انطلقت مسابقة فتاة العالم العربي 2010، في دورتها الخامسة بالقاهرة بمشاركة ثماني عشرة فتاة من ست عشرة دولة عربية، وتضمن برنامج المسابقة عدداً من الزيارات السياحية لمعالم القاهرة، إلي جانب العديد من الندوات واللقاءات الشعرية والأدبية، والتي شارك فيها شعراء من الدول العربية، وعقدت اختبارات شفهية وتحريرية للمتسابقات وإعطاؤهن درجات عن ذلك، وشهدت المسابقة تنافساً كبيراً علي اللقب الذي حصلت عليه التونسية «ريم فاروق» والمسابقة أقيمت تحت رعاية «موسوعة التكامل العربي الاقتصادي الأفريقي» جامعة الدول العربية، الاتحاد الأفريقي، وزارة التضامن الاجتماعي، والجمعية المصرية للثقافة والإبداع، واتحاد المبدعين العرب. بعد منافسة شرسة من المتسابقات حصلت المذيعة التونسية ريم فاروق علي لقب فتاة العالم العربي المثالية والتي قالت ل«صباح الخير» إن مسابقة miss arab تختلف عن كل مسابقات الجمال الأخري وتختلف أيضاً عن مسابقة «miss world» أو فتاة العالم وذلك لأنها تبحث عن الفتاة المثالية في كل شيء، ليس الجمال فقط. وأضافت ريم: في الفترة الماضية قمت بمجهود مضاعف ومتواصل حتي أنني فقدت عدة كيلوجرامات من وزني، ولكني في نهاية كل يوم شاق كنت أشعر بسعادة ونشاط عندما أتذكر حصولي علي اللقب، ومع ذلك لم أقم بهذا المجهود وحدي بل كان هناك فريق متكامل لتدريبنا علي كل شيء، وتتميز المسابقة بأنها تبحث عن الجديد بداخل الفتاة ولا يتوقف الأمر علي الجمال فقط، ولكن الثقافة شيء مهم جداً، وكنا في أوقات كثيرة نتلقي أسئلة بدون استعداد، وكانت هناك درجات علي هذه الأسئلة، فالأمر ليس مسابقة للمرح أو النزهة، ولكننا كنا نعيش يوماً طويلاً من الإرهاق في التدريبات الرياضية والجولات السياحية والذهاب إلي الأماكن التطوعية لتقديم أعمال خيرية للمحتاجين، ومن أهم الزيارات التي قمنا بها زيارة لمستشفي السرطان. وقالت ريم: قمت بطهي أكلة تونسية في مسابقة الطبخ حيث كان هناك يوم للمأكولات العربية، وقدمت لهم أكلة «الطجين التونسية» والتي أبهرت الجميع. والمسابقة ليست لتخريج فتاة جميلة فقط، ولكنها تدريب للبنات علي القراءة وممارسة أعمال تطوعية والطهي إلي جانب معرفة فن الإتيكيت وفقاً لتقاليدنا الشرقية، وكانت سعادتي لا توصف عندما ارتديت الزي الشعبي للمرأة التونسية صاحبة الطباع الخاصة في ارتداء الملابس وتصفيف الشعر وأيضاً طهي الطعام. وقالت لنا صاحبة المركز الثاني في المسابقة روان الموصلي من السعودية: المسابقة عرفتني علي ثقافات وعادات وتقاليد عربية من خلال لقائي مع المتسابقات، والتعرف عليهن، وجمعني بهن شيء واحد عمل علي التقريب بيننا هو العروبة، فكلهن سفيرات لبلادهن، وأضافت روان: إن المسابقة دعمتني أكثر لعمل الخير، فعندما ذهبنا إلي مستشفي السرطان في مصر أيقنت أن العمل الخيري وزيارة المرضي والتقرب إلي المحتاجين أهم من أي لقب أو تاج تحصل عليه الفتاة، خاصة أن المرأة العربية ذات قلب حنون ومحبة للخير دائماً. وقالت روان في يوم طبخ المأكولات العربية: عرفت أن الفتاة المثالية ليست جمالا أو ثقافة فقط ولكنها أيضاً ينبغي أن تكون