في تصريح خاص ل «صباح الخير».. أكد د. حاتم الجبلي أنه لا يوجد ما يثير أي قلق أو خوف بخصوص أنفلونزا 1N1H أو الموسمية أو حتي العادية، وأن إعداد المصابين لا تمثل أي خطورة وبائية، فبعد أن وصلت أعداد المصابين بالمرض إلي 2500 حالة السنة الماضية لم تتجاوز الآن 140 حالة فقط من تعداد 80 مليوناً. وأوضح أن ارتفاع معدل الإصابة بالبرد سيتراجع بانتهاء اليوم الأخير من شهر ديسمبر مع تبدل نسمات الخريف اللطيفة برياح وأتربة وموجة برودة قارسة اجتاحت بلادنا وكثيراً من دول العالم ومع تزايد الإصابة والشكوي من نزلات البرد.. والأنفلونزا وأمراض حساسية الصدر والأنف. وكانت قد تصاعدت مخاوف كثيرين خاصة مع إعلان وزارة الصحة عن إصابة 140 شخصاً ووفاة خمس حالات بالأنفلونزا من أن يتكرر نفس سيناريو الرعب الذي عانينا منه العام الماضي خاصة مع ظهور مصطلح جديد هذا العام أطلق علي الأنفلونزا فأصبح هناك ما يعرف بالأنفلونزا المستجدة. فما هو سر هذه الأنفلونزا.. وهل هي مستجدة فعلاً.. أم هو لقب جديد لمرض قديم.. وكيفية الوقاية من مخاطرها هذا ما ستجيب عنه السطور التالية: المستجدة وهم ( لا توجد أنفلونزا مستجدة في مصر)... بهذه الجملة أجابني د. عبدالرحمن شاهين المستشار الإعلامي والمتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة عندما سألته: هل عدد المصابين بالأنفلونزا المستجدة ناقوس خطر يدق علي أبوابنا؟ أكد لي أنه لا يوجد ما يسمي بالأنفلونزا المستجدة في مصر، فالمستجدة وهم روجت له الشائعات. ويضيف موضحاً.. عندما ظهرت أنفلونزا الخنازير في مصر إبريل الماضي 2009، أطلقت عليها ثلاثة مسميات: الخنازير، والمستجدة (المستحدثة)، وH1N1، وذلك فيما كانت تمثل جائحة ووباء، أما اليوم فهي لا تمثل أي خطر، وقد أطلق عليها في الماضي المستجدة لأنها كانت حديثة العهد، أما الآن فلا يمكن أن يطلق عليها ذلك لأنها غير مستحدثة علينا. والدليل علي ذلك أن منظمة الصحة العالمية قد أعلنت يوم 11 أغسطس 2010 أن المرض لم يعد يمثل خطورة كما كان عليه الوضع في 2009، وقلت معدلات انتشاره بشكل كبير وبالتالي فإن التعامل معه حالياً يتم كما يتم التعامل مع فيروس الأنفلونزا العادية. ومن المعلوم أن الأنفلونزا بشكل عام لها معدلات موسمية تزيد مع قدوم فصل الشتاء ثم يقل المنحني بشكل تدريجي في شهري ديسمبر ويناير. وعن علاقة أنفلونزا الخنازير بموجة البرد الحالية.. أكد د. شاهين أنه لا يوجد أي علاقة بين المرض وبين موجة البرد الحالية. وقد لاحظنا أن معظم مصابي الأنفلونزا المستجدة من الكبار، ولا يوجد فيهم غير ثلاثة شباب، وبالفعل أكد لنا د. عبدالرحمن هذه الملاحظة مفسراً: الأنفلونزا المستجدة تصيب الكبار بنسبة أكبر من الشباب، وهذا لأنها أقل ضراوة من أنفلونزا الخنازير التي كانت موجودة العام الماضي، فأنفلونزا الخنازير كانت تصيب الشباب بنسبة أكبر لأنها كانت خطيرة وتقضي علي جهاز المناعة لكن المستجدة تصيب من ليس عنده مناعة كالكبار. وهنا ابتسم د. شاهين قائلاً: من الجميل أن ربات البيوت في مصر أصبحن يكتشفن هذه الأنفلونزا بأنفسهن ويقمن بالعلاج الصحيح وهو أخذ التاميفلو والتزام الراحة في المنزل. - وبالنسبة للقاح الأنفلونزا الموجود في المستشفيات يطمئن د. شاهين المواطنين قائلاً: اللقاح الموجود آمن وهو متوفر بجميع مستشفيات مصر، ويحتوي علي لقاح لكل من الأنفلونزا الموسمية والعادية والخنازير ولا يمكن لأحد أن يستغني عن جزء منه خاص بمرض معين. اعطس في كمك (اعطس في كمك