء الكندي: ندرس الاستثمارات في نظام دفاع "القبة الذهبية"    صفارات الإنذار تدوي في إسرائيل عقب رصد إطلاق صاروخ من اليمن    "أكسيوس": البيت الأبيض في ولاية ترامب بات خطرًا وفخًا للزعماء والرؤساء    في حال فشل المفاوضات.. هل تضرب إسرائيل المنشآت النووية الإيرانية؟    إمام عاشور يتعرض لوعكة صحية ونقله إلى المستشفى    حريق هائل في مطعم بالإسكندرية.. والحماية المدنية تنقذ عشرات الطلاب    حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الخميس 22-5-2025    شريف عبدالفهيم يكتب: السينما من الترفيه إلى الصناعة    إمام عاشور من داخل أحد المستشفيات: الحمد لله على كل شىء (صورة)    تباين في أسعار الخضروات بأسواق مطروح.. والبامية والليمون تكسران حاجز ال 80 جنيهًا    زيادة كبيرة ب920 للجنيه.. أسعار الذهب والسبائك اليوم بالصاغة بعد الارتفاع التاريخي    بعد استهداف الوفد الدبلوماسي، كندا تستدعي السفير الإسرائيلي وتطالب بالمحاسبة    أرباح إيسترن كومبانى تنمو 36% خلال 9 أشهر.. بدعم 27 مليار جنيه إيرادات    تويوتا RAV4 موديل 2026 تعتمد على نظام السيارة الهجينة القابلة للشحن    بعد تأهل توتنهام.. 3 فرق إنجليزية تضمن المشاركة في دوري أبطال أوروبا    المستشار عبد الرزاق شعيب يفتتح صرحا جديدا لقضايا الدولة بمدينة بورسعيد    وزارة المالية تعلن عن وظائف جديدة (تعرف عليها)    «استمرار الأول في الحفر حتى خبط خط الغاز».. النيابة تكشف مسؤولية المتهم الثاني في حادث الواحات    بالأسماء.. مصرع وإصابة 4 طلاب في حادث تصادم موتسكلين| صور    ضبط 7 عمال أثناء التنقيب عن الآثار بمنزل في سوهاج    ننشر أسماء المصابين في حادث انقلاب سيارة ميكروباص بالعريش في شمال سيناء    هذا أنا مذكرات صلاح دياب: حكاية جورنال اسمه «المصرى اليوم» (الحلقة الثالثة)    كريم محمود عبدالعزيز: «قعدت يوم واحد مع أبويا وأحمد زكي.. ومش قادر أنسى اللحظة دي»    محافظ الدقهلية: 1522 مواطن استفادوا من القافلة الطبية المجانية بقرية ابو ماضي مركز بلقاس    إجراء طبي يحدث لأول مرة.. مستشفى إدكو بالبحيرة ينجح في استئصال رحم بالمنظار الجراحي    السفارة التركية بالقاهرة تحتفل بأسبوع المطبخ التركي    الهلال يتمم المقاعد.. الأندية السعودية المتأهلة إلى دوري أبطال آسيا للنخبة    بعد صدور لائحته التنفيذية.. عقوبة اصطحاب كلب دون ترخيص    كندا تطالب إسرائيل بتحقيق معمّق في واقعة إطلاق النار على دبلوماسيين بالضفة الغربية    مراسم تتويج توتنهام بلقب الدوري الأوروبي للمرة الثالثة فى تاريخه.. فيديو وصور    مسلم ينشر صورًا جديدة من حفل زفافه على يارا تامر    اليوم.. انطلاق امتحانات نهاية العام لصفوف النقل بالمحافظات    بأجر كامل.. تفاصيل إجازة امتحانات العاملين في قانون العمل الجديد    الهلال ينجو من خسارة جديدة في الدوري السعودي    "من أجل المنتخبات".. ورش عمل لتطوير مسابقات الناشئين 24 و25 