داخل أروقة المستشفيات وفى العيادات الخاصة، يواجه الأطباء الكثير من المواقف الغريبة مع مرضاهم، بعضها يمر عليهم مرور الكرام والبعض الآخر يستوقفهم ويظل عالقًا فى أذهانهم رغم مرور السنوات، يحكى أحد الأطباء أن ممرضة جاءته وهى تحمل 2 محلول ملح، فبادرته: «يا دكتور المريضة جاية من غير روشتة وعاوزة تحط عشرة سم من المحلول ده على ده»، اندهش الطبيب فأجابها قائلًا: «ليه ما الاتنين محلول ملح»، فأخبرته الممرضة أن المريضة كانت تزور أحد المشايخ وقرأ لها القرآن على المحلول فقال لها الطبيب: «طالما الشيخ قال كده يبقى نفذوا كلامه، إلحاد فى الشيفت مش عاوز». بدا الأمر مضحكًا مع الصيادلة الذين يتعاملون مع الفئة الأكبر سنًا من الناس، تقول الصيدلانية «نهلة رشدى»: «واحدة ست اشترت لابنها برطمان أكل هيرو بيبى. الأكل المهروس بتاع الأطفال، وطبعًا بيكون معقم وبمجرد ما بيتفتح لازم يتاكل خلال 24 ساعة، راحت وجت بعد شوية، بتقوللى معلش أصل طعمه ماعجبش الولد ممكن أرجعه؟ وجايبالى البرطمان والمعلقة، ومرة تانية واحد جالى بروشتة يصرف علاج، مكتوب فيها 15 حقنة مضاد حيوى، بقوله حضرتك متأكد من العدد ده، قاللى اه، ومكنش فى العدد ده فى الصيدلية وبعد ما قعدت أحسب طلعت فى الآخر روشتة لكلب».
عندك برشام أحمر؟ «الزبادى والعسل» كانا من أكثر الأسئلة شيوعًا فى عالم الصيادلة، فضلًا عن المرضى الذين يصفون أقراص الدواء عن طريق لونها وشكلها للصيدلى. استعرض بعض الصيادلة المواقف التى واجهتهم خلال فترة عملهم فى مجموعة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك قائلين: «لو واحدة تخنت كيلو وهى بتتوزن تعيط فى الصيدلية، ومرة واحدة بتقولى عاوزة دوا لميوعة الدم، قولتلها سيولة قالتلى معرفش، قولتلها على أسماء أدوية تقولى لأ معرفش اعرفى إنتى، وناس بتسأل على برشام وتقولى لونه وشكله ولو معرفتش تقولى إنتى مش دكتورة إزاى ماتعرفيش، ومرة واحد دخل سألنى على إريال أبو جنيه وحد تانى مقتنع إنى ببيع جبنة فى التلاجة». مبروك زوجك حامل بالانتقال إلى أطباء التحاليل الطبية، تبدو الأمور مثيرة للاندهاش والضحك فى آن واحد، «جيلان السيد» تعمل منذ 10 أعوام فى مجال التحاليل الطبية، تقول: «أول ما اشتغلت كنت فى مستشفى قصر العينى وهناك بيجى الناس اللى هايحللوا مخدرات عشان يسافروا، ومرة جالى 3 رجالة شكلهم صعايدة وهيعملوا التحليل عشان ابنهم هيسافر، وقلقانين جدًا، النتيجة طلعت سلبى، تانى يوم دوروا عليا وكان معاهم قفص صغير فيه وزة صاحية وقالولى عشان وشك السمح اللى نجح الواد جبنالك دى ترمى بيها عضمك». وتضيف: «فى واحد جابلنا عينة على أساس إنها بتاعته وطلع هرمون الحمل عالى، كنا مستغربين جدًا ومش عارفين نكتب إيه، لما جيه طلع إنه جايب العينة لمراته، بس عشان شاف اللى بيسجل ولد مرضيش يقوله اسم مراته وكتب اسمه هو، غير بقا الناس اللى بتلاقيهم جايبين العينات بتاعتهم فى علب هدايا وعلب كريمات، وفى الناس لما التحاليل بتاعتهم تطلع طبيعية بيجو يدوروا علينا ويقولولنا إزاى النتيجة طبيعية أومال عملتوا التحليل ليه من الأول». مزرعة للبكتيريا وليست المزرعة السعيدة أما