طالب مواطنون أتراك في ولاية طرابزون شمال شرق تركيا بمحاسبة رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بسبب جرائمه المرتكبة في قطاع غزة، وذلك على طريقتهم الخاصة. وعلق المواطنون لافتة كتب عليها «الإعدام لنتنياهو»، ومجسم لرئيس وزراء الاحتلال على رافعة في موقع بناء بالمدينة التركية. وبحسب ما نشرته وسائل إعلام تركية، جاء ذلك على هامش مظاهرة حاشدة في طرابزون، احتجاجًا على الهجمات الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، رغم التوصل إلى وقف لإطلاق النار. وقاد الاحتجاجات الناشط الدكتور كمال صاغلام، عضو هيئة التدريس في جامعة أرتفين تشوروه، والذي عقد مؤتمرًا صحفيًا في حي تشومليكي بطرابزون، مطالبًا بإعدام مجرم الحرب نتنياهو. وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية العام الماضي، أمر اعتقال بحق نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف جالانت، بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة. وقبل أيام، رفضت المحكمة طلبًا من إسرائيل بإلغاء مذكرتي التوقيف، وطلبًا آخر بتجميد التحقيق في تورط نتنياهو وجالانت في ارتكاب إبادة جماعية. وخلال المؤتمر الصحفي قال صاغلام، إن «عملية الإعدام الرمزية» تهدف إلى لفت الانتباه إلى سقوط ضحايا مدنيين في غزة وسياسات الحكومة الإسرائيلية. ومنذ وقف إطلاق النار في 11 أكتوبر 2025، بلغ إجمالي الشهداء جراء الانتهاكات الإسرائيلية 93، والإصابات 324، والجثامين التي جرى انتشالها 464. وتتهم أنقرة الحكومة الإسرائيلية بارتكاب إبادة جماعية في غزة، ويصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نتنياهو بأنه «جزار غزة» وحماس بأنها «حركة تحرير». وتزامنًا مع الاحتجاجات، شدد أردوغان، على ضرورة بذل المزيد من الجهود لدفع إسرائيل إلى التوقف عن انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، بما في ذلك عبر إمكانية استخدام العقوبات أو وقف مبيعات الأسلحة. ووفقا لتصريحات أدلى بها للصحفيين على متن رحلة عودة من سلطنة عُمان، قال أردوغان إن حركة المقاومة الفلسطينية «حماس» تلتزم بالاتفاق. وأضاف أن «تركيا لا تزال مستعدة لدعم قوة العمل المزمع تشكيلها لقطاع غزة بأي طريقة لازمة». ولم يُعلق الرئيس التركي على ما يتردد بشأن رفض إسرائيل مشاركة تركيا في القوة، لكن مصادر عسكرية تركية أكدت، الخميس، أن أنقرة تواصل اتصالاتها مع الدول الأخرى بشأن مشاركتها في القوة؛ كون تركيا إحدى 4 دول ضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة مع الولاياتالمتحدة ومصر وقطر. لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته يختلفون تماماً في الرأي مع إدارة ترامب؛ فهم ينظرون إلى أردوغان بعين الريبة بسبب قربه من حماس وانتقاده الشديد لإسرائيل. ووصلت العلاقات التركية الإسرائيلية إلى أدنى مستوياتها في العامين الماضيين. ففي 9 أبريل 2024، أوقفت تركيا تصدير 1019 سلعة إلى إسرائيل في 54 قطاعا. وفي الثاني من مايو 2024، توقفت كليا جميع عمليات التصدير والاستيراد والتجارة العابرة مع إسرائيل بكل فئات السلع، ولم يعد هناك أي نشاط تجاري لتركيا مع إسرائيل، بما في ذلك المعاملات في الجمارك والمناطق الحرة. ومنعت تركيا في نوفمبر 2024 طائرة رئيس الوزراء الإسرائيلي من عبور مجالها الجوي مما أجبره على إلغاء مشاركته في قمة المناخ المنعقدة في أذربيجان. كما ألغى نتنياهو زيارة أخرى لباكو في مايو 2025 بعدما رفضت أنقرة السماح لطائرته بالعبور. وفي 29 أغسطس الماضي، كشف وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، أن بلاده قطعت علاقاتها التجارية مع إسرائيل بشكل كامل. شاهد.. عمّال بناء في ولاية طرابزون شمال شرقي تركيا يدعون على طريقتهم الخاصة لإعدام رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بسبب جرائمه المرتكبة في غزة. pic.twitter.com/wp76ovTdzB — وكالة أنباء تركيا (@tragency1) October 24, 2025