«ده وقتك ده يومك يا بنت اليوم.. قومى اصحى من نومك بزياداكى نوم.. وطالبى بحقوقك واخلصى من اللوم.. ليه مانكونشى زى الغربية.. معانا شهادات ودبلومات.. ونعرف بولوتيكا بالسبع لغات.. ليه مانكونشى بقى ليهزى الراجل ليه.. إشمعنى فى أوروبا الستات.. لهم صوت فى الانتخابات.. إحنا كمان لازم نفوقهم.. هنا فى بلادنا ونبقى فوقهم». قد لا يكون استمع الكثيرون إلى كلمات هذه الأغنية التى كتبها «أمين صدقى» ولحنها «سيد درويش» منذ أكثر من 89 عامًا فى مطلع القرن العشرين، لتعكس لنا طبيعة هذا المجتمع الراقى الذى كان يكتب ويلحن فيه رجلان أغنية تطالب السيدات بالحفاظ على حقوقهن.
ولعلنا نحصل على ملاحظتين من هذا التاريخ أنه عام 1923 قبل ولادة هذه الجماعة الإرهابية بخمس سنوات على يد الإرهابى الأكبر حسن البنا فى 1928 والتى أساءت إلى مصر عبر عشرات السنين الماضية، ونشرت أورامها الخبيثة المتطرفة فى عقول المواطنين حتى وصلنا إلى ذلك اليوم الذى تتهكم فيه صفحات الإخوان وميليشياتهم الإلكترونية على نساء مصر وتخوض فى أعراضهن وتطعنهن فى شرفهن، والغريب أيضًا أن هذا التاريخ الذى كتبت فيه الأغنية كان فى ذروة الاستعمار الأجنبى، ولكن لم نجد من خان وباع ووقف ضد وطنه مثلما يفعل ناشط السبوبة «جمال عيد» صاحب دكاكين حقوق الإنسان الذى تطاول على نساء مصر فى تغريدة له تعليقًا على ترقية وزير الدفاع عبدالفتاح السيسى لرتبة مشير، وإعلان ترشحه للرئاسة، قال فيها «عيد»: يبدو أن نساء مصر يتحرقن شوقًا لكشوف العذرية، فهنيئًا لهن.
فهذا المزعوم المسمى بالحقوقى وغيره من أصحاب الأجندات الذين يناضلون على أجساد النساء ليدفنوا فيها صراعاتهم السياسية مع الجيش الذين يريدون هدمه وفق مصالح الغرب الممول لهذه الدكاكين.
ويتضح أيضًا هذا الانحطاط الأخلاقى والثقافى والفكرى لهذا المناضل الفلسطينى تميم البرغوثى الذى ترك أرض المعركة الأصلية ليناضل فى مصر ويتهم نساء مصر بأنهن راقصات عاهرات متطاولا على الجيش والدولة.
والغريب أن ذلك يكشف لنا أن العقلية الذكورية فى مصر تتسم بانحطاط مع مختلف التيارات سواء الدينية أو الليبرالية أو اليسارية، فلا تختلف كثيرًا تغريدات عيد وأمثاله من نشطاء الكيبورد الذين يحتفظون بمواقف ضد المؤسسة العسكرية، عن أبو إسلام وهشام قنديل وممثلى حزب النور فى مجلس الشورى واتهاماتهم المنحطة للنساء فى مصر خلال عهدهم الأسود.
لذا كان يجب أن تفتح «روزاليوسف» الملف، وتسأل عن مواقف نساء مصر مما يحدث، وكيفية معاقبة كل من تسول له نفسه بهذا التطاول على الست المصرية، خاصة بعد تقدم المحامى سمير صبرى بأول بلاغ للنائب العام ضد هذا المتطاول، متهمًا إياه بالمخالفة لأبسط قواعد الأخلاق والقيم، حيث نشر «عيد» تصريحه وكان مسلكه يشكل جرائم السب والقذف والفعل العلنى الفاضح وإهانة للمرأة المصرية وإظهارها بصورة سيئة للغاية لا تليق بها وبمواقفها السياسية والمجتمعية وأكثرها تكريم القرآن الكريم لها وكلها جرائم تقع تحت طائلة العقاب.
وقد أدانت الدكتورة عزة كامل - مدير مركز وسائل الاتصال الملائمة من أجل التنمية «اكت» - هذه التصريحات التى تمثل إهانة فى حق كل نساء مصر، مشيرة إلى أن هذه الشخصيات التى تصدر تلك التصريحات والتغريدات يمكنها أن تعبر عن مواقفها السياسية بشكل واضح ومباشر بعيدا عن استغلال النساء أو النضال على أجساد النساء، لأن التوصيفات التى لصقت بالمرأة بأنها عاهرة أو راقصة هى بمثابة تشهير بأعراض النساء، وللأسف تعكس أن الثقافة الذكورية للمجتمع تنعكس فى جميع الانتماءات سواء الإسلامية أو الليبرالية أو اليسارية.
