الملتقي الثالث لأبناء الجاليات المصرية "2" ولادنا في الكرنك وفيلة وجزيرة الموز ويحتفلون بالكريسماس مع فنون الأقصر الملتقي الثالث لشبابنا بالخارج والذي يقام تحت رعاية السيدة الفاضلة سوزان مبارك يساعد علي امتزاج واختلاط مئات من شبابنا من مختلف القارات ويساعدهم علي التعرف عن قرب بالمجتمع المصري وتكوين صداقات من داخله ومن خارجه فهو فرصة عظيمة تقترب للمعجزة تدعم أواصر المحبة والمودة بين الشباب والفتيات فيعودون لبلادهم التي يقيمون بها بعد أن يكونوا قد رأوا مصر بعيونهم وليس من خلال وسائل الإعلام الغربية التي تعطي انطباعا وصورة غير حقيقية عن مصر. شبابنا جاء ليشرب من مياه النيل ويشاهد عظمة الحضارة المصرية ويختلط مع شباب وأهل مصر. وقد تضمن البرنامج العديد من الرحلات الترفيهية والتثقيفية. بدأ اليوم الأول للبرنامج فزرنا متحف الأقصر وبعدها انطلقنا في رحلة نيلية حتي استقررنا عند جزيرة الموز فتجولنا بين أشجار الموز والخضرة التي تتعانق مع رائحة النيل. وفي اليوم التالي -الاثنين- توجهنا إلي أسوان المحافظة البكر التي تتسم بطيبة أهلها وحسن معاملتهم، وكان أول مكان نذهب له هو معبد فيلة داخل جزيرة فيلة حيث استقللنا عبارات نيلية وقطعنا الوقت بالرقص والغناء حتي وصلنا إلي المعبد وفي المعبد كان الكل ينصت باهتمام إلي المرشدين السياحيين حيث انقسم الشباب والفتيات إلي مجموعات يستمعون إلي عظمة الحضارة المصرية وكيف أن المعبد سمي فيلة وتعني الحب والمودة وترمز لحب إيزيس وأوزيريس وانتقل الشباب بين جنبات المعبد متأملين النقوش التي تبين عظمة أجدادنا . قال لي مهاب أحمد من النمسا إن أروع شيء أن تدخل المكان لتعرف انه أنشئ منذ 4 آلاف عام هذه هي المعجزة التي لم نرها طيلة عمرنا فالإحساس بأن قدمك تطأ أماكن دخلها أجدادك منذ آلاف السنوات إحساس مبهر عظيم، فضلا عن التقاليد التي كانت تحكم هذه العصور كالشبابيك الموجودة في المعبد والتي تسمح لعامة الشعب برؤية الملوك داخل المعبد. بعد زيارتنا للمعبد كانت هناك جولة حرة في سوق أسوان حيث أقبل الشباب علي شراء الهدايا التذكارية والتماثيل الفرعونية والإكسسوارات التي تحمل رائحة أسوان المصنوعة من العاج بالإضافة إلي البلح الأسواني والكركديه وأنواع العطارة التي تشتهر بها المحافظة. بعدها كان لقاؤنا بالمحافظ اللواء مصطفي السيد في ديوان عام المحافظة لما يقرب من ساعة وقد قال المحافظ لنا إن مصر خلال العشر سنوات الأخيرة شهدت تنمية شاملة وتحدث عن تنمية المحافظة بشكل خاص فالغاز الطبيعي وصل إلي 50% من أحياء أسوان وتم تشغيل مصنع كيما ومصنع ادفو وكوم أمبو والتي تعمل بالغاز الطبيعي وفي مجال السياحة أنشئت المراسي الجديدة وتم تطوير الكورنيش ليستوعب 180 فندقا عائما. وفي مجال إسكان الشباب قال إن المحافظة أنشأت 10 آلاف وحدة سكنية جديدة للشباب يصل سعر الوحدة السكنية إلي 60 ألف جنيه تدعم الدولة كل وحدة