البعض يفضل تسميته الأندرجراوند.. والآخرون يفضلون تسميته بفن الفرق المستقلة وسواء هذا أو ذاك فكلاهما يشيران إلى نفس اللون من الموسيقي، الموسيقى الواقعية التى تعبر عن الشارع بأحداثه وتناقضاته، الموسيقى التى تمردت على الفن السائد على الساحة الغنائية الحالية وفنانوها واثقون أنها ستصبح الأولى فى مصر قريبا.
(كايروكى) : القمة تنتظرنا
كايروكى استطاعوا بفنهم وقوة تنظيمهم الوصول إلى أعلى نسب مشاهدة وحضور سواء فى الحفلات أو على المواقع الإلكترونية، فأصبحوا يعتلون عرش الفرق المستقلة بمصر محافظين على دستورهم وهو التعبير عن الناس والواقع مهما كان شكل واتجاه نظام الحكم.
* البداية كانت من 2003 و الشهرة فى 2011 ما المراحل التى مررتم بها طوال هذه الفترة ؟
- من 2003 إلى 2005 كانت مرحلة بحث عن ماذا نريد ونوعية الأغانى و ما الموضوعات التى نريد أن نتحدث عنها ؟ وفى 2005 بدأنا نعرف إجابات هذه الأسئلةوصنعنا أعمالاً مثل إخناتون وحلمى أنا وبلاد غريبة، 2007 كانت نقلة أخرى، حيث أصبحت لنا شهرة كبيرة وسط الفرق الموجودة بمصر، ولكن لم تصل هذه الشهرة إلى الناس حتى جاءت أغان مثل مطلوب زعيم وصوت الحرية و(ساكتين) التى قمنا بنشرها على اليوتيوب قبل الثورة ب 6 أيام. بعد ذلك أصبح الناس يتساءلون عن أصحاب هذه الأغانى ثم جاءت الشهرة.
*هل كانت هناك فترات من الإحباط طوال هذه المراحل ؟
- بالطبع، وكانت أغلبها من شركات الإنتاج حيث كانوا يرفضون نوع الأغانى والموسيقى التى نقدمها ويرون استحالة نجاحها فى مصر ويطلبون منا تغيير ما نريد تقديمه إلى تقديم نوع الموسيقى السائد حاليا.
*ماذا يعنى مصطلح الموسيقى المستقلة؟
- غير التقليدية التى لا تخضع لمعايير الموسيقى العادية بل تخضع للشخص الذى يُقدمها ويؤديها، فهى مستقلة عن التيار السائد وفى النهاية أداؤنا لهذا النوع من الموسيقى لا يعنى أن التيار السائد سيئ فلكل شخص نوعه ولونه المختلف.
* تجربة الغناء فى برنامج (كوك ستوديو) كيف جاءت على الرغم من أنكم مازلتم فى بداية عالم الشهرة ؟
- الموسيقيون القائمون على البرنامج لديهم وجهة نظر بخصوص فرقتنا دفعتهم لاختيارنا واستضافتنا فى البرنامج والغناء مع المطربة شونتيل.
* لماذا اخترت عايدة الأيوبى لأغنية (الميدان) ؟
- للتشابه بيننا أولا فهى بالفعل ارتدت الحجاب، ولكنها مازالت تغنى أغان صوفية هى من تقوم بكتابتها وتلحينها، وهذا ما نقوم به أيضا غناء ما نريده وما نشعر به ونقوم بتأليفه وتلحينه بأنفسنا، ثانيا عايدة الأيوبى من أكثر المطربين المحبين لنا، لذلك اقترحنا عليها الفكرة وقامت بالترحيب ونفذت أغنية (الميدان).
* ما فرق الأندر جراوند المشابة لفرقة كايروكى فى مصر ؟
- من أفضل الأشياء الموجودة بالفرق المستقلة فى مصر أنه لا يوجد فرقة تشبه الأخرى فأسلوب غناء كل فرقة مختلف عن الأخرى تجعل لها بصمة مختلفة فى عالم الفن.
