أخيرا.. يوم انتظره المصريون طويلا، سقوط النظام القطرائيلى الداعم للإرهاب، وصعود نظام آخر يراعى معايير الأمن القومى العربى، وينهى على قطرائيل التى كانت طيلة الربع قرن الماضى «صارفا آليا» لكل ما تتصورونه من تنظيمات إرهابية حول العالم، تستخدمها كل أجهزة المخابرات (لا الموساد فقط)، فى نشر الفوضى فى الدول التى يستهدفونها، مقابل بروباجندا سياسية لهذه الدويلة حول العالم على إنها ذات شأن رغم صغر مساحتها، بنفس طريقة التعامل مع إسرائيل، لذلك أنا ألقبها «قطرائيل» خاصة أن مشغل أنظمة موزة المتوالية هو مركز حيفا للدراسات الاستراتيجية «الموسادى». الفيش والتشبيه القطرائيلى منتفخ بالتهم الإرهابية من تمويل للإرهاب وغسيل أموال وصفقات سلاح وإخفاء هاربين وإيواء تنظيمات معادية وتقديم تسهيلات للموساد لاختراق الدول العربية والإسلامية، وأغلبنا يعرف تفاصيل خطيرة فى هذا الإطار، لكننا لدينا ما هو أخطر، فالكل يركز فى الأدوار (الأمريكى والإيرانى والتركى وحتى الروسى) فى الأزمة الحالية، ولا ينظرون إلى الدور الإسرائيلى الأهم والأخطر، فلا يمكن أن تترك تل أبيب نظام ابن موزة يسقط، وإن سقط يجب أن تكون جهزت «لبديل»، فمن هو البديل ؟ خاصة إن قطرائيل كانت تفعل الكثير والكثير من أجل المصالح الإسرائيلية، ودورها فى نشر الفوضى وهدم الأنظمة العربية التى كانت صداعا فى دماغ إسرائيل، واضح جدا، وتل أبيب تقدره جدا،فمن يكون البديل، أم إن إسرائيل لن تترك قطرائيل تسقط؟ بخبرتى فى الملف الإسرائيلى.. أى موضوع تتجاهله تل أبيب فى صحافتها، أو تتناوله بشكل روتينى، عليك أن تدرك إن المراكز الاستراتيجية التابعة للموساد، والسفارات والقناصل الإسرائيلية تتابعه عن كثب، وهذا بالفعل ما يحدث مع الأزمة القطرائيلية الآن، فالصحافة والإعلام الإسرائيلي يغطى بشكل تقليدى، والصحافة تنشر مقالات عادية، والوحيد الذى صرح فى هذا الملف هو وزير الحرب الإسرائيلى أفيجدور ليبرمان الذى اعتبرها فرصة جديدة للدعوة للتطبيع العلنى بين إسرائيل والخليج، فهل يعنى هذا أن إسرائيل لا تريد بديلا لقطرائيل لو سقطت، لأنها ستقوم هى بكل الأدوار، واللعب سيكون على المكشوف فى شرق أوسطهم؟. «مركز حيفا الموسادى» نجيب عن هذا السؤال ضمن، ما نجيب عنه من أسئلة الساعة التى تحير الجميع، بما فيها أجهزة ومراكز متخصصة، لأنها لاتزال مشلولة ومتخبطة، فى مواجهة تسارع التطورات، فإنه يجب أن نعرف إنه وفق المخططات الموسادية، التى وضعها مركز حيفا للدراسات الاستراتيجية، لن يسقط نظام ابن موزة فى هذه الأزمة بسهولة، لأنه لديه مهام أخرى كثيرة لم ينفذها حتى الآن منها السفارة الكبيرة جدا التى تقام حاليا فى قطاع غزة، لتمويل حماس مباشرة للوصول إلى السلطة الفلسطينية، لتوقيع اتفاق السلام الذى تريده إسرائيل ونقل كل داعش من سورياوالعراق إلى أوروبا، لنشر الفوضى بشكل ما فيها، بخلاف إعادة تقسيم الخليج والمستهدف منه السعودية، وليس بعيدا عنه إيران . وبالطبع ستحصل قطرائيل على مقابل مباشر فى هذا الإطار منها مساحة كبيرة من الأراضى السعودية، ورد اعتبار لها بعد التهديدات السعودية المستمرة