أكدت كامل أن مثل هذه المهاترات يجب تجاهلها وعدم انشغال نساء مصر بها، لأن أمامها نضالاً طويلاً فى الانتخابات البرلمانية والمجالس المحلية التى يجب دعم النساء فيها.
بينما قالت الدكتورة هدى بدران- رئيس الاتحاد النوعى لنساء مصر ورابطة المرأة العربية- أن تعليقها الأول على هذه التغريدات الوقحة بالمثل العربى القائل «الكلاب تعوى والقافلة تسير» ونساء مصر تقدمن جميع القوافل منذ أول يوم فى ثورة يناير، ولن تتعطل النساء من هذه التصريحات والإهانات البذيئة، خاصة التى تصدر عمن يزعمون أنهم حقوقيون.
أضافت بدران: مصطلح «حقوق الإنسان» لحق به ابتذال شديد فى مصر، وأصبح مفهومًا معاكسًا لكل القيم والمبادئ، وأصبحت تلك المنظمات مجرد أبواق للامريكان والدول الغربية التى تمولها لنشر أفكار معادية لمؤسسات الدولة، هدفها الرئيسى هدم الجيش والشرطة وكل الكيانات القوية من أجل تفتيت البلاد وتقسيمها ومن ثم لابد أن يشوه رئيس الشبكة العربية نساء مصر بأقذع الألفاظ التى لا تعبر عن العمل الحقوقى على الإطلاق.
أشارت بدران أنها تتعجب من كلام الشاعر المدعو «تميم البرغوثى» واصفة إياه بأنه من شعراء الجاهلية ولا يعرف شيئا عن الشعر والإبداع، وتطالبه بالنضال والدفاع عن نسائه الفلسطينيات، اللاتى يغتصبن من قبل جنود الاحتلال، معربة «إننا لم نسمع عن أحد فتح فمه وكتب تغريدة عن ذلك» بدلا من الحديث عن كشوف عذرية.
وقالت: إن هذا الإخوانى الذى يستنكر فرح النساء ورقصهن، والرقص شعور طبيعى ورد فعل عن الفرحة، مضيفة أن هذا ليس جديدًا على «الإخوانجية لأنهم بتوع نكد»، وتنصحهم بأن يذهبوا إلى إخصائى الطب النفسى د.أحمد عكاشة لأنهم بحاجة إلى العلاج النفسى.
أكدت بدران أن التشويه الذى تمارسه ميليشيات الإخوان الإلكترونية هو رد فعل من صدمتهم من وعى النساء المصريات، وهو عكس تصوراتهم المنحطة بأن النساء فقط أداة للجنس ومفرخة أطفال، فهم يريدون دائما المرأة الضعيفة الجاهلة، ولكن خروج الملايين من النساء للدفاع عن وطنهن وإنجاح أول استحقاق فى خارطة الطريق ترتب عنه أزمة نفسية للإخوان، يعبرون عنها فقط بهذه الألفاظ البذيئة التى لن تنال من المرأة فى شىء.
بينما قالت راوية عبدالرحمن- مؤسس تنسيقية العمل الجماهيرى لنساء مصر - أنها تتعجب من هذا الخطاب شديد التردى الذى يخرج من شخص ينتمى لحقوق الإنسان، فإذا كان غاضبًا من تأييد النساء للسيسى ولديه صراعات سياسية مع الجيش فعليه ألا يورط النساء العظيمات فيها.
وأعربت عبدالرحمن أن نساء مصر يؤيدن السيسى لأنهن وجدن فيه الفارس النبيل الذى أنقذ البلاد كلها من براثن الإرهاب، ووقف مع مطالبهن فى بسط الأمن والأمان، ذلك الأمان الذى افتقدته كمواطنة مصرية عندما تعرضت للتحرش الجماعى فى ميدان التحرير فى عهد محمد مرسى من قبل ميليشات الإخوان المسلمين التى كانت ترفض نزول ومشاركة النساء ومطالبتهن باستكمال مطالب الثورة وأهدافها فى الذكرى الثانية لها.