* هل تخشون أن يتراجع نجم كاريوكى وتختفى عن الساحة بعد هذه الشهرة الواسعة التى وصلتم إليها مثلما حدث مع بعض الفرق الأخرى ؟
- الفرق فى الخارج تصدر ألبوماً كل ست أو سبع سنين، فما أقصده أن الاختفاء يرجع أحيانا إلى تحضيرات الألبوم وما يواجهه من صعوبات وتعقيدات وهناك سبب آخر ممكن بعض الفرق تتعاقد مع منتجين يكونون هم السبب فى تأخيرهم ومن هنا يعتقد الناس أنهم اختفوا أو تراجعوا.
* كيف استطعتم التخلص من صعوبات الإنتاج والدعم المادى؟
- السوق وشركات الإنتاج لا تفكر فى الموسيقى التى نقدمها لذلك نعتمد على أنفسنا وأجور الحفلات التى نقوم بها فى إنتاج وتوزيع الألبومات حتى قمنا بتأسيس شركة كايروكى للإنتاج واستديو أيضا خاص بنا وتسجيل أغانينا به.
* لماذا لا نرى أغانيكم على شاشات التليفزيون على الرغم من جودة الصوت والصورة بها ؟
- أغانينا ترفض من التليفزيون المصري، وزير الإعلام أصدر قراراً بعدم إذاعة (مطلوب زعيم) على الرغم من موافقة الرقابة عليها، لذلك قررنا عدم إذاعة أى من أغانينا على التليفزيون المصرى فهم ليس من حقهم اختيار ما نغنيه وما لا نغنيه وليس من حقهم حجب آرائنا، ولكن من ناحية أخرى بعض القنوات تعرض أغانينا مثل أون تى فى وسى بى سى والنهار.
* أمير.. هل ترى ما يوجه إلى صوتك من انتقادات ؟
- كثير، يوجد الكثير لا يحبون صوتى أو يطلبون أن نغنى نفس الأغانى بس بمغنٍ آخر ولكن يوجد أيضا من يحب صوتى ويصدقه فهى أذواق وليس من المفروض أن أنال إعجاب جميع الناس.
* هل يوجد شخص آخر بالفرقة لديه موهبة الغناء؟ وإذا كان يوجد لماذا لا تقومون بالغناء معاً ؟
- شريف الهوارى لديه صوت جميل جدا، وبالفعل طلبت منه الغناء أكثر من مرة لكنه يرفض تماما على الرغم من أنه إذا وافق على ذلك سنكون متنوعين بشكل أكثر مما نحن عليه.
أما المطربة مريم صالح،فهى مغنية مصرية 100% بتحب المسرح أكثر من أى شيء فى الدنيا أكبر همومها حاليا فقداننا للهوية المصرية، تتمنى لو كانت من جيل العشرينيات، ليس لها من أغانى الحب سوى أغنية واحدة وهى (مشيت على رمشي) وباقى أغانيها تبدأ من (وطن العك) ل (حصر مصر) و(مش بغني) وهو أول ألبوماتها الغنائية بعد مشوار طويل من الغناء فى الفرق الموسيقية المستقلة.
* ما التعريف الأمثل للأندر جراوند؟
- الأندرجراوند هو فن واقعى وحقيقي، فرق تصنع الأغانى بالكلمات والتوزيع والألحان والأداء الذى تريده لا يوجد من يفرض عليها شيئا، الدعم المادى لا يذكر، بعيدة عن الألبومات التقليدية التى تحتوى على أغنيات حب، هجر، شوق، وحشة وغيرها، فالعكس هو الذى نقدمه لأن المشاعر الإنسانية لا تلخص فى حب ووحشة وهجر فقط فهذه ليست الموضوعات الأكبر ولا الأهم فى الحياة ولا حتى من أولويات المطرب.
* لماذا أغانى الشيخ إمام وسيد درويش وليس أغانى عبدالحليم وأم كلثوم ؟
- الشيخ إمام أول صوت سمعته فى أذنى كان صديقا لأبى وأمى هو وفؤاد نجم وكان يُعلمنى أغانيه وكان يؤدى أغان مخصوصة لى فى عيد ميلادي، تأثرت به وبأسلوبه.. عندما توفى لم أستوعب فكرة رحيله لأنى كنت فى سن صغيرة، ولكن عندما كبرت عرفت عنه أكثر وأدركت مدى فهمه الفطرى للشخصية المصرية بتناقضاتها، فأنا لو لم تكن لى أغنياتى الخاصة كنت سأغنى للشيخ إمام.
