مع بداية شهر رمضان بدأت حنان ترك إجازتها الفنية للتفرغ لطقوس شهر رمضان من عبادة ودعوات إفطار هذا إلى جانب نشاطها الخيرى والتطوعى. ومع آخر مشهد من مشاهد مسلسلها الرمضانى «نونة المأذونة» والتى قامت بتصويرها. التقيت بها ليدور الحوار بيننا حول المسلسل وعن نشاطها فى حملة المليار لإزالة العشوائيات وعن جهودها كسفيرة لمنظمة الإغاثة الإسلامية فى لندن... * بداية سألتها: «نونة المأذونة» أثار جدلا قبل عرضه بأيام منذ شهر رمضان.. فهل دورك فى هذا المسلسل بمثابة ثورة على الرجال ممن يشتغلون فى هذه المهنة؟! - ابتسمت لسؤالى وأجابت: نونة المأذونة هى مهنة موجودة بالفعل من قبل ما نعمل المسلسل بعدة سنوات، ويوجد فى مصر حتى الآن ثمانى مأذونات ومنضمات لنقابة المأذونين.. وهذا ما جذبنى إلى أن أقوم بهذا الدور لأن الموضوع جديد ولم يسبق تقديمه فى تاريخ الفن، ربما جاء الجدل بسبب أن المجتمع لا يزال غير متقبل لوجود المرأة فى مثل هذه المهنة، ولكن سوف تظهر ردود الفعل أكثر وأوضح بعد انتهاء شهر رمضان. * تم اختيارك كسفيرة لمنظمة الإغاثة الإسلامية فى لندن.. فكيف جاء هذا الاختيار وما الجديد الذى أضافه لك هذا المنصب؟ - منظمة الإغاثة الإسلامية هى منظمة تعمل على مساعدة كل المحتاجين والمنكوبين من كل البلاد ومن كل الأديان.. وهى تضم مجموعة كبيرة من المشاهير المتعاطفين مع القضايا الإنسانية.. ففيها الفنان محمد صبحى والفنان طارق الدسوقى وكابتن نادر السيد والإعلامى علاء بسيونى والداعية مصطفى حسنى والداعية عمر عبدالكافى والحاجة ياسمين الخيام وغيرهم.. وهى منظمة لها دور فعال منذ إنشائها من سبع سنوات.. وجاء اختيارى عن طريق صاحب فكرة إقامة هذه المنظمة السيد/ حشمت خليفة وهو مصرى مقيم فى بريطانيا وهو مدير قطاع تنمية الموارد داخل هذه المنظمة. - أما عن الجديد الذى أضافته هذه المنظمة لى من خلال عملى كسفيرة فيها فهو سفرى للعديد من الأماكن البعيدة المحتاجة للإغاثة فلقد سافرت إلى دارفور والعراق وغزة ومتابعة أحوال المنكوبين من الأطفال وأسرهم المتضررين.. وأتمنى فى القريب العاجل أن أتجه إلى الصومال وأن تتاح لى هذه الفرصة بإذن الله. * حنان إنتِ من النجوم التى تعرضت لضغوط شديدة فى ظل النظام السابق وتم اتهامك بتهمة أنتِ بريئة منها.. والآن بعد سقوط النظام بدأت بعض الفنانات فتح ملفات هذه القضايا وكشف المستور.. فهل ستفتحين ملف قضيتك؟ - أجابتنى: ربى حبيبى رد لى حقى.. يكفينى نصرة ربنا للثورة المصرية، هذه النصرة أخذت حقى من إللى ظلمونى ومش هأفتح أى دفاتر قديمة. * لو أتيحت لك فرصة لمقابلة أحد من ظلموك من رموز النظام السابق، هتقابلى مين؟ ! - على الفور قاطعتنى: مش عايزة أقابل أى حد منهم وكفاية إللى اتعرف عنهم واتقال عليهم!!! * واضح من نشاطك بعيدا عن الفن أنك ستتجهين للعمل السياسى. - قاطعتنى: لن أتجه لأى نشاط سياسى لأن السياسة مش تخصصى ولا أفهم فيها مثلما يفهمها من عمل فيها أو درسها.. أما أنا وإللى زيى فسوف نتجه إلى العمل الاجتماعى والخيرى لأن المجتمع فى ظل الظروف الحالية مش هيتبنى بالسياسة لوحدها. * قلت لها: يبدو لى من كلامك أن «الماضى» سقط من ذاكرتك؟ - أنا لابسه لجام على عينيا لأنى عايزة أوصل لبر الأمان مع ربى ومش هأبص ورايا.. أنا هأبص لقدام وبس!! * حنان قبل وبعد الحجاب.. ماذا تغير فيها وحنان قبل وبعد الثورة المصرية.. ماذا تغير فيها؟ - حنان قبل وبعد أى حاجة لم يتغير فيها شىء سوى حاجتين وهما إنى لبست الحجاب وعرفت أنام!! وكنت فى الماضى لا أعرف النوم لأنى دائمة التفكير.. أما الآن فأنا راضية النفس ومطمئنة وقبل نومى أردد أدعية ما قبل النوم وأنام. * هل كان لك دور أثناء قيام ثورة 25 يناير كمصرية وكسفيرة لمنظمة للإغاثة الإسلامية؟ - للأسف لا!! فأنا لم أكن فى مصر يوم 25 يناير وكنت فى غزة ضمن لجنة الإغاثة الإسلامية.. وفى يوم 28 يناير جمعة الغضب كنت فى العراق وانقطعت الاتصالات التليفونية والإنترنت، وكنت قد تركت أولادى وأمى فى مصر مما جعلنى أقطع رحلتى من العراق إلى سوريا عن طريق البر ومن سوريا رجعت بالطيارة لمصر - وتابعت ما يحدث وكنت سعيدة بما حققه شباب الثورة والشعب والجيش. * هناك دعوات مختلفة من ائتلافات شباب الثورة لانضمامك لهم أو المشاركة فى ندواتهم.. ما تعليقك؟! - قدراتى لن تستوعب أكثر مما أقوم به حاليا فكل ما يشغلنى الآن بخلاف عملى الفنى هى ثلاثة أشياء وهم: أولادى الثلاثة وأمى - وعملى فى جمعية حياة بلا تدخين - وعملى فى منظمة الإغاثة الإسلامية. ومعنديش استعداد أخليهم أربعة أشياء، فهذا يكفى قدراتى الآن!! * إمتى تيأسى.. إمتى تهربى.. إمتى تخافى وإمتى تغضبى؟ ! أجابتنى: لم أعرف اليأس فى حياتى فأنا مؤمنة بقول الله تعالى «قل يا عبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله». ولم أعرف الهروب فى حياتى.. وأخاف لو حسيت إن ربنا غير راضى عنى.. وأغضب لما أحس بظلم الآخرين لى.. وللعلم أنا لست عصبية، لكن تقدرى تقولى أننى طويلة البال والصبر، ولكن اتقى شر الحليم إذا غضب!! * قلت لها: وما رسالتك لشباب الثورة؟ ! - أقول لهم: يحيا شباب الثورة.. وأعلم جيدا أنكم مش هتسيبوا دم الشهداء وأنتم إللى هتيجبوا حقوق البلد.. ولكن إحنا بنعيش فترة محتاجين فيها لبعض التروى وكل جبهة تسمع الجبهة التانية عشان نقدر نمشى لقدام. *وفى النهاية سألتها ماذا تقولين لحنان ترك.. قالت: - أنا عايزة أخلى ودانى أطول من لسانى عشان أسمع أكثر ما أتكلم.. وهى دى فلسفتى إللى ماشية عليها دلوقت!!؟