ب25 ألف جنيه وخلال العامين القادمين سيتم إنشاء 40 ألف وحدة سكنية جديدة وتحدث عن البطالة والتي وصلت نسبتها إلي 12%. وتحدث عن تسهيلات المحافظة في الاستثمار وإعطاء الأرض بالمجان للمستثمرين الجادين كما تحدث عن وجود 1120 مدرسة داخل المحافظة وإنشاء مصنع لإعداد الوجبات الغذائية لطلاب المدارس بالمجان بتكلفة تصل إلي 60 مليون جنيه. وتم فتح باب النقاش فسألت منة الله يوسف من الجالية الأمريكية عما تسمعه في الأخبار عن نية أثيوبيا في إقامة سدود لقطع مياه النيل عن مصر. وأجاب المحافظ إن مصر علاقتها قوية بالدول الأفريقية ولها اليد الخيرة علي جميع البلدان الأفريقية ومياه النيل قضية حياة أو موت ولا تهاون فيها. وسأل كريم ريحان من الجالية المصرية في النمسا عن أهل النوبة ونيتهم في الانفصال والاستقلالية. وهو ما نفاه المحافظ قائلا: إن مصر طوال عمرها لا تعرف التمييز أو التفرقة بين أي دين أو عرف أو لون وأن أبناء النوبة في أسوان يشجبون أي مطالبات بالانفصال فهذه المطالب مغرضة من أناس خارج أبناء النوبة لهم أغراض سياسية ويعيشون خارج مصر ولا يعرفون شيئاً عن وحدتها وتماسكها وأن أي مضار من أهالي النوبة أخذ حقه وقيمة التعويض التي يستحقها وسيتم تسليمهم 2000 عقد جديد في شهر مارس المقبل فأبناء النوبة مصريون حتي النخاع. وسألت منار محمد الباسم من الجالية المصرية بفرنسا عن محافظة أسوان كمحافظة سياحية وماذا ينقصها من الخدمات. وقال المحافظ إن كل المحافظات في مصر تشهد تطويرا (وأن أسوان عليها الدور في التطوير) فتحت أرضها لايزال يوجد كثير من الكنوز التاريخية والتي تحتاج للبحث والتنقيب. وسأل طارق جلال من الجالية المصرية بإنجلترا عن وجود ملتقيات للشباب الذي يعيش داخل مصر توفر له إمكانية زيارة الأماكن التاريخية في مصر كما يفعل المجلس مع أبناء الجاليات في الخارج. وأجاب المحافظ أنه يوجد العديد من البرامج للشباب داخل مصر ولكن الدولة تهتم بالشباب في الخارج لأنه يمكن أن يسمع معلومات مغلوطة ولا يمكنه التأكد من صحتها علي عكس الشباب في مصر والذي ينعم بالديمقراطية ويمكنه التأكد من المعلومة من خلال 300 صحيفة ومجلة وعدد كبير من القنوات الفضائية. ميرهان عبدالله من الجالية المصرية بفرنسا بدأت كلامها قائلة: أحببت الأقصروأسوان وأود أن أسأل لماذا لم يتم استضافتنا من زمان؟ وفي نهاية اللقاء كرم المحافظ رؤساء الجاليات كممثلين للجاليات المصرية في الدول الأجنبية. غادرنا أسوان عقب لقائنا مع المحافظ وفي يوم الثلاثاء كانت زيارتنا لمعبد الأقصر وفي المساء دعانا محمد الجعبيري من الجالية المصرية بفرنسا لتناول الفسيخ والبصل الأخضر حيث أقبل الشبان والفتيات في فرحة علي تناول الفسيخ والملوحة سألت محمد عن سبب العزومة فقال لي إن الأكلات الشعبية هي أكثر ما يشتاق إليه في مصر لذلك فإنه عندما ينزل يتناول الفسيخ والكشري والطعمية. وفي يوم الأربعاء كان البرنامج