بعد الارتفاعات الأخيرة فى أسعار البنزين، أطلق مجموعة من الشباب مبادرة جديدة من خلال صفحة على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» تحت مسمى «فى سكتك حد جاى».. المبادرة تهدف إلى التخفيف من وطأة وتأثير ارتفاع سعر البنزين بحيث يعلن صاحب السيارة عن خط سيره على الصفحة ويتقاسم معه ثمن البنزين من يشاركه فى نفس خط السير فى ظل وجود بعض الآليات والشروط التى تضمن قدرًا من الأمان والسلامة للطرفين.. المدهش أن أعضاء الجروب وصلوا فى فترة وجيزة لأكثر من 10 آلاف عضو، وأن الفكرة حازت إعجاب بل وتجربة عدد من الفتيات وأنها تجاوزت العاصمة وبدأت فى إيجاد فروع لها بعدد من محافظات الصعيد. أحمد مرسى مؤسس فكرة «فى سكتك حد جاى» قال: إن الفكرة جاءت له هو وصديقه أحمد سعيد بعد الارتفاع الأخير فى أسعار البنزين، وأضاف: قررنا توفير جزء من مصاريف انتقالاتنا بالسيارات من خلال المشاركة فيما بيننا فى «المشاوير» الخاصة بنا، مقابل عشرة جنيهات كمشاركة من العضو فى قيمة بنزين صاحب السيارة، وبدلاً من ذهاب الشخص لمشواره بسيارته بمفرده، وتحمله قيمة تكلفة البنزين، فمن الأفضل مشاركة الآخرين فى قيمة البنزين؛ كمثال لو عدد المشاركين معه أربعة أفراد، سيتبادل تكلفة المشوار بالتناوب مع الأشخاص المشاركين معه فى المشوار فى قيمة البنزين. يتابع أحمد: بدأنا بتنفيذ الفكرة فيما بيننا فقط، ثم توسعت الفكرة من خلال عمل جروب على الفيس ودعوة أصدقائنا والآخرين بعد التأكد من أن الحساب الخاص بذلك الشخص حقيقى، ويحتوى على بيانات صحيحة عنه، حتى نوفر الأمان أثناء تعاملنا مع جميع المشاركين فى الجروب، حيث إن الخدمة تعتبر خدمة عامة. وأوضح أن هناك شروطًا للانضمام كتقديم صورة بطاقة الرقم القومى ورخصة القيادة بالنسبة للأعضاء المشاركين كأصحاب السيارات، وصورة بطاقة الرقم القومى بالنسبة للأعضاء الركاب، بجانب الرقابة الذاتية لكل أعضاء الجروب من خلال بوستات المشاوير التى يتم نشرها فى الجروب. وأشار مؤسس الفكرة إلى أن التفاعل بدأ بعد الزيادة الأولى للبنزين والتفاعل زاد جدًا أيضا بعد الزيادة الأخيرة، لذلك قمنا بعمل «لينك» على «الواتس أب» بجانب الجروب على الفيس بوك، حيث يتم التنيسق بين الأعضاء للذهاب إلى أعمالهم سوياً بشكل يومى. وأكد أن الفكرة تخدم جميع المناطق داخل محافظة الجيزةوالقاهرة، لافتًا إلى أن سكان الهرم وفيصل من أكثر المتفاعلين فى الجروب، فعملنا جروب اسمه فى سكتك الهرم وفيصل. مشيرا إلى أن الفكرة تهدف إلى تخفيف العبء المادى على المشاركين، وأن يعتاد الناس أن المشوار لا يجب أن يكون من البيت إلى الجهة المراد الوصول إليها، بل يمكن تقسيمه إلى مرحلتين جزء منه بعشرة جينهات من خلال خدمة الجروب واستكمال المشوار بتاكسى وبالتالى تم توفير نصف المشوار لو لم يكن أكثر من ذلك. وعن مشاركة الفتيات أوضح مؤسس الفكرة: أن الجروب يشارك فيه عدد كبير من الفتيات ولكن تفاعلهن قليل، لأن غالبيتهن لا يملكن سيارات ويردن أن يوصلهن فتاة وليس رجلاً. ومن الناحية القانونية قال: الأمر قانونى، حيث إن من يقود سيارته يستطيع أن يستضيف أى فرد معه فى سيارته، وليس فى حاجة لعمل بطاقة ضريبية لإثبات أنه يحصل على عشرة جنيهات من ذلك الشخص الذى يركب معه، الحاجة هى الدافع الأساسى للأفكار الجديدة، وأعمار المشاركين فى الفكرة تتراوح بين العشرينيات والأربعينيات، وذلك الجيل هو الذى لديه القدرة على تقبل الفكرة. ووصل عدد المشاركين فى الجروب «فى سكتك» إلى 4500 ألف عضو منذ تأسيسه، وزاد مرة أخرى فى أسبوع الزيادة الأخيرة لأسعار الوقود ووصل عدد المشاركين إلى 10 آلاف عضو. وتابع: نفكر فى تطبيق جزء تأمينى وهو التعاقد مع البنك الأهلى ليتم تحويل قيمة المشوار من حساب الشخص المستفيد لحساب صاحب السيارة التى سينتقل