بعد اختيار الفنان الكبير محمد صبحي سفيرا لمنظمة الإغاثة الإسلامية كان لنا لقاء معه بعد اختياره في حفل الإفطار 18 أغسطس. سألناه: نبتدي منين الحكاية؟! الحكاية تبتدي عندما اتخذت قرارا بالسفر علي نفقتي الشخصية لأوروبا لمقابلة الجاليات المصرية هناك من أجل جمع التبرع لحملة المليار لإزالة العشوائيات وحدث أن تحدثت مع الفنانة حنان ترك وعرضت أن تقوم منظمة الإغاثة الإسلامية بمعاونتي في جمع التبرعات. واعترف بمنتهي الصراحة أنني مثلي مثل كل العرب والمسلمين أعاني من «فوبيا» كلمة «إسلامية» ولا أطمئن لحروف هذه الكلمة نظرا لانتشار الأفكار المتطرفة المتسترة وراء الإسلام.. ووجدتني لم أهتم بهذا العرض.. ولكني فوجئت بعد ساعتين من حديثي مع حنان ترك بأن هناك ناس كلمتني من لندن وألمانيا وفرنسا وقالوا لي أنهم ممثلون عن منظمة الإغاثة الإسلامية وعرضوا أنهم سيقومون بتنظيم الجاليات المصرية من أجل حملة المليار، وكنت في بادئ الأمر سأعتمد علي السفارات المصرية في أوروبا، ولكن فوجئت باستقبال رائع في بريطانيا من هذه المنظمة في المطار ثم اتجهت إلي مقر المنظمة في برمنجهام في بريطانيا وأروني نشاطهم في كل أنحاء العالم إذ لديهم ألفا مكتب يمثلهم في العالم كله.. هذا بخلاف أنهم حصلوا علي المركز الثاني علي مستوي العالم بعد منظمة الصليب الأحمر.. ولقد قدمت هذه المنظمة لحملة المليار لإزالة العشوائيات مساعدات عبارة عن ثلاثة ملايين دولار كاش للبنك المركزي هذا بخلاف أربعين مليون دولار خاصة بالأعمال الفعلية لمشروع المليار.. وتلقيت عرضا من المنظمة لأن أكون سفيرا عنها ولكني رأيت أن أجد وقتا للتفكير.. وكنت قد تلقيت عرضا لأن أكون سفيرا للنوايا الحسنة من الأممالمتحدة وتكرر عرضهم لي ثلاث مرات، ولكن إجابتي كانت فورية لهم: أنا مش مؤمن بالعمل في الأممالأمريكيةالمتحدة. فقالوا لي: اسمها الأممالمتحدة!!.. فقلت لهم: أنا أصحح اسمها لكم فهي لم تعد الأممالمتحدة وإنما يجدر أن يطلق عليها اسم الأممالأمريكيةالمتحدة، وأنا معنديش استعداد للعمل مع النظام الأمريكي!! ويضيف محمد صبحي قائلا: لكن فيما يخص منظمة الإغاثة الإسلامية فلقد تم اختياري سفيرا عنها.. وسوف يعقد مؤتمر صحفي خلال الشهر الحالي لكي يعلن بداية العمل في حملة المليار وبعدها سأستعد للسفر لأمريكا لمقابلة الجالية المصرية هناك لمواصلة نشاطنا في هذه الحملة القومية.. هي دي الحكاية من البداية. سألته: ألم تتخوف من كونها تحمل عبارة «إسلامية». أجابني: أعترف بأنني أعاني من حالة فوبيا من كلمة «إسلامية» وأعتقد أن هذه الفوبيا مصاب بها كثيرون غيري.. ولكنني عندما التقيت المهندس حشمت خليفة في لندن وشاهدت من خلال مؤتمراتهم وأفلامهم التسجيلية نشاطهم الإنساني، قلت في نفسي هذا هو الإسلام الحقيقي، فالدين الإسلامي يتعامل مع الإنسانية بكل عقائدها وتياراتها ويحترم اختلاف الرأي.. فهذه المنظمة نشاطها إنساني يطوف بإغاثاتها عبر العالم. واكتشفت أن مخاوفي من كلمة إسلامية كان سببها هو ما بثه النظام السابق من مفاهيم خاطئة جعلتنا كمسلمين نخاف من بعضنا البعض، ونخشي أي تيارات متطرفة تتستر خلف عباءة الدين. وربما تندهشين عندما تعلمين أن الكاتب الكبير مجدي صابر الذي لم يسبق له الانضمام لأي جمعيات خيرية أو منظمات قد انضم لهذه المنظمة منذ خمس سنوات علما بأنه مسيحي الديانة، وذلك لأنه لمس بالفعل أنها تعمل وتتعامل مع الإنسانية كما نصت عليها كل الأديان. وقد أعلنت سعادتي باختياري سفيرا لهذه المنظمة في حفل الإفطار الذي أقيم يوم 18 أغسطس الذي ضم نخبة من أهل الفن وا لصحافة والإعلام والرياضة والاقتصاد، وسوف أبدأ نشاطي معها خلال الأيام المقبلة بالتنسيق مع المهندس حشمت خليفة في لندن ومع السيد يسري الطحاوي رئيس قسم السفراء وربنا يوفقنا.