* هذا عن الشيخ إمام ماذا عن سيد درويش ؟
- أنا كنت ومازالت متعصبة جدا للشيخ إمام ولكن قررت منذ فترة حوالى خمس سنين أن أستمع لأنواع أخرى من الموسيقى فبدأت بموسيقى فترة العشرينيات (محمد عبدالوهاب، منيرة المهدية،أسمهان)،ولكن اكتشفت أن سيد درويش هو الأقرب للشيخ إمام ومن ثم الأقرب لي، فهما لديهما نفس الحس ونفس أسلوب السخرية مثل أغنية (إيه العبارة) لسيد درويش فأنا عاشقة للكوميديا السوداء.
* هناك وجهة نظر تقول إن فرق الأندرجراوند أو الفرق المستقلة إذا اشتهرت ستحترق، وبالتالى ستنتهى، ما رأيك فى أنها تنتهى ؟
- غير صحيح.. هذه الفرق تعمل منذ عشر سنوات تقريبا وعندما شعر الناس بالملل بدأت تنجذب إلى هذه الفرق وتبتعد عن الاستماع إلى نوع واحد من الموسيقى وهو موسيقى الحب والهجر والخصام والوحشة والفراق وغيرها من المواضيع التى يغنى لها منذ ما يزيد على 100 سنة.
* هل واجهت صعوبات فى إنتاج ألبومك الأول امش بغنيب؟
- هو أول ألبوماتى صدر منذ تسعة شهور لكن لم يُوزع بالشكل الصحيح ورغم ذلك فأنا لدى يقين أن الناس ستعرفنى بشكل أكبر وسأقيم حفلات أكبر فى كل مكان فى مصر كانت لدينا فكرة وهى توزيع الألبوم مجانا، ولكننا لم نُوفق فى هذا، لكن فى النهاية هو أرخص ألبوم يُباع حاليا لأن هدفنا الانتشار أكثر من الكسب المادي.
* كيف تعلمت الغناء بهذا الأسلوب، وهذا الأداء ففى الأغنية الواحدة يتحول أداؤك ما بين الصعيدى والإسكندرانى والبدوى بالإضافة إلى الدلع والضحك والحزن ؟
- لم يعلمنى أحد هذه الطريقة فأنا منذ أن غنيت وجدت نفسى أرتجل هذا الأداء، تربيتى بين الشيخ إمام ومسرح والدي، فوالدى صالح سعد مؤلف مسرحى، وكنت أعمل معه فى المسرح وألعب دور المهرج من الممكن أن يكون كل ذلك أثر فى أدائي.
* هل ترين شبهاً بينك وبين ياسمين حمدان وهى أشهر من غنى فى فرق مستقلة فى لبنان كفرقة (الصابون يقتل) ؟
- ياسمين حمدان اتجاهها مختلف تماما.. هى تبحث عن الأغانى النادرة وتصنع مزيكا قوية، لكنى أختار كلمات تشبهنى ولو فى أغانٍ قديمة تشبهنى مثل أغانى الشيخ إمام.
* ذهبت إلى حفلات فى تونس ولبنان كيف كان لقاؤهم لك ؟ ومن هم الأقرب لنا؟
- فى لبنان أول حفلة كان النجاح لا يذكر، لكن ثانى حفلة كان نجاحاً كبيراً جداً والناس كانت تغنى معنا وشعرت خلالها أنى أفعل الشيء الصح والناس يحبون ما أقدمه، أما تونس فالناس كانت تردد معى الأغانى من أول مرة فالتوانسة أقرب لنا لأنهم مهتمون بالمصرى بشكل لافت لكن اللبنانيين يهتمون باللبنانيين أولا وبعد ذلك المصريين بالرغم من أن حفلاتى أكثر فى لبنان.
*هل إصدارك لأول ألبوماتك هو بداية انسحابك من فن الأندرجراوند؟
- الأندرجراوند لم يؤسسوا لكى يغنوا فى الجراج، لا يوجد مانع من عمل ألبومات لمغنى الأندرجراوند وأيضا هذا لا يعنى أنى أنسحب أو أغير جلدي، فالمؤسسة وهى (مصر عموما) هى التى تريد أن نستمر فى الغناء فى حيز ضيق فىالسوق لأنها وجدت السوق السهلة التى تعود عليها بالكسب المادي، بالتالى تقتل الأندرجراوند، لكننا لم نختر أن نغنى ل 600 بدل 6000 وأكيد الناس لم تختر أن تكون غير حقيقية وإن كل الأغانى التى تسمعها عن الهجر والحب والملابس والبنات.