طباخة ماهرة، ولديها قدرة علي خلق نوع من النظام في احتياجاتها، حتي لا تهتم بشيء وتهمل بقية الأشياء فينبغي علي المرأة أن تهتم بزينتها، وملابسها وجمالها لا تهمل بيتها أو أسرتها، ولذا قمت بعمل أكلة «الكبسة السعودية» وهي أكلة صعبة وتحتاج إلي وقت حتي تخرج بصورة طيبة، حتي أنه في يوم الطهي العربي وقفت جميع الفتيات إلي جانبي ليشاهدن كيف أطهو «الكبسة» ووقتها لم أفكر في اللقب أو الجمال ولكن كيف أنصف المرأة السعودية. وقالت لارا العبداللات من الأردن وتعمل مذيعة والحاصلة علي المركز الثالث: إن الأمر لن يتوقف عند الحصول علي اللقب، ولكنه يفرض علينا القيام بالأعمال الاجتماعية والخيرية، وهذا ما أنوي عمله في الأيام القادمة كما أن أعمال الخير لن تقتصر علي الأردن فقط، بل سوف أساهم بأنشطة خيرية في كل البلاد العربية وسوف نبدأ من فلسطين، وهذا بعد أن اتفقنا أنا والبنات المشاركات علي ذلك، حيث نساعد المرضي، ونقدم لهم الطعام والعلاج للمحتاجين، كما سنساهم في التقريب بين كل الدول العربية وفلسطين، هذا إلي جانب تواصل الثقافات العربية مع بعضها البعض، وتحقيق نوع من التبادل بين هذه الثقافات، خاصة بعد أن قمنا بعدة رحلات للتعرف علي معالم مصر السياحية، والتي ساعدتني في اكتساب العديد من المعلومات التي كنت أجهلها عن بلد عربي شقيق معروف بعلاقته الطيبة مع الأردن. وأضافت لارا: قمت بعمل أكلة شعبية من الأردن وهي أكلة «المنسق» وتتكون من الأرز واللحم واللبن، واخترت هذه الأكلة بالذات لأنها جزء من التقاليد للمناسبات الأردنية، ورمز للتمسك بالأصول العربية والشرقية. أما فاطمة علي الحاج من السودان صاحبة المركز الرابع فتقول: هذه هي الزيارة الأولي لي إلي مصر أم الدنيا، وكانت فرصة جيدة لي حيث تم قبولي بالمسابقة، التي عرفت عنها بالصدفة من خلال الإعلان الموجود علي الإنترنت وأرسلت ال«C.V» وخلال يومين تمت الموافقة علي قبولي للاشتراك في المسابقة. وقالت فاطمة إن الترشيح لهذه المسابقة يشعرني بالنجاح ويعطيني ثقة كبيرة في العمل الاجتماعي، كما أن اللقب من الممكن أن يفتح لي مجالات عديدة، ويساعدني في حل قضايا المجتمع العربي، كما أنني سوف أسعي للحديث عن مشاكل المرأة خاصة في السودان وذلك لانتشار العنف ضد المرأة وضد الأطفال وبما أن المرأة نصف المجتمع يجب أن تكون هناك مساواة مع الرجل. وأضافت فاطمة قمت بطبخ «العصيدة السودانية» الأكلة الشهيرة والغنية بكل ما يحتاج إليه الجسم من فيتامينات. وقالت زهور الوردي «البحرين» والحاصلة علي المركز الخامس: لم أتوقع المشاركة الكبيرة والاهتمام بالمهرجان وحجم الاستعدادات له، وكنت متشوقة كثيراً للمشاركة في هذه المسابقة، وذلك لحبي الشديد للسفر، خاصة إلي مصر، وذلك لما لها من طابع مميز وسحر خاص من حيث الطبيعة والجو، ورغبتي في زيارة المناطق السياحية والأثرية بها، هذا إلي جانب التشجيع الكبير الذي وجدته من جميع المحيطين بي من أسرتي، وكذلك من السفارة للمشاركة في المسابقة، وقد بذلت جهداً كبيراً في المسابقة لكي أكون خير ممثلة لبلدي. وجئت للمسابقة بطبخة بحرينية هي مكبوس الدجاج، التي