حافلاً فقد قمنا بزيارة البر الغربي ووادي الملوك ومقبرتي رمسيس السابع ومقبرة تحتمس الثالث والذي أصر الشباب والفتيات علي النزول إليها حتي بعد أن عرفوا مدي خطورتها لكن حبهم للمغامرة كان أقوي بعدها زرنا معبدي حتشبسوت وهابو. قال لي وليد الليثي 26 سنة من الجالية المصرية برومانيا يدرس الكيمياء ويعيش في رومانيا منذ 19 عاما أن نزول مقبرة تحتمس الثالث شيء ممتع بالإضافة إلي أن معبدي حتشبسوت وهابو من أجمل المعابد الفرعونية فالحضارة الفرعونية لها سحر عظيم وأتمني أن يهتم شبابنا المصري والعربي بها. وليد قال لي إن أكثر شيء يفتقده في رومانيا هو رائحة البلد ودفء المشاعر والكلام مع الناس الطيبة والزحمة. وفي يوم الخميس كانت زيارة معبد الكرنك في الصباح وحضور حفلة الصوت والضوء في المساء وقبلها كانت مباراة الأهلي والزمالك والتي حرص الشباب والفتيات علي مشاهدتها. عصر يوم الخميس قام الدكتور صفي الدين خربوش بزيارة المدينة الشبابية والالتقاء بالشباب في حوار مفتوح. سأله خالد عبدالعزيز عن هجرة الشباب المصري ودور المجلس في تشغيل الشباب؟ فأجاب خربوش أن سفر الشباب بطريقة شرعية ووفقا للقانون أمر لا ينتقص من مصر بل هو ميزة إضافية فهناك العديد من العلماء المصريين يقيمون في الخارج، أما بالنسبة للبطالة فنحن نحاول فتح مجتمعات جديدة لتشغيل الشباب والمجلس يقوم بعمل دورات تدريبية للشباب الخريجين لمساعدتهم علي الاندماج في سوق العمل. سألت خربوش عن انطباعه بعد لقاء الشباب فقال لي: أنا سعيد جدا بهم وبأسئلتهم وأتمني أن يكون هناك المزيد من الملتقيات القادمة الناجحة والتي تساعدهم علي التواصل. خربوش قال لي إن الملتقيات القادمة ستشمل زيارات للقري الفقيرة بناء علي رغبة الشباب في تقديم المساعدة للأهالي ويمكن الاستفادة من شباب الأطباء في القوافل الطبية التي تنظم دون التأثير علي البرنامج الأساسي للرحلة. التقينا يوم الجمعة محافظ الأقصر الدكتور سمير فرج والذي أبهر الجميع بتقديمه عرضا لتطوير الأقصر بداية من تطوير مقابر القرنة والانتقال للمدينة الجديدة وتطوير ساحة الكرنك وصولا لطريق الكباش والاحتفال بالأقصر كمتحف عالمي مفتوح. الدكتور سمير فرج قدم عرضاً culturamama عن المناطق الأثرية في الأقصر وآثار مصر القديمة بالقاهرة. سأله طارق جلال من الجالية المصرية بإنجلترا قائلا: كيف أساعد مصر وأنا في الخارج. فأجاب المحافظ أنت سفير لمصر خارجها يمكنك أن تنقل صورة جيدة عن مصر وتجتذب أصدقاءك من الخارج لرؤية معالم مصر فأنت الآن شربت من نيلها وبعد أن ترجع كلم الجميع علي الشات والفيس بوك وأنقل ما رأيته لتجميل صورة مصر. واحتفل الشباب بليلة الكريسماس مع فرقة الفنون الشعبية بالأقصر والتي قدمت عروضا فولكلورية. سألت أمينة محمد إبراهيم 19 سنة من الجالية المصرية بأمريكا ولاية فيرجينيا والتي تدرس الطب عن انطباعها بعد الرحلة قالت لي: آخر مرة زرت مصر كانت