مايو    بعد مطاردة بوليسية.. ضبط سيارة تهرب 8 آلاف لتر بنزين قبل بيعها في السوق السوداء بدمياط    محافظ الغربية يُشيد بابنة المحافظة «حبيبة» ويهنئها لمشاركتها في احتفالية «أسرتي.. قوتي».. صور    وزير الزراعة يرد على جدل نفوق 30% من الثروة الداجنة في مصر    وزير الزراعة يحسم الجدل حول انتشار وباء الدواجن في مصر    كيف تغلبت ياسمين صبري على التصميم الجريء لفستانها في مهرجان كان؟ (صور)    عادات المليونيرات.. 4 مفاتيح مالية يتجاهلها معظم الناس (تعرف عليها)    حاكم الشارقة يتسلم تكريما خاصا من اليونسكو لإنجاز المعجم التاريخى للغة العربية    28 يونيو.. ماجدة الرومي تحيي حفلا غنائيا في مهرجان موازين بالمغرب    اليوم.. العرض المسرحي "العملية 007" على مسرح قصر ثقافة بورسعيد    كيف كان مسجد أهل الكهف وهل المساجد موجودة قبل الإسلام؟.. الشيخ خالد الجندي يجيب    هل به شبهة ربا؟.. أمين الفتوى يحسم حكم البيع بالتقسيط وزيادة السعر (فيديو)    لحظة وصول بعثة بيراميدز إلى جوهانسبرج استعدادا لمواجهة صن داونز (صور)    في الجول يكشف آخر تطورات إصابة ناصر ماهر    محافظ الدقهلية: 1522 مواطنا استفادوا من القافلة الطبية المجانية ب«بلقاس»    كواليس خروج مسمار 7 سم من رأس طفل بمعجزة جراحية بالفيوم -صور    وزير الصحة يستجيب لاستغاثة أب يعاني طفله من عيوب خلقية في القلب    وزارة الأوقاف تنشر نص خطبة الجمعة بعنوان "فتتراحموا"    رئيس إذاعة القرآن الكريم الأسبق: أيام الحج فرصة عظيمة لتجديد أرواح المسلمين.. فيديو    موعد وقفة عرفات وأول أيام عيد الأضحى المبارك 2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حتى لا نقتل الكوكب بإعادة استخدامها كمواد خام فى الصناعة مخلفات البلاستيك تدوير وأرباح

جاءت مبادرة «اتحضر للأخضر» التى أطلقتها وزارة البيئة لتحقيق أهداف عدة فى إطار الاستراتيچية القومية للتنمية المستدامة لمصر 2030، أهمها حماية البيئة التى تبدأ من إعادة التدوير، وتعتبر مادة البلاستيك من أكثر الأنواع استهلاكًا فى العالم؛ بسبب إنتاجها بأقل التكاليف مقابل بيعها بأسعار قياسية؛ ما دفع العديد من المصانع إلى الاعتماد على هذه المادة الخام من أجل تحويلها إلى منتجات أخرى قابلة للتسويق وتحقيق أرباح مذهلة، بالإضافة إلى غزو الأكياس البلاستيكية جميع المنازل والمحال التجارية والأسواق، لكن مع الأسف فإن أضرارها جسيمة على الإنسان والبيئة.

ورُغْمَ ذلك لا تزال الإيجابيات موجودة؛ فقررت شركة مصر للطيران- مؤخرًا- تقليل استخدام البلاستيك «أحادى الاستعمال» على متن رحلاتها بنسبة 90 % واستبدالها بمنتجات صديقة للبيئة، بالإضافة إلى دور العديد من مؤسّسات ومصانع إعادة تدوير البلاستيك فى الحد من التلوث، ووقف وصوله للبحار والأنهار، فيجمعون أطنانًا من مخلفات البلاستيك؛ ليتم فرزها تمهيدًا لدخولها فى عمليات التدوير وإعادة استخدامها كمواد خام فى صناعة منتجات أخرى.
