على الرغم من طول ساعات الرحلة من القاهرة إلى الأقصر والتى تصل إلى 12 ساعة بالقطار فإن الوقت مر سريعا وأنا أشاهد شباب الجاليات المصرية فى البلدان الأوروبية الذين ولدوا بعيدا عن مصر لكن عشقها استوطن فى قلوبهم وطبائعهم المصرية فظلوا لساعات يصفقون ويتغنون بحبهم لمصر. قطعوا ساعات السفر بالكلام عن مصر ورغبتهم فى رؤية آثار الأقصر الخلابة وبلعب الكوتشينة والغناء بالإنجليزية والفرنسية حينا وبالعربية حينا. شباب من 14 دولة من قارات أوروبا وأمريكا وأستراليا عددهم يصل إلى 300 شاب وشابة لم يأتوا تلبية لدعوة المجلس فقط بل جاءوا لإشباع حبهم لمصر ورغبتهم الحقيقية فى التواصل معها. تحدثت مع بعضهم فوجدتهم على يقين تام بكل ما يحدث فى مصر ومتابعين جيدين للأخبار واتضح هذا من خلال أسئلتهم مع مفتى الديار المصرية الدكتور على جمعة أثناء تواجدهم بالقاهرة، حيث فجروا معه كثيراً من القضايا المهمة ثم لقائهم بالدكتور زاهى حواس وأسئلتهم التى تبين حرصهم على أهمية استرجاع آثارنا من الدول الأوروبية فكلها أسئلة واعية تنم عن ثقافة وحب هؤلاء الشباب لمصر. مبادرة المجلس القومى للشباب والتى تدعمها السيدة الفاضلة سوزان مبارك تعتبر من أهم الإنجازات القومية، فمصر هى البلد الوحيد الذى يعقد هذا الملتقى والذى يجعل من كل شاب وشابة خارج مصر سفيرا لبلده. سألت منة الله يوسف من الجالية المصرية فى أمريكا مولودة فى أمريكا وتدرس الدكتوراه فى الهندسة عن انطباعها بعد لقاء المفتى فقالت لى: المفتى رحب بنا وتكلم معنا باللغة الإنجليزية والفرنسية للتقرب إلينا وهو شخصية مشهورة ومعروفة لدينا فى أمريكا ولقاؤنا به أمر مهم لأننا كمصريين فى الخارج نحتاج للتأكد من الكثير من الأمور الفقهية. سألتها عن السؤال الذى سألته للدكتور زاهى حواس فقالت لى سألته عن آثارنا فى الخارج وكيف يمكننا استرجاعها لأنى شعرت بالحزن عندما كنت فى زيارة لبرلين ورأيت رأس نفرتيتى. منة قالت لى: أنها تزور مصر كل أربع سنوات ولكن فى هذه المرة شعرت بالسعادة عندما زارت الحسين ومناطق مصر القديمة وخان الخليلى وقد شهدت تطورا كبيرا، فالمنطقة رائعة الجمال. كريم عادل محمد18 سنة من الجالية المصرية بفرنسا قال لى إن لقاء المفتى كان رائعا وأنه كان يتمنى وقتاً إضافياً للاستفسار عن أشياء عديدة يتناقلها العرب بينهم وبين بعضهم فى فرنسا كتحريم البعض للاحتفال بأعياد الميلاد وصبغة الشعر فضلا عن أن لقاءنا مع الأنبا رافئيل نائب أسقف الشباب أكد على الوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين وهو ما نلاحظه بين أقاربنا وجيراننا الذين يعيشون فى مصر. كريم قال لى إن أفضل ما فى الملتقى هو اختلاطه بالمصريين من قارات مختلفة واكتساب صداقات جديدة. سألت خالد شقير المشرف على جالية جنوبفرنسا عن سؤاله للأنبا رافئيل فقال لى سألته لماذا لا تتحرك