يركب سيارته يومياً منتقلاً من منطقة الشيخ زايد بمدينة 6 أكتوبر، إلى مكان عمله "بميدان لبنان" ليقف عالقاً فى زحام "المحور" وسط حشد من السيارات، دفعته ساعات الزحام المتواصلة للتفكير فى طريقة لحل هذه الأزمة بعد أن لاحظ أن جميع السيارات المارة بجانبه تحمل راكباً واحداً فى الوقت الذى تتسع فيه السيارة الواحدة لأربعة أشخاص على الأقل، وهو السبب الذى دفعه للسؤال "لماذا لا نقلل عدد هذه السيارات؟ ونركب كلنا مع بعض فى عربية واحدة". "وّصل حد فى سكتك" هى الإجابة التى توصل لها "هشام عبد الوهاب" 34 عاماً، بعد تفكير طويل فى حل مبتكر يرضى جميع الأطراف، بطريقة بسيطة هى أن يتشارك أصحاب "المشاوير" الواحدة فى سيارة واحدة، تساهم فى تقليل عدد السيارات فى الشارع، والتخفيف من التلوث، وتوفر أيضاً فى البنزين. وفى حديثه ل"اليوم السابع" عن المشروع قال "هشام": الفكرة بسيطة هدفها المشاركة بين الناس الذين يسلكون نفس الطرق يومياً، كل منهم بسيارته الخاصة التى تتسع لأربعة أو خمسة أشخاص، وهو ما يمكننا من خفض عدد السيارات الموجودة فى الشارع، مما سيحد كثيراً من الزحام الخانق، وذلك فى حالة أن يقوم جميع هؤلاء الناس بمشاركة سيارة واحدة. وعن تنفيذ المشروع يقول هشام: بعد التوصل للفكرة قمت بعرضها على مجموعة من الأصدقاء للمشاركة فى التنفيذ، وكانت المشكلة هى كيف نستطيع توصيل الناس المشتركين فى نفس الأماكن، وجمعهم معاً، من أجل بداية المشروع، وإقناعهم بالتخلى عن سيارتهم، والمشاركة سوياً، وكان الحل هو موقع إلكترونى نجمع من خلاله بيانات من يريد الاشتراك فى مشروع "التوصيل" من أجل مطابقة المواصفات المتشابهة، ومن ثم يقوم الموقع بتوصيل أصحاب الإمكانيات الواحدة سوياً، للاتصال على من يبدأون بتشارك السيارة. يكمل "هشام" وبالفعل قمنا بإطلاق الموقع، منذ عدة أشهر، وقد لاقى إقبالاً من عدد كبير من الناس الذين قاموا بالتسجيل فى الموقع ووضع بياناتهم، ليصلهم الموقع بمن يشاركونهم نفس البيانات، وهم الذين تجاوزت أعدادهم ال2700 مشارك فى فترة قصيرة، لينطلق عدد كبير من الناس إلى عملهم فى سيارة واحدة. ويقول "هشام" هدف الفكرة بجانب تخفيف الزحام هو المشاركة بشكل عام، سواء فى البنزين أو فى تكلفة الطريق، "المهم التعاون"، كما يمكن توصيل من لا يملك سيارة فى حالة اشتراكه معهم فى نفس "المشوار" طالما يتبع نفس مبادئ المساعدة سواء فى تكلفة الوقود أو أى تكاليف أخرى يتطلبها المشوار. "أنا كل يوم بروح الشغل مع ناس تانيين" هكذا وصف هشام مشواره اليومى إلى عمله فى سيارة أحد جيرانه الذى يعمل فى نفس المنطقة، ويضيف "اعتدنا على ذلك وننفذ المشروع بتقسيم أيام الأسبوع، مرة عربيتى ومرة عربيته". "وصل حد فى سكتك" الذى انطلق منذ فترة ليست بالطويلة، بدأ فى الوصول لعدد كبير من الناس، فى محاولة إيجابية لتخفيف الزحام، وحل مبتكر لمشكلات المرور وارتفاع أسعار البنزين، فى حالة تطبيقه بشكل أوسع.