◄ رئيس الموساد السابق: الرئيس السيسي أحبط المخطط الإسرائيلي لتهجير سكان غزة طوال الحرب الإسرائيلية على غزة التي استمرت عامين كانت مصر الصخرة التى تحطمت عليها المخططات الإسرائيلية لتهجير الفلسطينيين، حيث أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي باستمرار رفض مصر القاطع أى محاولة لتهجير سكان غزة، وتسبب صمود القاهرة فى فشل المخطط الصهيوني، كما كانت مصر لاعبا أساسيا فى جولات المفاوضات المضنية للتوصل إلى اتفاق لإيقاف إطلاق النار والتى كللت بالوصول لاتفاق السلام الذى تم توقيعه فى شرم الشيخ، بحضور العديد من قادة وزعماء العالم، وهو الاتفاق الذى أوقف حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية، كما أدى لبدء عملية إطلاق الأسرى والمحتجزين. كانت مصر تقف هذا الموقف المشرف فى زمن عز فيه الشرف تعرضت على مدى عامين لحملات تشكيك فى موقفها تجاه الإخوة الفلسطينيين، قادتها دول وجماعات إرهابية، بهدف تشويه الموقف المصرى، لكن جاء النصر من الله ليفضح المشككين والحاقدين، ورد كيدهم إلى نحورهم، بعد أن تم الكشف عن الموقف المصرى الذى أفشل مخطط التهجير من خلال العدو الذى اعترف بهذا الدور المُشرِّف، عندما أصدر يوسى كوهين رئيس المخابرات الإسرائيلية (الموساد) السابق كتابه «سيف الحرية: إسرائيل، الموساد والحرب السرية» أو «The Sword of Freedom: Israel, the Mossad, and the Secret War» والذى يكشف كوهين فيه الكثير من التجارب الاستخباراتية السرية من داخل الموساد، وكيف قاد عمليات جريئة، كما يناقش فيه خطة اقترحها لترحيل سكان غزة مؤقتاً إلى سيناء بعد هجوم حماس فى 7 أكتوبر 2023 على مستوطنات غلاف غزة وأسرها عددا من الإسرائيليين وقتل البعض، وقال فيه إن مجلس الوزراء الأمنى الإسرائيلى وافق على الخطة، وأن جزءا من تسويقه للخطة كان يتضمن أنها ستساعد على خفض الإصابات بين المدنيين. وأوضح كوهين فى كتابه أنه زار عواصم عربية لعرض الفكرة، لكنه واجه صعوبة بسبب مخاوف هذه الدول من تحول الترحيل المؤقت إلى دائم، مضيفا أنه أجرى اتصالات مع دول غربية وإقليمية للحصول على ضمانات دولية بأن التهجير سيكون مؤقتًا، ومن بين الدول التي تحدث معها الولاياتالمتحدة، وبريطانيا، واليابان، والصين، والهند. وأكد كوهين أن الرئيس عبدالفتاح السيسى رفض الخطة رفضا قاطعًا، ولذلك لم تتم كما كان مخططًا لأن هذا الرفض كان حاسمًا، لأن سيناء من الناحية الجغرافية جزء من مصر، وبالتالي أي تهجير جماعى هناك يستلزم موافقة القاهرة. كتاب كوهين تضمن أن الخطة كانت تهدف لترحيل نحو 1.5 مليون فلسطينى من غزة إلى شبه جزيرة سيناء بعد هجوم 7 أكتوبر 2023 ، لكن موقف مصر كان سببا فى إفشال الخطة، حيث أكد كوهين في الكتاب أنه كان هناك رفض قاطع من الرئيس السيسى للتهجير، مضيفا أن هذا الرفض أسقط مشروع التهجير عمليًا، كما وصف الرئيس عبدالفتاح السيسى بأنه العقبة الرئيسية أمام تنفيذ المخطط، محللا الموقف المصرى الرافض لتهجير الفلسطينيين بأنه يعكس أن هناك خطوطًا حمراء لدى مصر، وهى أن السيادة على سيناء والديموجرافيا المصرية لا يمكن تغييرهما بهذه الطريقة، وأن الرفض المصرى لا يكمن فقط فى الجانب الديموجرافى، بل أيضًا فى رؤية أن التهجير يعد تصفية للقضية الفلسطينية من وجهة نظر مصر، وأكد كوهين أن ملف تهجير سكان غزة أُغلق عمليًا بعد رفض مصر. كتاب رئيس الموساد السابق أكد دور مصر التاريخى كحارس للثوابت الفلسطينية، لأن رفض القاهرة للتهجير يعكس أنها لا ترى التهجير مجرد قضية أمنية فحسب، بل مسألة سيادة وكرامة فلسطينية، وأن التهجير إلى سيناء من وجهة نظر مصر قد يُنظر إليه كمساس بالهوية الفلسطينية ومخاطر ديموجرافية وسياسية.