الكنيسة فى الإعلام الخارجى لوقف أى ادعاءات عليها كما يقول المثل الشعبى أنا وابن عمى على الغريب وقد أجابنى بأن العلاقات بين المسلمين والمسيحيين قوية وأن الكنيسة تتحرك وترد على كل ما يقال. خالد قال لى إن شباب جنوبفرنسا سعيد جدا بلقاء الدكتور زاهى حواس وطالبوا بكتيب مدعم من وزارة الآثار أو وزارة الهجرة الفرنسية يعرف الغرب بآثار مصر والتى لا يوجد لها مثيل فى العالم كله بالإضافة إلى أن لقاءنا بالمفتى كان مثمراً جدا خاصة فيما يتعلق بفتوى العمل فى المطاعم التى تقدم الخمور، حيث أكد المفتى أن الفتوى تتغير باختلاف الزمان والمكان. منى محمد حسن عادل21 سنة تدرس طب التحاليل فى الدنمارك قالت لى أنا اتولدت فى الدنمارك وآتى إلى مصر كل عام أو عامين فى زيارة لأهلى فى محافظة المنيا وننزل القاهرة وأجمل ما فى مصر الزحمة والدوشة. سألتها عن حياتها فى الدنمارك خاصة فى الفترة الأخيرة بعد الرسوم المسيئة للرسول فأجابتنى قائلة: كنت حزينة جدا فأنا مسلمة ولكن ما كان يحزننى أكثر هو أن المصريين هم من كانوا يتخذون موقفاً ضدى فى مصر وكأنى دنماركية. منى قالت لى إن أول شىء تفعله عندما تأتى لزيارة مصر هو زيارة الأهرامات وركوب الخيل والجمال ومن أفضل الأماكن التى تذهب إليها هو خان الخليلى ومول سيتى ستارز. منى قالت لى إن أكثر شىء يضايقها عندما يزور مواطن دنماركى مصر ويرجع يتحدث عن النظافة، قائلة: أدافع دائما عن صورة مصر فأنا (مصرية... مصرية) وأنزعج جدا من برامج «التوك شو» التى تعطى صورة سوداوية عن مصر تحبطنا نحن المصريين المقيمين خارجها وتجعل صورتنا فى الخارج غير صحيحة. سارة توفيق20 سنة تدرس اتصالات عربية فى الدنمارك قالت لى منذ أن ولدت وأنا أعيش فى الدنمارك وآتى لزيارة مصر كل عام وأزور أهلى وأصحابى فوالدى ووالدتى يحرصان على الزيارات والكلام معنا باللغة العربية. سألتها عن أكثر شىء تفتقده فى الدنمارك فأجابت (الناس الطيبة) والتى لا أراها إلا فى مصر ولكنى أحزن عندما يعتقد أحد فى الشارع أنى أجنبية فأشعر أنى أريد أن أستوقفه وأقول له أنا مصرية. سارة قالت لى إنها تتابع برامج التوك شو والتى تصيبها بحالة من الخوف فالبرامج تصور مصر على أنها بلد التحرش والبلطجة قائلة لى (ما حصليش تحرش أبدا فى مصر وأنا أزورها سنويا) وما تذيعه القنوات الفضائية يجعل الكثير من المصريين المقيمين خارجها فى حالة سيئة لا تتوقف عند نظرة الغرب لنا بل أيضا قلقنا نحن على البلد وأمنها فالمفروض أن نقدم إيجابياتنا والأماكن النظيفة والجميلة عندنا فى مصر. نهى أحمد21 سنة تدرس الهندسة فى الدنمارك ولدت فى الدنمارك وجاءت لمصر وعمرها 8 سنوات وعاشت فى مصر حتى أكملت عامها ال15 ثم عادت للدنمارك لاستكمال دراستها قالت لى إن أجمل ما فى مصر هو الروح الدافئة فى شوارعها والروح الطيبة لأهلها والتى لا توجد الدنمارك فى ظل درجات