إنه اليوم العالمى للسلام، على الطريقة الأمريكية، حيث يمتزج مذاق الشكولاته السويسرية بقرع كؤوس الشمبانيا الفرنسية والفودكا الروسية ورائحة السيجار الكوبى.. وأيضًا رائحة البارود. تلك التفاصيل كانت البطل الرئيسى فى حفل أقيم أمس الأول بقاعة فاخرة، بمناسبة اليوم العالمى الذى يوافق 21 سبتمبر من كل عام، حيث احتضنت القاعة أباطرة صناعة السلاح ونواب من الكونجرس الأمريكى، ما ينفى الشائع بوجود خلافات بين الجناحين الذين يحكمان فعليًا الولاياتالمتحدة، رسميًا بفعل الدستور الذى يمنح الكونجرس صلاحيات واسعة، وفعليا بحكم قوة «الدولار» التى تعلو ولا يعلى عليها. حفل الاستقبال استضاف مجموعة من مقاولى الحرب وأبرز صناع ومصدرى الأسلحة مثل «لوكهيد مارتن» و«بوينج» و«نورثروب جرومان» و«رايثيون»، وفقًا لموقع «إنترسيبت» الاستخباراتى الأمريكى. وكشف الموقع عن أن الكونجرس والبنتاجون «يسمسران» من صناعة السلاح، وتسهيل مبيعاته مع الدول الأجنبية ولهما دور رئيسى فى الكثير من الصفقات العسكرية. وأكد بروس تانر نائب رئيس شركة «لوكهيد مارتن» أن الفوائد والأرباح التى يحققها «مقاولو» الدفاع من الحرب فى سوريا وليبيا والعراق ومكافحة تنظيم الدولة «داعش» آخذة فى التعاظم. وقال ويلسون جونز، رئيس شركة «أوشكوش»: «مع نمو تهديد داعش فإن هناك المزيد من الدول التى أصبحت مهتمة بشراء المركبات المدرعة من نوع M-ATV التى تنتجها الشركة فيما قال توم كينيدى الرئيس التنفيذى لشركة «ريثيون» إن شركته تشهد نموا كبيرا فى حجم أعمالها فى عدة بلدان فى الشرق الأوسط، مضيفا «بفضل الحروب تزايدت قيمة الأسهم بصورة غير مسبوقة». ووفقا للتقرير فإن أسهم شركة «لوكهيد مارتن» المشهورة بإنتاج صواريخ «هيلفاير» ذات الدور الرئيسى فى العمليات الجوية بمنطقة الشرق الأوسط قفزت بنسبة 3.5٪، فيما قفزت أسهم شركة «رايثيون» المصنعة لصواريخ «توماهوك» بنسبة 4.1٪ وأسهم شركة «نورثروب جرومان» شهدت ارتفاعا بنسبة 4.4٪. ويرى كبار منتجى السلاح فى الولاياتالمتحدة أن التحدى الأبرز أمامهم يتمثل فى تلبية الطلب المتزايد، خاصة من منطقة الشرق الأوسط، حيث تريق الدول العربية الأموال لشراء الأسلحة لمواجهة تنظيم الدولة «داعش». وقال أحد المديرين التنفيذيين لأحد كبار المصانع: «هناك عقود مبدئية لمدة عقد من الزمان، حتى إن شركة «لوكهيد مارتن» تبنى مصنعا ثالثا. وتسعى الشركة العملاقة التى يملك سياسيون أمريكيون حصة كبيرة من أسهمها إلى توظيف 240 عاملا خلال السنوات الأربع المقبلة، لتلبية الزيادة فى خطوط إنتاج الصواريخ على وجه التحديد. وارتفعت المبيعات العسكرية الخارجية للولايات المتحدة بنسبة 36٪ حتى الشهر الماضى قياسا بالعام الجارى بقيمة 46 مليارا و600 مليون دولار، وقفزت المبيعات المعتمدة من الصواريخ والقنابل الذكية وغيرها من الذخائر لحلفاء الولاياتالمتحدة إلى ما يقدر بنحو 6 مليارات دولار فى السنة المالية 2015 مقابل 3.5 مليار دولار فى العام السابق. ويهيمن على قائمة أعلى 100 شركة منتجة للأسلحة والأجهزة العسكرية فى العالم 44 شركة أمريكية تمثل أكثر من 60٪ من جميع مبيعات الأسلحة فى العالم. وتتصدر شركة لوكهيد مارتن القائمة، ويقدر إجمالى مبيعاتها من الطائرات والإلكترونيات نحو 46.5 مليار دولار وإجمالى الأرباح نحو 2.7 مليار ومجموع القوى العاملة نحو 123 ألف عامل وتنتج الطائرات والصواريخ والأنظمة بدون طيار وأنظمة الرادار. كما يقدر إجمالى مبيعات «بوينج» من الطائرات والإلكترونيات والصواريخ بنحو 68.7 مليار دولار والربح الإجمالى يصل إلى 4 مليارات دولار ومجموع القوى العاملة نحو 171 ألفا و700 عامل، وهى ثانى أكبر شركة فى الولاياتالمتحدة. وحققت شركة نورثروب جرومان (NOC) للطائرات والإلكترونيات والصواريخ والسفن 26.4 مليار دولار مبيعات، وإجمالى الأرباح يصل إلى 2.1 مليار دولار ومجموع القوى العاملة نحو 72 ألفا و500 عامل. أما رايثيون (RTN) للإلكترونيات والصواريخ فيقدر إجمالى مبيعاتها ب24.9 مليار دولار وإجمالى الأرباح نحو 1.9 مليار دولار ومجموع القوى العاملة يصل إلى 71 ألف عامل. ونجحت جنرال ديناميكس (GD) للمدفعية والإلكترونيات والمدرعات والأسلحة الصغيرة والسفن فى تحقيق 32.7 مليار دولار مبيعات وإجمالى الأرباح بلغت نحو 2.5 مليار دولار ومجموع القوى العاملة نحو 95 ألفا.