من يتابع كواليس انتخابات النادى الأهلى عن قرب يعرف جيدًا أن المعركة الانتخابية داخل القلعة الحمراء شرسة للغاية رغم أن أحد أطرافها معشوق للجميع وفارس أحلامهم وهو الكابتن محمود الخطيب، لكن الأمور على أرض الواقع وبحسابات الجمعية العمومية مختلفة تماما. صراع المال له دور كبير فى حسم تلك المعركة الشرسة، خاصة أن الرئيس الحالى للنادى الأهلى يراهن على النهضة والطفرة الإنشائية التى نجح فى تحقيقها على مدار السنوات الأربع الماضية رغم الأزمات التى مر بها وأهمها حل المجلس ثم التعيين من جديد، استعادة لقب الدورى وكأس مصر بعد غياب عشر سنوات والوصول لنهائى دورى أبطال إفريقيا الذى كان سيصنع فارقًا كبيرا فى مشوار طاهر الانتخابى فى حالة الفوز بالبطولة. فى المقابل أسطورة الأهلى محمود الخطيب اعتمد فى قائمته على الأسماء التى تضيف لها ثقلاً بجانب اسمه أمثال خالد مرتجى والعامرى فاروق وخالد الدرندلى بالإضافة إلى بعض رجال الأعمال كنوع من الدعم لاسم وتاريخ بيبو العريض الذى يعتمد عليه أكثر من الأموال، فى مواجهة محمود طاهر الذى يسخر أمواله وشركات البترول الخاصة به لدعم مصروفات حملته الانتخابية لبقائه على الكرسى الأكثر شعبية فى أندية مصر. الخطيب من الوهلة الأولى ومن بيانه المقتضب الذى أصدره ليعلن ترشحه للانتخابات استخدم لغة الحنين إلى الماضى والعصر الذهبى للأهلى معتمدًا على شعبيته الجارفة وقدرته على إعادة الهيبة والانضباط التى تعودت عليها الجماهير الحمراء منذ عهد المايسترو صالح سليم وحتى فى عهد حسن حمدى مرورا بعهد محمود طاهر الذى يرى البعض أنه خرج عن مبادئ الأهلى فى بعض الأشياء أما محمود طاهر فيعتمد فى حملته على الإنجازات وسط النار ووسط الأزمات بعد أن نجح فى تطوير فرع الجزيرة وهو الشىء الملموس لأعضاء الجمعية العمومية وهو ما وضعهم فى حيرة بين الرجل الذى نجح وسط الصعاب والتاريخ الكبير الذى يحمله بيبو فى جعبته، طاهر صاحب نفوذ كبير فى فرع مدينة نصر وأصبح له شعبية فى الجزيرة، بالإضافة إلى الفرع الذى أنشأه فى الشيخ زايد مع إعطاء وعود للجمعية العمومية بإنشاء فرع جديد فى التجمع الخامس خلال الدورة الجديدة وهو مايضعهم فى اختبار صعب بسبب تنفيذه لوعوده فى الدورة الأولى. أما على صعيد فريق الكرة الأول واستخدامه فى الدعاية الانتخابية فهناك جبهات وهذه تعتبر المرة الأولى التى تحدث داخل القلعة الحمراء أن يتم إقحام فريق الكرة فى لعبة الانتخابات فدائما نرى أن فريق الكرة بعيد تماما عن حروب الانتخابات، وإن كان الظاهر للجميع أن لاعبى الأهلى غير متضامنين مع قائمة على حساب الأخرى إلا أن هناك تخوفات من التربيطات بسبب النجوم الكبار فى الفريق المعروف حبهم وانتماؤهم لجبهة الخطيب رغم عدم إعلانهم ذلك، لكنهم قوة ضاربة للمجلس الحالى الذى يعتمد بشكل كبير على الرجل الأول له فى الفريق وهو المدير الفنى حسام البدرى أحد الداعمين لمحمود طاهر خلف الستار بسبب تمسكه به ومنحه الفرصة كاملة رغم اعتراض البعض على بقائه مديرا فنيا للقلعة الحمراء. أما على مستوى الألعاب الأخرى فقائمة الخطيب فرضت سيطرتها بشكل كبير عليها فى ظل وجود أسماء كان لها دور