أزمة جديدة وساخنة صنعها «الإنترفيرون» بين مرضى فيروس «c» ووزارة الصحة.. المرضى حرروا دعوى قضائية ضد الوزارة بسبب تعميم العقار المحلى بدون إجراء التجارب والأبحاث على نتائجه، والتى تؤدى إلى آثار جانبية مخيفة.. أى أنه ووفقاً للمرضى لم تتم إجازته واختبار قدرته العلاجية.. هناك مشكلة ما فى تداول هذا العقار وأسئلة كثيرة تفرضها الآثار الجانبية التى أثرت سلباً على بعض الحالات، وهذا مايجيب عنه هذا التحقيق. د. حاتم الجبلى وزير الصحة أكد أن الأنفيرون المصرى المعروف «بالأنفيرون» دواء مصرى مسجل استخدمته وزارة الصحة بعد التأكد من فاعليته وبناء على قرار من اللجنة العليا لمكافحة أمراض الكبد التى تضم خبراء مصريين وأجانب فى أمراض الكبد. وهدف الحكومة يواصل الوزير توفير الدواء الآمن للمريض وإنتاج دواء لعلاج مرض الالتهاب الكبدى «سى» محليا فى صالح المريض المصرى، وإتاحة العلاج لعدد أكبر من المرضى.. مع توفر أكثر من مصدر للعلاج يضمن عدم توقفه بسبب نقص الدواء أو عدم توفره خاصة أنه يوجد برنامج قومى لعلاج أمراض الكبد بدأته الوزارة فى 2005 لعلاج مرض الالتهاب الكبدى «c» خلال 10 سنوات بهدف القضاء على المرض نهائيا. د. عبد الرحمن شاهين المتحدث الرسمى باسم وزير الصحة قال: إن الملف الخاص بالدواء «الأنفيرون» سوف يشمل شهادات تسجيل الدواء وقرارات اللجان العلمية وكافة المستندات التى تثبت مرور الدواء بكل مراحل التسجيل، وهى برتوكولات علمية عالمية متعارف عليها ويجب أن يمر بها أى دواء قبل تسجيله.. أيضا تقديم الأبحاث والدراسات التى أجريت على الدواء فى المعاهد ومراكز الأبحاث فى الجامعات المصرية وتمت على 1400 مريض مصرى مصاب بالتهاب الكبد c وتم نشرها فى المجلات العالمية، وأثبتت نتائجها فاعلية الدواء بالنسبة للإنترفيرون الأجنبى.. وأيضا الدراسات التى تمت داخل وخارج مصر، وتم تقديمها فى المؤتمرات الدولية، وتم الموافقة على نتائجها وأثبتت نتائج الدراسات أن نسبة الشفاء بالإنترفيرون المصرى «الأنفيرون» حوالى 57%. قبل صدور البرنامج القومى الكلام لدكتور شاهين لعلاج مرض الفيروس «سى» بالإنترفيرون طويل المفعول على نفقة الدولة كان حصول المريض على الدواء شبه مستحيل،حيث كان ثمن الحقنة الواحدة 1400 جنيه والمريض يأخذ العلاج لمدة 48 أسبوعا وبعد إنتاج الأنفيرون المحلى وطرحه فى السوق قامت الشركات الأجنبية بتخفيض سعر الأنفيرون إلى 384 جنيها وقد تم علاج 40 ألف مريض بالتأمين الصحى حتى الآن الأنفيرون المصرى بعد أن تأكدت اللجان العلمية والفنية بالهيئة من أن نتائج العلاج الأنفيرون المحلى تماثل نتائج العلاج بالإنترفيرون الأجنبى. د. شاهين يتساءل لماذا هذه الضجة الآن حول الدواء المصرى «الإنترفيرون المصرى» والدواء تم طرحه فى السوق منذ سنة 2005 ولم يحدث طوال هذه المدة أن تقدم مريض أو طبيب بالشكوى من عدم فاعلية الدواء كما يقال وقلة فاعليته عن الدواء الأجنبى ولماذا لم يحدث هذا إلا بعد أن قررت هيئة التأمين الصحى تعميم العلاج بالإنترفيرون المصرى على المنتفعين فى التأمين. د حاتم الجبلى د. محسن عزام نائب رئيس هيئة التأمين الصحى أكد أن الهيئة لا تستخدم أو تشترى أى دواء إلا إذا كان مسجلاً فى وزارة الصحة