قبل نحو نصف قرن من الآن، سطر أبطال القوات المسلحة المصرية بحروف من نور ملحمة فداء وتضحية، مازال التاريخ العسكرى يقف أمامها منبهرًا وشاهد عيان على بطولات لا تنسى صنعها رجال لا يعرف المستحيل طريقًا إلى قلوبهم وأرواحهم، فى ملحمة العبور العظيم، سجل جنود وضباط وقادة الجيش المصرى العشرات من المواقف الاستثنائية التى أظهرت المعدن الطيب لشعب عريق تمتد جذوره إلى آلاف السنين واستعاد أبطال القوات المسلحة أرض الفيروز التى ارتوت بدمائهم النقية والطاهرة.. ووراء كل جندى وضابط وقائد شارك فى حرب أكتوبر المجيدة حكايات ووقائع لبطولات عظيمة وخالدة تستحق أن تروى للأجيال المصرية جيلاً بعد جيل حتى يفخر كل مصرى بجيشه ويعتز بانتصاراته وبطولاته الخالدة.. وفى سطور الملف التالى، تستعرض «أخبار اليوم» حكايات وبطولات رجال القوات المسلحة الذين صنعوا ملحمة العبور العظيم.. فإلى التفاصيل. اقرأ أيضًا | حكاية شعب.. 51 عام أكتوبر .. نصر يهزم النسيان| صورة النصر .. صنع «أخبار اليوم » العميد حسين مسعود : صائد «مظلات» العدو يُعد العميد أركان حرب حسين مسعود وزير الطيران الأسبق واحدًا من أبطال القوات المسلحة المصرية الذين شاركوا فى حرب أكتوبر المجيدة، وقد سجل برفقة مجموعة من الأبطال الآخرين بطولات عديدة سطرها التاريخ العسكرى المصرى بحروف من نور، وكان وقتها برتبة مهندس نقيب فى سرب الهليوكوبتر. يروى العميد حسين مسعود بعض ذكرياته فى معركة التحرير العظيمة، قائلًا: لا يقتصر سجل البطولات على المقاتلين والطيارين الذين كانوا فى الصفوف الأمامية فى المعركة، حيث كان هناك أبطال آخرون خلف الستار، فعلى سبيل المثال إذا كان الطيار المقاتل هو العنصر الرئيسى والحلقة المهمة فى معركة الطيران إلا أن هناك حلقات أخرى لا تقل أهمية دورها عن دور الطيار، ومن بينهم المهندسون الذين كانوا ملاصقين للطائرات الحربية ليلًا ونهارًا، إذ أن لكل طائرة طاقمًا من الفنيين والمهندسين يقومون بالتجهيزات الخاصة بالطائرة المتعلقة بالصواريخ والذخيرة والوقود والأكسجين وضبط أجهزة التنشين وعمليات الإصلاح وعمليات الإنقاذ وعمليات المساعدة فى الجو وعمليات خدمة الطائرات، وهو ما يمثل حلقة متكاملة من المهندسين والطيارين والفنيين والموجهين.. وأشار العميد مسعود إلى أن الحروب تبدأ بتحركات القوات الثقيلة، ويأتى دور الصاعقة خلف خطوط العدو، موضحًا أن دوره تمثل فى إسقاط المظليين وإنزال قوات الصاعقة خلف خطوط العدو 30 كيلو. وأوضح أن الطائره التى كان يستقلها أصيبت فى الذيل واضطروا إلى الهبوط وفور هبوطها قاموا بتفجيرها حتى لا يستولى عليها العدو، مشيرًا إلى أن حرب أكتوبر شهدت ولأول مرة مقابلة الفرد للدبابة، مضيفًا أن مصر خاضت حربًا مستحيلة بالمفاهيم العسكرية، وكانت هناك توقعات بأن خسائر الجيش المصرى حال إقدامه على تلك الحرب ستصل إلى 50٪ فى البشر والعتاد، ولكننا لم نفكر فى ذلك وتحدينا كل الصعوبات وانتصرنا وعبرنا القناة ب225 طائرة، وكان أول شهيد طيار فى الحرب هو الشهيد طيار عاطف السادات شقيق الرئيس الراحل محمد أنور السادات. وأكد وزير الطيران الأسبق