«6 أكتوبر لم يكن يومًا عاديًا، بل كان يوم استعادة الكرامة».. بهذه الكلمات استعاد العقيد محمد عبدالقادر، أحد أبطال المدفعية وقائد سرية ميدان وقت الحرب، ذكرياته عن الملحمة التى غيرت تاريخ المنطقة قبل 52 عامًا. يقول العقيد عبدالقادر: إنه تخرج فى الكلية الحربية عام 1969 بسلاح المدفعية، وشارك منذ البداية فى حرب الاستنزاف عبر قصفات يومية كانت تمطر العدو على طول خط بارليف ثم تولى قيادة سرية عام 1971، وشارك فى عمليات قصف مركزة على مخازن الذخيرة ومراكز القيادة داخل سيناء، بمدافع يصل مداها إلى 15 كيلو مترًا. اقرأ أيضًا | «رأس العش» |طريق النصر بدأ من هنا مع اندلاع الحرب فى السادس من أكتوبر، كان على رأس أول موجة لعبور القناة. يروى قائلاً: «عبرت فى الساعة الثانية وخمس دقائق، وسجدت لله شكرًا على أول حبة رمل فى الضفة الشرقية، بينما الطائرات المصرية تدك حصون العدو فوق رءوسنا». ويوضح أن كتيبته نفذت أكبر تمهيد نيرانى بطول الجبهة لتأمين قوات المشاة فى الموجة الأولى، فواجهت محاولات العدو للتصدى بالمدفعية والدبابات، وتمكنت من تدمير بطاريات الصواريخ والمجنزرات وعربات الإطلاق على مدى ستة أيام كاملة، مما فتح الطريق أمام القوات المصرية للتوغل فى شرق القناة. ويضيف: أن الدعم العربى كان حاضرًا بقوة فى تلك الملحمة؛ «وكان نصر أكتوبر نصرًا عربيًا بامتياز»، على حد قوله ويسترجع عبدالقادر مشاعر شاب فى الرابعة والعشرين من عمره يقود أربعة مدافع ويتحمل مسئولية أكثر من مائة جندى، قائلاً: «كنا نعرف أن أعمارنا ليست أغلى من تراب مصر. بالروح والإصرار استعدنا الأرض وتركناها خالصة للأجيال القادمة». ويؤكد العقيد محمد عبدالقادر أن دروس أكتوبر ما زالت صالحة بعد 52 عامًا، أبرزها: أن العزيمة والوحدة قادرتان على صنع المستحيل. وطالب بضرورة توثيق ونشر بطولات الأبطال فى المدارس والجامعات، حتى تبقى روح أكتوبر حية فى وجدان الأجيال الجديدة.