أضافت عبدالرحمن: هذه التدوينات المنحطة لذلك المتطاول لا تختلف كثيرا عن تصريحات هشام قنديل الوقحة فى حق نساء مصر واتهامه لهن بعدم النظافة ،وذلك المتطرف المسمى بأبو إسلام عندما نعت المتظاهرات فى مسيرة 8 مارس 2013 بأنها تضم المطلقات والأرامل والصليبيات اللواتى يردن الاغتصاب والتحرش بهن. وأكدت راوية أن الصراعات السياسية الخاصة بهذه المنظمات الحقوقية التى تروج لشعارات ليس لها مكان فى مصر من «يسقط حكم العسكر» تريد أن تنال من الدولة المصرية، وتريد تحقيق رغبتها فى زرع الإخوان المسلمين فى المنطقة من أجل تقسيم الوطن العربى إلى فصائل دينية وثنية ويعود الاستعمار من جديد.
أشارت أن المراة وكشوف العذرية التى يتخذها جمال عيد مطية لأفكاره وأجنداته، عليه أن يستحى ويتوقف عنها، وأن تتوقف ميليشات الإخوان عبر صفحاتها من النيل من وحدة هذا المجتمع وصلابة ذلك الشعب الذى يستقبل الإرهاب والتطرف بالرقص والبهجة والفرح متحديا كراهيتهم وعداءهم، فهذا شعب عريق ولايستحق أن يوصف بأنه مجتمع دعارة ومسخرة.
وقال محمد عبدالسلام - المتحدث الرسمى باسم المجلس القومى للمرأة - أن المجلس يبحث مع ممثلى اللجنة القانونية به إجراءات رفع دعاوى قضائية ضد كل من الناشط الحقوقى جمال عيد والشاعر تميم البرغوثى، ليكونا عبرة لمن يتجرأ على نساء مصر.
وتعجب عبدالسلام من هذه الإهانات التى بثها الناشط الحقوقى وكتائب الإخوان، معربا أنه من المؤكد إذا كان هؤلاء يتهمون نساء مصر بأنهن راقصات وعاهرات، فأمهاتهم ونساؤهم وأخواتهم وبناتهم من نساء مصر أيضا، ومن ثم من الطبيعى أن تنطبق عليهن تلك الشتائم.
أكد عبدالسلام أن نساء مصر أصبح لديهن وعى سياسى كبير بل وأصبحن هن الأجدر حاليا على قيادة المجتمع، بدليل مشاركتهن فى جميع الأحداث السياسية، سواء انتخابات برلمانية أو استفتاءات، بل الذى لا يعلمه هؤلاء النشطاء والشعراء أن أمهات مصر يقدمن تضيحات يومية من شهداء سواء شبابًا فى ربيع العمر أو حماة الوطن من أفراد الشرطة والجيش.
فيما قالت الإعلامية بثينة كامل: أن أكثر ما آلمها فى تغريدة «جمال عيد» أنه استخدم نفس المصطلح الخاص بهذه «المعايرة» الرخيصة لكشوف العذرية، كما استخدمتها اللجان الإلكترونية الإخوانية السافلة العميلة على الفيس بوك، وكانت هذه المليشيات تعاير بها الناشطة سميرة إبراهيم التى تعرضت لكشوف عذرية فى عهد المجلس العسكرى .
أضافت كامل أنها لا تندهش من خروج مثل هذه الإهانات من جمال عيد ونشطاء السبوبة وهم ليسوا سوى مجموعة من المحامين الفاشلين الذين لم ينجحوا فى العمل بمكتب محاماة محترم، ومن ثم اتجهوا إلى فتح دكاكين حقوق الإنسان بتمويل غربى، له أجندات واضحة ومحددة فى هدم الدولة، ليتحول هؤلاء الحقوقيون إلى أثرياء وأصحاب حيثية.
أضافت كامل أن هذه الفتاة الجدعة «سميرة إبراهيم» التى يعايرها جمال عيد وبلطجية الإخوان، هى الفتاة التى واجهت مؤسسة بمفردها وحصلت على حكم قضائى يدين هذه الجريمة، هى فتاة أشرف من هؤلاء الذين باعوا أنفسهم للمنظمات الدولية، ورفضت أن تتاجر بقضيتها عالميا بعد 30 يونيو لأنها أدركت سواد نوايا هذه الكيانات الغريبة ورغبتهم فى أن يأخذوها مطية لهدم الجيش والدولة. وهاجمت كامل الشاعر الفلسطينى البرغوثى بأنه شخص غير سوى وموتور ونساء مصر لسن راقصات بل أعظم مناضلات، قدمن ومازلن يقدمن التضحيات، ولسن عبيدًا للمشير السيسى، بل هو واليسار أمثاله من عبيد الإخوان المسلمين.