أن مصر التى صنعت حرب أكتوبر المعجزة قادرة على مواجهة الأزمات وتجاوزها بسواعد أبنائها والكفاءات الموجودة على أرضها، وذلك وفقاً لتوجهيات القيادة السياسية، مشيرًا إلى أن الدولة المصرية ماضية فى استكمال مسيرتها نحو دعم وتطوير جميع القطاعات وبخاصة قطاع الطيران المدنى الذى سيتجاوز التحديات سريعًا. اللواء حسن راشد :ضربة النسور حطمت الغرور الإسرائيلى وفى لقاء مع أحد أبطال مصر الذين شاركوا فى تحقيق النصر تقديراً لعطائهم واستعادة لذكرى تضحياتهم تحدث اللواء طيار حسن راشد رئيس أركان القوات الجوية الأسبق والحاصل على وسام النجمة العسكرية قائلاً: أفخر وعيونى فى السما ورأسى عالية أنا نسر مصر ونسر السما.. وعن أهم ذكرياته فى حرب أكتوبر قال: شعرت بالانتصار والألم فى نفس الوقت على زملائنا الشهداء والمصابين، ولكن كله يهون فى سبيل الوطن واستعادة سيناء.. ودائماً أتذكر نكسة 67 والضربة الجوية من العدو لمصر، حيث كنت وقتها طالباً فى الكلية الجوية. وفى صباح 5 يونيو بعد موعد الإفطار فى الثامنة توجهنا إلى غرفة المحاضرات ثم سمعنا أصوات انفجارات فخرجنا نشاهد ما يحدث، فوجدنا طائرات تضرب الكلية فأدخولنا مرة أخرى إلى المبانى وبعدها صدرت أوامر بالتوجه إلى الخنادق فكانت صدمة نفسية لنا وتأثرت بتلك الضربة التى دمرت عدداً من الطائرات المصرية داخل الكلية ولم يفارقنى هذا المشهد وأنا أشارك فى حرب 6 أكتوبر ونجحنا فى الثأر، وتنفيذ عددٍ من الطلعات الناجحة. ويتذكر اللواء حسن راشد فيقول: فى يوليو عام 1969 أخبرونى أن هناك طلعة شرق القناة استشهد بها الطيار شومان وقفز طيار آخر اسمه عبدالعزيز.. كانت الطلعة عبارة عن ضرب معسكر الشط بالقرب من السويس، وهذا المعسكر به مدفعية رادارية مضادة للرادارات مهمتنا إطلاق إنذار مبكر عند كشف طائراتنا وتبليغ القيادة الإسرائيلية بها لتقلع طائرات اعتراضية منهم لصد هجماتنا. صدرت أوامر بإعادة الطلعة مرة أخرى، وكانت لدينا روح معنوية عالية، وأصبحت الميراج تختار ما يحلو لها من طائرات لضربها. ونتيجة لكثرة تدريبنا على التعامل مع مقاتلات العدو ومع توزيع العدو الصواريخ فى محاور مهمة، كان يجب أن يتم إسكات هذه المواقع لكى تستطيع طائراتنا العمل بحرية داخل سيناء ولكن بسبب قصر مدى الميج وعدم استطاعتها الوصول إلى بعض الأهداف فى العمق على المحور الأوسط والجنوبى انطلاقاً من مطار قويسنا، كنا ننتقل إلى مطار القطامية ليلاً وهو مطار قريب من الجبهة لكى نستطيع الوصول إلى الأهداف فى العمق ثم العودة إلى تمركزنا الطبيعى بقويسنا. أما يوم 6 أكتوبر فقد كان صباحاً عادياً وكان قائد اللواء قد ذهب إلى القاهرة بحجة رؤية أولاده، ولكن علمنا أنه ذهب لقيادة القوات الجوية وتم تبليغه بالحرب، وبعدها بساعات جاء الطيار حسن فهمى وكان شخصية متماسكة ولا يُظهِر ما بداخله واستدعى قادة التشكيلات إلى غرفة المحاضرات وكان منهم أسامة حمدى قائد السرب وعبدالعزيز عبدالمجيد وأنا وعاصم عبدالحميد وجلال زكى وغيرهم وكان إحساسى بأن هذا اليوم الذى ننتظره حتى أبلغنا بالفعل بأن الحرب اليوم الساعة الثانية. ثم أدخل باقى طيارى