فى تحرك «نوعى» جديد نقلت أجهزة الاستخبارات الكورية الشمالية تركيزها من استخدام عمليات التجسس لتحقيق مكاسب سياسية إلى جنى أرباح مالية لتأمين موارد إضافية من العملة الصعبة فى ظل العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها. إذ رصد تقرير حديث أعدته مؤسسة الأمن المالى فى كوريا الجنوبية الكثير من الشواهد على أن بيونج يانج بدأت نشر جيوش من القراصنة الإلكترونيين بهدف سرقة أموال من مؤسسات مالية أجنبية وشركات تعمل عبر الإنترنت. شمل التقرير تحليل عدد من الهجمات الإلكترونية التى تعرضت لها مؤسسات مالية حكومية وخاصة فى كوريا الجنوبية فى الفترة ما بين عامى 2015 و2017، وحدد مجموعتين للقرصنة وهما مجموعة «لاازاروس» ومجموعة «أنداريل»، ووفقًا للتقرير فإن نشاط المجموعتين يبدو موجها من جانب كوريا الشمالية. وبتحليل الأهداف التى ركزت عليها المجموعتان يظهر أن بيونج يانج توجه جواسيسها الإلكترونيين لإيجاد طرق لتوفير العملة الصعبة التى تحتاجها الحكومة، وكان عدد من الخبراء والشركات المتخصصة فى مجال الأمن الإلكترونى قد حملوا كوريا الشمالية مسئولية الهجمات الإلكترونية الأخيرة ضد المؤسسات البنكية الدولية. كوريا الشمالية هى المتهم الرئيس فى الهجوم الذى استهدف استوديوهات هوليوود التى تمتلكها شركة Sony اليابانية عام 2014. وفى عام 2016 قامت كوريا بهجوم إلكترونى آخر فى محاولة لسرقة ما يقرب من مليار دولار أمريكى من بنك بنجلاديش، وقد نجح البنك فى استعادة معظم المبلغ فى النهاية والذى تم تحويله باستخدام شبكة «سويفت» إلا أن القراصنة نجحوا فى الحصول على نحو 81 مليون دولار أمريكى. مؤخراً كشف خبراء الأمن الإلكترونى أن حكومة كوريا الشمالية تقف وراء محاولات قرصنة ماكينات الصرف الآلى ومحاولات سرقة أموال سائلة من مواقع المقامرة عبر الإنترنت. وفى أبريل من العام الماضى كشفت شركة «كاسبرسكى لاب» وهى شركة روسية تعمل فى مجال الأمن الإلكترونى عن مجموعة قرصنة إلكترونية ثالثة تابعة لكوريا الشمالية وهى «بلونوروف». وأكد الخبراء فى مجال الأمن الإلكترونى أن هذه المجموعة تركز هجماتها الإلكترونية على الشركات المالية الأجنبية.
