استطاعت وزارة الداخلية خداع معتصمى رابعة العدوية والنهضة، وذلك بالإعلان عن زيارة لوزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم قبل فض الاعتصام ب48 ساعة إلى محافظة الغربية لتفقد أحوال الأمن فى مديرية أمن الغربية وعدد من أقسام ومراكز الشرطة ومعسكرات الأمن المركزى فى ربوع المحافظة، وهى المرة الأولى التى تعلن فيها وزارة الداخلية مثل هذا الخبر، وتم دعوة جميع الصحفيين والإعلاميين والمراسلين بالمحافظة لتغطية زيارة الوزير للمحافظة صباح يوم الأربعاء ثم قام بإبلاغ جميع ضباط مديرية الأمن والأقسام والمراكز بالاستعداد لهذه الزيارة، وهو نفس التوقيت المحدد لساعة الصفر لبدء عملية اقتحام الاعتصامات، واعتقد الجميع أن فض اعتصام رابعة والنهضة لن يتم حتى فوجئ معتصمو رابعة والنهضة بتحرك القوات وبدء عمليات الفض التى نجحت فى إنهاء اعتصام النهضة خلال 40 دقيقة فقط، وهو رقم قياسى فى فض مثل هذا النوع من الاعتصامات المسلحة وقامت أجهزة الأمن فى إطار خطة الخداع والتمويه للمعتصمين بأن تركتهم حتى الساعة السابعة صباحًا، بعد أن ظن المعتصمون أن فض الاعتصامات سوف يبدأ ليلاً أو بعد صلاة الفجر مباشرة، إلا أن عملية فض الاعتصام بدأت الساعة السابعة صباحًا بعد أن فوجئ المعتصمون بمحاصرة قوات الأمن لهم من جميع المداخل والمخارج، والأدهى من ذلك ولغباء جماعة الإخوان الشديد أن قياداتها صدقوا أنفسهم بأن الداخلية لن تستطيع فض الاعتصام حتى لو استعانت بقوات الجيش، وأن المتاريس والحواجز التى أقاموها لن يستطيع أحد إزالتها. لكن مصدرًا أمنيًا أكد لنا أن اللودر الذى استخدم فى إزالة هذه الحواجز مجهز بأعلى تقنية فى العالم لإزالة الحواجز التى هى أشد وأكبر من مثل هذه الحواجز لأنها محصنة ضد الرصاص وضد الألغام الأرضية حتى لا يصاب من يعمل عليها ويستطيع أن يستكمل عمله حتى النهاية.
كما بدت الصورة أيضا مبهمة أمام عدد من الإعلاميين إذ فقدوا بدورهم الأمل فى فض الاعتصامين بأى طريقة.. وبالتالى هاجم عدد منهم وزير الداخلية على الهواء مباشرة بلا هوادة قبل أن تتحرك الوزارة بالفعل للفض.
إلا أن مصادر نافذة، أكدت ل«روزاليوسف» أن وزارة الداخلية كانت على استعداد كامل لفض الاعتصامين منذ خروج الملايين للشوارع للمطالبة بنبذ العنف وفض الاعتصامات المسلحة، إلا أن ساعة الصفر تغيرت ثلاث مرات وأن قوات الأمن المركزى والقوات الخاصة بالداخلية تدربت تدريبات عالية على فض الاعتصامين وكانت على استعداد كامل لفضها، إلا أن ساعة الصفر تغيرت ثلاث مرات للتمويه، وأن أجهزة الأمن فقدت 43 من رجالها وأكثر من 200مصاب فى فض الاعتصامين كان أصعبها ما حدث فى قسم شرطة كرداسة الذى تم تفجيره بقاذفات آر بى جى مما أدى إلى فقدان 11 من رجال الأمن على رأسهم المأمور ونائبه و9 آخرين وظهر فى هذه العملية وجه جماعة الإخوان البشع بالتمثيل بجثثهم.