ماجليش نوم إلا بعد ما مسحت بكرامة واحدة جزائرية الأرض، هكذا كتبت على الصفحة الخاصة بى فى الفيس بوك صبيحة يوم الأحد، فكان الدم يغلى بعروقى، وفجأة وكما يقولون العرق الصعيدى نطر، فأنا صعيدية الأصل، وشعرت أن ثأرى ليس للخلاص من فرد وإنما من شعب بأكمله أكرمناه وتعاملنا معه بالحسنى ليعض هو اليد اللى اتمدت له. لم أكن أتخيل يوما أن يدنس العلم المصرى على أرض الجزائر التى كانت شقيقة النضال وأركز على لفظ كانت. ردد الثوار المصريون بكل عزة وكرامة ومهابة السلام الوطنى المصرى أمام سفير الجزائر، وتزلزل حى الزمالك بأكمله تحت أقدامهم، وكأنهم يقولون للجزائريين نحن المصريين.. من تكونون أنتم؟ وهذه أول مرة أرى وأسمع مظاهرة يردد فيها المتظاهرون السلام الوطنى لدولتهم فعادة لا يردد السلام إلا للترحيب بالضيوف أو وقت الانتصارات، ولكن نحن من رددناه وقت الهزيمة، لنعلن أن الفراعنة قد انتصروا بأخلاقهم على الشياطين الخضر. يكتب الآن الجزائر شعبا وحكومة الصفحة السوداء فى تاريخه، فالحكومة هى التى دبرت وخططت لإرهاب المصريين، فحتى الجزائريين أنفسهم من يريدون ذلك، أما شبعهم ناكر الجميل فيبارك هذه الأفعال البربرية، ولا أنسى حين قالت لى الجزائرية اللى مسحت بكرامتها الأرض: أنتوا المصريين تستهلوا كل اللى بيحصل لكوا لكن الجزائريين رجال. فقلت لها: نعم أنتم رجال، فمن يروع أناسا آمنين بالغربة، ويكون هذا هو واجب الضيافة يصبحون رجالاً. ومن يدمر ويسرق وينهب هم الرجال، ومن يكذب ويلفق أيضاً رجال، كذبتم وصدقتم أنفسكم، فقولى لى أين هم أمواتكم، وكم عددهم وهل وصلت إليكم نعوشهم على أى حال، عندما تقيمون الجنازة الجماعية للمغفور لهم أمواتكم ابلغونا حتى نعلن حالة الحداد. هل تعلمين أن أهلك تسببوا فى فقء عين مشجعة مصرية فى السودان، وقد فعلها من قبل الاخضر بلومى رمزكم الموضوع على قوائم الإنتربول لأنه فقأ عين طبيب مصرى عام 98. أنتم الجزائريون من أشعل نار الفتنة حكومة وشعباً. وحكومتكم دبرت الإعتداءات على المصريين فى السودان، وكذبت خبر وفاة الجزائريين بالقاهرة بعد فوات الأوان. وافرحوا بالمونديال وبصورتكم اللى زى الزفت أمام العالم كله. فأصبحت الجزائر الآن تعنى الجهل والعصبية والدمار، فردت على: أنتم الهمجيون انظروا ماذا فعلتم بلاعبينا أثناء المباراة. فقلت لها: أنت لا تجدين ما تقولينه لحفظ ماء الوجه، ملعب إيه اسكتى دا أنتوا واخدين 7 إنذارات بسبب البلطجة. هكذا رددت عليها، وشعرت أننى فرغت شحنة بداخلى، جعلت الدم يغلى برأسى ولكن للأسف لم يستمر حوارنا لأنها امتنعت عن الإرسال لى. لست وحدى ولكن جيلى بأكمله الذين تجمهروا أمام السفارة الجزائرية يعلنون غضبهم ورفضهم ليس فقط لما لاقاه المصريون فى الجزائر والخرطوم، وإنما أيضاً عن صمت الحكومة المصرية تجاه القوى التى حشدتها الحكومة الجزائرية لإرهاب المصريين، فأين هى سفارة مصر بالسودان. ادعوا الآباء والأجداد أن ينظروا إلى مستقبل أبنائهم، ويتخيلونه فشباب 9002 الفراعنة يطالبون بطرد الجزائريين وسفيرهم من أرضنا، ويرفضون أيضاً ما تردده الأجيال التى عاشت حلم الثورة من أن العرب إخوة. فلم أر طيلة السنوات الماضية نظرة الأسى والحزن العميق فى عيون أبناء جيلى كما رأيتها هذه الأيام، فماذا يبقى لنا بعد أن دنس العلم المصرى وداست عليه أقدام أشقائنا العرب، أو كما كانوا فى السابق. فى نوفمبر 9002 كفر الشباب المصرى بالعروبة حتى وبفكرة المصالح المشتركة مع العرب.