الذين سفكوا دماءنا وقتلوا إخواننا وأبناءنا.. خفافيش الظلام الذين قتلوا الأبرياء وهم في بيت الله.. الذين خططوا وهددوا ونفذوا.. ما الذي يريدونه؟ وإلي أين يأخذوننا؟ وما هي حافة الهاوية التي يحاولون جرجرتنا إليها؟! هؤلاء الذين لا يريدون كما قال قداسة «البابا شنودة» خيراً لهذا البلد.. أي فخ يحاولون أن ينصبوه لنا؟ هددونا ونفذوا تهديدهم لكنهم لم ينفذوا كل مخططهم!! فما يخططون له أبعد بكثير من سفك دمائنا.. إنهم يريدونها فتنة لا تنتهي يريدونها خراباً ودماراً وظلاماً لا يعرف السلام والأمان. وإذا كنا نؤمن أن هناك حكمة وراء سماح الله بما حدث فإننا أيضاً ندرك أنه لا يجب أبداً أن نمنح هؤلاء الخفافيش فرصة لينفذوا مخططهم حتي وإن كانوا قد نفذوا تهديدهم! لقد كان المشهد بشعاً أفقدنا شهية الحياة وأصابنا بغمة وأحزان من المؤكد أنها لن تتركنا طويلاً، فشهداء كنيسة القديسين شباب كانت له أحلامه في حياة قادمة وأطفال أمل أهاليهم في بكرة.. نساء كن البسمة في بيوتهن ورجال كانوا يمثلون الأمان لأبنائهم وزوجاتهم من غد مجهول.. هؤلاء جميعاً راحوا غدراً.. فجأة لم يعودوا بيننا بعد أن دفعوا دماءهم ثمن تلك المذبحة البشعة. نعم عيد الميلاد هذا العام سيكون حزيناً تماماً مثل العام الماضي.. عيد الميلاد يأتي وسط دماء وصرخات ولون أسود غطي البيوت بعد أن نفذ هؤلاء السفلة تهديدهم لكننا لا نريدهم أن ينفذوا مخططهم كله.. لا نريدهم أن يشيعوا بداخلنا الخوف ويفقدوننا أمننا وسلامنا لا نريدهم أن يجرونا إلي حافة الهاوية.. هاوية الفتنة وشطر الوطن إلي نصفين لأن مصر وطن واحد لا وطنين وشعب واحد لا شعبين.. مصر هلال وصليب دائماً ما يتعانقان. مصر لن تكون أبداً هلالاً وحده أو صليباً وحده.. فقوتنا دائماً في أن يكون الاثنان معاً لكن حتي يظلا معاً هناك أشياء كثيرة علينا أن ننتبه لها. نعم المسيرات والمظاهرات التي خرجت ترفع شعار يحيا الهلال مع الصليب أمر طيب لكن هناك ما هو أبعد من ذلك حتي نفسد المخطط علي أصحابه. هناك مناهج تعليمية علينا أن نراجعها، ومنابر فتنة يجب أن نواجهها، واحتقان لابد أن نستأصله ولا نتعامل معه بالمسكنات هناك مواجهة كاملة يجب أن نعلنها جميعاً ضد الخفافيش الذين لا يريدون خيراً لنا ولأولادنا.. فإذا كانوا قد نفذوا تهديدهم فلا تجعلوهم ينفذون مخططهم.. لا تسمحوا لهم أن يسلبونا الحياة والأمان والسلام والأمل. لا تجعلوا الدماء التي سالت رخيصة لأنها ليست كذلك.. اجعلوها ثمناً غالياً لصحوة ويقظة.. اجعلوها ثمناً غالياً لبدء المواجهة مع من يريدون الموت ولبلدنا الخراب وأبداً لن ينجحوا.