قمت بطبخها أكثر من مرة، الأولي في المسابقة ثم قمت بطبخها بعد ذلك عدة مرات للفتيات بعد أن طلبنها مني. • مسابقة مختلفة وتقول حنان نصر - رئيس المسابقة: لقد هدفنا إلي إظهار ما تتميز به الفتاة العربية من ثقافة وحضارة وسلوك ومظهر محتشم، وبعد عن تقاليد الغرب في المظهر والسلوك، وتأكيد الرغبة في العمل الاجتماعي والتطوعي وخدمة المجتمع، من خلال ما تقوم به اللجنة المنظمة للمسابقة من تنظيم قوافل خيرية لمساندة المحتاجين في العالم العربي. وأضافت أن المسابقة تختلف عن كل المسابقات الموجودة علي مستوي العالم ولذا جعلنا شعارها «دعوة للحشمة والثقافة»، فهي ليست مسابقة جمالية فقط، ولكنها تقوم علي أشياء تتماشي مع تقاليدنا العربية لاستخراج أفضل ما في الفتيات، وبالفعل بدأت المسابقة في العام الماضي إعطاء الفتيات ألقابا تتناسب مع الصفات الظاهرة لدي كل فتاة، فكانت هناك «فتاة الحضارة العربية، فتاة الثقافة العربية، وفتاة الرياضة العربية» بخلاف الفتاة الحاصلة علي لقب «فتاة العرب المثالية» وهي التي تجمع كل الصفات، وأربع وصيفات لها، وكان لهذه الألقاب أثر عظيم في نفوس الفتيات. وتقول حنان نصر إن المهرجان لا علاقة له بالدين أو السياسة حتي أن أول فائزة بهذا اللقب في عام 2006، «كلوديا حنا» وهي مسيحية من العراق، وفي العام التالي كانت «وفاء جناحي» من البحرين، وفي العام الثالث «مودة نور» من السعودية وفي العام الماضي كانت «شيماء منصور» من مصر، وفي هذا العام «ريم فاروق» من تونس. وأضافت أن المهرجان مصري، لذا تمت إقامته في مصر علي مدار السنوات الخمس الماضية، ولو حدث وأقيم المهرجان في أي دولة أخري عربية أو أوروبية، سوف تتم إقامته بنفس الشروط من الحشمة والثقافة، وأضافت لا توجد جوائز مادية للفائزات، ولكن الجائزة الحقيقية لهن هي اللقب الذي يحصلن عليه. وعن إمكانية ترشيح الفتيات لمسابقات أخري مثل «miss world» قالت إنها رفضت العديد من هذه المسابقات نظراً لاعتمادها علي معايير جسدية والملابس العارية، وارتداء المايوهات، وقد رفضت مثل هذه المسابقات التي تتنافي مع تقاليدنا العربية والشرقية. وقد اختتمت المسابقة بأغنية «للفتاة العربية» وظهرت الفتيات بالزي الأبيض، ثم ظهرن بالعباءات الإماراتية أمام لجنة التحكيم، والتي تكونت من «إبراهيم أبوذكري - رئيس اتحاد المنتجين العرب، والإذاعي أحمد نور، والفنانة مادلين طبر، والمخرج حسن عيسي والخبير السياحي محمود المغربي، والفنانة لاميتا فرانجية ، ونور باعباد وكيل وزارة الشئون الاجتماعية باليمن. وحضر الحفل عدد من سفراء الدول العربية وزوجاتهم، وعلي هامش المهرجان تم تكريم عدد من الشخصيات العامة والإعلامية لهذا العام منهم د. جورجيت قليني عضو مجلس الشعب، والإعلاميون والإعلاميات نادية حليم، شافكي المنيري، نهلة عبدالعزيز، علي عبدالرحمن، والصحفيون فوزي إبراهيم، محمد الغيطي، مني نشأت، مني رجب، إيمان حمزة، ومصمم الأزياء هاني البحيري، ثم ظهرت الفتيات وقت إعلان النتائج بالزي التقليدي لكل دولة، وقد تضمن الحفل مجموعة من عروض الأزياء، وعروض للميك أب، وتصفيف الشعر.