محاربة التلوث
يقول عمرو القاضى، المدير الإقليمى لمصر ومنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا فى مؤسّسة «بلاستيك بنك»: إن المؤسّسة بدأت عملها فى مصر فعليًا عام 2021، ونسعد بالأثر البالغ الذى حققته فى مصر من خلال توعية المجتمع بالآثار السلبية الناتجة عن التلوث البلاستيكى وأهمية التخلص الآمن منه، ونتطلع إلى تحقيق مزيد من التقدم من خلال التوسع فى أنحاء الجمهورية، وتطوير منظومة جمع المخلفات البلاستيكية وعمليات إعادة التدوير، وهدف المؤسَّسة هو المحافظة على البيئة من خلال إعادة استغلال الموارد وحفظ حقوق الأجيال القادمة فى الحصول على بيئة نظيفة، وتحسين حياة آلاف العاملين على جمع البلاستيك.
ويوضح أن المؤسَّسة قامت بالشراكة مع هنكل مصر، بالتوسع فى العديد من المحافظات. كما تم تجميع 3000 طن من البلاستيك، وهو ما يعادل 150 مليون زجاجة خلال عام 2021، فى تخطى واضح لهدفها المقرر منذ بداية العام بمقدار %105. وتسعى «بلاستيك بنك» لتجميع 5000 طن بحلول عام 2023 بأيدى عاملة مصرية، من خلال التوسع فى محافظات أخرى مختلفة، وتسير هذه الجهود تماشيًا مع محاولات إدماج قطاع جمع المخلفات البلاستيكية غير الرسمى وتحويله إلى قطاع رسمى.
الوعى البيئى
من جهتها تقول آية محمد على، الباحثة والناشطة فى مجال البيئة، وصاحبة مشروع Recyclizer لإعادة تدوير مخلفات البلاستيك: إن الفكرة قائمة على تحويل مخلفات البلاستيك إلى «مالش» البلاستيك، وهو غطاء بلاستيك يغطى التربة الزراعية؛ لحمايتها من الحشائش الضارة، والطقس المتغير، ودرجات الحرارة التى تؤذى المحاصيل الزراعية وتسبب نسبة فَقْد فيها، وتحمست للبدء فى العمل على الفكرة فى شهر أغسطس عام 2017، فقدمت فى «هاكاثون» تابع للسفارة البريطانية فى القاهرة؛ لشغفى ورغبتى فى الاستفادة من مخلفات البلاستيك الموجودة فى مصر، والاستفادة منها فى الزراعة، فضلاً عن خبرتى العلمية فى المجال البيئى، وعملى فى شركات عالمية، وتمثيلى مصر فى الخارج فى أكثر من مناسبة، من ضمنها متحدثة رئيسية فى جلسة نقاشية مع الدكتور عصام حجى عن حماية البيئة فى مصر فى جامعة كامبريدج، فى مارس 2021.
وتروى باختصار قصة صعود مشروعها للحفاظ على البيئة، فتقول: قدمت فى حاضنات أعمال كثيرة جدًا مثل Auc venture lab بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، ومصر تبدأ، وflat 6Labs، وغيرهما؛ لفهم ريادة الأعمال، وتطبيق فكرتى على أرض الواقع، وظللت أطوّر مع فريق العمل من الفكرة ومن مهاراتنا، حتى وصلنا إلى التصفيات النهائية وفزنا بالمركز الثانى بحاضنة الأعمال جسر GESR من مؤسّسة مصر الخير، وتم تكريمنا على فكرة المشروع فى أكثر من مكان، ودخلنا مسابقات من ضمنها «هدفى» لدعم رائدات الأعمال فى الشرق الأوسط، ووقع الاختيار علىَّ لأمثل Recyclizer وأمثل مصر فى الخارج، وكان معى أربع فتيات من الوطن العربى.
