سياسيون وأحزاب: مخاوف من تقويض اتفاق وقف النار في غزة.. والمشهد الميداني يتطلب سرعة تنفيذ المرحلة الثانية

أبدت قوى سياسية وأحزاب ونواب في الإسكندرية، مخاوفها من تقويض قرار وقف إطلاق النار في غزة والذي تم توقيعه قبل أيام فى مدينة شرم الشيخ بحضور أكثر من 20 رئيسا وملكا وزعيما بينهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خاصة بعدما خرقت إسرائيل الاتفاق باستئناف ممارستها واعتداءاتها على سكان غزة، مطالبين بسرعة إدخال القرار حيز التنفيذ على الأرض بالبدء فى المرحلة الثانية وهى إعادة الإعمار.
وقال محمد مجدى عفيفي، رئيس حزب الأحرار الدستوريين، أن الكيان الإسرائيلي يخترق قرار وقف إطلاق النار في غزة والقطاع باعتداءات متكررة والنيل من سكان غزة، مشيرا إلى أن المشهد الميداني في غزة والقطاع يتطلب سرعة دخول القرار حيز التنفيذ على الأرض للحفاظ على المكتسبات التي تحققت من القرار.
وأضاف «عفيفي»، في تصريحات ل «المصري اليوم»، ما يحدث في غزة والقطاع ينبئ بحالة ترقب وحذر وسط مطالبات بتثبيت قرار وقف إطلاق النار ودخوله حيز التنفيذ رسميا خاصة في ظل الجهود المصرية المكثفة التي تبذلها الدولة في سبيل إنجاح القرار ووقف الحرب على غزة وإيقاف المأساة التي تجتاح المنطقة منذ أكثر من عامين .
وأشار إلى أن الأوضاع الإنسانية في غزة كارثية ومأساوية بمعنى الكلمة، خاصة وأن منظمة الصحة العالمية أعلنت عدم تسجيل أي تحسن ملحوظ في كميات الغذاء التي يُسمح بإدخالها إلى القطاع أو في معدلات الجوع بين السكان، وبالتالي فإن المسموح به بالدخول فقط لا يعدو كونه يبقى الإنسان على قيد الحياة .
وشدد المهندس علي الدسوقي أحمد، عضو اللجنة الاقتصادية فى مجلس النواب، نائب دائرة الرمل بالإسكنردية، على ضرورة تكاتف الدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية بالتعاون والتنسيق مع الدولة المصرية من أجل إدخال القرار بوقف إطلاق النار فى غزة والقطاع حيز التنفيذ الفعلي على الأرض، خاصة في ظل الانتهاكات التي تمارسها إسرائيل يوميا حتى بعد التوقيع.
وقال «الدسوقي»، فى تصريحات ل«المصري اليوم»، إن بدء المرحلة الثانية من مراحل قرار وقف إطلاق النار والتي تتمثل في إعادة الإعمار بالتنسيق الدولي مع الجانب المصري بات ضرورة ملحة خاصة وأن حصيلة الشهداء فى غزة والقطاع سجلت 68 ألفاً و280 شخصا بحسب وزارة الصحة الفلسطينية فيما تجاوز عدد الجرحى 170 ألفاً منذ السابع من أكتوبر 2023 المعروف ب طوفان الأقصى، مشيرا إلى أن تثبيت القرار وهو ما تسعى إليه الدولة المصرية سيكون بمثابة حد لوقف الانتهاكات والممارسات الاسرائيلية بحق أهل غزة.
وثمن موقف الفصائل الفلسطينية التي اجتمعت في القاهرة، الجمعة الماضي، بالموافقة على تسليم إدارة قطاع غزة إلى لجنة فلسطينية مؤقتة من أبناء القطاع، لتتشكل من المستقلين (التكنوقراط)، تتولى تسيير شؤون الحياة والخدمات الأساسية "بالتعاون مع الأشقاء العرب والمؤسسات الدولية، وعلى قاعدة من الشفافية والمساءلة الوطنية، فضلا عن إنشاء لجنة دولية تشرف على تمويل وتنفيذ إعادة إعمار القطاع.
وقال الدكتور عمر الغنيمى، عضو مجلس الشيوخ في الإسكندرية، إن الجهود المبذولة من الجانب المصري تجاه القضية الفلسطينية وخاصة أحداث السابع من أكتوبر، تمثل جوهر القضية ذاتها وتجسيد ثقل ومكانة مصر فى المنقطة، مشيرا إلى أن مصر سخرت كافة الإمكانيات اللوجستية والسياسية والدبلوماسية من أجل الوصول إلى قرار دولي بوقف تلك الحرب وإنهاء حالة الاقتتال بين قوات الاحتلال الإسرائيلية والفصائل الفلسطينية في القطاع، وحقن دماء الشعب الفلسطيني الشقيق الذى لا ذنب له سوى الفقد والضياع والتهجير.
وأضاف «الغنيمي»، فى تصريحات ل «المصري اليوم»، أن مصر وضعت خطوطا حمراء أمام مخطط التهجير لفلسطين ووقفت فى وجه العالم وأعتى الدول لمنع تمرير المخطط بمغادرة أهل غزة أراضيهم إلى أي دولة أخرى وليس الى سيناء فقط، مشيرا إلى أنه على الرغم من مرور 77 عاما وتغيير السياسات والحكومات والرؤساء، إلا أن القضية الفلسطينية ظلت وستظل هى قضية مصر الأولى، فمنذ عام 1948، ظل اهتمام وارتباط القاهرة بقضية الشعب الفلسطيني ثابتا وكبيرا وباتت تمثل لمصر أنها قضيتها الأولى دون الانتظار إلى دعم عربي أو غربي .
وأشار إلى أنه ليس فقط اعتبار القضية الفلسطينية أمنا قوميا مصريا وإنما هو ثوابت تاريخية وارتباط دائم بها تاريخيًا وجغرافيًا قبل أن يكون هناك ارتباط عروبة ودين ودم.
وأعرب جوزيف ملاك، عضو هيئة مكتب حزب الجبهة الوطنية في الإسكندرية، عن أسفه من عدم التزام الجانب الإسرائيلي بقرار وقف إطلاق النار على الرغم من توقيعه بحضور أكثر من 20 رئيس دولة وملكا وزعيما وبحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في شرم الشيخ، مشيرا إلى أنه لابد من ضمانات أكثر حدة لردع الكيان وإلزامه باحترام القرار.
وقال «ملاك»، في تصريحات ل «المصري اليوم»، إن مصر تحمل الكثر في سبيل إنهاء الحرب في غزة ووقف المأساة الإنسانية والكارثة التي يواجهها أبناء القطاع منذ أكثر من عامين، مشيرة إلى أن نجاح مصر في الوصول إلى توقيع قرار وقف إطلاق النار يحسب للقيادة السياسية فى ادارة الأزمة بحكمة وحنكة سياسية وفي إطار المسئولية المصرية كدولة رائدة في الشرق الأوسط وأنها هى التي تقود وتحكم وتقول.