بعد أيام قليلة قادمة ندخل اختبارا شائقا لا نملك فيه سوي النجاح.. وفيه نقرر أنه لا بالأحلام ولا بالأمنيات فقط يتحقق المستقبل.. وإنما بالإدراك الواعي لحجم المسئولية في العمل والاجتهاد الذي يرتقي بالحاضر ويبني خطوات حقيقية لمستقبل يليق بقامة وقيمة هذا الوطن وأبنائه. نحن أمام استحقاق انتخابي يجري لأول مرة في تاريخ مصر تحت مظلة المواطنة كأساس دستوري يضمن المساواة في الحقوق و الواجبات بين المواطنين بغض النظر عن الدين أو الجنس.. وتعديلات دستورية وسعت من سلطات مجلس الشعب في التصويت بالثقة في الحكومة الجديدة وإقرار تعديل الموازنة العامة.. وجعلت للأحزاب السياسية حق التقدم بمرشحين لانتخابات رئاسية تنافسية.. وعززت المشاركة السياسية للمرأة.. وأنشأت لعملية الانتخابات لجنة عليا مستقلة تسير إجراءاتها طبقا لقوانين وضوابط تضمن المساواة لكل المرشحين بغض النظر عن انتمائهم السياسي والحزبي. وهنا صوتك أمانة.. وفي هذا السياق لا يمكن المطالبة بحاضر أفضل ومستقبل يرتكز علي أسس واضحة بينما الذهاب إلي صندوق الانتخابات لاختيار نواب الشعب يبقي أداء ممتنعا يُهدر فيه الحق الأصيل في استخدام الصوت الانتخابي. لا يمكن المطالبة بحاضر أفضل ومستقبل واعد بينما مواجهة الأفكار الظلامية لجماعة الإخوان المحظورة تظل عاطلة أمام محاولاتها العلنية سرقة عقل ووجدان هذا المجتمع ووسطيته واعتداله ونسيجه المحتضن للآخر في الديانة والجنس منذ أن خلق الله هذه الأرض المصرية المقدسة. وبينما خدعتها المكشوفة في استخدام الدين غطاءً ووسيلة لتحقيق أجندة سياسية تستهدف مصادرة مكتسبات هذا المجتمع وهو يسعي لبناء دولته العصرية المدنية التي تضع مبدأ المواطنة كقيمة رئيسية في المادة الأولي من دستورها وكمقوم أساسي لحركة المجتمع والتفاعل بين مواطنيه. خدعة تجد من ينظمها ويناصرها ويدعو لها من بين نخبة فاسدة وسياسيين مقامرين غيبوا الضمير الوطني وقدموا مصالحهم الشخصية في شهرة وثروة وهم يراهنون علي وحدة واستقرار هذا الوطن العزيز الذي يستحق.. بينما الحلال بين والحرام بين. وهنا صوتك أمانة.. خدعة لا تكاد تخطئها عين طفل صغير في استهداف هذا البلد الآمن من جماعة الإخوان المحظورة وما لها من امتدادات وتحالفات خارجية مشبوهة.. ومثلها الأعلي في دولة دينية تتأسس علي فرض الطاعة لأمير الجماعة حتي ولو كان «خامورجي» و«بتاع نسوان».. مصريا أو تركيا أو أفغانستانيا.. دستورها «طظ في مصر».. وهو منهجها وغايتها المعلنة من مرشدها العام. والمشاركة بالذهاب إلي صندوق الانتخابات والتصويت ضد التدليس باسم الدين هو مواجهة مباشرة لهذا الضلال والتضليل باللحية والسبحة.. التصويت ضد المتاجرة بالدين انحياز مباشر للحق الأصيل في ضمان حرية هذا المجتمع وبنائه التنويري وتفاعله الثقافي وأمن وسلامة مواطنيه وضمان حرية معتقداتهم الدينية.. لهم حقوق متماثلة وواجبات متساوية.. لا فرق بين مسلم ومسيحي ولا تباين بين رجل وامرأة.. مجتمع لا يتهدد بسيفين يحتضنان مصحفا فوق عبارة «وأعدوا». وهنا صوتك أمانة.. دعونا علي صفحات صباح الخير التالية إلي حتمية المشاركة بالذهاب إلي صناديق الانتخابات.. ليس فقط استخداما للحق الأصيل في اختيار نواب الشعب وإنما ليصبح كل منا جزءًا أساسيًا في صياغة مستقبل هذا الوطن.. لنصبح أصحاب قرار.. علينا مسئولية لا يجب إهمالها.. لا نهضم خدعة.. ولا تؤثر فينا العبارات الحماسية التي لا تجد لها أقداما علي الأرض تقف عليها.. فنضع ثقتنا فيمن اختبرنا نتائج عمله وإخلاصه وصدق رؤيته في إنجاز تحقق وأصبح ملموسا بين أيدينا.. أفكارًا وسياسات وآليات تنفيذ. فصوتك أمانة.. عليك أن تؤديه.