* هل كان عقدك مع شركة إيقاع كان احتكاراً ؟
- احتكارا وشراكة،أى أنه وقتما أشاء أفسخ العقد وسأفعل، أى شىء يحدث باتفاق الطرفين لأن هذه الشركة أُسست خصيصا على هذا الأساس فهى تقدر الأندرجراوند وما يقدمه فنانوها.
* هل ستصبح موسيقى الأندرجراوند رقم واحد فى مصر؟
- أكيد وسيحدث ذلك فى الأيام القادمة فأنا أرى هذا بعينى معى ومع أصحابى مثل فرقة كايروكي، فمثلا منذ أربع سنين كان مستحيلا لكن حاليا لا يوجد مفر من التغيير وأصحاب الشركات أصبح لديهم هذا الوعي.
* هل استخدام آلة االأرغولب الفرعونية فكرتك؟
- الأرغول آلة موسيقية فرعونية تامر أبو غزالة الموزع هو الذى اختارها واستخدمناها فى أربع أغان، هى آلة حزينة جدا بالرغم من أن المصريين القدماء كانوا يستخدمونها فى الأفراح.
* هل هناك حفلات قادمة لك فى دول أوروبية ؟
- فى إيطاليا أول ديسمبر، مهرجان فنى كل من يحضره فنانون من جميع أنحاء العالم.
* تامر أبو غزالة مغنٍ وملحن وموزع موسيقى وصاحب شركة إيقاع للإنتاج، فلسطينى الأصل مصرى النشأة، أكثر المهمومين بعالم الأندرجراوند بين فلسطين والأردن وبيروت وتونس، فهى هدفه فى الحياة ولذلك أسس شركة إيقاع رافعا بها شعار الحفاظ على هوية فنانى الأندر جراوند فى مصر والعالم العربي.
* كيف جاء اهتمامك بالآلات الموسيقية الفرعونية مثل (الأرغول) التى استخدمتها فى توزيع أغانيك مثل (ليه تنربط) ؟
- أحب آلة الأرغول من زمن طويل وأتمنى تعلمها، للأسف الذين يعزفونها فى مصر عدد قليل جدا من الموسيقيين على الرغم من جمال صوتها وإضافتها لحالة جديدة حزينة للأغاني، وعندما اكتشفت أن مريم أيضا تحب هذه الآلة وتتمنى استخدامها جاءت فكرة استخدامنا لها.
* قمت بالغناء فى العديد من الحفلات فلماذا لم تنتج لك ألبوما ؟
- حاليا أنا غير جاهز لإصدار ألبوم، فبالرغم من وجود أغان كثيرة جاهزة، إلا أننى لا أشعر بأنها تصلح لتكون بداخل ألبوم واحد، وأفضل الغناء فى الحفلات والتركيز أكثر حتى أصل إلى ما أريده.
* هل أنت حائر بين الغناء أو الإنتاج والتوزيع ؟
- ليس بالضبط، أنا أعلم تماما أن ليس ما أريده هو أن أصبح منتجاً أو موزعاً موسيقياً أنا اضطررت أن أؤسس شركة إيقاع لعدم وجود شركات تتبنى وتدعم هذا النوع من الفن، وبالتالى تركت فكرة الغناء جانبا لبعض الوقت حتى تصبح شركة إيقاع أكثر ثقلا فى مجال الإنتاج، ومن ناحية أخرى أصبح أنا أكثر ثقلا كمغن وسوف أترك الإنتاج بالشركة لشخص آخر يستطيع القيام بهذه المهمة أفضل مني.
* ماذا عن شركة إيقاع ؟
- شركة مستقلة أسستها أولا للمعاناة التى شهدتها فى عدم وجود شركات إنتاج تفهم هذا النوع من الفن وتوافق عليه وعدم وجود دعم مادى كاف يسمح للفنانين الذين يؤدون هذا النوع من الموسيقى بالغناء وإصدار ألبومات لهم، إيقاع تتعامل مع الفنانين بشكل مستقل فيجب أن يوافق الفنان على كل كبيرة وصغيرة تخص الأغانى التى يؤديها فى ألبوماته وحفلاته وصوره والإعلانات.