ودواء الأنفيرون المصرى ،وتنتجه شركة «مينافارم» وهى شركة مصرية برأس مال مشترك وبتكنولوجيا وخبرة ألمانية، والدراسات التقييمية مستمرة على الدواء منذ تسجيله، وتم إجراء 7 دراسات حتى الآن على 1400 مريض وعلاج 40 ألف مريض التهاب كبدى «c» طبقاً لأرقام اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات. نحن يستطرد د. عزام ننتظر كلمة القضاء لأنها الكلمة التى نثق فيها،والهيئة اشترت الإنترفيرون المصرى منذ حوالى أكثر من سنة بعد تأكيد الدراسات أن له فاعلية مثل الإنترفيرون الأجنبى بالإضافة إلى انخفاض أسعاره، ونسب الشفاء فى الإنترفيرون بشكل عام لا تتعدى ال 60% سواء المحلى أو الأجنبى ووارد أن المرضى يأخذون الدواء ولا يستجيبون له وهذا ما تؤكده الأبحاث العالمية. د. هشام رأفت الخياط رئيس قسم الكبد بمعهد تيودوربلهارس للأبحاث ينفى وجود حرب بين شركات الأدوية كما نفى مايشاع عن أن شركات الأدوية تشترى الأطباء المصريين حتى يهاجموا الإنترفيرون المصرى، وقال: نحن لسنا ضد الدواء المصرى ولكنه يجب أن يكون مثل نظيره العالمى فى إجراء الدراسات المبدئية والمستفيضة، وأن يمر بالمراحل الإكلينيكية قبل استخدامه، وجمعيات الكبد المصرية قد نادت قبل تجريب الدواء المصرى على المرضى بعمل دراسات إكلينيكية وأيضا قبل تعميمه على مرضى الالتهاب الكبدى«c» فى التأمين الصحى ومؤتمر الجمعية المصرية لدراسات الجديد فى أمراض الكبد والذى عقد العام الماضى وحضره أساتذة أمراض الكبد فى الجامعات المصرية بالإضافة إلى د. عبدالحميد أباظة مساعد وزير الصحة ممثلا عن د. حاتم الجبلى ود. طارق الخولى مساعد رئيس التأمين الصحى، أوصى المؤتمر بالإجماع على ضرورة إجراء وعمل دراسات على الإنترفيرون المصرى على ألف مريض وأن تتم الدراسات فى الجامعات المصرية ومراكز البحوث للوقوف على كفاءة الدواء المصرى مقارنة بالأدوية الأجنبية ومقارنة الأعراض الجانبية للدواء بأعراض الأدوية الأجنبية لكن هذه الدراسات لم تتم وكانت النتيجة مجموعة من المرضى رفعوا مؤخرا قضية مطالبين بأخذ الإنترفيرون الأجنبى بعد ما تعرض جزء منهم لأعراض جانبية. وبالنسبة للدراسات التى تمت بالفعل على الإنترفيرون المصرى وعددها 7 دراسات قال د. الخياط : ست من هذه الدراسات تم إجراء كل منها على مائة مريض فقط ولا توجد دراسة واحدة تم فيها مقارنة الإنترفيرون المحلى بالإنترفيرون الأجنبى من حيث الآثار الجانبية ونسب الشفاء وهذه الدراسات تعتبر غير كافية لأن الإنترفيرون العالمى لم يتم الموافقة عليه من قبل منظمة الأغدية والأدوية الأمريكية والأوروبية إلا بعد إجراء دراسات على آلاف من المرضى ومقارنتها بالإنترفيرون قصير المفعول ويجب أن يخضع الإنترفيرون المصرى لنفس الدراسات وعلى أعداد كبيرة قبل تعميمه وحتى يكون مثل نظيره الأجنبى. د عبد الرحمن شاهين فى المقابل يؤكد د. جمال عصمت أستاذ أمراض الكبد والرئيس السابق للجمعية العالمية لأمراض الكبد أن وجود 7 دراسات مصرية على الإنترفيرون المصرى أثبتت نتائج 6 دراسات منها أن الإنترفيرون المصرى له نفس فاعلية الإنترفيرون الأجنبى من حيث الفاعلية ونسب الشفاء وتتراوح ما بين 55 و 60 % وأول دراسة تمت على الإنترفيرون المصرى كانت فى 