السرب وعندما علموا ظهر الحماس على الجميع وتم توزيع الخرائط على قادة الأسراب. كان الهدف المخصص لى هى مواقع فى المحور الشمالى فى رمانة وبالوظة، وفى التوقيت المحدد انطلقت جميع طائرات السرب إلى مدينة القنطرة ثم انفصل كل تشكيلين إلى هدف واحد لكى يحدث تدمير مؤكد له. وقمت بالهجوم على الموقع وحققنا نتائج مُؤكدة، وبعد الضربة وأثناء العودة كانت تعليقات الطيارين مليئة بالحماس والفرحة، وأحسست أن هذه اللحظة هى بداية النصر، وأننا نستطيع أن نفعل الكثير.. وعند عودتنا إلى المطار كانت الفرحة كبيرة، وأطقم الصيانة من الميكانيكية والفنيين من شدة فرحتهم لم ينتظروا نزولى من الطائرة فكانوا يحملوننا فرحاً بالحرب. العميد درويش حسن : الثغرة التى تحولت إلى فخ التقت «أخبار اليوم» عميد أ.ح. درويش حسن درويش، من سلاح المشاه، وأحد الأبطال الذين شاركوا فى معركة المزرعة الصينية، والذى أكد أن المزرعة الصينية كانت قطعة أرض أجرت الحكومة المصرية عليها عدة اختبارات لاستزراع أراضى سيناء فى الخمسينيات، يرجع سبب تسميتها إلى أن المنطقة كانت ضمن مزارع تجارب يابانية فى سيناء، لكن عندما وجد جنود العدو معدات مكتوبًا عليها باللغة اليابانية ظنوا أنها صينية ومن هنا أتى الاسم، وعن المعركة أوضح «درويش» أن العدو حين قرر إحداث ثغرات فى معركة الدفرسوار أو ما يسمى «المزرعة الصينية» بدأ فى دراسة أضعف الأماكن للجيش المصرى من أجل اختراقها، وأبلغت طائرات الاستطلاع الأمريكية العدو بوجود فجوة فى منطقة بين الجيشين الثانى والثالث بمصر فوضع العدو خطة يوم 11 أكتوبر محاولًا العبور غرب القناة وكلف بالمهمة فرقة الجنرال «أرئيل شارون»، وضمت 3 ألوية مدرّعة، بقيادة كل من «آمنون ريشيف، وتوفيا رافيف، وحاييم آريز»، فضلًا عن لواء مظلات تم إلحاقه بها لتنفيذ العملية بقيادة العقيد «دانى مات». كانت المهمة الأولى ل«شارون» تطهير المحورين الرئيسيين اللذين ستتحرك عليهما القوات والمعدات المخصصة للعبور، وهما محور «أكافيش» أو طريق «الطاسة- تل سلام»، ومحور «طرطور»، وهو طريق قام العدو بشقه وتمهيده قبل الحرب لتحرُّك الكبارى الضخمة والمَعديات إلى نقطة العبور فى الدفرسوار، لكن العقبة التى كانت تواجه الخطة العدو، تتمثّل فى موقع قطاع لواء المشاه التابع للجيش المصرى الذى كان يشرف على أجزاء عديدة من المحور، حيث تقع فى الجزء الأخير من محور طرطور الدفاعات الأمامية لهذا اللواء، لذلك كان أحد الأهداف الرئيسية لخطة تأمين معبر الدفرسوار وتطهير محورىّ التقدُّم، هو تدمير لواء المشاه، واحتلال مواقعه الدفاعية، لإخلاء المنطقة حتى شمال قرية الجلاء «المزرعة الصينية»، من القوات المصريّة. وهذه المعركة كانت مصيرية بالنسبة للعدو وبذل فيها من المجهود وتكبد من الخسائر ما يفوق التخطيط العسكرى، وكان له هدف سياسى من تلك المعركة وهو خلق تواجد لقواته فى تلك المنطقة المهمة، ولكن هنا ظهرت الأعمال البطولية لقواتنا، وظهر ذلك حين فشل العدو فى اختراق لواء المشاه بوحدات ميكانيكية أو مدرعة، فكان قراره استدعاء لواء مظلى لاستخدامه كمشاه مترجل، وهذا يُعد أسوأ استخدام