(ماسبيرو) حلم الملك فاروق عام 1947 والمشروع الوطنى لعبدالناصر الذى نفذه عام 1960 ولعب دورا مهما فى بداياته لتثقيف وتنوير الرأى العام إلا أنه ومنذ فترة طويلة تفشت العصابات المنظمة داخله وأهدرت أمواله وعملت لمصالحها ودمرت الحلم والمشروع وأنشأت عزبا خاصة لدرجة أن ديونه وصلت إلى 22 مليارا، وترهل حتى وصل عدد العاملين إلى 44 ألف موظف ومازالت العزبة مستمرة وناظرها هو المتغير حتى وصل عصام الأمير. تراكمت المشاكل والأزمات داخل التليفزيون المصرى الشهير بماسبيرو- وتحول إلى عزبه للعاملين من كل الاتجاهات والمجالات وسيطر عليه مجموعة عائلات تتوارثه وتستولى على كل شىء. ماسبيرو تحول إلى خيال مآته مهموم بالديون لا أحد يعرف من أين أتت هذه الديون، ومن يقوم بسدادها خاصة فى ظل وجود 44 ألف موظف يتعاملون مع ماسبيرو بمبدأ (الترانزيت) والتمويل والاتجاه إلى قنوات وأعمال أخرى ومجرد إثبات الحضور لمن تتم متابعتهم أو تناول الطعام والمغادرة بعد الاطمئنان على الراتب والحوافز ورغم تخصيص ميزانية 9 مليارات للتليفزيون سنويا من أموال الشعب الفقير إلا أن الأوضاع فى ماسبيرو من سيئ إلى أسوأ ولا تتغير من وزير إلى رئيس اتحاد كلها أدوار وعمولات ومصالح يقوم صاحب المنصب بتحقيقها على حساب المبنى التاريخى، وما كان يتوقع منه. وكشفت واقعة التحقيق مع 28 عاملا حاصلين على مؤهلات متوسطة ومحو أمية وتحولوا إلى مديرى إنتاج بماسبيرو فى العزبة التى يديرها عصام الأمير، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون الذى وافق على تعيينهم بالقرار رقم (230) بتاريخ 29 أبريل 2014 وهو ما أدى إلى تحويلهم إلى الكسب غير المشروع، وفى الوقت الذى يبحث الاتحاد عن تطوير القنوات والشاشة أصبح جراج المبنى هو المتحكم فى سير العمل بالتليفزيون، حيث يتعامل الجراج مع البرامج حسب الإكراميات والإتاوات، وهو ما حدث الأحد قبل الماضى برفض إدارة النقل توفير سيارة للسفير معصوم مرزوق المتحدث السابق لحملة حمدين صباحى الرئاسية الذى كان ضيفا على الفضائية المصرية بأحد البرامج، وتم إلغاء التصوير لعدم وجود سيارة بحجة أن السيارات (خربانة)، وأصبح القرار فى تنفيذ التقارير الخارجية والضيوف فى يد المسئولين عن النقل والجراج، والأولوية لمن يدفع لهم من أجل إحضار الضيوف بل امتد الأمر إلى تحويل البعض منهم إلى منتجين ومنفذى إنتاج بالتليفزيون وهى الواقعة التى سبق ذكرها. ورغم محاولات التطوير إلا أن المعلنين أصبحوا يهربون من التليفزيون ويتم اصطيادهم فى القنوات الخاصة لحصول العاملين بإدارة التسويق والإعلانات على عمولات كبيرة من القنوات الخاصة، ومن أكبر صور إهدار المال العام بالتليفزيون مؤخرا هى تولى اللواء سعد عباس مدير أمن التليفزيون السابق الذى أحيل إلى التقاعد بعد التجديد له مرتين من قبل رئيس الاتحاد إدارة التسويق بالتليفزيون وبدلا من تطويرها أنشأ شركة إعلانات خاصة به لبيع الإعلانات إلى التليفزيون ومنذ ثورة يناير والإعلانات ضلت طريقها إلى القنوات الرسمية للدولة. وتعانى استديوهات ماسبيرو من الفوضى وعدم التجديد للديكورات والإضاءة والأثاثات لدرجة أن العاملين يصرخون مع كل أول شهر لعدم وجود أموال بالخزنة للصرف على البرامج الإنتاجية، ورغم أن الدستور ألغى منصب وزير الإعلام إلا أن الأمير دائما ما يحلو له أن ينادوه بالقائم بأعمال وزير الإعلام وبعض المكاتبات تحمل هذا المنصب وليس فقط رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون وبدلا من البحث عن سبل تطوير الاتحاد وعودة ماسبيرو دخل الأمير فى مهاترات مع الإعلامية آمال فهمى مؤخرا وتبادل معها الاتهامات بعدم المهنية والقدرة على قيادة الاتحاد لدرجة وقف برنامج «على الناصية» لشدة الخلافات