الإنفلونزا المستجدة.. الإنفلونزا الموسمية.. إنفلونزا الخنازير.. مصطلحات تاه المواطنون معها، خاصة مع تزايد سقوط الضحايا بين وفيات وإصابات يتم الإعلان عنها يومياً. ومنذ أيام أعلن وزير الصحة عن وفاة 16 حالة منذ أكتوبر الماضي، ثم ارتفع العدد حالياً إلي 20 حالة وفاة، وزاد من حالة »اللخبطة«. تضارب تصريحات المسئولين الذين حرصوا جميعاً علي رفع شعار »لا خطر من الإنفلونزا.. وأن الوباء قد انتهي«. فيما أعلن منذ أيام قليلة، عن وفاة 5 سيدات بالفيوم والشرقية والإسماعيلية والغربية وسوهاج، إثر الإصابة بإنفلونزا الخنازير، ووفاة طفل رضيع بالإنفلونزا المستجدة ولا أحد يعرف الفرق بين المسميات التي ظهرت، وأيضاً أعلن وزير الصحة عن اكتشاف ما يقرب من 348 حالة إصابة بالإنفلونزا المستجدة - الخنازير سابقاً - وذلك منذ بداية أكتوبر، وزاد علي هذا العدد 28 حالة اشتباه جديدة منذ يومين، ليصبح العدد 376 مصاباً في الوقت الذي أكد فيه أن عدد الإصابات والوفيات مازال في المستوي الطبيعي، وأن المرض تحت السيطرة، خاصة في هذه الفترة من انتشار فيروس الإنفلونزا الموسمية، والتي أصبحت تضم إنفلونزا الخنازير التي انتهت بعد أن أعلنت منظمة الصحة العالمية في 10 أغسطس الماضي، تحولها إلي إنفلونزا موسمية عادية. المسئولون والأطباء أيضاً أكدوا ضرورة الحذر واتباع سبل الوقاية من جميع أنواع الإنفلونزا، خاصة أن »العادية« منها تعتبر قاتلة في بعض الأحيان، في إشارة إلي أن التطعيمات المتوافرة الآن تتضمن سلالات عديدة من الإنفلونزا وأهمها الإنفلونزا الموسمية، وإنفلونزا الخنازير. وفيما يؤكد المسئولون أن الوضع آمن، وأنه لا خطر من إنفلونزا الخنازير وعدم تلقي أي بلاغات بوجود إنفلونزا غامضة، إلا أن فوبيا الإنفلونزا مازالت تسيطر علي الجميع! الجدل المثار الآن حول مسميات الإنفلونزا ليس هو الأهم، خاصة مع تنامي أعداد المصابين والمتوفين بسببها، فمنذ يومين فقط توفيت 3 سيدات في عدد من المحافظات هي الفيوم والشرقية والإسماعيلية إحداها سيدة حامل في الشهور الأخيرة، ثم سيدة في الأربعين من عمرها، توفيت بمستشفي الإسماعيلية العام إثر إصابتها بالتهاب رئوي حاد وأزمات بالجهاز التنفسي، والسيدة الثالثة كانت من قرية ميت مواي بالمحلة وعمرها 52 عاماً، فيما أعلن عن وفاة طفل رضيع عمره شهران، وقيل إن السبب إصابته بالإنفلونزا المستجدة، ثم منذ أيام قليلة توفيت حالتان آخريان في كل من طنطا وسوهاج، وقبل ذلك توفيت سيدة »صيدلانية« كانت حاملاً أيضاً بسبب إنفلونزا الخنازير. تهدئة.. وتضارب وزير الصحة كان حريصاً علي تهدئة المواطنين بالتأكيد علي عدم وجود خطورة من إنفلونزا الخنازير، وأن الوضع آمن ومازال تحت السيطرة - حسب كلامه - في معرض لقاء الوزير بالدكتور ديفيد نابارو المنسق العام للأمم المتحدة لمقاومة الإنفلونزا منذ أيام، حيث أعلن الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة، أن عدد الوفيات بسبب الإنفلونزا منذ أول أكتوبر الماضي، بلغ 16 حالة مقارنة ب134 حالة وفاة في الفترة نفسها من العام الماضي، مشيراً إلي أن هذا العدد طبيعي ومتوقع في هذه الفترة من الإنفلونزا الموسمية، والتي أصبحت تضم إنفلونزا الخنازير التي أعلنت منظمة الصحة العالمية انتهاءها، وتحولها إلي إنفلونزا موسمية، وأن الوفاة بالإنفلونزا ترجع إلي ضعف مناعة الشخص أو إصابته بمرض مزمن. وقال وزير الصحة إنه سيصدر تقريراً أسبوعياً بالموقف، وقد تم رصد 348 حالة إصابة منذ بداية أكتوبر، وارتفعت إلي 376 حالة الآن، مقارنة ب10 آلاف و599 حالة خلال الفترة نفسها من العام الماضي، مما يؤكد أن المرض مازال تحت السيطرة ولا يثير قلقاً. وقال الدكتور ديفيد نابارو المنسق العام للأمم المتحدة لمقاومة الإنفلونزا: إن ذلك يأتي في الوقت الذي أكد فيه الدكتور نصر السيد مستشار وزير الصحة للطب الوقائي أن إنفلونزا الخنازير هي الإنفلونزا المستجدة، ولكن حالياً إنفلونزا الخنازير ضمت في الطعوم »H1N1« للإنفلونزا الموسمية. الدكتور نصر السيد كان قد صرح الشهر الماضي