لقوات المظلات بالنسبة للعدو الإسرائيلى. وأضاف أن العدو اصطدم حينها بالحد الأمامى لدفاعاتنا، وفوجئ بأنه أمام منطقة حزام النار الكثيف، وهى منطقة تغطيها نيران أفراد المشاه فى الوحدة، من البندقية الآلية إلى المدفع، وحين فشل العدو فى اختراق لواء المشاه، قام باستدعاء لواء مظلات العدو وفشل أيضًا مرة أخرى، وتابع حديثه مؤكداً على أهمية الدور الذى قام به المشير محمد حسين طنطاوى، الذى كان برتبة مقدم وكان قائدًا للكتيبة 16 مشاه، حيث أصدر أوامره بوقف إطلاق النار تمامًا لإغراء قوات العدو الإسرائيلى على التقدم فى منطقة المزرعة الصينية. وبالفعل تقدمت القوات حتى أصبحت فى مرمى نيران القوات المصرية، ولا يمكن أن تخطئها أى رصاصة، وأصدر حينها «طنطاوى» أوامره لكل أسلحة الكتيبة والمدفعية والهاون وجميع الرشاشات والأسلحة المضادة للطائرات، أن تتجه فى اتجاه تلك الثغرة، وأمرهم بعدم فتح النيران إلا بطلقة إشارة حمراء منه شخصيًا، وهو ما أمر به بالفعل عند اقتراب العدو، وفتحت جميع أسلحة الكتيبة على القوات المظلية للعدو. وتكبدت إسرائيل خسائر فادحة، مئات القتلى وعشرات الدبابات ومئات العربات العسكرية، وتحولت الثغرة التى استهدفوها لتحقيق انتصار إلى «فخ» كبير لهم، وتحولت المزرعة الصينية إلى مقبرة جماعية للعدو، أصابت ديان وشارون بصدمة كبيرة، ورغم نجاة الكولونيل عوزى يائيرى قائد قوات المظلات الإسرائيلية من المصير الذى لحق بقواته إلا أنه أصيب بمرض نفسى جراء ما حدث لقواته أمامه على يد أبطال الجيش المصرى. العميد عبدالقادر : سجدة شكر فوق الساتر الترابى وأوضح عبدالقادر، أنه كان له شرف عبور القناة مع أول موجة للعبور، مستطردًا: «عبرت مع مراكز الملاحظة التابعة لى فى قاربين فى الساعة الثانية وخمس دقائق، يوم السبت 6 أكتوبر 73، اقتحمت الساتر الترابى وسجدت شكرًا لله على أول حبة رمل فى الضفة الشرقية، ثم انطلقنا فى طريقنا والطائرات المصرية تمر فوقنا بكل فخر، تدك حصون العدو بشراسة ودقة، وتقدمنا كالسيل الذى لا يوقفه شىء إلى أرض سيناء». وأشار إلى أن كتيبته كانت مكلفة بمهمة القضاء على القوات التى تقترب من قوات المشاة التى تعبر القناة فى القوارب المطاطية بالأسلحة الخفيفة، وال «آر بى جى»، حيث لم تكن الدبابات والأسلحة الثقيلة عبرت بعد، مضيفًا: «منعنا العدو من الاقتراب ودارت وقتها أشرس معارك بيننا وبين قوات العدو المتمركزة على شرق القناة، ونجحنا فى تأمين قوات الموجة الأولى للعبور من قصف المدفعية للعدو، ومساعدتها فى التغلغل فى عمق دفاعات العدو، من خلال ضرب بطاريات الصواريخ المتركزة شرق القناة، والقضاء على دبابات العدو المقتربة من العمق وكذلك المجنزرات وعربات إطلاق الصواريخ لمدة 6 أيام». وتابع: «أثناء تمركزى أنا وجنودى فى الحفر البرميلية ليلًا تأهبًا لاقتناص أى دبابة، سمعنا صوت تحرك أشخاص، وانتظرنا نستطلع من هم وأطلقت طلقة استرشادية فى المكان فوجدناهم أفراد استطلاع إسرائيليين وتمكنت أنا وجنودى من مطاردتهم، وكان من نصيبى قتل ضابط إسرائيلى برتبة نقيب، كنت أريد أسره حيًا حتى أعرف منه بعض المعلومات، ولكن