الوصول إلى مرحلة التفجيرات الإرهابية يعنى أننا دخلنا فى مواجهة الجماعات الإخوانية الدموية إلى مرحلة اللاعودة، حيث اللاحوار واللامصالحة، لأن الإخوان مصرون على كسر كل الأيادى المقدمة بالتفاوض والاستمرار فى طريق الدم، والشعب مستعد لهم. كنا نتمنى أن نعرف رد فعل د.زياد بهاءالدين نائب رئيس الوزراء صاحب أحدث المبادرة للحوار مع الإخوان رغم إصرارهم على العنف وقتل الأبرياء، لكن لم يتسنّ ذلك لأن د.زياد لم يرن موبيله طيلة فترة إعداد هذه المادة الصحفية!
ما لدينا من معلومات يؤكد أنه كانت هناك نقاشات داخلية بين فلول الجماعة على ضرورة تطوير أساليب المواجهة مع النظام الحالى فى أعقاب الضربات الأمنية المهلكة للإخوان وحلفائهم فى سيناء، وشهدت الكواليس خلافا ما حول توقيت هذه النقلة النوعية فى المواجهة المسلحة ضد ثورة يونيو، لكن كان الصوت الأعلى كاناللجوء لعملية ناسفة ضد رأس الجهاز الأمنى الذى يطاردهم وجعلهم دخلوا الجحور فى محاولة لإرباك خططه وتخفيف الضغط عليهم وفعل هذا الضغط والتوتر إلى الأمن والجيش خاصة أنه خلال الأيام الأخيرة كانت الضربات والحملات مؤثرة جدا على الإخوان لدرجة دخلت معها الجماعة لمراحل الانهيار النهائية!
الإخوان يتصورون أنهم بذلك نقلوا الكرة من ملعبهم لملعب الأمن، لكنهم لايدركون أن هذا السيناريو كان متوقعا منذ فترة وخاصة فى أعقاب أعمالهم الدموية بعد فض رابعة، إلا أن الأخطر فيه أن الأمر وصل إلى المساس بالمجرى الملاحى لقناة السويس بعدة طرق، حتى الآن تم إحباطها، والأخطر لايزال مستمرا مع إعلان حالة الطوارئ فى كل الجبهات وكأن مصر فى حالة حرب فعلية، وكل هذا يتزامن مع اعتراف إسرائيل أنها ترى فى الجيش المصرى مصدرا رئيسيا لتعكير صفو الدولة العبرية!
المحصلة أن المواجهة الآن بين الطرفين الأمن والإرهابيين، على الخطوة القادمة فإما أن يستمر الإرهابيون فى طريق الاستهداف الدموى أو أن يردع الأمن كل هذه المخططات بضربات جديدة حاسمة، لإحباط أى عملية إرهابية جديدة، وبالتالى فإن المعركة «معركة وقت» والمؤشرات تفيد أن الإخوان وحلفائهم يريدون الاستمرار فى هذا المنهج الإرهابى مع اتساع عمليات التفجيرات بكل أنواعها من العبواب محلية الصنع، كما حدث أمام قسم «بولاق الدكرور» ولكن سوء حظهم وحسن طالع المصريين اكتشاف العديد من القنابل قبل انفجارها ومنها «11» أسفل كوبرى النفيشة .
الإخوان لا يفعلون ذلك بمفردهم بل بالتحالف مع جماعات جهادية وإرهابية من فروع القاعدة فى سيناء وحماس، خاصة أنه يجمعهم هدف واحد هو الانتقام من الجيش والأمن المصرى المتيقظ جدًا خلال الفترة الأخيرة، وخاصة منذ مذبحة رفح الثانية، فالقاعديون غاضبون من وقوع أحد قياداتهم البارزة «عادل حبارة»، والإخوان غاضبونمن الحملات الأمنية التى لا تتوقف، و«حماس» التى تقول إن الجيش دمر 89٪ من الأنفاق فى حالة غليان!
ومن أهم الأهداف المهمة لهذه النقلة النوعية فى العمليات الإخوانية إثارة الخوف فى الشارع المصرى وإرباك محاولات إنقاذ الاقتصاد المنهار، وبالتالى فإن هذه التفجيرات التقليدية عنقودية الأهداف من الضغط على الأمن والرأى العام أيضًا لحين التقاط الأنفاس الأرهابية.. وكان مثيرًا للانتباه أن السفارة الأمريكية بالقاهرة وحزب الإخوان من تركيا كان أول من أدانا تفجير موكب وزير الداخلية، وكأن على رأسهم «بطحة»!
أتوقع أننا سنوضح لهم بالفعل الخبرة الشعبية المصرية فى مواجهة الموجات الإرهابية المتواصلة، فلا فارق بين «شيماء» شهيدة إرهاب التسعينيات الشهيرة و«فارس» ابن البواب الذى فقد قدمه.