الوطن ليس كلمات تلقى شعرا فتغازل المشاعر ولا هو شعار يرفع وينتهى عند انتهاء الحاجة وتحقيق الغرض.. ولا بيانات فى الهواء الطلق وأمام الكاميرات التليفزيونية تعطى صاحبها وجاهة اجتماعية. وإنما الوطن صناعة تراكمية.. مع كل بناء يتم فيها تتأكد قيم الإخلاص والتفانى والتضحية والحسابات المعقدة ليصبح وطنا نليق نحن به.. ويليق هو بأحلام وطموحات البسطاء من أبنائه.. وهذا الوطن الذى يستحق لا تصنعه سوى الإرادة الحقيقية لنوايا مخلصة نبيلة لا يداخلها شك من قريب أو بعيد فى قيمة هذا الوطن وحقه فى حاضر قوى ومستقبل يرتقى بحياة أبنائه بما يؤكد فى كل لحظة على تاريخه وتأثيره ومكانه ومكانته منذ عرف أول حدود له على وجه الأرض. حقه فى أن تظل حدوده آمنة ومجتمعه مستقرا ومصالح بسطائه فى كل لحظة هى الهدف المحقق.. وطن يواجه تحدياته بعقل ثابت لا يعرف المغامرات وقلب شجاع لا يقبل التهاون وإيمان مستقر لا يلين أمام صعوبات أو مخاطر أو استهدافات داخلية أو خارجية. وطن لا يعرف بناء قصور من الرمال تتهاوى عند أول موجة بحر.. ولا أبطال من قصاقيص الورق الملون لا تجيد سوى الضجيج الذى بلا طحن.. فتذوب ألوانها مع أول درجة حرارة اختبار وتتفتت إلى قطع صغيرة تنثرها نسمة هواء عندما تأتى أول لحظة حقيقة. وطن تصنعه إرادة أبطاله الحقيقيين الذين وهبوا حياتهم بكل تفاصيلها لأمنه وسلامته ومستقبله ومصالحه ومستقبل أبنائه.. انحيازا لمصالح بسطائه.. دون انتظار جزاء ولا شكور.. وإنما هو الواجب. إرادة البطل المصرى الطيار المقاتل حسنى مبارك الذى رفض التفريط فى شبر واحد من الأرض المصرية عندما قدم الاحتلال مغالطته ومساومته فحاول فى طابا، فاستردت مصر أرضها كاملة غير منقوصة فى مثل هذه الأيام من العام 1989.. ويرفع الرئيس مبارك العلم المصرى لتعود الأرض المصرية كاملة إلى شعبها. حفظ الطيار المقاتل حسنى مبارك للوطن كل شبر من أرضه ولمصر حدودها منيعة مستعصية على كل المحاولات.. صامدة فى وجه كل دعوات المغامرة بالحرب من منطق قوة الردع والقدرة على صناعة سلام الأقوياء الذى يحميه الجيش العصرى القادر على حماية وسلامة حدود وطنه.. ولم يتوان للحظة فى الدفاع عن الحقوق العربية والمصالح العليا للأمن القومى العربى.. وقد اختبرنا مغامرات الشعارات الحماسية والأحلام المستحيلة لنشهد صباح يوم أسود تم فيه احتلال سيناء.. الأرض المصرية فى عام 1967. حفظ الرئيس البطل لبسطاء الوطن مجتمعا مستقرا أرادت عمليات الإرهاب أن تحطم واقعه وتغرق مستقبله فى ظلام لا يفيق منه ولا يتعرف فيه على طاقة نور.. فانهارت كل المخططات الظلامية.. التى حيكت فى الداخل ووجدت لها سندا من الخارج. انحاز الرئيس مبارك لحق البسطاء وطموحهم الأصيل فى الارتقاء بتفاصيل حياتهم اليومية فى خطط متوالية تراتبية للإصلاح الاقتصادى تتيح مجالات التنمية ذات العائد الحقيقى على الأرض.. بنية أساسية ومشروعات عملاقة ومدنا جديدة.. كلها أبواب للرزق تفتح لأبناء البسطاء.. تحت مظلة اقتصاد قوى لا يلجأ إلى الاستدانة فى أشد الظروف قسوة.. وقد اختبرنا أزمات دولية فى ارتفاع الأسعار العالمية لمحاصيل الغذاء والأزمة المالية العالمية التى ضربت اقتصاديات كبرى فى العالم.. واستطاع الاقتصاد المصرى بأدواته تجاوزها.. وقد اختبرنا أيضا كيف كان واقع الاقتصاد المنهار والخزائن الخاوية والبنية الأساسية المهترئة والرقابة التى تكتم أنفاس حرية التعبير. هى إرادة البطل المصرى الحقيقى الحديدية .. إرادة صنع الوطن العزيز الذى يستحق .. إرادة المقاتل الطيار الرئيس مبارك.. أرض محررة وعلم مرفوع وسلام وتنمية.