بينهما وأخيرا أصيبت آمال فهمى بكسر وبدلا من علاجها والاهتمام بها طلبت الإدارة الطبية بماسبيرو منها الذهاب إلى قصر العينى للعلاج إلا أن رئيس الوزراء قرر علاجها على نفقة الدولة. ونظرا لما يتردد عن ضعف أداء الأمير ومشاكله التى لا تتوقف فى عزبة ماسبيرو استغل لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى بشباب الإعلاميين بماسبيرو ومطالبتهم بوضع خطة لتطوير الإعلام القومى المرئى إلا أن الأمير تودد إليهم وقابلهم ووزع عليهم كتيبات خاصة بالتطوير كان قد أصدرها ثروت مكى لتطوير المبنى وطالب فيها بفرض رسوم على الكهرباء لتطوير وحل ديون ماسبيرو إلا أن القيادة السياسية رفضت هذا العرض لعدم تحميل المواطنين إهدار أموال الدولة لكبار الشخصيات وأصحاب النفوذ داخل وخارج ماسبيرو. ويبدو أن صفوت الشريف وزير إعلام مبارك وضع ماسبيرو والصحافة القومية بين يديه لخدمة مبارك وأولاده وزوجته، والحزب المنحل هو المسئول عن كل هذا الخراب وجزء كبير من الديون لكثرة عدد العاملين بالمجاملة للوزراء والنواب من كل المحافظات لدرجة أن الفساد سيطر على المبنى خلال عقود مضت ومازال مستمرا ومن أبرز صور هذا الفساد هو ما حدث مع محمد الوكيل رئيس قطاع الأخبار ورجاله فى فضيحته الشهيرة فضيحة على النيل وحكاية السيارة المرسيدس والفنانة الشقراء التى سبق أن انفردت بها روزاليوسف فى التسعينيات ويذكر أن ثروت مكى عندما تولى قطاع الأخبار حاول إعادة الانضباط لكنه لم يتمكن وفقد سيطرته على القطاع، وحين تولت صفاء حجازى رئاسة القطاع دخلت فى صراعات لا أحد يعرف من وراء تفجيرها، وتكلف تطوير القطاع 200 مليون جنيه وبدلا من العودة للمنافسة بتجهيز 15 (استديو) بأحدث الوسائل والأجهزة على مساحة 800 متر بالديكورات وكل الطرق الحديثة بدعم وخبرة أجنبية لم يتحقق الأمل من التطوير واكتشف العاملون بالقطاع أن المستوى عادى ولم يحقق ما تم الاتفاق عليه من تكنولوجيا وإبهار. ويستمر ناظر عزبة ماسبيرو عصام الأمير فى تولى المقربين منه للوظائف منهم محمد هلال المتزوج من ابنة أستاذ كبير سابق بكلية الإعلام بمنصب قيادى بالمبنى، ومحمد العمرى لرئاسة القناة الثالثة هو الصديق الصدوق للأمير، بجانب تعيين محيى سعد نائب رئيس القناة الثالثة رغم وجود كفاءات بالمبنى والقناة لكن الأمير أصر على تعيينهم. والملاحظ أن هذا الأمر متوارث داخل ماسبيرو. ونادرا ما تجد من يعمل بمفرده وسط 44 ألف موظف فإن التشكيلات العائلية تحكم المبنى منذ قدوم صفوت الشريف حتى الآن، وكل قيادة تليفزيونية تجد لها حاشية تنفذ قراراتها وتنقل الأسرار له وأغلب العاملين إما أزواج أو أبناء وقد توارثت القيادات نفس الطريقة عقب تولى عبدالقادر حاتم ثم أحمد هيكل جاءت همت مصطفى وحسين عنان وبعده صفوت الشريف الذى جاء بأولاده وأقاربه وأسسوا شركات إنتاج ورغم الطفرة الإعلامية التى حققها الشريف إلا أن الفساد كان يحكم المبنى دون أى جرأة على المواجهة من أحد لدرجة أنه صدق فى قوله أنه آخر وزير إعلام ورغم من جاء بعده من وزراء مثل ممدوح البلتاجى وأنس الفقى، الذى تولى عدة مناصب متلاحقة لدرجة أنه كان وزير شباب ثم وزير إعلام فى حكومة واحدة، وأسامة الشيخ واللواء طارق المهدى محافظ الإسكندرية الحالى وأسامة هيكل وأحمد أنيس ودرية شرف الدين من هؤلاء نماذج محترمة لم تفعل شيئا ولم تتورط فى مشاكل مادية. وقد شهدت فترة ممدوح البلتاجى سيطرة مديرة مكتبه على كل مقاليد الأمور، وحمدى الكنيسى وزوجته وفاروق شوشة وزوجته، وحتى عصام الأمير نفسه وزوجته سميحة نصحى مخرجة بالتليفزيون ومجدى لاشين رئيس التليفزيون أيضا وزوجته نهاد السعيد مخرجة منوعات وعائلة الزمر فريدة وابنتها شرين الشايب.والعائلات كثيرة تحتاج لمجلدات لذكرها.∎