كبير فى إحداث طفرة فى تلك اللعبات مثل العامرى فاروق المرشح على منصب نائب الرئيس فى قائمة بيبو والذى أحدث طفرة فى الألعاب الأخرى فى الفترة من 2004 وحتى 2014ومعه خالد الدرندلى المرشح لأمانة الصندوق والذى يحظى بشعبية كبيرة خاصة أنه تزامن وجوده مع فترة الإنجازات التى شهدت نقل الأهلى إلى مصاف الأندية العالمية والحصول على لقب الأكثر تتويجا فى العالم. وكذلك المهندس خالد مرتجى المرشح للعضوية وهو عضو لجنة الأندية فى فيفا والذى كان له دور مميز فى تمثيل الأهلى بالشكل الرسمى على الصعيد الدولى ومعهم جوهر نبيل كابتن مصر والأهلى السابق فى كرة اليد ورانيا علوانى عضو اللجنة الأوليمبية الدولية وإبراهيم الكفراوى وطارق قنديل أحد أبرز أعضاء لجنة تنمية الموارد على مدى فترات طويلة ومحمد الدماطى أحد الوجوه الجديدة وتحت السن محمد الجارحى رجل الأعمال الشهير ومحمد سراج ومهند مجدى. أما قائمة طاهر فكانت مفاجأة للجميع بما تملكه من أسماء كبيرة ومؤثرة حيث اختارت طريقًا جديدًا فى الدعاية الانتخابية وهو أن القائمة تشبه التروس التى تدور لتكمل بعضها البعض فكل مرشح متخصص فى مجال سيخدم النادى من خلاله وعرض برنامجه الانتخابى على هذا الأساس.. فالقائمة تضم الدكتور هانى سرى الدين ليكون مسئولاً عن الملف الاقتصادي للنادى، ومروان هشام مسئولاً عن الملف الرياضى وتطوير اللعبات واستمرار نجاحاتها، محمد يحيى مسئول ملف الإنشاءات والبنية الأساسية للفروع وإعداد ملف عن الفرع الرابع خلال الفترة الجديدة، الإعلامى حمدى الكنيسى ليكون مسئولاً عن الملف الإعلامى والثقافى للنادى والتواصل مع الجميع داخل مصر وخارجها، الدكتور خالد حبيب مسئولاً عن الملف الإدارى والموارد البشرية لتطوير ملف خدمات الأعضاء، ومحمد جمال هليل العنصر الشاب الذى يجهز لتوفير منافذ حكومية لاستخراج أوراق رسمية من داخل فروع الأهلى، الدكتور إيهاب ماضى المسئول عن الملف الطبى بالنادى وتوفير خدمات طبية للأعضاء مضافة على كارنيهات العضوية، والعنصر النسائى شيرين منصور المسئولة عن ملف ذوى الاحتياجات الخاصة من أعضاء النادى بالإضافة إلى كامل زاهر الرجل العتيد فى منصب أمين الصندوق ومصطفى مراد فهمى فى منصب نائب الرئيس. لتكتمل بذلك قائمة طاهر التى يراها بعض الأعضاء حسب برنامجهم الانتخابى متكاملة ومنظمة وتطبق فكرًا احترافيًا جديدًا بأن يكون كل عضو مجلس إدارة مسئولاً عن ملف فى تخصصه ليفيد به أعضاء الجمعية العمومية ولكن لم يلتفت طاهر لأهم شخص يجب أن يكون موجودًا فى قائمته رغم انتقاد البعض لنفس الأمر فى الولاية السابقه، وهو لاعب الكرة صاحب الخبرة الذى يتولى ملف الفريق الأول والتواصل مع الجهاز الفنى ولجنة الكرة وهو ماقد يضع قائمة طاهر فى موقف صعب نظرا لتواجد الخطيب أسطورة الكرة المصرية على رأس القائمة المنافسة. المؤكد أن مايدور على السوشيال ميديا مختلف تماما عن أرض الواقع فالحرب شرسة ولا توجد قائمة متفوقة على الأخرى حتى الآن، والقرار سيكون فى يد الجمعية العمومية، هل ستختار التاريخ الذى يمتلك الأدوات لاعتلاء كرسى رئاسة الأهلى أم ستختار المال الذى صنع طفرة فى النادى على مستوى الإنشاءات؟