التقى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الأسبوع الماضى، كيم أونج زعيم كوريا الشمالية فى أول لقاء رسمى بين رئيسي الدولتين منذ خمسينيات القرن الماضى. وتوقع المحللون قبل بدء اللقاء أن تغير القمة الخريطة الاستراتيجية الدولية، إلا أن تحليلاتهم بعد انتهائها أكدت أنها ليست مثالية، لكنهم وصفوها ب«التاريخية». وتحاول الصحف الغربية تصدير صورة إيجابية عنها والتأكيد على أنها قمة ناجحة، وتعود بالنفع على «الولاياتالمتحدة». فيما أكدت الإحصاءات الاقتصادية أن القمة كانت بمثابة كابوس مظلم، ومأساة، بالنسبة لشركات السلاح الأمريكية، التى كانت تبرم تعاقداتها على اعتبار أن الصراع بين الدولتين ينذر باندلاع حرب، أو أى شكل من أشكال الصراعات مع «كوريا الشمالية»، وجاءت المصالحة واللقاء التاريخى غير المتوقع لتضيع أحلام وخطط هذه الشركات المستفيدة من النزاعات العسكرية. جريدة «يو.إس.ايه توداى» قالت إن شركات السلاح عانت خسارة فادحة، فور عقد القمة الأمريكية الكورية، وعلى رأسها شركات «رايثيون» (RTN)، «لوكهيد مارتن» (LMT)، «نورثروب جرومان» (NOC)، «جنرال دايناميكس» (GD)، و«بوينج». وانخفض سهم شركة «رايثيون»، التى تنتج صواريخ «باتريوت، وتوماهوك»، بنسبة 2.6 %، أما شركة «لوكهيد مارتن»، التى تزود وزارة الدفاع الأمريكية بأنظمة الدفاع الجوى، والدفاع الصاروخى، بالإضافة إلى طائرة (F-35) المقاتلة، فتراجعت نسبة سهمها إلى 1 %، والأمر نفسه حدث مع سهم شركة «جنرال دايناميكس»، وهى أكبر شركات بناء السفن التابعة للبحرية، التى تراجع سهمها بنسبة 1 % أيضًا، كما انخفض سهم شركة «نورثروب جرومان»، التى زادت من تركيزها فى الآونة الأخيرة على الحرب الإلكترونية، وأنظمة الدفاع الصاروخى، بنسبة 1.3 %، لكن سهم شركة «بوينج» التى تصنع طائرات هليكوبتر من طراز «أباتشى»، فيعد الأقل خسارة بينها، بنسبة 0.2 %.. ومن جانبه علق كبير مسئولى الاستثمار فى شبكة الكومنولث المالية فى مدينة «ولثام» التابعة لولاية «نيوجيرسى»، المحلل «براد ماكميلان»، فى حوار له مع الجريدة، بأن أى تطورات سياسية، أو دبلوماسية كالتى حدثت فى القمة الأمريكية الكورية، تقلل من فرصة حدوث نزاع عسكرى، وتعمل على الحد من الاهتمام الزائد للمستثمرين بالشركات التى تركز على صناعة السلاح، مضيفًا أن انخفاض المخزون الدفاعى، وعدم نشوب حرب ساخنة من الأساس بين «الولاياتالمتحدة، وكوريا الشمالية»، تمثل مخاوف كبيرة. وبعيدًا عن الشركات التى كانت تطرب لطبول الحرب، كان الديمقراطيون، والجمهوريون فى ال«كونجرس» ينفذون رغبة «ترامب» بزيادة ميزانية وزارة الدفاع الأمريكية، إلى 717 مليار دولار.