منذ 7 سنوات والآن أصبحت من عشاق الأقصروأسوان و قبل أن أرجع إلي أمريكا سأشاهد باقي آثار مصر الفاطمية وقلعة صلاح الدين فالبرنامج الذي وضعة المجلس برنامج شامل غطي جزءا كبيرا من آثار مصر متمنية في الفترة القادمة أن تكون هناك مشاركة أوسع للشباب في نشاطات تخدم مصر كي يشعروا بالمشاركة الحقيقية. سألتها عما تفتقده في أمريكا فقالت لي أفتقد الانتماء والإحساس بوجود أهل والحديث مع الناس فقد تكلمت لمدة ساعة ونصف الساعة مع الأمن في المدينة تحدثنا عن أمريكا والحياة والحريات ببساطة شديدة وهذا مستحيل أن يحدث في أمريكا. الدكتور خالد عبدالرحمن بركات أحد المشرفين علي الجيل الثاني القادم من ألمانيا أستاذ في الهندسة المدنية قسم المنشآت البحرية يعيش في ألمانيا منذ 21 عاما قال لي إنه سعيد الحظ لأنه ينزل مصر مرتين في العام نظرا لظروف عمله والتي تتطلب توقيع اتفاقات بين الجامعات المصرية والجامعات الألمانية لذلك فهو لم يبعد عن مصر ولكن مع كل زيارة لا يريد أن يفارقها ويظل منبهرا بجوها الدافئ وناسها العشرية الطيبة. خالد قال لي إن مبادرة المجلس للالتقاء بالجيل الثاني من الشباب فرصة جيدة للالتقاء بالشباب المصري من جميع القارات وتكوين صداقات ومعرفة الكثير عن محافظات مصر فمحافظة الأقصر تغيرت كثيرا وأصبحت أكثر جاذبية. مونيكا جبرائيل 19 سنة من الجالية المصرية بفرنسا من أكثر الفتيات اللاتي قابلتهن ولديهن إصرار علي العودة إلي مصر قالت لي أنا لا أحب فرنسا لا أحب شوارعها ولا الثلوج والبرد أنا مصرية وأجد نفسي مع المصريين وأتمني الزواج من زوج مصري شهم شجاع يعتمد علي نفسه فأنا أحب الرجل الشرقي الغيور. مونيكا تدرس لغات بفرنسا وقد اختارت اللغة العربية لدراستها سألتها عن سبب اختيارها للعربية علي الرغم من أنها تتحدث بطلاقة فقالت لي حتي أتعلم كتابتها فهي لغة بلدي. أنجليك بنيامين 19 عاما تدرس الاقتصاد والإدارة بفرنسا تنزل مصر علي فترات متباعدة قالت لي إن أكثر ما أعجبها هو المولات والسينمات في مصر والتي أصبحت كالبلاد الأوروبية. أنجليك تريد الزواج من مصري لأنها لم تر الرجل الشرقي الذي يخاف علي حبيبته ويعطيها الشعور بالأمان في الخارج. أسامة عبدالحميد من الجالية المصرية بلندن 31 عاما يعيش في لندن منذ 8 سنوات قال لي أن المبادرة متميزة جدا فعلي الرغم من وجودي في مصر لأكثر من 20 عاما إلا أني لم أزر الأقصروأسوان إلا هذا العام بالإضافة إلي أن ربطنا كشباب يعيش خارج البلد بأهلها مهم جدا لتدعيمنا. عبدالله سرحان 23 عاما يدرس الطب من الجالية المصرية في إيطاليا عاد لمصر كي يدرس الطب في جامعة عين شمس بعد أن عاش في إيطاليا لسنوات عديدة قال لي إنه فضل دراسة الطب في مصر لأن جامعاتنا المصرية جامعات عريقة ودراسة الطب عندنا أفضل، عبدالله ينوي الحصول علي الماجستير والدكتوراه من إيطاليا ولكنه قال لي أنه سيرجع لمصر كي يقدم ما تعلمه لخدمة أهلها.