أفضل من أن تعطس في المناديل).... بهذه النصيحة يختتم د. عبدالرحمن شاهين حديثه معي قائلاً: علي كل شخص أن يأخذ الاحتياطات اللازمة للوقاية من المرض مثل: التهوية الجيدة سواء كانت في المنازل أو وسائل المواصلات، أو أماكن العمل. فالهواء المتجدد يساعد علي عدم انتشار الفيروس، وأيضا: العطس في الكم لأنه أفضل من العطس في المناديل، والغسل المستمر للأيدي بالصابون فذلك يحد من الإصابة بالفيروس بنسبة 50% ولا ننسي غسل الأنف بالصابون لأن ذلك يقضي بدوره علي الجراثيم والميكروبات، وآخر شيء هو نظافة الأسطح والأثاث والأرضيات حتي نضمن عدم انتقال الفيروس، وهذه هي قواعد النظافة العامة والاحتياطات للوقاية من الإصابة بأي أنفلونزا. «نظام لرصد وباء الأنفلونزا المستجدة في أكثر من 450 مستشفي علي مستوي الجمهورية».. هذا ما أوضحه د.نصر السيد مساعد وزير الصحة للشئون الوقائية عن الإجراءات التي تتخذها وزارة الصحة بخصوص مرض الأنفلونزا المستجدة فهناك نظام لرصد الوباء في أكثر من 450 مستشفي علي مستوي الجمهورية، بالإضافة إلي توفير أكثر من 250 ألف جرعة من طعم الأنفلونزا الموسمية. وأضاف أنه تم تعديل لقاح طعم الأنفلونزا الموسمية وفق التركيب الجيني الجديد لأنفلونزا الخنازير، والتي أصبح اسمها الأنفلونزا المستجدة وسيكون الطعم فعالا ضد كل من الأنفلونزا العادية أو الموسمية والأنفلونزا المستجدة معا. الفرق بين المستجدة والعادية ولكي نعرف الفرق بين أعراض الأنفلونزا المستجدة والأنفلونزا العادية التي تصيب الجميع خاصة وسط موجة البرد والأتربة الموجودة هذه الأيام.. التقينا بالدكتورة ماجدة طنطاوي مدير مستشفي الحميات بالعباسية فقالت: أعراض البرد العادية هي ألم في الحلق وسخونة وسيولة في الأنف وكحة وأيضا التهاب في المفاصل، وتعالج بالمضادات الحيوية وأدوية البرد، لكن إن لم يستجب الجسم ولم تنخفض درجة الحرارة عن 5,37 لمدة 48 ساعة؛ فلابد أن يتوجه المريض إلي أي مستشفي قريبة منه، وستقوم المستشفي بدورها بعمل التحاليل والأشعة اللازمة علي الصدر لاكتشاف إن كانت الأنفلونزا مستجدة أم لا، وسيقوم الأطباء بإعطاء المريض عقار التاميفلو الآمن والمتوفر في جميع المستشفيات. وعندما سألتها: هل من الممكن أن تؤثر موجة البرد الموجودة هذه الأيام علي انتشار فيروس الأنفلونزا المستجدة؟! أوضحت أنه من الممكن طبعا أن يؤثر الجو الحالي علي انتشار المرض ولكن أعداد المرضي وحالتهم الصحية مستقرة حتي الآن، ولا يوجد قلق. ثم أضافت قائلة: هناك شيء أود أن ألفت إليه الانتباه، وهو أن المشكلة في موجة البرد الحالية أنها مصاحبة بالأتربة التي تؤدي إلي الحساسية، مما يقلق المرضي ويثير شكوكهم لكن عليهم أن يطمئنوا ويلزموا البيت حتي يبتعدوا قدر المستطاع عن الأتربة وأن يذهبوا إلي المستشفي إذا ساءت الحالة. وعن لقاح طعم الأنفلونزا المستجدة أشارت د.ماجدة إلي أن اللقاح آمن وأخذه الكثير من الناس ولم يحدث لهم شيء، بالإضافة إلي أن طعم المستجدة يحتوي علي طعم العادية والموسمية وأيضا أنفلونزا الخنازير العادية. وتنصح د.ماجدة طنطاوي المواطنين بتجنب الأماكن المزدحمة والعطس في المناديل والحرص علي إلقائها في سلة القمامة وغلقها بعد ذلك، وأيضا عدم البصق في الشارع، والحرص علي النظافة لأن النظافة من الإيمان، وأهم نصيحة للناس هو ألا يتعجلوا ولا يتواكلوا. فلا يتعجلوا في وهم أنفسهم بالإصابة بالمرض وألا يهملوا في أنفسهم ويتواكلوا فتسوء الحالة ويصبح التدخل الطبي متأخرا وغير مجد.