حرارة تحت الصفر. سألتها عن ما يفرحها عند سماعه عن مصر فأجابت (ماتشات الكورة تفرحنا فى الغربة) فأنا أشجع النادى الإسماعيلى وهنا تدخلت سارة ومنى للإعلان عن انتمائهما للنادى الأهلى وحرصهما على مشاهدة كل المباريات المحلية التى تقام بين الأندية فى مصر. قاطعنى باسم محمد صيام 21 سنة يقيم فى الدنمارك ويدرس بيزنس قائلا: ماتشات الكورة هى التى تجمع المصريين فى أى مكان فى العالم. سألت باسم عن أكثر شىء يحبه فى مصر فقال لى رائحة الجو فأول شىء أفعله عندما أنزل من الطائرة أشم رائحة الجو، فهى تجعلنى سعيداً ومطمئناً. سألت صالح فرهود رئيس الجالية المصرية فى فرنسا عن عدد الجالية المصرية هناك فقال لى عدد المصريين المقيمين بفرنسا200 ألف تشمل أبناء الجيل الأول والثانى والثالث وفى هذه الزيارة معى 65 شاباً وشابة من الجيل الثانى بين سن ال18 وال30 ولنا النصيب الأكبر ويرجع الفضل لشباب الجيل الثانى فى الملتقى الأول والثانى والذى عقده المجلس القومى للشباب فى شتاء2009 وصيف2010 فالموضوع اختلف كثيرا منذ الزيارات الأخيرة لمصر، فالكل يقبل على السفر بفضل المعاملة الجيدة التى يجدها الشباب والاستقبال الحافل من المطار واهتمام المسئولين للقاء الشباب والاستفسار عن كل أسئلتهم فضلا عن أن تلك اللقاءات خلقت جواً من الود والحب بين الشباب وبلدهم ففى أول ملتقى كان عدد الشباب من فرنسا26 وفى الملتقى الثانى وصل العدد إلى156 وحاليا 65 فالاهتمام نابع من الشباب فأنا أستقبل يوميا مئات الطلبات للتسجيل للزيارة، فالشباب نجح فى التواصل فمن سافر فى المرة الأولى تكلم مع الآخرين عن ما رآه عن طريق (الفيس بوك) وعن البرنامج الرائع الذى ينظمه المجلس ويعد عامل جذب أساساً للشباب فهو يختلف عن أى برنامج يقوم به الشباب بمفرده أو مع عائلته لأنه يراعى النواحى الثقافية والتاريخية فضلا عن أن الرحلة مجانية بالكامل ماعدا تذاكر الطيران وتقدم مصر للطيران خصماً يصل ل30% من ثمن التذكرة بالإضافة إلى مستوى النزل الشبابية والذى يليق بهم. سألت رئيس الجالية عن معايير اختيار الشباب المشارك فقال لى: أهم شىء أن يكون ملتزماً بالبرنامج ولديه الوعى الكافى لنشر الرسالة بصورة جيدة وتشجيع المزيد من الشباب للزيارات فى الفترات القادمة، فشباب الجيل الثانى فى فرنسا يقولون لى (إحنا بنموت فى مصر دلوقتى) ويعشقون رائحتها. ساندرين سعيد من الجالية المصرية بفرنسا18 عاما قالت لى إن أفضل شىء فى مصر هو الأهرامات فعلى الرغم من أنها تزور مصر كل ثلاث سنوات فإن زيارتها مع عائلتها تكون أغلبها عزومات وهذه هى المرة الأولى التى رأت فيها الأهرامات وانبهرت بها قائلة كل حاجة حلوة فى مصر. جستين وهبة 18 سنة من الجالية المصرية بفرنسا قالت إن أجمل شىء فى مصر هو الجو الدافئ والاستقبال الحافل الذى استقبلت به الجاليات فى المطار واهتمام المسئولين بنا.