وتضيف: بعدما عرضت فكرة المشروع على المستثمرين جاءتنى عروض كثيرة فى الإمارات، وفى دبى تحديدًا لكنى رفضت؛ وعدت إلى مصر لأستكمل مشروعى هنا، وجاءتنى عروض هنا، لكن العروض الاستثمارية هنا أقل، فأنا لا أريد تأجير المعدات التى نعمل بها فى المشروع كالآلات والورشة وخلافه، وما أبحث عنه اليوم هو second fund أو تمويل يغطى تلك التكاليف، ويجمع مشروع Recyclizer مخلفات البلاستيك من الشركات، ومن بينها شركة «بيكيا» وهى شركة مصرية رائدة فى مجال إعادة التدوير، وتخطط مع فريق العمل خلال المرحلة المقبلة أن يكون الشريك الرئيسى وزارة البيئة، وأن يكون هناك شراكات وتوسع أكبر من نطاق منطقة الدلتا.
عوائق وصعوبات
وتوضح: تواجهنا مشكلات مثل التراخيص، فنحن لا نزال فى تلك المرحلة، نحتاج أيضًا الحصول على براءة اختراع لمنع سرقة الفكرة ومجهودنا، وهذه هى أكبر الصعوبات التى تواجهنى وفريق العمل المكون من ثلاثة أفراد غيرى: إسلام شريك مؤسِّس بالمشروع، وإيمان مدير المشروع، ومحمود المسئول عن الشق التقنى بالمشروع.
وتستنكر «على»، النظرات التهكمية التى يواجهونها، حتى إن البعض يقول لها: «لماذا هذا المجال؟»، و«ليه تنزلوا فى حى الزبالين وتتعاملوا مع الرجال والمجال ده مش بتاعكوا؟»، و«سيبوا المجال ده للرجالة»؛ بل إنه أحيانًا فى بعض حاضنات الأعمال كان ينظر إلينا نفس النظرة أن هذا ليس مجالنا، وعلينا تركه للرجال، فهذه كانت ولا تزال من أكثر الأشياء التى نواجهها كسيدات رائدات أعمال فى مصر، لكننى لا ألتفت إليهم، وأى سيدة لديها فكرة قوية مَهما كانت صعوبتها أنصحها بعدم التخلى عنها، وترك هؤلاء المحبطين، ورُغم كل ذلك حقق المشروع من 300 إلى 500 ألف كيلوجرام إعادة تدوير للبلاستيك، ونطمح ألا تقل عن طن من مخلفات البلاستيك فى العام المقبل، وأيضًا التوسع أكثر على مستوى النطاق الجغرافى.
خطوات إعادة التدوير
يوضح يوسف المليجى، رئيس مجلس إدارة شركة المليجى ستيل Elmelegy steel، وهى شركة رائدة فى صناعة خطوط ومعدات تدوير البلاستيك فى مصر والشرق الأوسط، إعادة التدوير أنها عملية إعادة تصنيع واستخدام المخلفات، سواء المنزلية أو الصناعية أو الزراعية؛ من أجل تقليل تأثير هذه المخلفات وتراكمها على البيئة، وإعادة تدوير البلاستيك يُقصد منها إعادة استعمال المخلفات البلاستيكية المنزلية والتجارية والصناعية التى تصل نسبة المخلفات البلاستيكية فيها إلى ما يقرب من 10 % حيث يتم إعادة استعمالها كمواد أولية.
ويضيف: من أنواع البلاستيك التى يتم إعادة تدويرها البولى إيثيلين تيرفثالات PET، ويدخل فى صناعة قارورات الماء وعلب البلاستيك. والبولى إيثيلين عالى الكثافة HDPE، ويستخدم فى صناعة علب الشامبو والمنظفات.
والبولى إيثيلين منخفض الكثافة LDPE، ويستعمل فى صناعة علب السيديهات وأكياس التسوق. والبولى بروبلين PP، ويستعمل فى صناعة الصحون وحوافظ الطعام وعلب الدواء، وهو من أفضل أنواع البلاستيك؛ لأنها لا تنقل المواد الكيميائية للعناصر الموجودة بداخلها مع وجودها فى درجات الحرارة الطبيعية فقط.
