نجح الشعب وسقط النجوم.. هذا هو عنوان أحداث الأسبوع الماضى الساخن فى الشارع الكروى.. الشعب المقصود هو شعب الأهلى والزمالك أكبر حزبين رياضيين على أرض الوطن بعد نجاحهما فى الاختبار الصعب وأثبتا للعالم كله صورتيهما الحقيقية بعيدا عن المزايدة والتزييف.. بينما سقط النجوم بعد خروجهم عن النص.. فلم يكن نجوم بحجم محمد أبوتريكة وموهبة أحمد عبدالظاهر على مستوى الحدث والأحداث ونبض المصريين. الأسبوع الماضى عادت الروح إلى الملاعب بعد غياب فاحتفل جمهور الزمالك الصابر بفوزه بكأس مصر واستعادة روح البطولات وكان على مستوى المسئولية فى المدرجات وانحسرت سعادته على احتضان كأس مصر العريق بينما حول جمهور الأهلى استاد الجبل الأخضر إلى لوحة رائعة تزينت بكأس الأندية الأفريقية مدى الحياة.
«أبوتريكة» بإصراره على تحدى مشاعر الأغلبية تجاهل استلام ميداليته من وزير الرياضة طاهر أبوزيد وكشف عن وجهه الحقيقى وثقافته الضحلة فطاهر حسبما يرى وزير انقلابى غير شرعى وفقا لفكر العشيرة التى يتبعها بينما فاجأ الفتى عبدالظاهر جمهور المنازل بالشعار الماسونى وكان المشهدان مصدرا لتعكير مزاج القاعدة الجماهيرية العريضة التى شاهدت المباراة عبر الشاشات ولم تفسد هذه التصرفات الصغيرة فرحة جمهور المدرجات الكبيرة الذين نجحوا فى الاختبار باقتدار.
فرحة جمهور الأهلى الذين حضروا اللقاء أفسدتها تصرفات اللاعبين والتى ظهرت بوضوح على الشاشة فانصرف الجميع عن الأداء الراقى لنجوم الفريق وتفوق بعضهم على نفسه بقتالهم الشرس من أجل إسعاد المصريين بنصر مبين ومستحق على فريق عنيد وقوى ولم تهدأ انفعالاتهم إلا بعد أن أصدرت إدارة الأهلى على موجة الحسرة الجماهيرية قراراتها الرادعة على اللاعب سواء بإيقافه أو عرضه للبيع بينما اكتفت نفس الإدارة بالعقاب المالى لأبوتريكة وترحيبها بتلويحه بالاعتزال بالإضافة إلى اتخاذ إجراءات صارمة لنجومه للبعد عن الملاعب السياسية.
جمهور الأهلى يعشق أبوتريكة ويتغنى بأهدافه وصولاته وجولاته مع الفريق لكنهم مرتبطون بتراب مصر ومصالحها العليا أكثر وهذا ما تأكد فى الأيام القليلة الماضية فلا حديث فى المقاهى ومواقع التواصل الاجتماعى إلا عن إعلان السخط والرفض لسلوك تريكة ومهارته أيضا فى خداع الشعب ليتحول إلى «ساحر» فقد «سحره» وأراجوز خفى فى ملاعب المتطرفين.. جمهور الأهلى غفر لتريكة مواقفه السابقة والمزايدة تارة بأرواح الشهداء وأخرى بجمهور رابعة العدوية لكنه بسلوكه الأخير نفد رصيده.. لأن مصر وأمنها واستقرارها ومستقبلها فوق الجميع.. هذا ما لمسته شخصيا من جماهير الأهلى المقربين والمتعصبين للكيان الكبير فلا أحد يريد أن يراه أو يدافع عنه فهو لدى القاعدة العريضة لا يمثل نفسه بل يمثل ناديا كبيرا يتغنى جمهوره بتاريخه الوطنى قبل تاريخه الرياضى.. أما الفتى عبدالظاهر فقد ضل طريقه مبكرا برهانه على ما يستفز أبناء هذا الوطن والعاشقين لأرضه الطيبة.. الأرض التى ترفض الخيانة والمتاجرة.
جمهور الأهلى والزمالك أو الشعب المصرى إن جاز التعبير مقابل ألاعيب تريكة ومراهقة عبدالظاهر قدموا ملحمة وطنية كبيرة وبروفة حية فى حب مصر وهؤلاء على موعد هذا الأسبوع لإسدال الستار على المنافقين فى ميادين مصر ومدرجات الدفاع الجوى فى المهمة الصعبة للفريق الوطنى أمام منتخب غانا تحت شعار «لسة الأمانى ممكنة» فقد يتحول يوم التاسع عشر من نوفمبر القادم إلى عيد مصرى جديد وعبور آخر فالمصريون مازالوا قادرين على صناعة التاريخ وتخطى المستحيل.
مباراة مصر وغانا فرصة لتوحيد مشاعر جمهور الناديين الكبيرين وتوجيه رسالة إلى العالم بأن مصر تمرض كثيرا لكن لن تموت وفرصة أيضا لروابط الألتراس الوقود الحقيقى لثورات مصر لإثبات أنها ضد التخوين والعمالة وأنها لا تباع أو تشترى تلك النغمات التى ترددت فى الأونة الأخيرة.. فلا وجود فى هذا اليوم سوى لألتراس مصراوى فى المدرجات أو الميادين لعلهم يعقلون ويخجلون.
إن صعود مصر لنهائيات كأس العالم أو حتى الخروج المشرف بداية مرحلة جديدة لمصر «قلب الدنيا» لتجاوز كبوتها وكتابة توكيل جماعى لحماة مصر فى الداخل وجيشها العظيم الرعاة الحقيقيين لأمنها القومى.
أخيرا فإن احتضان قصر الاتحادية الرئاسى كأس العالم رسالة للمتطرفين للكف عن السلوكيات الشاذة والإرهابية وبشرة خير بعد أن استقبل رئيس مصر المؤقت المستشار عدلى منصور وفد دولة الفيفا والكأس الذهبية فى بلد الأمن والأمان والتوحيد والوحدة وقلب العالم.