الدكتور «إسلام قنديل» فقد قضى 29 عاما فى التحاليل الطبية، قابل خلالها الكثير من المواقف التى لا تزال عالقة فى ذهنه حتى الآن، يقول: «عملت لمريض تحليل بول طلع عنده التهاب ولما بلغته إنه هايحتاج عمل «مزرعة بكتيريا» بص وراه وقالى هنزرع فين مش شايف وراك أرض نزرع فيها، فهمته طبعا بس سؤاله ضحكنى، كنت عامل لوحة بتلخص عمل جهاز المناعى فى المستوصف اللى شغال فيه، بتبين جهاز المناعة شغال إزاى،لقيت واحد بيخبط على إيده وبيقول سبحان الله كل المعركة دى والحرب دايرة فى جسمنا وكان بيكلم نفسه، ومرة كنت بعمل تحليل سكر تراكمى اللى بيدى فكرة عن نسبة السكر فى الدم خلال ال 120 يوم اللى فاتوا، لقيت المريض فجأة بيبصلى وقالى إنت بتقرا الطالع والغيب عشان تعرف، قولتله ده ل 120 يوم اللى فاتوا، ومرة راجل كبير طلبت منه تحليل وظائف الكبد ووظائف الكلى وهيكلف 300 جنيه، قالى بقى تاخد منى أنبوبة دم وتبص فى الأنبوبة كدة وتخلط الكبد مع الكلى وتاخد الفلوس وتقولى هطمن عليهم، طب إزاى وإنت خلطتهم ومبقوش باينين من بعض».
مريض إيدز يسأل: ينفع أخلف؟ لم تكن جميع المواقف مثيرة للضحك، فقد واجه «قنديل» الكثير من المواقف المؤلمة التى واجه صعوبة فى التعامل معها: «جالى شاب قرب يتجوز وعنده اشتباه فى الإيدز، عملتله التحاليل وطلع عنده فعلًا، قعد يقولى طب هتجوز وهخلف ولا لأ بس مكنتش عارف أبلغه بأبعاد المصيبة اللى هو فيها»، ويذكر أن أحد زملائه فى طب العظام واجه موقفًا محرجًا حينما أتت إليه مريضة ولكن من منطقة نائية، وكشف العظام يتطلب الضغط على الفقرات وفحصها: «ظنت المريضة أن الطبيب يتحرش بها واستدعت الشرطة وتم حبس الطبيب إلى أن أثبت براءته وأن الفحص الطبى يتطلب ذلك، وفى موقف آخر تعرض له زميل آخر أتاه مريض وتوفاه الله قبل الكشف عليه وقام أبناء المريض بتكسير المكان واتهام الطبيب بالإهمال». خناقات على تعليق الزينة «سوزان الشرقاوى» طبيبة نساء وتوليد منذ عام 2005، تقول: «كنت قاعده فى الداخلى بتاع مستشفى ولادة وبالصدفة كان فيه اتنين عاملات بيتخانقوا مين اللى عليه الدور يعلق الزينة وينفخ البلالين ودى تقولها أنا نفخت 301 و302 والتانية تقولها طب ما أنا نفخت بقية العنبر لما نفسى انقطع، وواحدة تقولى مش عاوزة أولد طبيعى وخايفة أولد قيصرى طيب أنا كدكتورة أعمل إيه، وجاتلى مريضة تقولى كنت عندك من أسبوع بخصوص النزيف ومتحسنتش خالص، سألتها خدتى قد إيه من البرشام اللى كتبتهولك قالتلى دورت عليه فى صيدليتين وملقتهوش فمخدتهوش الصراحة». بدا الأمر مختلفًا لدى أطباء الأسنان، «محمد البولينى» يقص حكاياته مع المرضى من خلال فيديوهات على حسابه الخاص بموقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، قائلًا: «فى نوعية مريض اسمه الفوتوجرافر، يبعتلى صورة سنانه على الماسنجر وتقولى تتكلف كام دى،ويفضل يسأل ويستفسر على النت على أساس إنى هعالجه على النت من غير ما أشوفه، وممكن مريض يحكيلى قصة طويلة وأقوله يبعتلى الأشعة اللى عملها وممكن يبعتهالى بعد سنة أو 6 شهور، وممكن حد يسألنى على مواعيد العيادة وأبص على اللوكيشن بتاعه ألاقيه مثلا من واحة الفرافرة».