متى كانت آخر مرة قرأت فيها وماذا قرأت ؟ هل القراءة هى متعتك وهوايتك المفضلة ؟ هل أنت معتادة على القراءة منذ الصغر؟ إذا توافرت لديك أموال ..ما الذى تفضلين شراءه..أدوات تجميل أم كتاب ؟ أسئلة كثيرة حول القراءة سألتها لفتيات تتراوح أعمارهن ما بين 51 وعشرين عاماً.. عفواً .. كانت الصدمة . إحدى هؤلاء الفتيات حصلت على مجموع 89٪ فى الثانوية العامة وقررت أن تلتحق بكلية الطب، وقد قررت مدرستها أن تقيم رحلة للمتفوقات إلى سوريا مكافأة لهن، ووجدتها فرصة رائعة، وبالمصادفة سألتها عن سوريا وعن الحكم السياسى فى سوريا، ومن هو رئيس الدولة الحالى ومن هو السابق وما العلاقة بين الاثنين، والمفاجأة المدهشة أنها لم تعرف أو بالأحرى أجابتنى بعد تردد قائلة : (متهيألى ..الرئيس اسمه الأمير عبد الله!) ما أقوله ليس دعابة .. لكنه أمر مؤسف ولا تعليق عليه، ومن هنا بدأ الحوار مع هذه الفتاة ومع الآخريات اللائى كانت إجاباتهن عن موضوع القراءة مختلفة ومتباينة وأغلبها محبطة: الكثيرات لم يقرأن رواية واحدة لإحسان عبد القدوس ولا نجيب محفوظ ولا حتى قصة قصيرة ليوسف إدريس، وبالطبع هن لم يسمعن أبداً عن الدكتور علاء الأسوانى، وكل ما يعرفنه عن عمارة يعقوبيان أنه فيلم لعادل إمام وفيه مشاهد شذوذ أثارت أزمة! الوضع بين الفتيات مرعب، والثقافة العامة لديهن فى حالة انحدار وهى حالة لا تتجزأ بطبيعة الحال عن حالة التردى والانهيار الثقافى بين أغلب طبقات المجتمع حيث تتراجع نسبة قراءة الشعب المصرى للكتب بشكل كبير.. وكذلك فإن علاقة الشاب المصرى والفتاة بالكتاب علاقة عكسية، كثير منهم يرون أن القراءة هواية مملة والبعض يفضل أن يقضى وقته على الكمبيوتر أفضل من القراءة لكتاب مطبوع، المذهل أن بعض المواقع الحكومية الإلكترونية تدعى بأن القراءة تزداد بين الشباب، ففى حين تتراجع نسبة القراءة فى أوروبا بين الشباب - وما أدراكم بنهم القراءة بين المواطنين فى أوروبا وهم الذين يمارسون القراءة حتى فى وسائل المواصلات، فإن هناك من يدعى أن المصريين الشباب يقرأون أكثر ! لسنا فى حالة اتهام موجه ضد الفتيات المصريات التى تعتبر النسبة الغالبة منهن أن القراءة من آخر الاهتمامات، لكننا نريد عبر هذه السطور أن نوجد طريقة أفضل لغرس هذه الضرورة الحياتية فى جدول حياة كل فتاة مصرية . وهذه فكرة يمكن لعدد من الفتيات تطبيقها بينهن : صالون البنات : لماذا لا تتبادل الصديقات فى المجموعة الواحدة فكرة قراءة رواية أو كتاب ومناقشة أفكاره فى جلسة أسبوعية أو حتى كل أسبوعين وتحاول كل فتاة أن ترشح كتاباً أعجبها وتقوم بعرض أفكاره ومناقشتها أو حتى الاختلاف معها فى هذه الجلسة ؟ لماذا لا تطور الفتيات نمط التقائهن، فبدلاً من انقضاء الوقت فى الحديث عن أشخاص آخرين أو نميمة أو عن أشياء غير مهمة، أن يتم تنويع موضوعات اللقاء مثل الحديث عن كتاب أو عن فيلم أو عن عرض مسرحى أو حتى عن ندوة أو عن برنامج تليفزيونى، ولكن من المهم أن يكون الكتاب قاسما مشتركا بين تلك الاهتمامات. صارحتنى فتاة 91 سنة: أنا من ساعة ما اتولدت ما مسكتش كتاب أقرأ فيه غير كتب المدرسة، عمرى ما قريت للقراية نفسها! أليست كارثة بكافة المقاييس أن تصل الفتاة إلى هذا العمر وهى لم تقرأ؟! هل تصدقوننى إذا قلت لكم أن الفتاة الجامعية التى تدرس فى كلية الحقوق، لا تعرف بالضبط ما هى ثورة يوليو؟ ضحكت ساخرة ومستهترة وهى تقول لى: كل إللى أعرفه إنه فى اليوم ده بناخد أجازة! والكارثة هنا ليست بسبب عدم القراءة فحسب إنما بسبب خلل مؤكد وفشل حقيقى فى نظام التعليم. المشكلة بين كثير من الفتيات أنهن لا يرغبن فى المعرفة وليس لديهن الفضول الحقيقى فى كسب معلومات عن أنفسهن أو عن أشياء قد تفيدهن فى الحياة الخاصة . سألت فتاة مقبلة على الزواج 32 سنة عما إذا كان لديها بعض المعلومات العلمية التى تؤهلها لفهم بعض الأمور وهى مقدمة على علاقة زوجية فوجئت بأنها تقول : وأجيب المعلومات إزاى ؟! هناك مشكلة حقيقية فى المعرفة لدى الفتيات وهذا ما يؤثر عليهن فى علاقتهن بالمجتمع ويؤثر عليهن سلباً فى قدرتهن على بناء شخصية قوية تستطيع مواجهة الكثير من التحديات والصعوبات فى المجتمع . القراءة لا تنمى العقل فحسب ولكنها وكما تعلمنا تغذى الروح والبنات المصريات فى أشد الحاجة لتغذية أرواحهن بالمعرفة والسمو الإنسانى والثقافة والانفتاح على عوالم أخرى تتيح لهن الحياة بوجهة نظر عميقة لا سطحية . الكتاب ليس رفاهية ولكنه ضرورة. أرسلت لى أنوار يافا بالإنابة عن مجموعة ومؤسسة تنمية المهارات إيميل مفيدا للغاية وهو عرض لكتاب مهارات القراءة السريعة وسأشاركك بعض ما طرحته أنوار يافا لتتأكدى بنفسك أن القراءة ليست رفاهية فى وقت يبحث فيه العالم عن أساليب جديدة لتطوير مهارات القراءة السريعة : ولماذا يجب عليك أن تنمى تلك المهارة؟ (1) القراءة تنمى ثقتى بنفسى. (2) القراءة تجعلنى أكثر كفاءة فى إنجاز أعمالى. (3) القراءة تجعل قراراتى أكثر فاعلية. (4) القراءة تزيد من فرص ترقيتى فى مجال عملى. (5) القراءة تجعلنى أكثر ثباتاً فى مواجهة الأزمات والضغوط. (6) القراءة تزيد من فهمى وإدراكى للأمور. (7) القراءة تجعلنى عضواً بارزاً وفعالاً فى فريق عملى. (8) القراءة تجعلنى لبقاً فى محادثة الآخرين. (9 القراءة تجعلنى أكثر دقة وذكاءً وبداهة. (01) القراءة تزيد من قدرتى على تحمل المسئولية. هناك أربع نصائح من أجل قراءة أسرع : (1) ادفع نفسك إلى القراءة، ولا تُضِيع وقتك فى معرفة كل كلمة على حدة. (2) لا تكن عبداً للمفردات، وابحث عن معنى المفردة لاحقاً. (3) اقرأ ولا تتكلم، ولا تنطق الكلمات وأنت تقرأ لأن ذلك يُقلل من سرعتك. (4) اعزل نفسك عن الضوضاء الخارجية وعوامل التشتيت. كما يستعرض الكتاب فى أحد فصوله هذا الطرح كما كتبت عنه أنوار يافا : طوّر مهاراتك فى القراءة: (1) اقرأ كثيراً، وخصص وقتاً لممارسة مهارات القراءة. (2) اقرأ من أجل الوصول إلى الأفكار الأساسية لما تقرأ. (3) طوّر قدرتك على الفهم بقراءة المقالات الصعبة. (4) خطط وقتاً محدّداً للقراءة، وصمّم على أن تنتهى فى الوقت المحدّد. (5) ركز انتباهك وابتعد عن مصادر التشتيت. (6) تمرس على تكوين الخرائط الذهنية لما تقرأ، سيزيد هذا من فهمك ومن ثم حفظك. (7) نوّع حركات اليد أثناء القراءة لتجريب طرق ووسائل أخرى. (8) كن مرناً ومتحكماً فى أن تكون سريعاً أو بطيئاً فى القراءة لأجل فهم أفضل. تذكرى جيداً ما قاله ويل روجرز مؤلف الكتاب : من لا يقرأ على الإطلاق ليس أفضل حالاً ممن لا يعرف كيف يقرأ!؟