في تطور مفاجيء لكارثة أنفلونزا الطيور اعلن وزير الصحة الدكتور حاتم الجبلي امس وفاة سيدة من محافظة القليوبية يشتبه في اصابتها بمرض انفلونزا الطيور في أول حالة بشرية يتم رصدها مصابة بالمرض. جاء اعلان الجبلي في وقت كان فيه الصحفيون كعادتهم ينتظرون البيان اليومي للجنة الوزارية لمكافحة انفلونزا الطيور التي كانت تضع في أول سطر لها انه لا توجد اصابات بشرية حيث فوجيء الجميع بحركة غير عادية في وزارة الصحة خاصة بعد ان دعا د. حاتم الجبلي المستشار عدلي حسين محافظة القليوبية ود. زهير حلاج ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر الي اجتماع عاجل وتبين ان الامر الغريب هو الاعلان عن ظهور أول حالة للاصابة بانفلونزا الطيور في مصر. د. حاتم الجبلي قال ان تلك الحالة تم تشخيصها عمليا فجر امس الاول حيث دخلت سيدة تدعي آمال محمد اسماعيل الاشرم من قرية نوي بمحافظة القليوبية مستشفي صدر العباسية مساء الاربعاء الماضي في حالة سيئة وتشكو من ضيق شديد في التنفس وارتفاع في درجة الحرارة وكحة وآلام في العظام وتم ادخالها العناية المركزة وبأخذ تاريخ المرض تبين انها كانت مخالطة لطيور تقوم بتربيتها فوق سطح منزلها وانه قد نفقت اعداد كبيرة من تلك الطيور منذ حوالي اسبوعين فيما قامت السيدة بذبح الطيور التي لم تنفق وبدأت بعد ايام من ذلك المعاناة من الاعراض المرضية السابقة. وعلي الفور عقدت اللجنة القومية العليا لمكافحة المرض اجتماعا عاجلا بوزارة الصحة تم خلاله التأكيد علي ان ظهور تلك الحالة ووفاة صاحبتها لا يستدعي أي ذعر بين المواطنين حيث ان المرض ثبت علميا انه لا ينتقل من انسان الي آخر. وقالت اللجنة انه وفقا لقواعد منظمة الصحة العالمية فان تأكيد الاصابة بالمرض لا يتأتي الا بعد فحص العينة معمليا في احد المعامل المعترف بها من الاممالمتحدة وانه يجري حاليا ارسال عينة لهذه المعامل لتأكيد الاصابة. وقالت اللجنة في بيان لها امس ان اجمالي حالات الاصابة البشرية في العالم منذ ظهور المرض قبل عدة سنوات لا يتعدي 177 حالة اصابة بشرية اسفرت عن وفاة 98 شخصا فقط بينهم السيدة التي توفيت في مصر، كما ان فرص انتقال المرض الي المخالطين ضعيفة للغاية وتنعدم تماما اذا تم اتباع الاجراءات الوقائية في التعامل مع الطيور المذبوحة والمصابة والنافقة. وقامت وزارة الصحة بالتنسيق مع وزارتي الزراعة والبيئة بتفعيل الاجراءات الوقائية اللازمة وعمل تقصي وبائي للحالة وزيارة اسرة المتوفاة والاطلاع علي التاريخ المرضي لها وثم مناظرة وفحص جميع المواطنين المخالطين للسيدة المتوفاة وثبت خلوهم من المرض وتأكيدا علي سلامتهم تم اخذ عينات منهم لاجراءات الفحوص المعملية اللازمة. وقال د. عبدالرحمن شاهين المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة ان فرقا متخصصة قامت بعمل التطهير اللازم للمكان وعمل التوعية اللازمة لجميع الموجودين بالمنطقة وتم اعطاؤهم عقار "تامي فلو" الذي يعالج مضاعفات الاصابة بالمرض. واضاف شاهين انه من الضروري علي جميع المواطنين المخالطين للطيورالمصابة والنافقة اتباع جميع الاجراءات الوقائية اللازمة لتجنب الاصابة بمرض انفلونزا الطيور. وأوضح ان اللجنة اكدت مجددا ان استهلاك الطيور المطهية والبيض المسلوق والمقلي جيدا لا خطورة منه اطلاقا علي صحة المواطنين في الوقت نفسه اشار بيان اللجنة الوزارية الي ظهور عدد من حالات الاصابة بين الطيور والدواجن في محافظات الجيزة والدقهلية والشرقية والقليوبية وكفر الشيخ والفيوم وانه تم اعدام جميع الطيور بمناطق البؤر الجديدة وتم فحص المواطنين المخالطين لتلك الطيور في المنازل والمزارع وتبين خلوهم من الاصابة بالمرض. وقال البيان ان المحافظات التي سبق ظهور حالات بها لم تظهر بها حالات جديدة وهي محافظات القاهرة وبني سويف وقنا والبحيرة والمنوفية والمنيا ودمياط وسوهاج والغربية والاسكندرية والاسماعيلية اضافة الي مدينة الاقصر. وقد بدأت سلسلة من الاجتماعات بين وزراء الصحة والزراعة والبيئة اضافة الي محافظة القليوبية للتركيز علي استمرار تنفيذ الاجراءات الوقائية لمحاصرة المرض ومنع انتشاره. من جهة اخري قال د. محمود عبدالمجيد مدير مستشفي الصدر بالعباسية إن السيدة التي توفيت كانت تخالط الطيور وقال انه لا خوف من العدوي بالمرض ما دامت هناك اجراءات وقائية. والسيدة المتوفية أمل محمد إسماعيل "35 سنة" متزوجة من السيد حمدي درويش ويعمل سائق تاكسي ولها ثلاثة أطفال وأكد الدكتور عبدالرءوف عرفات وكيل وزارة الصحة أنه تم عزل القرية وعمل فحص للمواطنين في حدود كيلو متر من قريتها، وقد توفيت السيدة أمل ظهر الخميس ودفنت بعد صلاة الجمعة الماضي.