وافقت الولاياتالمتحدةالأمريكية، على سلسلة صفقات تفوق قيمتها سبعة مليارات دولار لتوريد طائرات هليكوبتر وصواريخ لأربع دول عربية هى السعودية، الإمارات، قطر والمغرب، بما يُشكل انتعاشا جديدا لشركة بوينج عملاقة صناعة الطائرات وغيرها من شركات تصنيع المعدات العسكرية، حيث تأتى تلك الصفقة فى وقت تغلى فيه الساحة العربية بالحروب والصراعات من سوريا إلى اليمن، وشهدت تدفقات الأسلحة الأمريكية إلى منطقة الخليج صعودا فى معدلاتها إبان العام الماضى وفى أعقاب توقيع الاتفاق النووى الإيراني، كمحاولة لطمأنة الحلفاء بالمنطقة العربية وقد تربحت أربع شركات أمريكية على حساب الصراع بين الخليج وإيران وعلى رأسها شركة بوينج الشهيرة. كانت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"قد أعلنت نهاية العام الماضى عن صفقات توريد أسلحة تتخطى قيمتها الإجمالية 7 مليارات دولار، تشمل مروحيات عسكرية وطائرات وصواريخ للمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، وقطر والمغرب، وقال البنتاجون فى تصريحات رسمية نشرتها وكالة التعاون الأمنى الدفاعى الأمريكية، إن وزارة الخارجية الأمريكية أخطرت الكونجرس عن تلك المبيعات المحتملة. صفقة المملكة هى الأعلى قيمة إذ بلغت 3.51 مليار دولار، لشراء 48 مروحية شحن من طراز "شينوك سى إتش-47 إف" مع محركات احتياطية وأسلحة رشاشة. تلتها صفقة الإمارات، حيث بلغت قيمتها 3.5 مليار دولار، لشراء 27 مروحية هجومية من طراز "آباتشى آى إتش-64 إي" بالإضافة إلى معدات دعم، مصنّعة من قبل شركتى "بوينج" و"لوكهيد مارتن". ثم قطر بعقدين قيمتهما 781 مليون دولار، وأخيرا المغرب بما قيمته 108 ملايين دولار. تتربع شركة بوينج على قمة هرم بيزنس السلاح لمنطقة الخليج، حيث أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة فى وقت سابق من العام الماضي، أنها سوف تُنفق حوالى 618 مليون دولار لشراء طائرتى نقل عسكريتين من طراز سى -17 إس من قِبل شركة بوينج الأمريكية. وقد سبقت تلك الصفقة واحدة أخرى عام 2009 عندما حصلت الشركة على عقد لتزويد دولة الإمارات العربية المتحدة، بست طائرات من طراز سى -17 إس. وفى عام 2010 حققت شركة بوينج أرباح تُقدر ب 700 مليون دولار تقريبا مقابل تزويد دولة الكويت بطائرات من طراز سى 17. تلقت شركة بوينج فى عام 2013 جزءاً من عقد بلغت قيمته 10 مليارات دولار لمنح كل من المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، صواريخ ذات تقنية عالية والتى يمكن إطلاقها من الطائرات لمسافة تمتد لأكثر من 135 ميلاً من الهدف. وقبل ذلك العقد بعامين حصلت شركة بوينج على صفقة 29,4 مليار دولار لتزويد السعودية بحوالى 84 مقاتلة من طراز إف -16 وتحديث الطائرات القديمة لديها. أما أهم صفقات بوينج عام 2014 فكانت مع قطر باتفاق بلغت قيمته حوالى 23 ملياراً تقوم الشركة بمقتضاه بتزويد قطر ب 24 طائرة من طراز آباتشي، وقد شاركت فى تلك الصفقة شركات سلاح أخري. المركز الثانى احتلته بجدارة شركة "رايثيون " وهى شركة أمريكية متخصصة فى أنظمة الدفاع، و تُعد واحدة من أكبر 10 شركات الدفاع فى العالم.