بينما طالبت الكاتبة منى رجب السلطات المصرية بمنع البرغوثى من الدخول إلى البلاد وإسقاط الجنسية المصرية عنه، طالما تجرأ على إهانة المرأة المصرية التى صنعت الحضارة والتاريخ الحديث والقديم، بالإضافة إلى قيام الفلسطينيين بإقامة دعوات قضائية على هذا الشاعر، الذى يجب عليه أن يناضل مع شعبه ضد حماس المتطرفة التى تقمع الشعب الفلسطينى وتمارس ضده أبشع الانتهاكات، فضلا عن تفرغه لمقاومة الاحتلال الإسرائيلى بدلا من الهجوم على الجيش المصرى الذى يريد تفتيته وهدمه وفق مخططات أمريكية غربية تريد القضاء على سادس أعظم جيش فى العالم.
أكدت رجب أن مصر لن تترك أرضها للمتآمرين عليها، وستبنى الدولة الحديثة برجالها ونسائها، ولن تسقط لأن الشعب لديه إيمان فى جيشه الذى حمى البلاد من إرهاب الإخوان وعنفهم ومؤامراتهم لتقسيم الوطن العربى، وقالت: على الحقوقى جمال عيد كأحد الأقنعة التى سقطت أن يسأل نفسه أولا لماذا تحترم نساء مصر السيسى قبل أن يتوجه لهن بالإهانة والتشويه، لأن المشير احترم المرأة المصرية، وأنقذ الشعب من براثن المؤامرات الدولية، خاصة أن المرأة هى أول طرف يعانى من الصراعات ودائمًا يطلب السلام والأمن.
وقالت داليا زيادة - المدير التنفيذى لمركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية - أنها لم تندهش من هذا التجريح الذى أهان به الناشط الحقوقى جمال عيد نساء مصر، فهى أول من تعرضت لهذا الهجوم الرخيص منه، عندما دافعت عن قضية ختان الإناث، وسردت تجربتها الشخصية، مشيرة إلى أن العقلية الذكورية لا تختلف بين حقوقى أو شاعر أو من ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين، فجميعهم يستخدمون شرف المرأة الذى يتمتع بمكانة اجتماعية وأخلاقية كبيرة فى المجتمعات الشرقية العربية، ويضغطون عليه من أجلتشويه العملية السياسية بأكملها، معربة أنهم للأسف عندما يتعرضون لشرف المرأة فهو يمثل شرف العائلة كلها وشرف الرجل أيضًا، ومن ثم لا داعى من هذه التصريحات السيئة التى تشوه المجتمع كاملا.
أضافت زيادة أنها تؤيد البلاغ الذى تقدم به أحد المحامين للنائب العام ضد الناشط الحقوقى جمال عيد، لأن كلماته بمثابة اتهام يُحاسب عليه القانون لأنه يعتبر سبًا وقذفًا، مشيرة أنها تتعجب من هذا الدعم غير المشرف لسلطة الإخوان وتحريضه ضد مؤسستى الجيش والشرطة، والذى يتجه الآن إلى المرأة.
وأشارت إلى أن كشوف العذرية التى يستخدمها عيد كذريعة للتحريض على المؤسسة العسكرية الآن، كانت أحد أخطاء المجلس العسكرى فى المرحلة الانتقالية السابقة فى عهد المشير طنطاوى، ولكن بعد 30 يونيو الجيش أعاد طرح نفسه بطريقة جديدة ومختلفة، والبلاد بالفعل دخلت فى مرحلة البناء ومن ثم ما هى الاستفادة من تأليب الجماهير على جيشها؟!
أما عن رأيها فى حديث البرغوثى واتهامه نساء مصر بأنهن راقصات، فأشارت أنها تريد أن تذكره بأن والدته السيدة رضوى عاشور الروائية الأشهر تحمل الجنسية المصرية، التى حصل بناء عليها على الجنسية، ومن ثم إذا كان يرى أن أمه راقصة فعليه التوضيح!
بينما قالت هبة عادل، مؤسس مبادرة المحاميات المصريات، إن تغريدة الناشط الحقوقى جمال عيد، حديث لا يصح أن يصدر ممن يسمى نفسه حقوقيا لأن نساء مصر أشرف نساء الأرض وهن من وقفن يدافعن عن عرض الوطن، وما قاله «عيد» جريمة سب وقذف بحق نساء مصر لا يصح السكوت عنها.وأضافت هبة: «أنصحه بمشاهدة طوابير النساء بالانتخابات وست البنات وكل المظاهرات بدءًا من 52 يناير ليعلم دور نساء مصر العظيم».