دخل الحاج مكيافيللى التاريخ، ولايهم إن كان دخل من البوابة الرئيسية. والا سلم الخدامين ولانط من الشباك المهم أنه دخل والسلام، عندما أعلن مذهبه الانتهازى العظيم «الغاية تبرر الوسيلة» يعنى لو سعادتك هاتموت وتستوزر فى الحكومة أو تتطربش تحت القبة من حقك أن تدفع الفلوس إللى كسبتها من المخدرات رشوة للبهوات، وأن ترمى مية نار على خلقة المنافسين إللى تقطع الخلف، وبعد كل هذه السنوات.. قرر أسامة هيكل وزير الإعلام العاطفى أن ينافسه ويدخل التاريخ من المنور فأعلن مذهبه الملهم الذى سيغير تاريخ الطغاة فى العالم كله، وهو.. الحالة العاطفية.. تبرر الوسيلة يعنى لو حالتك العاطفية بتنقح عليك شوية، وعمالة تغز فى نافوخك خدها من قصيره، وافقع المدام سكينة فى كرشها، وإللى يكلمك قوله.. أنا معايا صك من الوزير العاطفى بأنى أعامل معاملة العاطفى يعنى.. ليس على العاطفى حرج. وطبقاً لهذا المذهب العبقرى فإن كل البلطجية الذين قتلوا الأخوة الأقباط والمسلمين أمام ماسبيرو، براءة إنشاء الله لأنهم كانوا معذورين لأن حالتهم العاطفية كانت تحت الصفر، ومش نافع معاها لاحشيش ولابانجو، وبقوا ماشيين يتهرشوا ويرفسوا خصوصاً لما عرفوا أن الجيش يتعرض لاعتداءات وحشية، ويستطيع بلطجية موقعة الجمل أيضاً الحصول على البراءة من أول جلسة لأنهم كانوا تحت وطأة حالة عاطفية جامدة جداً عندما أخبروهم أن العيال بتوع التحرير عاوزين يولعوا فى جتة الوطن عشان يتدفوا من البرد، ويشووا عليه درة، وقد ازدادت الحالة العاطفية عندهم لما قبض كل واحد خمسمائة جنيه وفوقهم حمار كمان فقاموا قومة رجل واحد لإنقاذ جتة الوطن، ويقال إن رئيس الوزراء الدرويش عصام شرف قد أرسل برقية تهئنة لهيكل على هذا الإنجاز التاريخى العظيم، وقرر اعتبار مذهب الحالة العاطفية هو برنامج عمل مجلس الوزراء فى الفترة القادمة عشان العيال الصيع إللى كل شوية تتهمه بالعجز والضعف وتطالبه بالاستقالة مايعرفوش - إلهى يولعوا بجاز - إن سيادته فى حالة عاطفية متردية، وملوش نفس يعمل أى حاجة، وقد نصحه الأطباء بعدم اتخاذ أى قرار حتى تستقر حالته العاطفية الثورية، كما أرسل الرئيس القفا بشار الأسد برقية تهنئة للوزير العاطفى، الذى أنقذه من دم السوريين لأن سيادته مضطرب عاطفياً، والدكاترة قالواله فش غلك فى أى حاجة فملقاش قدامه غير الشعب. الكارثة والفضيحة أن بعض المذيعين والمعدين تبرأوا من فضيحة الإعلام العاطفى بل إن المذيعة رشا مجدى اتهمت أحد المسئولين بأنه وراء تلك الأخبار المغلوطة، ومع ذلك يا أخى.. مازال الوزير العاطفى مصراً على أنه لاتوجد فضيحة ولاتحريض ولانيلة دى مجرد حالة عاطفية وهاتروح زى السحابة السودة كده وأن سيادته هايقف على باب أستديو الأخبار، ويحلف المذيعين على المصحف أنهم مستقرون عاطفياً قبل ما يدخلوا، وأن يدخل المذيع وفى إيده دكتور عاطفى من باب الاحتياط ماحدش عارف الضربة العاطفية هاتيجى منين.