«الإيكونوميست» مجلة أسبوعية بريطانية تهتم بنشر أخبار السياسة والاقتصاد والشئون الدولية، سياستها التحريرية تقوم على مبادئ التجارة الحرة والعولمة، وتستهدف الجمهور المثقف ومن بين قرائها بعض التنفيذيين وواضعى السياسات فى العالم، وتوزع أسبوعياً حوالى 4 ملايين نسخة مطبوعة، ويزور موقعها الإلكترونى حوالى 2 مليون شخص يومياً. خصصت مجلة «الإيكونوميست» عددها بتاريخ 6 - 12 أغسطس 2016 موضوع الغلاف والتقارير الداخلية لتقول إن مصر تسير فى الطريق الخطأ وذلك من خلال العنوان الرئيسى لغلاف المجلة: «مصر إلى دمار»، وهو عنوان بعيد عن المهنية والاحتراف، لكنه ليس بعيداً عن الضغوط السياسية. عنوان فيه الإساءة مقصودة مع المبالغة فى التقديرات والنتائج، فالمجلة لم تضع فى الاعتبار أننا تخلصنا من حكم دينى كان السبب الرئيسى فى مواجهتنا لإرهاب فى سيناء ليس له كيان واضح ولذلك هو إرهاب أسوأ من الاحتلال، وأننا نعترف بوجود مشكلة اقتصادية نسعى لحلها من خلال خبراء دوليين ومحليين جعلتنا نلجأ مضطرين لصندوق النقد لاتخاذ إجراءات إصلاحية صعبة. فالتقارير المطروحة داخل العدد ملخصها أن ترتيب مصر هو 131 عالميًا فى سهولة الاستثمار، بمعنى أن المستثمر يحتاج إلى أكثر من 72 توقيعًا من البيروقراطية لكى يبدأ شركة، إضافة إلى حاجة كبيرة للرشوة والتعامل مع نظام شامل للفساد. ترى «الإيكونوميست» أن مصر فشلت فى إصلاح نظام مبارك من حيث الفساد، بل أضافت إليه سوء إدارة بنسبة أعلى، مما يقلل من الإصلاح الإدارى الجاذب للاستثمار. المجلة ركزت على موضوعات البطالة بين الشباب فى مصر، والاقتصاد المصرى، والبيروقراطية، وتنصح الغرب بالتوقف عن بيع الأسلحة لمصر، وأن المساعدات الاقتصادية يجب أن تقترن بشروط صارمة، ونفس الشيء تنصح به دول الخليج فى تعاملها مع مصر. مع أن نفس المجلة قامت فى أغسطس 2015 قبل افتتاح مشروع تفريعة قناة السويس بالترويج للمشروع الجديد، ونشرت المجلة على غلافها صورة للتفريعة إلى جانب وجه الرئيس السيسى، ونشرت ملحقا من 7 صفحات بعنوان: «هدية مصر إلى العالم». تقارير «الإيكونوميست» تعتبر دعوة للتشدد فى التعامل الغربى مع مصر، يؤيد ذلك ما جاء فى المقال الافتتاحى لجريدة «النيويورك تايمز» الأمريكية بتاريخ 2 أغسطس 2016 بعنوان: «مصر البائسة»، فالجريدة تعتبر أن مصر لم يعد لها أى دور مؤثر فى الشرق الأوسط مقارنة بالدورين الإيرانى والسعودى. صورة مصر مهمة فى الإعلام العالمى، والمهم ليس إنكارنا لتلك الصورة والذى لن يغير من الأمر شيئاً، بل المهم إصلاح تلك الصورة، والأهم من إصلاح الصورة هو إصلاح الأصل، فالوضع فى مصر يحتاج إلى رؤية جديدة وفكر جاد لمشروع إصلاح اقتصادى وسياسى واجتماعى.