كتبت منذ أسابيع عن مشكلة مجموعة ال15 أو ما يطلق عليها المجلس الأعلى للصحافة بقيادة أباطرة الصحافة اليسارية.. بعد الإعلان عن أسماء هذه المجموعة قبل الإمضاء عليها من رئيس الجمهورية المؤقت بشكل رسمى، قلت أخيرا وبعد طول صراع من السلطة أيا كانت هذه السلطة.. أخيرا تولى شئون الصحافة قامات مهنية وسياسية تم اضطهادها وعزلها من أى من المناصب بل أعطى رئيس الجمهورية المؤقت سلطات كبيرة لهذا المجلس وأخلى منها أى تيار معارض حتى ولو بالشكل البسيط.. ليخلق مجموعة متجانسة تستطيع وضع رؤية لهذه المؤسسات وإدارة حال شئونها بل أعطى لهم أيضا رقاب هؤلاء سواء كانوا إداريين أو عمالا أو صحفيين يقطعون فيهما أينما أرادوا وفى الوقت الذى يرونه مناسبا.. وبالطبع دون إراقة دماء. المهم.. فرحت الجماعة الصحفية بهذا الترشيح وهذه القرارات.. فقد حان وقت إنصاف الصحافة عامة والقومية خاصة من غبن السنوات وقهر الحكومات.. وانتظر الزملاء القاصى منهم والدانى.. الصغير فيهم والكبير مشاهدة رؤية هؤلاء لمستقبل الصحافة القومية مع ضمان رواتبهم وزيادتها بما يتناسب مع أصغر عامل فى شركة استثمارية بدلا من التسول من السلطات الرواتب ونسبة العلاوات السنوية الضئيلة التى لا تسمن ولا تغنى من جوع.. ليعيش الإدارى أو الصحفى أو العامل بشكل أكثر كرامة.
ولكن للأسف مرت الأيام والشهور.. وتكاد المدة الزمنية لمجموعة ال15 تنتهى.. ولم نسمع أو نر خبرة السنين وكفاح العرق والدم لهؤلاء الكبار وتطلعاتهم الدائمة لتبوؤ المناصب ليقرروا العدل والشفافية والمصداقية ويرفعوا سلاحهم ليجلدوا به الحكومات المستبدة إن هى حاولات العصف بكرامة هؤلاء العاملين فى المؤسسات.
وللأسف أيضا لم نعد نسمع حسا أو خبرا عن هؤلاء وماذا يفعلون وفى أى شىء يفكرون وعن أى مستقبل يريدون لهذه المهنة.. وحتى اجتماعاتهم اليومية أو الأسبوعية أو الشهرية.. التى من المفترض أنها عن مستقبل المهنة وشئونها.. لا يحق لأحد أن يتطلع إلى معرفتها لأنها خط أحمر وأمن قومى.. وإن حاولت الاتصال بقيادات ال15 لا أحد يرد عليك.. فأنت أيها الصحفى الصغير أو الكبير أصبحت «نفر» فى ترس عجلة لا تعرف أوله من آخره.. وإياك.. وألف إياك أن تتجرأ وتطلب استفسارا عن شئون المهنة.. فأنت أمام أرباب الصحافة وشيوخ الورق والقلم.. فما تريد أن تعطيه لك هذه المجموعة احمد ربك وقبل يديك صباحا ومساء.. وحذار أن تسىء لبطيخ مولانا.
وأخيرا.. وليس آخر.. لماذا استقال د. كبيش عميد حقوق جامعة القاهرة من المجلس الأعلى للصحافة.. ولماذا إصراره على عدم العودة.. ولماذا لم يقل د. كبيش أسباب الاستقالة.. التى هى حق لكل مواطن مصرى أولا.. فضلا عن معرفة هذه الأسباب للجماعة الصحفية.. من إداريين وعمال وصحفيين.. أين المتحدث الرسمى باسم مجموعة ال15؟!