ويشير إلى أن عملية جمع مخلفات البلاستيك تتم عبر العديد من الطرُق أهمها، تجميعها بالمنازل والمحلات التجارية والفنادق وبيعها لأقرب محل خردة، أو لمشترى الخردة المتجولين بالشوارع، أو جمعها من قبَل النبّاشين فى مقالب القمامة. وتتم بَعدها عملية «الفرز» وهى أهم مرحلة فى إعادة تدوير البلاستيك، وتعد جوهر التدوير؛ فللحصول على نوعية جيدة من البلاستيك يتطلب فرزًا جيدًا للمخلفات البلاستيكية؛ حيث إنّ البلاستيك يفقد خواصه فى حال وجود عناصر أخرى معه، ويتطلب الفرز عمالة كبيرة، بما يوفر بدوره فرص عمل كثيرة، ويتم ذلك بفصل مخلفات البلاستيك عن باقى الشوائب مثل إزالة الورق الملصق على قارورات المياه البلاستيكية، ويتم فصل كل نوع بلاستيكى عن الآخر، ثم تأتى مرحلة «الغسل» التى يتم فيها غسل مخلفات البلاستيك بإدخالها فى أحواض كبيرة تحتوى على الماء الساخن ويضاف إليه مادة الصودا الكاوية، أو الصابون السائل المُرَكز؛ فإعادة تدوير البلاستيك تتطلب أن تكون المادة البلاستيكية خالية من الدهون والزيوت والأجسام الغريبة، وبَعد غسل مخلفات البلاستيك تأتى عملية «التجفيف»؛ حيث يتم نقل المخلفات من أحواض الغسيل إلى أحواض التجفيف وتركها المدة اللازمة لتجف تمامًا من الماء، ثم مرحلة «التقطيع والجَرش».
ويبين «المليجى»، أن مخلفات البلاستيك بعد التقطيع يتم تكسيرها فى ماكينة تكسير، وذلك بمرور المخلفات البلاستيكية بين الأسلحة الدوارة الثابتة ليتم طحنها، ويتحكم فى حجم التكسير شبكة معدنية ذات فتحات محددة لتحديد حجم القطع (الحبيبات) المنتجة، ثم يعاد غسل هذه الحبيبات، لتنقل هذه الحبيبات بعد ذلك لتوضع فى ماكينة التخريز التى تحولها قطع البلاستيك لتصبح «مادة خام» يمكن الاستفادة منها لصنع منتجات بلاستيكية جديدة. تتم بعدها مرحلة «التشكيل» وفيها يشكل البلاستيك إلى منتجات قابلة للاستعمال، ويتم ذلك بعدة طرُق حسب المنتج المراد الحصول عليه.
ويوضح: إن هناك طرُقًا ًعديدة لتشكيل البلاستيك، فمثلاً هناك طريقة «الحقن»، ويتم ذلك باستخدام الحاقن الحلزونى، وهو جهاز يحتوى على فرن صهر لتدوير مخلفات البلاستيك كمرحلة أولى؛ حيث يقوم الفرن بصهر قطع البلاستيك، ثم يقوم الحاقن بوضع مصهور البلاستيك فى قوالب ثابتة الشكل للحصول على المنتج المطلوب، كالشماعات، والأطباق، وغيرهما. وهناك طريقة «النفخ» وتستعمل لتشكيل المنتجات البلاستيكية المفرغة مثل كرة القدم. وطريقة «البثق» وتتم لإنتاج المنتجات البلاستيكية مثل الخراطيم، وكابلات الكهرباء؛ حيث يتم ضغط المادة البلاستيكية خلال فوهة البثق التى يكون لها نفس الشكل المطلوب، وبعد تشكيل المنتجات يتم غمرها فى أحواض كبيرة تحتوى على الماء البارد فيما يعرف بعملية «التبريد».