* ما هى موسيقى الأندرجراوند فى رأيك؟
- الأندرجراوند فى مصر هو الموسيقى التى تتحدث عن أحداث الشارع المصري، ولكن هذا غير صحيح فالأندرجراوند الحقيقى هو أغنية مثل (الشبشب ضاع) أى هو ما يتداوله الناس من أغانٍ فى الشوارع لكن لا يظهر على وسائل الإعلام فإذا ظهرت على وسائل الإعلام لا يمكن تصنيفها أندرجراوند.
الأندرجراوند شعبى أكثر بكثير مما نعتقد
* هل ترى أن الأندرجراوند سيصبح رقم واحد فى مصر فى السنوات القادمة ؟
- أن يحدث هذا هو رؤيتنا فى الأساس كشركة إيقاع أو على الأقل يكون منافساً لرقم واحد وهو الغناء السائد على الساحة حاليا مما سيجعل المستمع لديه كل الاختيارات من أنواع الموسيقى المختلفة، ويختار ما يريد سواء عمرو دياب أو تامر حسنى أو هيفاء وهبى أو مريم صالح أو سعد الصغير فهو له مطلب الاختيار، فالهدف هو أننا نجعل المستمع غير مغيب.
* بعض الناس إذا سمعت هذا النوع من الموسيقى لا تستوعبه بل تسخر منه وتطلق عليه النكات، فمثلا أغنية مثل (العرس) شبهوها (بالمعددة بتاعة زمان) هل هذا يرجع للاختلاف فى الأذواق ؟
- بسبب اختلاف الأذواق وأن عدد الموسيقيين الجيدين قليل فى المنطقة، فنحن نملك موسيقى مختلفة بشكل كبير، ولكن الجيد منها قليل،بالإضافة أن هذا النوع من الموسيقى لا يلقى دعاية وإعلانات مثلما تجده فى الموسيقى السائدة حاليا، فمثلا إذا وجد الناس هذا النوع من الموسيقى فى المولات والمحلات التجارية وفى كل مكان يذهبون إليه مثلما يحدث مع ألبومات عمرو دياب وشيرين وغيرهما فسيكون درجة استيعابهم وحبهم لها سيحدث بشكل أسرع لأنه اعتاد على سماعه، وقراره لن يكون ناتجا من استماع للمرة الأولي.
* لماذا مريم صالح من بين كل مغنيى الأندرجراوند التى قررت أن تنتج لها ألبوما؟
- لأنها تمتلك نبرة صوتية مختلفة جدا، هى حالة أكثر منها مغنية تؤدى مشهداً ولا يعتمد أداؤها على الصوت فقط فهى لديها اقتناع أن أهم شيء فى الغناء هو الحالة والتعبير فهى تبكى عندما تغنى أغانٍٍ حزينة، أغانيها تؤديها لأنها تشعر بها فهى حقيقية بكل ما تحمله الكلمة من معني، وهذا أساس الغناء من وجهة نظري.
* هناك ألبوم تقومون بتجهيزه يجمع بين مريم صالح وزيد حمدان هل تصبح مريم صالح إمداداً لياسمين حمدان ؟
- لا، فرقة مشروع ليلى هى البديل للجمهور اللبنانى بعد ياسمين حمدان، بالإضافة أنه لا يوجد تشابه بينهما فياسمين صوتها أروق وأحن وهادئ جدا، فهى صوت لبنانى جدا عكس مريم التى صوتها وإيقاعها مصرى جدا، والمشروع بين زيد ومريم سيكون جاذباً لقاعدة كبير من الجماهير لأن زيد حمدان لديه جماهير كبيرة جدا فى العالم العربى ومختلف أنحاء أوروبا.
* ممكن أن تنتج ألبوما يضم موسيقى البوب السائد حاليا فى المنطقة على الأقل لغرض الكسب المادى
- مستحيل
* بين الأردن وبيروت وتونسوفلسطين من المتربع على عرش الأندرجراوند ؟
- مصر، عدد سكانها كبير، فبالتالى ما تنتجه من فنانين سيكون عددهم أكبر، وبالتالى العدد أكبر من أى دولة أخرى، أذكر أنى عندما حاولت عد فرق الأندرجراوند فى مصر منذ ثلاث سنوات وجدتها 300 فرقة أما فى غيرها من البلدان العربية فيعدون على الأصابع.