تأسست عام 1922، وهى أكبر منتج للصواريخ الموجهة بالعالم. وقد حصلت فى عام 2013 على عقد قيمته مليار دولار تقريبا لتزويد المملكة العربية السعودية، بعدد ضخم من الصواريخ المضادة للدبابات. وشهد عام 2012 صفقة ذهبية لشركة رايثيون بتوقيع عقد مع المملكة العربية السعودية، بلغت قيمته حوالى 600 مليون دولار لتزويدها بأنظمة اتصالات وتحكم، حاسبات واستخبارات تُعرف باسم سى -4 آي. لم تكن المملكة العربية السعوية، الشريك الخليجى الوحيد لشركة رايثيون، حيث كانت الأخيرة طرفا فى عقد كبير مع قطر بلغت قيمته 23 مليار دولار فى عام 2014 لتزويدها بصواريخ باتريوت. وقد سبق أن حصلت رايثيون فى عام 2008 على عقد قيمته 3,3 مليار دولار لتزويد الإمارات العربية المتحدة بصواريخ باتريوت. وأعلنت سلطنة عٌمان فى عام 2013 أنها بصدد منح شركة رايثيون حوالى مليارى دولار، مقابل تزويدها بأنظمة الدفاع الأرضية المصممة لمواجهة الهجمات الجوية. المركز الثالث كان من نصيب شركة "لوكهيد مارتين " الشهيرة بكونها لاعبا رئيسيا فى صناعة الأسلحة الأمريكية، والتى وقعت عام 2013 عقدا مع الإمارات لبناء نظام دفاعى لمواجهة الهجمات الصاروخية وحصلت على 3,9 مليار ودلار. لشركة "لوكهيد مارتين " أيضا تعاملات واسعة النطاق مع سلطنة عُمان. ومثل غيرها من الشركات، فقد استفادت أيضا من المبيعات للملكة العربية السعودية، وحصلت على صفقة تٌقدر بحوالى 22 مليون دولار فى عام 2014 لتزويد المملكة بدعم خاص لطائرات آباتشي. وفى عام 2013 حصلت جنبا إلى جنب شركة نورثروب جرومان على عقد قيمته 90 مليون دولار لتزويد المملكة بأنظمة رادار لطائرات آباتشى التى تمتلكها المملكة العربية السعودية. وأخيرا تأتى فى ذيل القائمة شركة "سيكورسكى " للطائرات، وهى شركة أمريكية تصنع الطائرات والمروحيات تأسست على يد مهندس الطيران إيغور سيكورسكى المولود فى كييف. وأنتج أول مروحية بدوار مروحية واحد متوازنة، يتم تصنيعها بأعداد كبيرة عام 1942. وتم دمج الشركة عام 1929 مع شركة يونايتيد تكنولوجيز، وبقيت الشركة تنتج العديد من المروحيات المهمة مثل يو إتش- 60 بلاك هوك، إس إتش- 60 سى هوك والطائرات المروحية التجريبية سيكورسكى إس-72 التى تعمل كطائرة فى آن وكمروحية فى آن آخر. وكانت الشركة تُؤمن الطوافات الرسمية لرئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية المعروفة باسم مارين وان، منذ عام 1957 و لكن فى عام 2005 قررت الولاياتالمتحدةالأمريكية تغيير مروحياتها الرسمية من طراز إس إتش-3 سى كينج المصنعة من قبل شركة سيكورسكى لتستخدم مكانها النسخة المعدلة من مروحية أغستاوستلاند إيه دبليو 101 والمعروفة باسم فى إتش -71 كيستريل. وقد قامت بتوقيع عقد قيمته 30 مليون دولار عام 2014 لتوريد 12 طائرة بلاك هوك للمملكة العربية السعودية. وفى مطلع عام 2015 أعلن المدير الإقليمى للشركة، أنه يتوقع بيع نحو 400 طائرة هليكوبتر فى الشرق الأوسط خلال الخمس أو العشر سنوات المقبلة. وقال أناند ستانلي، نائب رئيس الشركة والمدير العام لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا "إن توسيع الأسطول الحالى وهو 400 طائرة سيتم بطريقة تناسبية، ومن المتوقع أن يرفع التحديث هذا العدد فى المنطقة، وتعمل معظم دول الشرق الأوسط وخصوصاً دول الخليج جاهدة على تطوير أنظمة النقل وتطوير اقتصاداتها مما سيرفع من معدلات الطلب على طائرات الهليكوبتر. ومن المعروف أن شركة سيكورسكى قد دخلت فى مشروع مشترك مع وحدة تابعة لصندوق مبادلة بأبو ظبى وشركة لوكهيد مارتن لصيانة الطائرات فى أبو ظبي. وأشار تقرير لمجلة "نيويورك تايمز " العام الماضى عن تهافت شركات السلاح الأمريكية لفتح مكاتب إقليمية تابعة لها بدول الخليج منذ عام 2011، حيث قامت شركة بوينج بفتح مكتب تابع لها بالدوحة وتبعتها شركة " لوكهيد مارتين ".