بها، وذلك الأمر سيجعل الوصول لصاحب السيارة سهلاً من خلال بطاقته التى تم إثباتها فى البنك، ويضمن عدم الاحتيال من جانب الشخص المستفيد. وقد قمنا بعمل هشتاج اسمه تجربتك فى سكتك، لمعرفة ردود أفعال المشاركين فى المشاوير التى تتم بين أعضاء الجروب، والأمر الجيد أن تنشأ صداقات بين المشاركين فى نفس المشوار ويتم تبادل المشاوير فيما بينهم دون الحاجة للرجوع إلى الجروب. صلاح نصر أحد أعضاء فكرة «فى سكتك» قال: لديَّ سيارة واشتركت فى جروب المشاركة فى المشاوير من باب قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله فى عون العبد مادام العبد فى عون أخيه»، موضحا «أنا سوف أذهب لمكان معين بالسيارة فما المانع أن يركب أشخاص معى طريقهم نفس طريقى للحصول على الأجر من الله تعالى، وفى المقابل أجد من يسلينى أثناء القيادة دون الحصول منه على أى منفعة كبيرة، خاصة أن ارتفاع أسعار البنزين تسبب فى ارتفاع نسبة الناس الذين يريدون الركوب بالسيارات وفى مقابل كثير من أصحاب السيارات بدأوا فى الاستغناء عن ركوب سياراتهم أو تقليل مشاويرهم بها نتيجة ارتفاع أسعار البنزين بدل من ذلك الأمر وجود شريك مشوار يتحمل جزءًا من تكلفة البنزين». وأضاف «فكرة التخوف من الناس والشك فيهم أمر جديد على مجتمعنا المصرى وكان لا يوجد قبل الثورة ، ولكن أسلم الأمر لله، ولا أعتقد أننى حينما أفعل عمل خير أجد فى المقابل شرًا». بينما قالت إحدى العضوات وهى شروق العادلى: لقد جربت عددًا من المشاوير مع أشخاص الجروب، وهم فى قمة الاحترام طوال الطريق، فالأمر به توفير مادى وبنفس الوقت فيه ثقة فى الأشخاص المشاركين ودرجة الاحترام لديهم، وأضافت أن السبب الرئيسى الذى جعلنى أفكر فى تجربة الفكرة هو أنه يوجد كثير من الفتيات جربن الفكرة، وقدمن شكرًا للأشخاص الذين قاموا بتوصيلهن على الجروب بل وبعضهن تصور مع قائد السيارة، وقمن بنشر الصور على الجروب، وللأمان بعض الفتيات تصور لوحة السيارة التى تركبها قبل ركوبها وتنشرها على الجروب أيضا، وذلك الأمر رحب به الكثير من أعضاء الجروب بل لم يعترض عليه أحد مطلقا. لم تتوقف فكرة «فى سكتك» على محافظة القاهرةوالجيزة فقط بل وصلت الفكرة إلى بعض المحافظات حيث قال دكتور مصطفى عبدالسميع مؤسس فكرة «خدنى فى سكتك» بمحافظة قنا: مبدئياً يجب معرفة أن تلك الفكرة متواجدة بأوروبا وأمريكا بل وبين أهالى القرية الواحدة، والهدف من تلك المواقع المشاركة بين سكان البلد بالشكل الذى يوفر لهم نقودهم ،ونتيجة غلاء البنزين فى الفترة الأخيرة بمصر، فمن يمتلك سيارة يريد بيعها، رأينا أن تطبيق تلك الفكرة أمر جيد توفيراً للنفقات من خلال المشاركة فى البنزين من الراكب وصاحب السيارة، وتسلية صاحب السيارة فى الطريق خاصة فى حالة السفر والجروب تم إنشاؤه من محافظة قنا وانضم إلى أشخاص كثيرون من محافظاتالقاهرة وأسوان وسوهاج والمنيا وكفر الشيخ والبحيرة والإسكندرية والشرقية والمنصورة يوجد منها مشاركات. وأضاف إن الجروب ينشر فيه وقت الرحلة وخط سيرها لأعضاء الجروب بحيث لو أحد يناسبه هذا الوقت وهذا الطريق يعلق بأنه سوف يشارك فى الرحلة، والأمر متروك لصاحب السيارة بين الاختيار أن يركب معه، ولمشاركته فى قيمة البنزين أيضاً، بدل ما يتحمل صاحب سيارة مشوار من قنا إلى القاهرة تكلفة البنزين 200 جنيه رايح، يدفع الراكب معه 100 جنيه وهكذا فى حالة العودة أيضا، بذلك سوف يخفض المبلغ الذى ينفقه بالطبع. كما أن الراكب لو قرر أن يركب مواصلات سوف يدفع ثمن الرحلة وسيشاركه فى الرحلة عدد أكبر، وبالطبع فالركوب مع صاحب السيارة يكون وكأنه يركب مواصلات مخصوص وبمعاملة أرقى بكثير من الميكروباصات أو السوبر جيت. وأكد أنه بعد توسيع قاعدة بيانات المشاركين فى الجروب سوف يتم إنشاء موقع إليكترونى لمزيد من التفاعل والانتشار.