عاصم حنفى روزاليوسف الأسبوعية : 31 - 12 - 2011 باي باي .2011 ولاعزاء للمرأة التي قامت بالثورة جنباً إلي جانب الرجال.. وبشرت للمستقبل.. وافترشت ميدان التحرير.. وهتفت للخلاص والتغيير والحرية والعدالة الاجتماعية.. ولم تغادر الميدان إلا وقد كنسته ونظفته علي سنجة عشرة!! لا عزاء للمرأة وقد استبعدت تماما من جميع حسابات المستقبل.. فإذا بالبرلمان الجديد رجالي.. له شنبات يقف عليها الصقر.. ولا يضم من النساء سوي واحدة أو اثنتين أو ثلاث.. حاجة كده لزوم جبر الخواطر وحسنة قليلة تمنع بلاوي كتيرة وتمنع الكلام عن المرأة المضطهدة!! مسألة غريبة والله.. أن تسعي للثورة وتصنعها وتضحي في سبيلها.. وعندما تنجح في مسعاك.. ترضي بأن تعيش في حالة تخلف وازدراء لشريكة المشوار.. هي خيانة حقيقية لأحد طرفي المعادلة.. ولا تقل إن المرأة كانت غائبة عن فعل الثورة.. لا تقل إنها ذهبت لميدان التحرير للفرجة والتسوق.. والحقيقة أنها كانت المحرك والطاقة والفاعل الرئيسي.. وجودها كان مستفزا للفلول والجهلاء.. حاولوا محاربتها بسلاح التهكم والشائعات وترديد الفاحش من القول لا تنسي أنهم نسبوا إليها كل الرذائل بالتحرير.. لا تنسي أبدا أنها تعرضت للسحل والضرب تحت الحزام.. لا تنسي أنها تعرضت لكشف العذرية بغرض تشويه صورتها وصورة الثورة.. وفي النهاية نهاية المطاف.. وعندما نجحت الثورة وبدأنا في جني الثمار.. ثمار الديمقراطية.. لم تدخل المرأة البرلمان.. علي اعتبار أنه برلمان رجالي.. لا يجوز للمرأة أن تشارك فيه.. وإن شاركت فالنسبة أقل من واحد في المائة.. والخيبة أننا سمحنا للجهلاء بالتقول وإبداء الرأي.. مع أنهم - الجهلاء - كانوا غائبين تماما عن الميدان!! الأخ الحويني قال في إحدي محاضراته بعد الثورة «بأي دليل تخرج المرأة لتخاطب الملايين عبر الفضائيات.. ماذا لديها من علم حتي تنقله للناس.. العلم للرجال فقط.. وأي امرأة مهما صعدت هي مقلدة وعامية.. ولا توجد امرأة تدرس العلم.. والجهل متفش بين النساء»!! لن نرد طبعا فنقول أنه رجل يردد ما يقوله الرجال.. وفي الحقيقة أنه جاهل حتي بالقرآن الذي أمرنا بالقراءة.. وبطلب العلم.. لن نجادل جاهلا إذن.. وانظر حولك في برلمانات العالم.. في برلمانات أوروبا المرأة تشارك في عضوية البرلمان بنسبة 32٪.. وفي السويد تحتل مقاعد البرلمان بنسبة 52٪.. وفي أمريكا هي 19٪.. حتي في جنوب إفريقيا 24٪.. ولا نتحدث عن إيسلندا ونيوزيلندا لأن رئيسة البرلمان هناك واحدة ست!! نقول عندنا من باب فض المجالس.. إن المرأة نصف المجتمع.. ولسان حالنا يقصد أن المرأة نصف المجتمع في شغل البيت والكنس والطبيخ وتربية الأولاد والمساهمة في المصروف.. لكن في البرلمان نحن شرقيون بامتياز.. لا يجوز أن تشاركنا المرأة التي مكانها الحرملك.. هي نصف عاقلة بحكم أنهن ناقصات عقل ودين.. فلا يجوز إذن أن تشاركنا صناعة القرار!! نحن نعاني الشيزوفرينيا السياسية والاجتماعية.. نعاني الفصام.. والدليل أن المرأة التي شاركت في صنع الثورة استبعدت بفعل فاعل.. وإذا كانت جماعات التطرف الإسلامي تستبعدها لأسباب تتعلق بالتخلف والجهل والنظرة المتخلفة لشيوخ الجماعات.. وراجع مرة أخري ما قاله الحويني في محاضرة منشورة ومسجلة علي شرائط. وإذا كانت نظرة جماعات التطرف هكذا.. فماذا عن الأحزاب والقوي الليبرالية التي تدعي الثورة والعلمانية والنظرة المتحيزة للمرأة.. وأين المرأة من قوائم الأحزاب.. أين المرأة في الترشيحات الفردية لتلك الأحزاب؟! أصارحكم القول أن الخيبة واحدة.. عند قوي التخلف وقوي التقدم.. والمرأة عند هذا وذاك تقف في آخر الصف.. فلا عزاء لها وقد قامت بثورة يناير 2011 ثم استبعدت في انتخابات برلمان .2011 وعليها بالهجرة.. ربما إلي كندا وأمريكا.. أو إلي أوروبا والدول المتقدمة!!