الحب هذا الساحر.. الخفي.. الغامض.. المسيطر .. احترنا معه.. وحيرنا. تأثير الحب الصادق علي المحب.. أقوي من تأثير المخدرات.. علي عقل معتادها. حالة من النشوة والإشباع. هذا ليس كلامي.. ولكنه نتيجة دراسات علمية.. وتجارب إنسانية. سألت أحد الأطباء الكبار.. وعالما بخبايا النفس البشرية. الأمراض المزمنة والخطيرة.. أليس لها علاج نهائي؟ أجابني: نحن نساعد لكن الشفاء من عند الخالق.. والعلاج في أيدينا جميعاً. قلت: أسعد قلبي.. ما هو؟ ابتسم.. وبكل هدوء.. قالها: الحب! قلت: أسمع دائما.. ومن الحب ما قتل.. لكن الحب هو العلاج السحري.. جديدة! قاطعني:.. أنت تعلمين أنني صادق.. وعملي مع المرض والمريض لم يتوقف منذ أكثر من ثلاثين عاما.. وأبحاثي وإنجازاتي يعرفها الجميع.. وتشهد لها جامعات العالم. وفي رحلتي المهنية تعاملت مع نوعيات مختلفة من البشر.. وكثيرا توقفت أمام حالات..العلم يقر (لا أمل) في شفائها.. وتمر أيام وتحدث المعجزة.. والمريض أو المريضة.. بفضل الله.. وحب الزوج والزوجة.. وعدم تخليهم عن أحبائهم.. ينهزم المرض.. وتنتهي المعاناة.. ولهذا لا أتعامل مع المريض بمفرده.. بل مع الحبيب.. الإنسان المخلص الذي يشاركني الأمل في الشفاء.. الحب يصنع المعجزات. وقبل إنهاء كلامي.. هناك حالات مرضية من السهل السيطرة عليها.. للأسف تدهورت بسبب ندالة شريك العمر. قلت: أطلت علي حضرتك.. لكن حب الفضول يدفعني لمعرفة حالة.. أو أكثر ساعدها الحب. قاطعني.. كثيرا.. ولم أعد أتوقف عندها. أتذكر منذ عشر سنوات زارتني سيدة.. أهلكها تحملها للمرض.. وسألتها.. أين زوجك.. أريد محادثته.. لماذا لم يحضر معك؟ صمتت للحظات.. وتنهدت بصعوبة.. سيدي أنا متزوجة منذ خمسة عشر عاما .. ولم أنجب.. وتحملني.. وأعلن أنه السبب حفاظا علي مشاعري.. والآن كيف أحمله أكثر من طاقته.. أنا لم أخبره بآلامي.. وإذا تأكدت من مرضي سأطلب الطلاق.. لن أقبل أن أظلمه مرة أخري.. ويعيش حياته.. حقه. طلبت منها بعض الفحوصات.. ورغم معرفتي بمرضها.. أوهمتها أنها في أحسن حال.. وطلبت زوجها.. بالفعل حضر.. وشاركني الأمل في شفائها.. والحمد لله حدث.. لم يتخل عنها.. لم يجرحها.. راعي ربنا فيها.. ولم يبخل بماله.. ولا وقته.. وقبلها مشاعره. وغيره رجال ما أكثرهم.. أحترمهم.. وأقدر آدميتهم. بالحب وحده تكسب شريك العمر.. واحترام الجميع.