ويذكر أن هناك آلات وماكينات إعادة تدوير البلاستيك، والآلة هى عبارة عن مجموعة من المعدات تستعمل فى إعادة تدوير البلاستيك، وذلك حسب متطلبات كل مرحلة، وتتكون أساسًا من الأحواض المجهزة لغسل المخلفات، ومفرمة (عبارة عن آلة تستعمل فى تقطيع البلاستيك)، وحوض التجفيف (عبارة عن حوض كبير يتم نقل البلاستيك إليه بعد غسله من أجل تجفيفه)، وماكينة حقن بلاستيك (الحاقن) وهى عبارة عن جهاز يستعمل فى تشكيل البلاستيك، ومكون من فرن لصهر البلاستيك، بعد ذلك يتم حقن مصهور البلاستيك داخل القوالب للحصول على الشكل المطلوب. وتتغير درجة حرارة الفرن أو السخانات اعتمادًا على نوعية البلاستيك المراد صهره وتشكيلة ومقدار طاقته الداخلية، وتعتبر ماكينة الحقن أكثر الآليات المستخدمة لإنتاج البلاستيك فى العالم، وهناك أيضًا مجموعة «اسطمبات» وهى عبارة عن قوالب ثابتة الشكل، و«حوض تبريد مياه» وهو عبارة عن حوض كبير به ماء بارد يستعمل من أجل تبريد المنتج البلاستيكى بعد تشكيله، ويكون له عائد اقتصادى من إعادة تدوير البلاستيك.
أهمية إعادة التدوير
يؤكد «المليجى»، أن أهمية إعادة تدوير مخلفات البلاستيك تكمن فى الحد من نفاد المَصادر، وتحقيق التنمية المستدامة، وذلك بتأمين المواد الأولية من استغلال المخلفات بدلاً من المواد الخام، كما أن له دورًا مُهمًا من الناحية البيئية؛ وذلك بحماية الماء والهواء من الملوثات؛ حيث يتم تجميعها وإعادة استعمالها بدلاً من الحرق الذى يؤدى إلى تلويث الهواء، أو الطمر الذى يؤدى إلى تلويث المياه الجوفية، والدور الذى يلعبه فى الاقتصاد بإقلال المساحات اللازمة للتخلص من المخلفات، واستغلال هذه المساحات لأغراض زراعية، وتأمين فرص عمل.
ويقول: إنه إضافة إلى كل ذلك فإنه يساهم فى توفير الطاقة؛ حيث إن الطاقة اللازمة لإنتاج منتج ما من المواد الخام تقل بكثير عن الطاقة اللازمة لإنتاج نفس المنتج من إعادة تدوير المخلفات البلاستيكية والاستثمار بها.
ويعدد لنا المنتجات التى يفرزها مصنعه، فمنها عبوات زيوت السيارات، والخراطيم الخاصة بالزراعة، وأيضًا الخراطيم الخاصة لتأسيس المنزل للكهرباء، وعبوات الكلور المنزلى، ومنتجات حقن منزلى، وغيرها من التشكيلات المختلفة.
مخاطر البلاستيك
من جهته يقول الدكتور ناجى الوكيل، إخصائى التغذية العلاجية، إنه ليس كل أنواع البلاستيك صالحة لإعادة الاستخدام مرة أخرى، والزجاجات البلاستيكية تحتوى على مواد كيماوية؛ فعند وجود خدوش أو تلف بها، تتسرب هذه المواد الكيميائية إلى السائل الموجود فى الزجاجة، وهذه المواد لها تأثير سام على صحة الإنسان، كما تتحلل الزجاجات البلاستيكية بفعل بالحرارة؛ لذلك يجب تجنب تعرضها لأشعة الشمس أو بخار الماء الساخن، مثل الموجود فى غرف الساونا، ولإعادة استخدام الزجاجات البلاستيكية بطريقة صحية يجب غسلها بالماء الدافئ والصابون باستمرار؛ لمنع نمو أى نوع من البكتيريا الضارة.
وينصح باستخدام الزجاجات الزجاجية فى حفظ المشروبات بدلاً من إعادة استخدام الزجاجات البلاستيكية.