2007وأجرتها د. هدى الطيب أستاذة الكبد والباطنة بطب عين شمس وأجريت على100مريض. وفى معهد تيودور بلهارس للأبحاث تم إجراء دراسة على 450 مريضا أجراها د. علاء عوض - أستاذ الباطنة والكبد بالمعهد، وفى جامعة الأزهر أجرى د. محيى الدين عامر - أستاذ أمراض الكبد بكلية طب الأزهر وأجريت على مائة مريض وفى جامعة الإسكندرية أجرى د. محمد تامر عفيفى - أستاذ أمراض الكبد بكلية الطب جامعة الإسكندرية دراسة على 120 مريضا، والدراسات جميعها تم نشرها فى مؤتمرات ومجلات طبية عالمية، وتم نشر دراسة د. علاء عوض فى المجلة الكندية للجهاز الهضمى، وهى مجلة عالمية.. والدراسة التى أجريتها، تم نشرها فى المجلة الإيطالية للجهاز الهضمى أى أن هذه الدراسات لم تنشر محليا فقط، ولكن تم نشرها أيضا عالميا مما يؤكد صحة نتائجها، أما الدراسة التى أجراها د. جمال شيمة والتى قالت إن الإنترفيرون المصرى أقل من الإنترفيرون الأجنبى وأن نسبة الشفاء 25% قدمها فى مؤتمر فى الصين، ولم يتم نشرها فى أى مجلة علمية، والحقيقة أن الدراسات الست التى أجريت على الإنترفيرون المصرى تعتبر محصلة جيدة على فاعلية الدواء، حيث إنها جميعا أجريت فى بلد واحد، وهى مصر والدراسات مازالت مستمرة، حيث يتم الآن إجراء أكثر من دراسة لتقييم مدى فاعلية الدواء وهى تجرى على الأدوية التى يتم طرحها فى السوق،والإنترفيرون مازال يتم عليه دراسات تقييمية حتى الآن ولكن لا يمكن أن نقارن الدراسات التى أجريت على الإنترفيرون الأجنبى بالدراسات التى أجريت على الإنترفيرون المصرى، لأن الإنترفيرون المصرى يعتبر دواء جديداً. المشكلة فى الإنترفيرون بشكل عام والكلام ل د. جمال عصمت أن 50% من المرضى يستجيبون للعلاج و50% تقريبا لا يستجيبون للعلاج وال 50% الذين لا يستجيبون للعلاج يظنون أن السبب ضعف الدواء أو عدم عناية الطبيب فى حين أن الدواء الأجنبى نسبة الشفاء لا تتعدى ال 60% وهذا مسجل على المواقع فى الإنترنت ومنشور فى المجلات الطبية، وهناك على الإنترنت من يهاجمون الإنترفيرون الأجنبى ويحذرون من استخدامه بسبب الآثار الجانبية. د محسن عزام ويقول د. نبيل غالى - مدير المكتب العلمى لشركة مينا فارم - للأدوية الشركة المنتجة لعقار الإنترفيرون المصرى إن الإنترفيرون المصرى هو نفسه الإنترفيرون الأجنبى ويطلق عليه مجازاً الأنفيرون لأنه ينتج محليا ويتم تصنيعه فى مصر بواسطة تكنولوجيا وخبراء ألمان، وقد تم إنتاجه وتسجيله وطرحه فى السوق المصرية منذ 6 سنوات وكل الجامعات المصرية والمستشفيات الخاصة والاستثمارية تستخدمه فى علاج أمراض الكبد وهو نفس تركيبة الإنترفيرون طويل المفعول الأجنبى، والذى تنتجه كل دول العالم، و وزارة الصحة تقوم باستخدامه فى مستشفى أحمد ماهر التعليمى، وهيئة التأمين الصحى أيضا، حيث إنه كان وقتها تم نشر الدراسة العلمية التى أجريت عليه فى مجلة علمية عالمية أثبتت نتائجها أن الأنفيرون المصرى مشابه لنفس الأنواع الموجودة السويسرى و الأمريكى، ونتائج الإنترفيرون الأجنبى لا تزيد على 60% كنسبة شفاء نهائى بمعنى أن المريض بعد أخذه العلاج بسنة ونصف يصبح خاليا تماما من الفيروس ،ودواء و الإنترفيرون من خصائصه أنه يتم عمل تحاليل مستمرة للمريض عند العلاج به.