استلهمت قدر كبير من أفكارى ومبادئى من برنامج الأطفال الرائع «ماما نجوى».. ولم أكن أنا الوحيدة التى أثرت فيها الإعلامية الكبيرة «نجوى إبراهيم» بل الملايين.. وبعد مرور 50 سنة على التليفزيون، تساءلنا.. أين «ماما نجوى»؟ ومتى ستعود؟، كيف كانت ذكرياتها فى بدايتها عام 1966. وكيف بدأت عملها وهى طفلة فى الثانى الثانوى؟! تحُدثنا الإعلامية الكبيرة نجوى إبراهيم عن كل هذا فى حوار جميل شيق.. كيف تم اختيارك وقبولك فى التليفزيون العربى؟ - كنَّا 400 فتاة ودخلنا امتحانات كثيرة جدا.. فى كل حاجة.. «عربى، إنجليزى، معلومات عامة، اختبارات ذكاء، وأيضا اختبارات فى سرعة التصرف وسرعة البديهة».. وهل نجحت فى كل هذه الاختبارات من أول مرة؟ - نعم نجحت، ولكنى كنت صغيرة السن جدا فلقد كنت فى الثانى الثانوى.. لذلك كانوا مشفقين علىَّ جدا من العمل فى هذه السن المبكرة.. فيقولوا لى.. «روحى وتعالى السنة الجاية واحنا نأخذك» فأقف فى إصرار وأقول لهم أنا المسئولة عن الإذاعة المدرسية وأستطيع قراءة الجرنال فهل أقرأ لكم؟ فأقرأ لهم ويقولوا لى «ممتازة بس تعالى السنة الجاية» فأقول لهم أستطيع أيضا أن أحكى لكم حدوتة وأحكى.. إلى أن قالت الأستاذة الكبيرة همت مصطفى والأستاذ سعد لبيب «خلاص تروح برامج الأطفال» بس السنة الجاية.. فقلت لهم أسمعهم يقولوا «فوتوا علينا بكره» مش السنة الجاية فضحكوا وأدخلونى مع «ماما سميحة». ما الذى جعلك تفكرين فى العمل فى التليفزيون؟ - لقد كنت مبهورة بالتليفزيون.. وكنت مسئولة عن الإذاعة المدرسية وكنت مذيعة المدرسة.. فكان حلمى أن أعمل فى التليفزيون وأكون مذيعة.. ما أول برنامج عملت به منفردة؟ - كان برنامج على الهواء مباشرة اسمه «كلمة السر» وقمت بقص شعرى مثل الكبار لأن الصغار كانوا دائما يربطون شعرهم، ولبست كعب عالى وأذكر أننى قمت بقص شعرى بنفسى.. فقد قمت بقص الضفيرتين بيدىَّ لأكون مثل الكبار.. من الذى ساندك فى البداية؟ - الأستاذ الكبير المخرج «وفيق حبيب، والمخرج سامى أبو النور»، تبنونى وعملت معهم فى برامج على الهواء فقد كانوا مقتنعين جدا بموهبتى وأثقلوها أيضا.. عملت كمذيعة ربط وكنا ننتظرك لتذيعى ماتشات الأهلى والزمالك فما السر؟ - كنت تميمة النادى الأهلى.. فقد كان الأطفال فى مدرسة أولادى يسألونهم «هل ستلعب والدتك اليوم» وتكمل ضاحكة.. كأنى أنا التى ألعب مع النادى الأهلى.. فكنت أقول بإبتسامة كبيرة «نرجو التوفيق للنادى الأهلى ثم أخفض صوتى وأقول.. والزمالك.. ولكنى أيضا كنت تميمة الحظ لنادى الزمالك فى الماتشات الدولية.. ما أجمل ذكرياتك فى عملك فى التليفزيون؟ - ذكرياتى كثيرة، ولكن أكثر ما أذكره هو غرفة المذيعات فقد كانت شيك وأنيقة وبها مكتبة وإضاءة جميلة.. كان كل شىء بسيط، حتى ماكياجنا كان بسيط، كنا كلنا نحب بعضنا البعض، وكان كل أعمالنا على الهواء مباشرة.. رغم عملى صغيرة ولم أعش طفولتى ولكنى كنت ملتزمة وأحب عملى جداً.. هل طفولتك التى لم تعيشها هى سر نجاح ماما نجوى؟! - نعم.. أعتقد ذلك فلقد عشت طفولتى مع بقلظ ولذلك أحبنى الأطفال وكانوا يقتنعون بكلامى، فالطفولة ليست مرحلة وهذا رأيى.. الطفولة صفة يجب أن تكون فى كل إنسان فهى الصفاء والنقاء والخير. ما رأى ماما نجوى فى أطفال اليوم؟ - آخر 15 سنة لم يعد هناك أطفال.. وهذا ليس من التليفزيون كما يزعم البعض، فأين الأهل الذين يجب أن يتحكموا فيما يشاهده أطفالهم.. أنا أرى أطفال أمس أنهم فى ال 40 من عمرهم.. يفهمون ما لا يصح أن يفهموه.. فلقد كنت آخذ أولادى إلى المكتبة للقراءة كفسحة.. وفى النادى ممنوع الجلوس مع الكبار بتاتا.. نحن كانوا يقولوا علينا «جيل التليفزيون» فما العيب فى ذلك، التليفزيون هو جامع الأسرة.. نشاهده أمام أهلنا.. أما الآن فهم «جيل الكمبيوتر» الذى يأخذوه معهم إلى الغرفة ولا أحد يعلم ماذا يفعل وماذا يشاهد.. هل أنت ضد التكنولوجيا والكمبيوتر؟! بالعكس تماما.. أنا مع التطور التكنولوجى لدرجة أننى أتمنى تقديم ما كنت أقدمه بأحدث الأجهزة وال 3 وكل الإمكانات الحديثة.. ولكن التكنولوجيا عندما نستعملها للخير والسلام والتطور.. نصل إلى أقصى حد من العلم والتكنولوجيا ولكن مع الحفاظ على إنسانياتنا.. لا ننسى أننا بشر ولنا روح. ما سبب ابتعادك عن التليفزيون المفاجئ فى 1995 رغم نجاحك الكبير فى فكر ثوانى تكسب دقايق؟! - لم أتوقف لسبب مهنى بل لوفاة أمين.. لقد كان حدث أفقدنى توازنى لمدة سنتين وعدت بعد ذلك فى ,1997. وفى مركز إدارى.. رفضت العمل فى روتانا سينما بعد رحيل هالة سرحان لماذا؟ - لأننى رفضت خروج هالة بهذه الطريقة العنيفة.. التى جعلتها تخرج خارج مصر ولم تدخلها حتى الآن.. وكل هذا بسبب حلقة واحدة عن فتيات الليل.. بالطبع كنت رافضة للعمل مكانها بعد تلك الظروف القاسية. ما صفات المذيع الناجح؟ - المذيع يجب أن يقدم معلومة.. وأن يكون محايدًا ولا يقول رأيه أبداً ويكون عنده سرعة بديهة وذكاء.. الآن أسموه محاور ولكنى أعتب على بعض المذيعين أنهم يتعاملون مع شخصيات مهمة كالوزراء مثلاً بشكل غير لائق.. يجب أن نعلم أن الكبير كبير.. ما رأيك فى برامج التليفزيون؟ - أتابع الكثير منها ولكن يوجد الكثير من البرامج تقضى على الأمل فى حياتنا.. ينتهى البرنامج ونحن غير قادرين على الابتسامة.. أذكر أننى كنت أقدم برنامج أسمه «صورة» عن رجل يخرج من سجنه مثلاً بعد 19 سنة ونذهب إلى أمه وأخوته ونحكى حياته ومع ذلك كان هذا يعطى سعادة وأمل للناس. 12 فيلمًا سينمائيًا فقط لماذا؟! - فى السينما كانت دماغى بتبرق فكان لى دائماً هدف.. أفكر الفيلم ده هعمله ليه؟! فمثلاً الأرض دائماً يعرض فى عيد الفلاح.. ولا ينساه أحد.. الرصاصة لا تزال فى جيبى وفيلم حتى آخر العمر ودائماً تعرض فى (6 أكتوبر) وفيلم فجر الإسلام الذى يأتى دائماً فى المولد النبوى أو فى بداية السنة الهجرية.. وهكذا، أفلام دائماً موجودة على الشاشة وناجحة.. ما رأى ماما نجوى فى الشباب الآن؟ - أعتقد أن الشباب غلابة.. وأصبح «ينفض» للتليفزيون كما هى لغتهم.. لأنه يجب أن نعطى للشباب برامج ومسلسلات فيها أمل وحركة وتساير عقلهم والتطور.. فمثلاً تعجبنى جداً ساقية الصاوى. وأجد تجمعًا شبابيًا كبيرًا هناك.. وأعتقد أنها تجربة ناجحة جداً.. وهذا معناه أنه إذا وجد المكان الذى يخرج مواهب وأفكار الشباب فتكون النتيجة جميلة جداً.. ويجب أن نفهم الشباب فلقد أصبح للشباب لغة خاصة به. ما الجديد الذى ننتظره بعد طول غياب؟! - برنامج اسمه «مع ماما نجوى» فى قناة الحياة.. يتكلم عن العائلة الجد والجدة والمفاجأة بقلظ وأسرته أيضاً ستكون موجودة.. وسنتكلم فى كل حاجة تخص العائلة وأرجو أن نرجع بالأطفال زى زمان.. فمثلاً حفيدة أختى 4 سنوات سمعتها ترد على والدها عندما قالت لها «يلا بينا عشان نخرج» «حسناً حسناً أيها الأحمق» تخيلى!! فهى طفلة ولا تفهم هذا غير العنف الذى يشاهدونه طوال الوقت حتى فى أفلام الكرتون.. فهى مثل أمنا الغولة ولكن مع بعض التكنولوجيا.. هل مازال هناك ما تحلمين بتحقيقه! - لقد حققت كل ما أتمناه ولكن كما قلت أتمنى عمل هادف مع التكنولوجيا.. وأتمنى أن يصل بقلظ لشهرة كرومبو ويصل الصين أيضاً مثله!! كما أتمنى إعادة أعمالى مثل (30 حلقة من أجمل الزهور) كنت أغنى وأقدم مسابقة للأطفال. وأحب أن أقول إننا لا يمكننى أن أغير فى أخلاقى لأساير العصر ولكن يمكن أن أساير التطور والإمكانات وهذا هو الذكاء.