بعدم عودة مرض إنفلونزا الخنازير خلال فصل الشتاء، مؤكداً أن الإنفلونزا لم تعد في مرحلتها السادسة المعروفة بإنفلونزا الخناير وأنه تحول إلي فيروس عادي. وبعدها بأيام صرح الدكتور عبدالرحمن شاهين المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة بإصابة 70 حالة بإنفلونزا الخنازير، مما تسبب في حالة توتر وقلق بين المواطنين، فأيهما نصدق وكلا التصريحين من مسئولين كبار بوزارة الصحة؟! تصريح سابق آخر للدكتور عبدالرحمن شاهين أيضاً، كان قد أكد فيه أن عدد الوفيات بإنفلونزا الخنازير بلغ 258 حالة، حتي 8 أغسطس الماضي، وأنه تم إغلاق هذا الملف تماماً نظراً لإعلان منظمة الصحة العالمية بأن إنفلونزا الخنازير لم تعد تمثل خطورة وأن معدلات انتشارها انخفضت بشكل ملحوظ، إضافة إلي أن الفيروس لم يطرأ عليه أي تغير جيني بل أصبح ضعيفاً ولذلك تم السماح لشركات الأدوية التي تقوم بتصنيع اللقاحات هذا العام، للإنفلونزا الموسمية متضمن فيروس »H1N1« المعروف بالخنازير، بالإضافة إلي سلالات أخري، وهكذا أصبح فيروس إنفلونزا الخنازير يعامل معاملة الإنفلونزا الموسمية. وأوضح المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة أنه في حالة إصابة أي شخص بالإنفلونزا وقام بإجراء تحليل لها، فيمكن أن يظهر التحليل إصابته بفيروس H2N7-H1N9 أو A/H1N1، فهناك مجموعة كبيرة جداً من السلالات منتشرة حول العالم، ولكنها غير خطيرة، وجميعها يتم علاجها بالأدوية العادية المعروفة، ولا تحتاج للتاميفلو، كما أنها لا تعتبر وباء أو جائحة. ثلاثية الإنفلونزا الكثيرون يميلون إلي التصديق بانتهاء مرضي إنفلونزا الخنازير، بمعني عدم عودته كوباء وأن ما يحدث من حالات في الإطار أو المعدلات الطبيعية. وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت في شهر نوفمبر الماضي أن وباء إنفلونزا الخنازير قد انتهي من العالم. وقالت مارجريت تشان، المدير العام للمنظمة، إن العالم كان محظوظاً لعدم تحور الفيروس إلي صورة أكثر فتكاً، وأن اللقاح الذي جري تطويره في وقت قياسي مازال فعالاً ضد الفيروس. وقالت أيضاً إن الفيروس بلغ نهاية مداه إلي حد بعيد، وأن فيروس إنفلونزا الخنازير سيظل ينتشر ضمن الإنفلونزا الموسمية لأعوام عديدة، مما يستلزم من السلطات الصحية الاستمرار في توخي الحذر، فالمرض مازال يهدد الفئات الأكثر تعرضاً مثل الحوامل، وأن الفيروس لم يطور مقاومة الH1N1. وقالت هيئة المراكز الأمريكية للسيطرة علي الأمراض أن إعلان منظمة الصحة العالمية لن يغير الخطط الأمريكية المتعلقة بموسم الإنفلونزا المقبل. وتصريحات المسئولين في منظمة الصحة العالمية، ووزارة الصحة في مصر، أفسدتها توالي تساقط ضحايا الإنفلونزا التي انطلقت تحت اسم المستجدة وهي نفسها إنفلونزا الخنازير، التي أصبحت تأتي مثل إنفلونزا موسمية. ونظام رصد وباء الإنفلونزا المستجدة »الخنازير« المعمول به بوزارة الصحة الآن، جزء من مكافحة هذا النوع والموجود بأكثر من 450 مستشفي علي مستوي الجمهورية، ويتم الإبلاغ عن ذلك أسبوعياً، فضلاً عن توفير وتوزيع 250 ألف جرعة من طعم الإنفلونزا الموسمية. وكثير من الأطباء أكدوا أن الإنفلونزا التي أصابت العالم كله العام الماضي لم تعد جديدة علي الجهاز المناعي، لكن الخطورة في إصابة الشخص بهذا النوع من الإنفلونزا تتوقف علي مناعته، ومن علامات الإصابة بالفيروس وعدم انخفاض الحرارة لأكثر من يومين بالمخفضات، لذا ينبغي استمرار التوعية بأعراض المرض وسبل الوقاية منه، رغم أن نزلات البرد والإنفلونزا الموسمية وإنفلونزا الخنازير كلها من أمراض الجهاز التنفسي، إلا أنها نتاج فيروسات مختلفة، فأعراض نزلات البرد الأكثر انتشاراً منها الكحة المتزايدة واحتقان الأنف وألم بالجسم، أما أعراض الإنفلونزا الموسمية وإنفلونزا الخنازير، فيضاف عليها الإسهال والضعف الشديد، وهذه الأعراض من الصعب أن يتحدد معها نوع الفيروس الذي أصاب المريض، لذلك فالفيصل هنا هو التحليل الطبي، الذي يوصي به الطبيب المختص، وبناءً عليه تحدد نوعية العلاج وجرعته.