ضدها بغزوها واحتلالها خلال نصف ساعة. لكن الخلايجة لا يعرفون أن قطرائيل تفكر بالظبط الآن بالفكر الإسرائيلى أيام حرب 67 وتحلم بتحقيق النصر المباغت كما فعلت إسرائيل الصغيرة أمام الكبار،خاصة إن الدعم بدأ يتوالى على كل لون، من كل اللاعرب فى المنطقة العربية، الصهاينة والفرس والعثمانيين، بخلاف الأمريكان والألمان والإنجليز والفرنسيين والأنظمة الإخوانية الأسيوية مثل إندونيسيا وماليزيا وباكستان. «أسئلة الساعة» ليس هذا السؤال الوحيد الذى أجيب عنه، فى ورقة تقدير الموقف هذا فقط، فهناك أسئلة كثيرة محيرة للجميع.. أجيب عنها كلها .. ومنها:لماذا تأخر الانقلاب على ابن موزة؟ وهل تدخل تركياوإيران وأطراف خفية يطيل الأزمة؟ ولماذا ينقل الأمريكان قاعدتهم من قطر إلى الأردن وليس الإمارات؟ وإلى أين يهرب الإخوان؟ وهل يتجه الإرهاب إلى آسيا؟ ولماذا لم تقاطع باقى الدول العربية قطرائيل؟ وهل تتوقف سياحة الدواعش العائدين إلى أوروبا بعد وقف التمويل القطرى؟ ولماذا يتخبط ترامب فى موقفه من الأزمة؟ وهل عضوية قطر بالجامعة العربية فى خطر؟ وأين الإعلام والاقتصاد المصرى من استثمار الأزمة لصالح حربنا ضد الإرهاب؟ ولماذا تلوح روسيا بدعم قطر رغم كل الخلاف بينهما فى سوريا والمنافسة الغازية؟ وهل تضرب السعودية قطرائيل؟ وهل نحن بصدد حرب خليج جديدة أم حرب عالمية تشكل فيها المنطقة من جديد وتقسم فيها السعودية؟ لكن وسط هذا التسونامى من الأسئلة المحيرة، التى نجيب عنها، فإن أخطر ما فى هذه الأزمة أن تكون على طريقة «شوفت العصفورة»ويكون ما خفى هو أعظم،فهل هذا الأمر الخفى هو التقسيم الواقعى لسوريا؟..أم أمر أكثر خطورة،وهل الأجهزة المصرية متابعة للموقف،لأنه من المتوقع جدا أن تكون له أبعاد خطيرة، ومنها على الأقل أن يبقى نظام ابن موزة، بل سيصبح الأقوى والمتحكم، من خلال صفقة. «الإسلام الأسيوى» ولا أعرف إن كان البعض لاحظ، أم لا، إن القطيعة العربية مع قطرائيل تزامنت بالصدفة، مع تعرض لندنستان، لأعمال إرهابية متوالية قبل ساعات من انتخاباتها المهمة، لكن هذه المصادفة بلورت إسقاطا فى غاية التعقد، حول الجهة الجديدة للإرهاب، هل آسيا أم أوروبا، خاصة أن إيران شهدت هى الأخرى تفجيرات، السؤال تعاظم مع الحديث عن الوجهة الجديدة المتوقعة التى يهرب لها الإرهابيون المقيمون فى قطرائيل، وتردد العديد من الدول منها إندونيسيا وماليزيا وباكستان والسودان وإيران، وأيضا تركياوغزة، فيما أشارت سيناريوهات إلى إنجلترا وألمانيا وفرنسا، بسبب علاقاتهم الاقتصادية الساخنة مع قطر، فتعالت الأصوات، هل يتجه الإرهاب إلى أسيا أم إلى أوروبا ؟.. كانت هناك زاوية أخرى للتناول تميل بنا نحو أسيا، لو توقف التمويل القطرائيلى لرحلات الدواعش الأوروبيين العائدين من سورياالعراق إلى مواطنهم، والتى بدأت تظهر آثارهم الفوضوية فى البلاد التى على علاقة وطيدة بقطرائيل.. أقصد إنجلترا وفرنسا وألمانيا بالذات . أين وثائق الاتهام؟ وسط كل هذه التطورات، تتوه الصحافة والإعلام المصرى، بل الأجهزة أيضا، فمن المفروض أن هذه التطورات مغنم حقيقى لنا، ومصر تعمل على هذا الملف منذ قرابة العشرين عاما، لإسقاط النظام الممول للإرهاب فى قطرائيل، لكن البعض لا يدرك ذلك بالمرة، والإعلام والصحافة فى الخليج يعملون بمنتهى القوة ضد قطرائيل، بنشر كل أدلة الاتهام ضد أنظمة موزة من الزوج المرتعش إلى الابن المدلل، حول تمويل الحوثيين فى اليمن والتعاون مع إيران وضرب الاستقرار فى البحرين والإمارات والسعودية، ومحاولة اغتيال الملك سلمان عدة مرات. أما الإعلام والصحافة المصرية فلا تهتم إلا بنشر البيانات الرسمية، التى آخرها كشف بيان مصر فى الأممالمتحدة عن تمويلات مباشرة من النظام القطرائيلى للدواعش بأكثر من مليار دولار، وأنا أحمل كل المتخاذلين مسئولية إستمرار نظام ابن موزة، لو لم يقوموا بمهمتهم التى تحقق استقرارا كبيرا فى مصر، إلى حين على الأقل .. فيجب أن نذيع أفلاما وثائقية عن العلاقات الإسرائيلية القطرية، وهل تهرب أسرة موزة إلى القصر الكبير لوالد تميم فى «ناتنيا» شمال تل أبيب على البحر المتوسط ؟.. والدور القطرائيلى فى سقوط سوريا وليبيا ونشر الفوضى فى مصر .. ورعايتها للإخوان الهاربين، ومنهم أبو تريكة . أمريكاوروسيا من ضمن مفارقات المشاهد فى الشرق الأوسط منذ تفاقم الربيع العبرى، فإنه لا يمكن أن ترصد توافقا بين دولتين فى ملعبين، بمعنى إن قطرائيل تؤيد إيران فى أزمتها مع السعودية، لكنها تعارضها فى الأزمة السورية، وبنفس الموقف بين روسياوقطر، لكن وسط التخبط الأمريكى المتعمد فى الأزمة، ظهرت روسيا داعمة بشكل أو آخر لقطر بوساطة إيرانية تركية، رغم أن هذا من الممكن أن يغضب سوريا، لكن بشار من الممكن أن يتفهم الموقف ببعض الشرح الروسى والإيرانى، وما بيده حيلة، فى المقابل ماذا ستفعل السعودية وأمريكا ؟.. أم أن الموقف كله لتوريط السعودية لضرب قطرائيل؟..خاصة إن هذا يتزامن مع نقل بعض من محتويات القاعدة الأمريكية بالعديدة إلى الحدود الأردنية السورية؟ الغزو السعودى لقطرائيل ورغم أحاديث الغزو السعودى لقطرائيل، الآتية أغلبها من روسياوإيران وحتى تركيا، إلا أن الواقع بعيد عن ذلك حتى الآن على الأقل، ومصر تحذر من السير فى هذا الاتجاه، لكن أعداءنا لا يريدون إلا ذلك، ونظام قطرائيل يتصور إنه بالحماية المعلنة من تركياوإيران وبعض كلمات الدعم من روسيا وميل ترامب ناحيتهم أحيانا، وبعض الأطراف الأوروبية والآسيوية وطبعا إسرائيل أيضا، لن يقوى أى طرف أيا كان على المساس بها، ورغم ذلك يحضرون إلى سيناريوهات الهروب فى حالة نجاح أى انقلاب من الممكن أن يحدث، ما بين ليلة وضحاها . المعارضة القطرية ومن خلال تواصلنا مع المعارضة القطرية وعناصر غاضبة من الأسرة الأميرية، أكدوا لنا الأنباء التى ترددت خلال الساعات الأخيرة، حول حملات قمع واعتقالات تقوم بها مخابرات موزة، ضد أى من يتصورون إنه من الممكن أن يقوم بأى أعمال تقود لانقلاب، ويذيعون النشرات التى تؤكد أن النقص فى السلع ستغطيه حليفتهم إيران، حتى يطمئنوا الشارع القطرى، الذى يخفى عن الإعلام تماما أى تطورات فيه.. وهناك اتفاق عام على إن الأزمة لن تنقضى بسرعة، وتحتاج لبعض النفس الطويل والعمل المستمر، وعدم الاستسلام للضغوط والوساطات المفضوحة.