* هل تجد شهرة فرق الأندرجراوند ممكن أن تأتى عليهم بالسلب مثلما حدث مع فرقة وسط البلد ؟
- لا أعتقد ذلك، فوسط البلد مشكلتها أن المنتج تعامل مع ما يقدموه من موسيقى مثلما اعتاد عليه فى التعامل مع أنواع الموسيقى الأخرى ولم يستوعب أنها شيء مختلف لا يقدم مثل أنواع الموسيقى الأخري، فبالتالى الناس لم تجد فيها شيئاً مميزاً فعادوا مرة أخرى إلى النوع السائد المفهوم أكثر لهم والمعتادين عليه.
* متى تختفى فرقة الأندرجراوند ؟
- عندما يأتى اليوم الذى يقدم فيه الفنان المزيكا لغرض تجارى فقط وليس لأنه بداخله فكر ومشاعر مختلفة حقيقة وجديدة يريد أن يعبر عنها.
فرقة إسكندريلا أو فرقة «الشارع» كما أطلق عليها المستمعون من أشهر فرق الأندرجراوند فى مصر عاصرت كل أشكال الاضطهاد والرفض من قبل المؤسسات الإعلامية لهذا النوع من الفن، وبالرغم من ذلك مازال حماسهم لفرقتهم وإيمانهم بما يقدمونه مستمرا، فهم تربية الشيخ إمام وسيد درويش وفؤاد حداد الذين يتخذون مقولته كن عصرياً بس مصرى كعنوان لمبادئهم.
* هل الحماس الذى بدأ به فرقة إسكندريلا مازال موجودا حتى الآن؟
- فإن حماسنا لفرقتنا يزيد يوماً عن يوم مما جعلنا نقدم على تجربة إنتاج ألبوم منذ سنة ونصف تقريبا.
* هل سيضم الألبوم أغانى الشيخ إمام وسيد درويش فقط؟
- لا.. جميع الأغانى بالألبوم هى تأليف والد الشعراء فؤاد حداد وأحمد حداد وأمين حداد وسنقوم بتلحينها جميعا، فجميعها أغانينا الخاصة وقمنا بأدائها فى حفلاتنا، ولكن فضلنا أن ننتجها فى ألبوم واحد لتكون نوعية الصوت أفضل بالإضافة إلى سهولة تناول الأغانى للمستمع.
* أليس سنة ونصف فترة غير قليلة على ألبوم جميع أغانيه جاهزة وغنيت قبل ذلك؟
- صحيح ولكن الدعم المادى هو من يتحكم فينا فنحن ننتج هذا الألبوم بدعم مادى من أسرنا وأهالينا وأقاربنا، فلا نملك أى شركة إنتاج تدعم هذا النوع الذى نؤديه من الفن، ولكن شركة إيقاع هى من تكون مسئولة عن التوزيع.
* هل شهرة الأندر جراوند ممكن أن تتسبب بحرقهم واختفائهم؟
- ذلك يتوقف على درجة صمود الفنان فممكن خوفه من المسئولية يجعله يتوقف وممكن خوفه من النجاح الكبير يجعله يتوقف وممكن أيضا عندما يرى أنه لا يوجد شيء جديد يستطيع تقديمه فيقرر التوقف عن الغناء، ولكن فى النهاية لا يوجد فنان قدم فناً حقيقياً وواقعياً للناس احترق واختفي، فالشيخ إمام وسيد درويش على الرغم من وفاتهما فأغانيهما مازالت بيننا إلى الآن لأنها كانت من قلب الشارع.
* ما أكثر المواقف التى واجهتموها وأعاقت مشواركم الفني؟
- عدم وجود مصالح تدعمنا فمثلا عندما كنا نذهب للغناء فى أى مكان كان يرفض مبررا أن الأمن غير مناسب وعندما كانوا يطالبوننا للغناء فى التليفزيون المصرى نجدهم يفرضون علينا شروطاً لغناء أغان معينة وإذا رفضنا يرفضون التسجيل معنا أو يقولون لنا لن نطلبكم للغناء مرة أخرى أو يحذفون جملاً من أغانينا وكنا نترك التليفزيون قبل بداية البرنامج ونرفض الظهور، فالمكان الوحيد الذى رعانا فى هذه الفترة هو ساقية الصاوى.