الخسة فى طباعهم فحاول إخراج خنجر من جنبه فبادرته بطعنة من سونكى بندقيتى ولفظ أنفاسه». وأكد أن الدعم العربى لمصر كان بلا حدود منذ حرب الاستنزاف وحتى نصر أكتوبر، حيث «تواجدت معنا كتيبة مشاة كويتية، وسلمت الجزائر لمصر أسلحة استوردتها من فرنسا، ومن ضمنها المدافع التى استخدمناها فى 73، ولن أنسى دور الطيران العراقى سواء فى حرب الاستنزاف أو أكتوبر، والشهداء العراقيون من الطيارين مدفونين فى مقابر الجيش الثانى الميدانى، والسعودية عندما قامت بتحويل مسار سفن البترول المتجهة إلى أوروبا لتتوجه إلى مصر، كل هذا يدل على التلاحم العربى». العميد عطالله : «حارس» سماء المعركة تحفل ذاكرة العميد عصام على عطالله قائد كتائب بالدفاع الجوى سابقًا بالعديد من الذكريات عن بطولات الجيش المصرى خلال حرب أكتوبر المجيدة، بعدما جرى إعداده وبناؤه بشكل مثالى من حيث التجهيز البدنى والتدريب والتسليح لتحقيق الأهداف المطلوبة. أوضح العميد عصام عطالله أن معركة الاستنزاف كانت أحد العوامل الرئيسية التى ساهمت فى انتصار أكتوبر، فقد قامت القوات المسلحة المصرية خلالها بمحاربة العدو، بالتزامن مع استمرار عمليات التدريب والتجهيز للمعركة النهائية، مما أدى إلى نجاح العبور العظيم. وأشار إلى أنه فى عام 1967 كان «ملازم أول» وشارك فى حرب الاستنزاف، وفى حرب أكتوبر كان رائدًا فى سلاح الدفاع الجوى، وفى الأيام الخمسة الأولى للحرب قام بتنسيق عمليات كتيبة، وبعد ذلك تولى منصب قائد الكتيبة باقى أيام الحرب. وأضاف: جاء تأسيس سلاح الدفاع الجوى ليكون القوة الرابعة فى القوات المسلحة، بموجب القرار الجمهورى رقم 118 الصادر فى 28 فبراير 1968، وقد مثّل ذلك أهمية بالغة فى حرب الاستنزاف وحرب 1973، فقد تم تحديث نظم وتكتيكات المعركة من خلال تجهيز الأسلحة المشتركة وتوحيد المجهود المشترك للقوات المسلحة، وتم تشكيل القوات البرية والقوات المدرعة والبحرية. وتشكلت القوة الرابعة لتعويض نقص الموارد والقدرات العسكرية فى الجيش المصرى بتكتيكات وإمكانيات متاحة من الدفاع العسكرى، ويعلم الجميع أن الاتحاد السوفيتى لم يوفر لنا كل احتياجاتنا من الأسلحة الهجومية التى كنا بحاجة إليها، وهذا كان ناجمًا عن سياسات دولية. وتابع: ومع ذلك، فى إبريل 1968، تم عقد اجتماع مع الزعيم جمال عبدالناصر فى قاعدة بلبيس الجوية ولحسن حظى كنت حاضرًا فى هذا الاجتماع، حيث أعلن أننا سنقاتل بالأسلحة المتاحة، وقال جملته الشهيرة: «إن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة»، وهذا ما حدث، وفى هذه الفترة، كانت إسرائيل تشن هجمات على العمق فى مصر كما حدث فى مدرسة بحر البقر ومصنع أبوزعبل وحلوان اللذين استهدفتهما القوات الجوية للعدو، وبسبب نقص الأسلحة المطلوبة من الاتحاد السوفيتى.. وأضاف: قادت كتيبتى الموجة الأولى لعبور قناة السويس جنبًا إلى جنب مع قوات المشاة، وتمكنا من تدمير خط بارليف، الذى كانت إسرائيل تزعم أنه أقوى من خط «ماجينو» الفرنسى فى الحرب العالمية الثانية، وقامت كتيبتى بحماية سماء المعركة وتأمين الهبوط للقوات البرية بواسطة صواريخ الدفاع الجوى.