تحاول أجهزة الأمن الإلكترونى فى كل الدول التصدى لهجمات مجرمى الإنترنت الذين يحترفون عمليات القرصنة، خاصة أن الحوادث فى هذا الإطار كثرت فى الفترة الأخيرة، وتم اختراق مؤسسات مالية فى ماليزيا وكوريا الجنوبية وإندونيسيا والفلبين والصين وبنجلاديش وفيتنام. سجلت الحكومة الكولومبية وحدها 198 مليون هجوم إلكترونى فى عامى 2016-2017 بمعدل 542 ألف هجوم يوميًا، وجاء القطاع المالى فى المرتبة الأولى من حيث التعرض للهجمات الإلكترونية بواقع 214.600 هجوم يوميًا، وهو ما أسفر عن خسائر بلغت 6.179 مليار دولار، وهو ما يضع كولومبيا فى المرتبة الخامسة ضمن قائمة الدول الأكثر تأثرًا بالجرائم الإلكترونية فى أمريكا الجنوبية، وذلك وفقًا لدراسة لشركة (Digiware). وأكدت الدراسة أن البرازيل أكثر البلدان فى أمريكا الجنوبية تأثرا بهذه الهجمات بنسبة %25.13 ويليها المكسيك بنسبة %15.53 ثم فنزويلا بنسبة %11.91 والأرجنتين بنسبة %9.63 وكولومبيا بنسبة %8.05. وقال «فريدى باوتيستا»، رئيس مكافحة الجرائم الإلكترونية فى كولومبيا، إنهم يتلقون يوميًا، شكاوى من الاحتيال الرقمى لمبالغ تقارب 120 مليون بيزو (أى حوالى 41 ألف دولار) ارتكبتها عصابات إجرامية، هذا بالإضافة إلى أن كل الشركات الخاصة سواء كانت صغيرة أو كبيرة، أو كيانات حكومية تتعرض للاحتيالBEC أو business email compromise الذى عادة ما يستغل نقاط الضعف لدى صاحب البريد الإلكترونى ويعمل على جعل رسائله كما لو كانت مرسلة من شخص موثوق به فى المؤسسة التى يعمل بها أو من قبل زميل وتسعى هذه الجرائم إلى استبدال الهوية حتى تتمكن من إدارة رسوم غير موجودة وتحويل مبالغ كبيرة إلى حسابات مصرفية تابعة للمجرمين. وأضاف أن «جماعة لازوراس» تقف وراء الانتهاكات واسعة النطاق بما فى ذلك اختراق «سونى بيكتشرز» فى 2014 والكثير من السرقات السيبرانية ضد البنك المركزى فى بنجلاديش فى العام الماضى، ويعرف عن هذه الجماعة اختراقها لخادم «سيرفر» C&C الخاصة بالبنوك والحكومات كنقطة انطلاق لحملاتهم الخبيثة. وأشار باوتيستا إلى أنه فى 2014 انتشرت أخبار عن أكبر عملية قرصنة إلكترونية، وكانت محصلتها مليار دولار من بنوك فى روسيا وأوكرانيا وألمانيا والصين فى هجوم أطلق عليه Carbanak، حيث تسللت مجموعة من القراصنة إلى شبكات ضحاياهم من خلال محاولة الحصول على المعلومات الخاصة بمستخدمى الإنترنت عن طريق رسائل البريد الإلكترونى أو استخدام ملفات وورد خبيثة لزرعها للدخول إلى البيانات وبالتالى الحصول عليها، واستطاع هؤلاء القراصنة السيطرة عن بعد على أجهزة الصراف الآلى ومواقع إلكترونية خاصة بالبنوك واستولوا على أكبر قدر من الأموال. وتشير تقارير أمنية كولومبية فى هذا الشأن إلى أن درجة تطور الهجوم من حيث الأدوات ومهارة القراصنة المنتمين إلى هذه الجماعات قد تكون إشارة إلى أن بعض هذه الجماعات مدعومة من دول وليسوا مجرد جماعات إرهابية أو إجرامية تسعى للحصول على أموال بطرق غير شرعية. وكشف خبراء فى مجال الأمن الإلكترونى تابعون لكوريا الشمالية مؤخرًا أن هناك مجموعة قراصنة إلكترونيين يحملون اسم «بلونوروف» يركزون هجماتهم على الشركات المالية الأجنبية، كما كشف الخبراء عن أن حكومة كوريا الشمالية وراء محاولات قرصنة ماكينات الصرف الآلى وسرقة أموال سائلة. ورجح الخبراء أن الحصار الاقتصادى والعقوبات الدولية المفروضة على كوريا الشمالية دفعتها إلى هذه الحيلة للحصول على العملة الصعبة التى اختفت تقريبًا لديها. على جانب آخر، اقترح تقرير لمعمل «كاسبرسكي» استخدام حل متطور للغاية يمكن الشركات من الكشف عن الهجمات المستهدفة وغيرها من الأعمال الخبيثة من خلال رصد دقيق لنشاط شبكة الإنترنت والبريد الإلكتروني. فيما أصدرت الحكومة الأمريكية تحذيرًا فريدًا من نوعه يؤكد أن هناك مجموعات من القراصنة المحترفين يستهدفون شركات الطاقة والصناعة، وهذا البيان يعتبر العلامة الأخيرة على أن الهجمات السيبرانية تشكل تهديدًا على صناعات الطاقة والبنية التحتية، وأرسل مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) ووزارة الأمن القومى (DHS) تقريرًا، عبر البريد الإلكترونى، يحذر من احتمال وقوع هجوم إلكترونى على شركات صناعية فى مجالات الطاقة النووية والطيران إلى جانب صناعات حيوية أخري. وأكد مكتب التحقيقات الفيدرالى أن الهجمات ستكون من خلال إرسال بريد إلكترونى ملوث بفيروس معين أو إرسال طلب بفتح موقع معين وما إن يدخل أى من موظفى الشركات المستهدفة إلى الموقع يكون جهاز الكمبيوتر الخاص به أصبح مخترقًا. ورفض سكوت ماكونيل المتحدث باسم وزارة الأمن الداخلى الأمريكى توضيح المعلومات الواردة فى التقرير أو الإفصاح عن السبب الذى دفع الحكومة إلى نشر تلك المعلومات فى هذا الوقت، لكنه قال إن التحذير يقدم توصيات للحد من الأنشطة الإلكترونية الخبيثة التى تستهدف قطاعات اقتصادية متعددة، بينما أكد «روبرت لي» أحد خبراء الأمن الإلكترونى الذى يعمل بشركة Dragos المتخصصة فى هذا المجال أن التحذير الصادر عن الاستخبارات الأمريكية ربما يشير إلى مجموعات قرصنة تابعة للاستخبارات الروسية.