فى السياق يبين الدكتور حسام الأشطوخى، استشارى ورئيس قسم علاج الأورام وأورام الدم بمعهد أورام طنطا، أنه إلى الآن لم يتم اكتشاف رابط أكيد يوضح العلاقة بين البلاستيك والسرطان، والأبحاث التى تم إجراؤها كانت نتائجها مقتصرة فقط على إثبات هل المادة الكيميائية التى تدخل فى تصنيع الزجاجات البلاستيكية ستمر وتتفاعل مع الطعام والشراب أمْ لا؟
ويذكر أن بعض المواد الكيميائية التى تدخل فى تصنيع المواد البلاستيكية تؤثر على هرمونات الجسم عن طريق مهاجمتها الغدد بداخل الجسم، وترسبها بداخلها، وإحداث اضطراب فى هرمونات الجسم المختلفة، والاضطراب يؤثر على وظيفة الخلية، وزيادة احتمالية تحولها إلى خلايا سرطانية، وحتى الآن لا يوجد دليل قاطع على هذا الاعتقاد، ولكن كتوصية عامة لا بُد من تجنب الزجاجات البلاستيكية المصنوعة فى أماكن غير معتمدة وغير مطابقة للمواصفات.
التأثير على البيئة
تقول يسرا عبدالعزيز، عضو بالمكتب الفنى لوزيرة البيئة: إن تأثير تلوث البلاستيك يكون على جميع عناصر البيئة، فيؤثر على الماء والتربة والهواء، والإحصائيات تبين أن من 75 إلى 80 ٪ من مخلفات القمامة البحرية ناتجة من المخلفات البلاستيكية، ولا نملك إلى الآن حصرًا صريحًا ورقمًا واضحًا للمخلفات البلاستيكية.
وتضيف: إن أكثر نوع يتم إعادة تدويره هو PET؛ لإمكانية إعادة تدويره إلى أجل غير مسمى إذا تم تنفيذ عملية إعادة تدوير فعالة، ويتم استخدام PET المعاد تدويره أيضًا فى صناعات المنسوجات والسيارات والأثاث، كما أن حاويات PET آمنة ومستدامة للبيئة، ولها كفاءة عالية فى استخدام الطاقة فى عملية التصنيع.
وتؤكد، أن القانون نص على تنظيم إدارة المخلفات بشكل عام، ويتطرق إلى الأكياس البلاستيكية (أحادية الاستخدام)، وينظم تداول المخلفات، بحيث إنها تصبح منظومة مغلقة، وأن يكون جميع عناصرها مسجلة فى جهاز تنظيم وإدارة المخلفات بشكل رسمى، بداية من التخلص منها وإعادة التدوير والتجميع وجميع المراحل.
أمّا بالنسبة للتراخيص الواجب على المصانع أن تأخذها بخصوص إعادة التدوير؛ فتقول: هناك ترخيص للمصنع نفسه من تقييم الأثر البيئى من جهاز شئون البيئة، لكن جهاز تنظيم وإدارة المخلفات له علاقة بالموافقات الخاصة بإعادة تدوير القمامة، ويجب وجود نظام سليم للحماية والأمان وتوفير البنية الأساسية اللازمة من إنارة وصرف ومياه وذلك لمواقع التخلص بالمدافن الصحية الآمنة.
وتوضح: لا أستطيع أن أجزم كم مصنعًا يوجد لإعادة تدوير مخلفات البلاستيك بمصر؛ لوجود قطاع رسمى وغير رسمى، ونعمل الآن على جعل جميع القطاعات رسمية، ونجمع بيانات كل قطاع غير رسمى لمحاولة جعله تابع للقطاع الرسمى.
وتقول: إن مبادرة «تدوير بلاستيك مصر» لا تزال مستمرة، وهناك مبادرات عديدة مهتمة بهذا الشأن، ونرعى أكثر من جمعية أهلية فى مجال البلاستيك، ومنها ما يعمل على حملات لتنظيف الشواطئ، وأخرى لتنظيف نهر النيل، وغيرهما، وتفتح وزارة البيئة الباب على مصراعيه أمام الجميع للقضاء على التلوث البيئى، وأهم شىء هو القدرة على الاستدامة.
2
3
4
5
6
7


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.