شبح أزمة المرور وإشغال الأرصفة والطرق كما هو العادة سبق كل مظاهر روحانيات شهر رمضان الكريم حيث امتلأت ساحة ميدان السيدة زينب بشوادر الفوانيس والياميش حيث خرجت للطرق لتقف عائقا أمام كل سيارة وسائق مما أجبر السيارات علي الخروج من جميع الحارات الضيقة المجاورة وأشعل نيران الأزمة وزادت خنقة المواطن سائرا أو راكبا أو ساكنا. حيث يبدأ كل تاجر بتحديد مكان الشادر وتخصيص قطعة الأرض المجاورة للشادر ليضع فيها باقي البضاعة. ومن هنا يقول محمد الفيومي - سائق تاكسي - أن وجود هذه الشوادر يعطل حركة المرور بشكل كبير جدا خاصة أن ميدان السيدة زينب يمثل أكبر وأهم الميادين التي نصل من خلالها إلي العديد من المناطق والكثير من الأنفاق، فهذه الشوادر تمثل عائقا خاصة في شهر رمضان فكل شادر ليس له فقط شادر واحد، بل يقسمها لأكثر من 3 شوادر يباع فيها الكثير من البضائع ليس الفوانيس فقط بل تعدي الأمر إلي الحلويات وألعاب الأطفال المشهورة في الشهر الكريم. وأضاف الفيومي إن كل سائق الآن أصبح يبحث عن مخرج لكي يبعد عن هذه الأزمة فلجأ إلي الحارات المجاورة في ظل أن السيدة زينب تتمتع بالكثير من المداخل التي توصل في النهاية إلي نفس الطرق المختلفة. فالأزمة تتزايد يوما بعد يوم والشوادر لم تنته فكل لحظة يخترع البائع الجائل بضاعة جديدة حتي لا يترك مكانه. ويقول الحاج نابت الجوادي - تاجر فوانيس - إنه ورث هذه المهنة أبا عن جد ومكانه موجود منذ سنوات ولا أحد يستطيع القرب منه، فهذا الشادر مصدر رزق والمشكلة ليست فينا، المشكلة في زيادة السيارات التي تمر من هذا الطريق. فنحن نبدأ في التحضير لهذا الشادر منذ شهر أبريل ولكن هذا العام اختلف كثيرا فقد استعددنا منذ شهر فبراير لأن الثورة جعلتنا نخترع أشكال فوانيس جديدة. ثم نأتي إلي هذا المكان قبل بداية شهر رمضان بحوالي شهر لأن هذا الميدان يأتي ثاني أهم الميادين بعد الأزهر والربع أما عن تجار الياميش فهم دخلاء علي الميدان استغلوا أماكن الآخرين لعرض بضائعهم. بينما يري أحمد إبراهيم - 30 سنة أحد سكان الميدان أنه يعاني معاناة شديدة جدا بسبب هذه الشوادر وليس فقط الفوانيس بل أيضا السوبر ماركت التي تخرج عن القاعدة وتبني شادر لها أمام السوبر ماركت مما يشكل عبئا علي جميع السكان، بالإضافة إلي أن جراج الميدان تحول إلي شادر كبير فأصبحنا نجد صعوبة في ترك سياراتنا حتي أمام باب العمارة خاصة أن هذه الشوادر تظل طوال شهر رمضان ثم يتم استبدالها ببضائع العيد، فهذه المشكلة لا تنتهي ولا توجد قوانين تحمينا ولا أحد يطبقها إذا وجدت. • الأزهر والحسين ذروة الأزمة وتشتعل نيران المرور مرة أخري ولكن في مكان آخر لنجد الأزهر والحسين في مقدمة هذا الاشتعال ومع شهر رمضان الكريم تزداد الأزمة لأنه بداية أكثر من موسم حيث يفترش الباعة البضائع في كل مكان ولايهم البائع أن يخرج إلي طريق السيارات ويقف عائقا أمام سيولة المرور وفي نفس التوقيت يأتي الموسم الثاني وهو موسم شراء المفروشات وأجهزة العرائس فبالطبع قبل العيد تكثر الأفراح. ومن هنا الأزهر والحسين من أوائل الأماكن التي تباع فيها هذه الأشياء، بالإضافة إلي الموسم الثالث وهو موسم السياحة الخليجية كما يطلق عليه تجار المنطقة لأن العرب يعشقون جو القاهرة في رمضان لذلك يتزاحمون في أحياء الأزهر والحسين فكل هذه التكدسات تجعل منطقة الأزهر والحسين مأزقاً في حد ذاته يواجه المنطقة. ومن هنا يقول الحاج أحمد رجب العطار صاحب محلات عطارة إن هذا المكان يشهد ازدحاماً لاينتهي فطوال اليوم حركة البيع والشراء مستمرة بشكل غير طبيعي فبالفعل نضطر إلي وضع باقي البضائع خارج المحل وخاصة ياميش رمضان لأنه يوجد أكثر من نوع لكل صنف فالمحلات لاتحتمل ذلك فهذا مصدر رزقنا ووظيفتنا التي لانتخلي عنها فهذه المنطقة مكتظة كعادتها، فنحن لانعطل المرور بل كثرة سيارات الأجرة التي تحمل الأشياء هي سبب أزمة المرور لأنها كثرت بشدة خلال هذه الفترة. بينما يقول حسن عبد العظيم سائق تاكسي إنه يعاني معاناة شديدة عندما يأتي لهذه المنطقة ولكن هي مكان رزق مغر ولكن المعاناة تكون بسبب أصحاب محلات الموبيليا والستائر لأن كل محل تقف أمام أبوابه سيارات الأجرة الخاصة به بالإضافة إلي سيارات النقل التي تمتليء بها الطرق ونضطر الانتظار حتي تمتليء بالبضاعة أو تفرغها فكل هذا يخلق أزمة جديدة. ومن ناحية أخري يؤكد مجدي عبد الفتاح أحد سكان الأزهر أنه يعاني من شدة الازدحام والضوضاء التي تسببها أزمة المرور فطوال اليوم صوت كلاكسات السيارات ومشاجرات التجار مع الباعة الجائلين مستمرة وغيرها من مشاكل سائقي التاكسي مع سائقي سيارات النقل فلا نجد من يوقف هذه المهزلة بالإضافة إلي أن التجار يقدمون رشوة منتظمة شهرياً لكي يستمر غض طرف شرطة المرور عن المخالفات التي تقوم بها سيارات النقل. بالإضافة إلي السيارات التي تقف أمام بداية شارع الأزهر فهناك نوعية من السيارات، سيارات خاصة بالنقل السياحي وفي الجانب الآخر سائقو التاكسي الذين يستمرون في الانتظار حتي يركب معهم سائح، فالمرور أزمة لاتنتهي وإن كانت تبلغ ذروتها في شهر رمضان.